مدارسنا تقود المستقبل بـ«التعلم الذكي»

ت + ت - الحجم الطبيعي

في سباق دولة الإمارات مع الزمن نحو تحقيق المزيد من الريادة العالمية، تدرك وزارة التربية والتعليم قيمة التحديات المفروضة أمامها، وقدر المسؤولية التي تتولاها، لإعداد أبناء الدولة وفق مواصفات مستقبلية، تراعي متطلبات التنمية المستدامة والتقدم المذهل والمتسارع في الدولة في شتى المجالات، وتراعي كذلك ما يمكن التنبؤ به في السنوات المقبلة من احتياجات وتغيرات على الساحة الدولية (علمياً واقتصادياً وتقيناً واجتماعياً.. إلخ)، التي تستلزم توافر مهارات وقدرات عالية في أجيال الغد وقادته.

يأتي ذلك كله في إطار حرص الوزارة واهتمامها البالغ بربط الطالب بنظام تعليمي قائم على تقنية المعلومات والوسائل الذكية، والطرائق الرقمية، مراعية في ذلك المستجدات الحديثة والتغيرات السريعة في عالم التكنولوجيا، وذلك من خلال (برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي)، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في العاشر من أبريل من العام 2012، وتنفذه وزارة التربية والتعليم، بالتعاون المثمر والدعم اللامحدود من هيئة تنظيم الاتصالات.

وكانت الوزارة قد بدأت في العالم الأول للبرنامج (المرحلة التمهيدية 2012/2013) بـ14 مدرسة من مدارس الدولة، موزعة على مختلف المناطق التعليمية، ومستهدفة على وجه التحديد طلبة الصف السابع. ومع النجاح اللافت في تلك المرحلة، قفز عدد المدارس المنفذة للبرنامج إلى 123 مدرسة، في إصرار واضح من جانب المخططين والمنفذين في الوزارة والميدان، على تحقيق طفرة ملموسة..

ولاسيما مع الاستجابة الواسعة للبرنامج، من قبل مديري المدارس والمعلمين وحتى الطلبة وأولياء أمورهم. وقد بلغ عدد الطلبة المستفيدين من التعلم الذكي هذا العام، في مختلف المناطق التعليمية: 11402 طالب وطالبة، تم تزويدهم جميعاً بأحدث الأجهزة اللوحية، ويشرف على تعليمهم 1343 معلماً ومعلمة، في أكثر من 434 فصلاً دراسياً مزوداً بآخر ما جادت به التقنيات ووسائل التعليم وطرائق التدريس الحديثة، من أدوات وتجهيزات.

في هذه الأثناء أكدت شركة «سامسونغ» العالمية، في دراسة حديثة أجرتها أن الإمارات هي الدولة الوحيدة من بين 11 دولة متقدمة، جعلت «التعلم الذكي» مشروعاً وطنياً، مدعوماً بإرادة سياسية وتطلعات مجتمعية واسعة الأفق والنطاق.

لم يقف الأمر عند هذا الحد تجاه هذا البرنامج الطموح، فبعد ثلاثة أيام من المناقشات والفعاليات التربوية المصاحبة، وفي ختام منتدى التعليم العالمي في لندن نهاية يناير الماضي، تم الإعلان عن أن برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي، هو أول برنامج في العالم يطبق على أرض الواقع وبشكل شامل في المدارس، وأنه جاهز لتطبيق نظام التقييم ومؤشرات القياس العالمية، وذلك استناداً لتقارير ودراسات رسمية أجرتها المؤسسة الرائدة في صناعة التكنولوجيا والبرامج التقنية في العالم (hp).

وقد دفع هذا الإعلان الذي جاء مدوياً، وزراء وقيادات تربوية ومسؤولين، ممن شاركوا في المنتدى، إلى الإقبال على منصة وزارة التربية والتعليم في المعرض المصاحب، للتعرف إلى المزيد من التفاصيل حول برنامج التعلم الذكي، والإطلاع على فكرة البرنامج وأهدافه وتجربة دولة الإمارات المميزة في تطوير التعليم.

يذكر هنا أن (برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي) لم يأت من فراغ، فقد سبقته جهود كبيرة، استهدفت تحديث البنية التحتية لمدارس الدولة، وتطوير مرافقها التربوية والتعليمية، وحتى الترفيهية، بوسائل وتقنيات حديثة، وشبكة اتصالات وإنترنت فائقة، مهدت بدورها لإطلاق هذا البرنامج غير المسبوق.

خطة استراتيجية

 في ضوء تلك الثقة الكبيرة محلياً وعالمياً بهذا البرنامج النوعي، بحثت اللجنة العليا لبرنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي، الخطة الاستراتيجية للبرنامج، وتنفيذ مراحلها المقبلة، وأكدت اللجنة أهمية ربط تنفيذ البرنامج وتعميمه بالمنهجية الجديدة لوزارة التربية والتعليم، التي تضمنت مجموعة القرارات والتوصيات والمبادرات الصادرة عن الخلوة الوزارية الاستثنائية ومختبر الإبداع الحكومي للوزارة والأجندة الوطنية، مع ربط تعميم برنامج التعلم الذكي ببرمجة زمنية، تصاحبها أعمال تقييم مستمرة لكل ما يطرأ على البرنامج من تطور، ولاسيما في جانب تكنولوجيا التعليم سريعة التغير والتحديث.

Email