هشام الرميثي: قيم الأديان مدرسة للتسامح

ت + ت - الحجم الطبيعي

ينتصر التسامح على التطرف عبر القيم المشتركة بين الأديان السماوية، وقد قدم الرسول صلى الله عليه وسلم، قدوة رائعة في التعايش بين المسلمين مع غيرهم، وتعاملهم معهم في أمور الحياة كلِّها، فالتعايش بين الأديان والمعتقدات من أهم الأمور التي تبنى عليها المجتمعات المتحضرة، الرامية للعبور إلى المستقبل.

أكد الأكاديمي والباحث الشرعي البحريني الدكتور هشام الرميثي، أهمية الوسطية والانفتاح على الآخر، وتقدير الأديان الأخرى وممثليها، مبيناً أن اختلاف المجتمعات والأفراد في المعتقدات الدينية لا يعني التصادم والانقسام، بقدر ما يساعد على التنوع في الأحكام والأعمال والأفكار، فالقيم المشتركة بين الأديان السماوية مدرسة في التسامح.

وأوضح الرميثي في حديثه لـ«البيان» من العاصمة البحرينية المنامة: «قدم لنا الرسول صلى الله عليه وسلم، قدوة رائعة في التسامح وتعايش المسلمين مع غيرهم، وتعاملهم معهم في أمور الحياة كلِّها، التجارية والاجتماعية ولنا في رسول الله قدوة حسنة، عندما توفّيَ ودرعُهُ مرهون عند شخص يهودي، ما يدل على مدى التعايش الذي كان يسود آنذاك بين سكان المدينة».

وأضاف: «لو أمعنا النظر في الديانات السماوية المتنوعة لوجدنا أنها تدعو إلى الحق والتسامح والتعايش، فالإنسان خُلق وفُطر قلبه على الحُب والسلام، وعليه فإن التقارب بين ممثلي الأديان وتعايشهم يساعد على نبذ الاختلاف والفكر المتطرف، وعدم الإساءة لما يعظمه الأفراد الذين ينتمون لمعتقدات مختلفة».

وأردف الرميثي: «التعايش بين الأديان والمعتقدات من أهم الأمور التي تبنى عليها المجتمعات المتحضرة، الرامية للعبور إلى المستقبل، ومن المهم هنا إيجاد النقاط السامية المشتركة بين جميع الأديان، والعمل على تقوية أواصرها، وإيجاد الطريق لها كي تكون جزءاً أصيلاً ومعاشاً من ثقافة المجتمع وقيمه السائدة والمستمرة».

ويوضح: «حين نزور المنامة، عاصمة مملكة البحرين، نراها نموذجاً لكل مناطق البحرين، حيث تتربّع على مساحة لا تتجاوز الكيلومتر المربع الواحد، لنجد فيها أروع مشاهد التعايش والتسامح، فالمسجد يقف شامخاً جنباً إلى جنب مع المأتم، والمعبد يجاور البهائية، وروّاد هذه المراكز الدينية يتجاورون ويتزاورون في كل المناسبات الدينية والاجتماعية والوطنية، يهنئون بعضهم بكل احترام وقبول، دون أن يمسَّ أي منهم خصوصية الآخر وحريته في أداء العبادة».

Email