يد واحدة تقهر المضمار!

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

التفاف العجلات كان «دينمو» يذكّره بأنه شخص مختلف، وهو يعبر على صراط قصة كفاح لم تركن إلى اليأس، معولها يد واحدة، لنتساءل كيف ليد واحدة أن تقهر المضمار لتصفق فرحاً بالنصر؟، بعدما حفظنا في قناعاتنا الراسخة المثل القائل «يد واحدة لا تصفق»، لكن في قصة الشاب عبدالله البلوشي، يد واحدة تعني الكثير.

2005 كانت رحم ولادة الشغف، وتعلق عبدالله الوطيد برياضة ركوب الدراجات التي بدأت معه منذ بواكير سن المراهقة، ليصبح بطلاً رياضياً وطنياً، يعلي راية الإمارات في كل مضمار، مصمماً على الإنجاز، إلا أنه لم يفكر يوماً أن عائقاً قد يكون القشة التي ستقصم فلك الدوران المحموم في فلك الرياضة التي أحبها، حادث كان اللحظة المفصلية في هذه القصة، ليعيد رسم كل شيء من جديد، كقصة بيضاء بلا سطور.. كحلم بلا مضمار..!

على مسرح الحياة

2012 أسدلت الستار على فصول لم تستعر بعد على مسرح الحياة، خيوط عنفوان الأمل تهاوت وغدت ماثلة بصمت أمام عبدالله، وعلى سرير الألم الأبيض، بدت الذكريات متشبثة به أكثر، إلا أنه تخلت عنه يده التي بترت بفعل إصابته الشديدة التي تعرض لها، رحلة طويلة إلى ألمانيا استمرت سنتين خضع خلالها عبدالله لــ 40 عملية جراحية، أبعدته عن المضمار، أبعدته عن الشغف، جعلت أحلامه حبيسة المبضع والمشرط، غربة شعور، ومصير بلا وجهة، ومستقبل لم يكن يدرك مداه، «اعتقدت أنها نهايتي..» هكذا عبر عبدالله عن شعوره بعد سماعه لحديث الطبيب أنه لن يستطيع مجدداً أن يحرك يده، ألم لم يستطع عبدالله تحمله، شعر بأن جناح عزمه قد بتر.. فهل ستتبعثر الخُطى إلى المضمار؟

بوصلة باتجاه واحد

«وكالإجابة التي كانت صعبة.. لم يكن الطريق سهلاً أبداً أن أعود إلى شغفي، كانت مهمة صعبة وفي بعض الأحيان مستحيلة»، بهذه الكلمات عبّر عبدالله عن عودته إلى الحلم، لاسيما أن رياضته التي أحبها تحتاج إلى بذل جهد كبير لمسافات طويلة، فكان هذا التحدي أشبه بإلهام في حياته، لأنه آمن أن طريق العودة وإن كان صعباً، لن يظل طريقه، الذي وجد ملامحه في نادي دبي لأصحاب الهمم، وفي الوقت الذي استطاع فيه عبدالله أن يضع يده على مقود الدراجة، أدرك أن عليه أن يقطع درباً طويلاً، ليسترد طاقته ومهارته، ليصبح أفضل مما كان عليه، ورغم التحديات، كانت 2019 إيذاناً بالنصر الكبير، حينما تقلد عبدالله ميدالية برونزية في بطولة آسيا، والمركز الثاني في بطولة آسيوية لسباق الدراجات، ليؤكد على حقيقة راسخة في أعماقه، وكأنها هبة جعلته يصل إلى ما هو عليه «اليد الواحدة ساعدتني في تحقيق ما عجزت عنه سابقاً.. وسأبقى أتحدى نفسي لأصل..».

وفي المشهد الأخير.. لم يتوقف عبدالله وهو يقود دراجته الهوائية الرياضية، بهمة لا تعرف الكلل، مغادراً إلى الحلم الماثل في آخر المضمار.

Email