أكثر من تجربة تسوّق وترفيه

إبداعات تسكن ثنايا القرية العالمية !

تصوير: عبد الحنان مصطفى

ت + ت - الحجم الطبيعي

لكل منّا سبب يدفعه لزيارة القرية العالمية قد يشابه أسباب زيارة كثيرين سواء للاستماع بالعروض الفنية أو المأكولات أو التسوق أو التعرف على ثقافات البلدان، فهي مجتمعة تلخص وصفة نجاح القرية العالمية على مدار الأعوام الـ 20 الماضية، لتعتلي القرية صدارة الوجهات العائلية للترفيه والمرح.

لكن، قد يكون البحث عن ما هو غريب وغير تقليدي سبباً آخر لتوافد شريحة كبيرة من الجمهور ففي كل عام تحمل القرية الكثير من المفاجآت لزوارها فحتى وإن كنت من روادها الدائمين، أمامك الكثير لاستكشافه بين زحمة التسوق والبحث عن الترفيه.

 تخبئ القرية العالمية في جعبتها مواهباً مدهشة وفنوناً وتفاصيل جميلة تضفي على تجربة زيارتك شعوراً بالمتعة والبهجة وسط الفعاليات المتنوعة والعروض الفنية اليومية التي تلتقي بك في ردهاتها وعلى مسرحها.

سنأخذك هنا في جولة على فنون متميزة ومعروضات فريدة من مكنونات الخليط الثقافي الذي تجمعه القرية، التي قد تشاهد بعضها للمرة الأولى حتى تحظى بتجربة أكثر غنى وروعة في زياراتك المقبلة لها.

فن الكاريكاتير

تمثل القرية الهندية في القرية العالمية ساحة للفنون حيث يفترش الفنانون طرقاتها لعرض مواهبهم في فن الكاريكاتير والبورتريت. الفنان الهندي سادانندان اختار لنفسه بقعة في منتصف إحدى ردهات القرية الهندية بين المحلات التي تبيع الأقمشة والزنية ليمارس فن رسم الكاريكاتير على مرأى الزوار الذي يجوبون القرية.

سادانندان الذي يشارك في القرية العالمية للعام الثالث على التوالي لا يتعمد تغيير ملامح وجه الزبائن لدرجة كبيرة وإنما يحاول إبراز الملامح المميزة كالأنف والفم بشكل طريف يمكّن الناظر للكاريكاتير من تكوين رابط بينه وبين الشخص الحقيقي.

ولإنجاز أعماله، يستخدم سادانندان مواداً مختلفة كالألوان الخشبية والفلوماستر وأقلام الرصاص والحبر في حين  يستغرق دقيقتين للتفكير في كيفية تحويل وجه الشخص إلى لوحة كاريكاتيرية.

الرسم بالرمل

"بحبات الرمل أخلق حياة" هكذا عبر الفنان الأردني علي محمد يوسف عن فن الرسم بالرمل الذي يبهر به زوار القرية العالمية أمام جناح فلسطين.

ففي قوارير زجاجية مصفوفة على الطاولة التي يجلس عليها، تتجلى إبداعاته في رسم الطبيعة الصحراوية التي تتشارك بها دول الخليج العربي فعبر حبيبات الرمل السوداء والبنية والبرتقالية، يصور علي حياة البادية على شكل جِمال وخيم وكثبان رملية ونخيل. كما تحمل لوحات علي التي هي حبيسة الزجاج بعداً وطنياً بعير فيها عن القضية الفلسطينية حيث تزين خارطة فلسطين قواريره التي يقبل على شرائها زوار القرية.

يستخدم علي رملاً طبيعياً ملوناً بالألوان المائية يحضره من دول مختلفة كمصر والهند والسعودية ليرسم به طبيعة تنبض بالحياة فيقول : "من الطبيعة أرسم طبيعة". هذا الفن يتطلب صبراً ودقة عالية من علي الذي يؤديه أمام الزوار والابتسامة تعلو وجهه فتنثر حبات الرمل على طاولته ألوان الفرح والأمل.

