مسيرة من فضة وذهب، متوجة بالمجوهرات!

عزة القبيسي مسيرة من فضة وذهب

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ولدت مصممة المجوهرات والفنانة التشكيلية والنحاتة الإماراتية عزة القبيسي في إمارة أبوظبي، ومنذ سني طفولتها المبكرة، كان الفن والتصميم والابتكار محط اهتمامها، ومثار فضولها، ما جعل من الإبداع بذرة تنمو مع تشكل وعيها، وتكبر معها. وكان من المقدر أن يتحول هذا الاهتمام، وذلك الفضول، إلى شغف من نوع خاص، له أثره عليها، وعلى نوعية استقبالها للعالم من حولها، بل ولعب دوراً مهماً في توجيه حياتها نحو مسارات غير تقليدية.

فقد اتجهت إلى الحصول على البكالوريوس في صياغة الفضة وتصميم المجوهرات والحرف المصاحبة، ثم شهادة الماجستير في الصناعات الثقافية والإبداعية، من خلال مسيرة علمية قادتها إلى المملكة المتحدة للدراسة والتحصيل العلمي في كلية تشيلسي للفنون والتصميم، وجامعة جيلدهال في لندن.

في الواقع، يبدو العامل العائلي أساسي في تجربة عزة القبيسي، التي ورثت الاهتمام بالتصميم من والدها، الذي يهوى جمع الأحجار الكريمة، في حين أن تأثير والدتها التي كانت لها تجربة سابقة في تصميم المجوهرات، يبدو حاضراً وملهماً.

في جانب آخر، تحضر بيئة الإمارات وتقاليدها وموروثها الشعبي في أعمال عزة القبيسي، فقد شكلت هذه كلها أركان القصة التي ترويها الفنانة في مجموعاتها الفنية، التي تسرد حكايات الصيد والغوص على اللؤلؤ والحياة في أقاصي البحار، ومن هنا جاء موضوع مجموعتها المسماة بـ«سيمفونية البحار»، كما أن مجموعتها «دموع الملائكة» تعكس عمق العلاقة التي تربط بين شعب الإمارات والبحر والصيد.

لم يطل الأمر بعزة القبيسي قبل أن تلفت تصاميمها الأنظار في أبوظبي، حيث أقامت معرضها الأول عام 2004، ليكون البداية التي تنقلها إلى المجال المهني الأوسع، حيث شاركت في «إكسبو 2015 ميلان»، وكذلك في فعاليات أسبوع الفن في برلين عام 2017، ثم معرض الإمارات لقصص التصميم في إيطاليا عام 2018، و«إكسبو 2020 دبي» من خلال أعمال عرضت في الجناح السوري وجناح مالطا.

حصلت عزة القبيسي على جائزة رواد الأعمال الشباب المبدعين من المجلس الثقافي البريطاني عام 2011 بعد افتتاحها صالة عرض فنية أطلقت عليها اسم «فويس غاليري»، كأفضل رائدة أعمال في التصميم والأزياء.

أطلقت عزة القبيسي هذا العام مبادرة «لمسة إبداع»، تجمع أصحاب الموهبة في مجال التصميم من الشباب الإماراتيين، وتقدم الدعم والتشجيع والنصح والإرشاد لهم، وتعينهم على تنمية مهاراتهم وصقلها.،كما أسست مشروعها الرائد «صنع في الإمارات»، الذي يسلط الضوء على الصناعات المحلية من الحرف والتصاميم.

شكلت الحروف العربية جزءاً من اهتمامات عزة القبيسي في أعمالها الفنية، لا سيما المنحوتات، حيث شاركت في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، بمنحوتات لأعمال من أشعار وقصائد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومنها قصيدة «الصقور المخلصين»، وأنجزت كذلك عملاً أطلقت عليه «أبجدية الشهداء»، وشكلت الحروف الأبجدية فكرة وأساس هذا العمل.

لم تغب البيئة المحلية عن أعمال عزة القبيسي عن معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، وحافظت على المشاركة به منذ عام 2005، حيث قدمت من خلاله بعض أهم أعمالها، التي اعتنت على وجه خاص بالثقافة المحلية في الإمارات.

وبغض النظر عن نوعية العمل الذي تقدمه عزة القبيسي، سواء كان نحتاً أم مجموعة تصاميم، إلا أنها حريصة دائماً على طبع بصمتها الخاصة، وبلورة أفكارها الفنية، واستيعاب أفضل الأساليب، لتصنع مسيرة متفردة.
 

Email