الرسم بالألوان الزيتية

من أرض بغداد ولدت آلاف المواهب التي عانقت تاريخها العريق وتكحلت بتراثها الأصيل فكانت محور أعمال الفنان العراقي رياض القيسي الذي يعرض لوحاته في جناح العراق بالقرية العالمية.

يشارك رياض بأكثر من 200 لوحة في متجرين في القرية العرافية التي تصطحب الزوار في رحلة مع الألوان إلى بلاد الرافدين لاستكشاف حضارتها وفنونها وأبسط تفاصيل الحياة فيها.

في بعض أعماله، يدمج رياض الخط العربي مع العناصر المرسومة، مستنطقاً الجمال في عيون الناظرين إليها والتي تحتفي بقوة اللون وبراعة التكوين.

النقش على النحاس 

القرية العالمية أشبه بمتحف متحرك للفنون يستقبل الزوار في أي وقت ومن الفنون الفريدة التي تجسد جماليات الفن الشعبية اليدوية فن النقش على الأواني النحاسية الذي يقابل الزوار في القرية التونسية وعلى بعد خطوات قليلة من جناح أفغانستان.

يستلزم هذا توفر الحرفية والدقة العالية إلى جانب الصبر لإتمام اللوحة النحاسية من غير أخطاء. ورغم أن أصوات الزوار المجتمعين حول فنان النحاس تعبر عن دهشتهم وإعجابهم بحركات يده الرشيقة، إلا أنها لا تسبب في تشويشه فهو يصب تركيزه في قطعة النحاس من دون تجاهل الجمهور فهذا الفن عدا عن كونه إشباعاً لموهبة فهو مصدر رزق أولاً.

الزينة الصينية

لكل جناح في القرية العالمية تصميم يميزه عن غيره مستوحى من تراث البلد الذي يمثله وتحديداً تشكل الزينة الشعبية دليلاً آخر سيقودك للتعرف على هوية البلد التي دست أرضه.

وعندما تقابلك فوانيس حمراء اللون معلقة بين المحلات ومزينة بالأوراق والزهور وبعض الحروف الصينية ، اعلم أنك وصلت جمهورية الصين وهذه تحيتك

بالصينية.. “欢迎来到中国 “  .

ومنذ القدم، اشتهرت مدن وقرى الصين بصنع الفوانيس الورقية الملونة والجذابة بمختلف والأحجام والأشكال التي تعلق في الشوارع والبيوت والمعابد والشجر.

 المصابيح التركية الملونة 

تشهد القرية التركية إقبالاً كبيراً من الزوار الذي يحاولون عبر تلك الزيارة مصافحة روح وأجواء هذا البلد الساحر الذي يعانق حضارة وتاريخ أصيل وطبيعة بديعة حيث تعد تركيا وجهة لرحلات كثيرين.

ولعل أبرز ما يجذب الانتباه في الجناح التركي المصابيح التركية الملونة التي تملئ مع كل لون تضيء به أجواء القرية التركية بالدفء وتشع بالفرح. وتعتبر المصابيح من مظاهر الاحتفال بشهر رمضان  المبارك في بلاد الشام وبعض بلا شمال إفريقيا وتركيا فيمكنك شراء بعض من هذه المصابيح لاستخدامها مع دخول الشهر الفضيل. 

ألعاب ألياف الموز

ما هو أغرب استخدام للموز سمعت عنه سابقاً؟ قد تتعدد استخدامات فاكهة الموز وقشرتها في عمل أقنعة مرطبة للوجه ومادة لتبيض الأسنان وتخفيف آلام لدغات الحشرات وغيرها.

لكن في القرية العالمية، وفي الجناح الإفريقي على وجه الخصوص، ستشاهد ألعاباً صغيرة الحجم، دقيقة التركيب، وجميلة الشكل مصنوعة من نسيج ألياف الموز. بعض هذه الألعاب تأتي على شكل دراجة هوائية يقودها صاحبها ويجلس في مقعدها الخشبي راكب آخر.

Email