مبدعون وتجارب

مصادر الإلهام أسرار في حكايات

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يحوز كل صنف من أشكال الفنون، مصادر إبداعية خاصة، من الأفلام إلى الأدب والموسيقى وغير ذلك. فهناك دوماً ما يحث الفنان ويلهمه. لكن من أين يأتي هذا الإلهام، وكيف يسهم في تكوين الأفكار الخلاقة؟

 يتحدث عدد من أصحاب المواهب الفنية، مثل : المخرج كونتين تارانتينو والمغنية اليشيا كيز ومؤلف القصص جونو دياز والمعماري رنزو بيانو، عن منبع الإلهام في العملية الإبداعية، إلى الملحق الثقافي لصحيفة "أوبزرفر" البريطانية. إذ يكشف هؤلاء عن تصوراتهم وتفاصيل معاناتهم اليومية وأسلوب عملهم وسياق تشكل أفكارهم، ليقدموا بهذا، ملامح تجارب مثيرة تستحق أن تروى، وأن يجري الوقوف أمامها طويلاً، بغرض التأمل ومحاولة الاستلهام.

كونتين تارانتينو

بالنسبة للمخرج كونتين تارانتينو، تأثر فيلمه الأخير "دجانكو طليقاً"( الذي يدور حول قصة عبد أميركي يسعى إلى تحرير زوجته)، بأفلام "السباغيتي وسترن" للمخرج الإيطالي سيرجيو كوربوتشي، لا سيما أفلامه مثل "ذا هلبندرز" و"إل غراندي سيلنزيو" و"نافاجو جو" التي تعد الأكثر عنفاً وعبثية في تاريخ أفلام الغرب الأميركي.

يقول الناقد غافن إدورادز من صحيفة "نيويورك تايمز"، إن شخصيات كوربوتشي تتحرك في غرب أميركي وحشي وسادي، وأبطاله لا يمكن أن يطلق عليهم وصف أبطال فعلا، ولو كانوا حتى من الأشرار في أفلام وسترن لمخرج آخر. واللافت أنه استمر كوربوتشي في تقليص دور البطل على مر السنين. وفي فيلم "ذا هلبندرز" لا يوجد أحد يمكن التعاطف معه على الإطلاق. فهناك الأشرار والضحايا. وهذا كل ما في الأمر.

وعندما كان تارانتينو يدرس كيفية عمل نماذج كوربوتشي الأصلية، بدأ يفكر ويبحث حول ماهية الأشياء التي تدفع الشخصيات إلى أقصى تطرفها. وخطر له أن أقرب ما يعادل المشهد الوحشي لأفلام كروبوتشي، هو الجنوب الأميركي في مرحلة ما قبل الحرب الأهلية. ويقول في هذا الخصوص: "عندما تتعلم عن قواعد العبودية وممارساتها، تدرك أنها كانت الأكثر عنفاً من أي شيء آخر يمكن القيام به، بالإضافة إلى كونها عبثية وغريبة.

ولا يمكنك تصديق أنها تحدث، ولهذا فهي من طبيعة سوريالية فعلًا". ويمتلك فيلم "إل غراندي سيلنزيو" لكوربوتشي إحدى أكثر النهايات عدمية في أفلام الوسترن، حيث يذهب بطل الفيلم جين لويس ترينتينغنانت، الذي يمثل دور رجل أبكم، لمواجهة الأشرار ومن ثم يقتل. وهكذا يفوز الأشرار ويقتلون جميع سكان البلدة، فيركبون خيولهم ويرحلون، والأمر بمجمله يدور حول عنصريتهم نحو الشعب المكسيكي في تلك البلدة.

أما فيلم كاربوتشي "نافاجو جو"، الذي يدور حول صائدي فروة الرأس الذين يقتلون الهنود، فهو برأي تارانتينو، أحد أقوى أفلام الانتقام في التاريخ. وقبل اطلاق فيلم "ذا وايلد بونش" كان "نافاجو جو" الفيلم الأكثر عنفا في تاريخ هوليوود.

 فارس بادوان

يقول فارس بادوان، مغني موسيقى الروك في فرقة "ذا هورورز": "أجد من المستحيل كتابة كلمات أغان إلا إذا كنت احتفظ بدفتر رسم". ويضيف: "هذا يساعدني على تصفية كل التفاهات، فالأمر ينفع معي للصقل والشحذ. وأعتقد أنه في سبيل أن يكون المرء خلاقاً ويكتب كلمات أغان، يجب أن يحاول وضع نفسه في موقف يكون فيه قدر الإمكان، مبدعاً للأشياء. وهذا يتعلق بقضاء ساعات في صنع الأشياء، بدلاً من انتظار الإلهام".

 لوسي بورتر

تنام الممثلة الكوميدية لوسي بورتر، مع دفتر ملاحظات بجانبها. وترى أن "الملاحظات المأخوذة وسط الليل، ربما لا تعني شيئا في اليوم التالي". وفي صفحة من صفحات دفترها، توجد كلمتان "مضيق بنما"، وتليها لائحة عن كل شيء يمكن أن تفكر به الكوميدية.

والامر طبعاً، يتعلق ببنما: القبعات، والقنوات المائية، كتاب "خياط بنما" للكاتب جون لو كاريه، وتقول لوسي هنا: "لا فكرة لدي بماذا كنت أفكر أو لماذا اعتقدت أن هناك احتمالاً لرؤية أمر هزلي في كل هذا. ربما يخطر على بالي شيء ما فجأة، وتصبح هذه الأفكار موضوعة محورية لاستعراض جديد".

إليشيا كيز

لمع في ذهن الموسيقية إليشا كيز، عنوان أغنيتها المسجلة، التي تحمل اسم ألبومها الجديد، بينما كانت تقرأ مقالة عن نفسها. وتقول في هذا الصدد: "في إحدى المقابلات، كتبت عني محاورتي العبارة التالية: (إنها مثل فتاة متقدة حماساً): (غيرل أون فاير، والعبارة يحتمل أن تعني أيضا بالعامية: فتاة مثيرة).. أحببت ما كتبته عني.. والسؤال التالي بالنسبة لي كان: كيف ستبدو أغنية بعنوان (غيرل أون فاير؟ )".

وتؤكد إليشيا أن معرفة الأصوات التي تتكامل مع الأفكار تعد من أهم الأشياء في الموسيقى. فألبومها السابق "عنصر الحرية" الصادر عام 2009، احتل المرتبة الثانية في تصنيف أعلى 200 ألبــوم مبيعــــاً في الولايات المتحدة. لكنها كانت قد اختبرت الأمومـــة منــــذ فترة وجيزة، وقررت أن تأخذ الأمور ببطء، فتحضـــر أغاني جديدة، وتستمتـــع الى بعض الاغنيات التي تلهمها.

وفي أحد الأيام، كانت في الاستديو وبجانبها يقف المنتجان: جيف باسكر وسلام ريمي، فطرحت عليهما مفهوم عنوان : "غيرل أون فاير". فحاولا تجربة ألحان مختلفة لكن "لم تنجح جهودهما". وتوضح إليشيا طبيعة ذاك الموقف: "توجه سلام ريمي الذي سبق له أن عمل مع فوجي وايمي واينهاوس، نحو الكمبيوتر، ثم بدأ يبحث في نماذج مختلفة بإيقاعات مجنونة.

 وكان هناك قرع للطبول بإيقاعات صاخبة شنيعة مدمرة، وكنت أقول في نفسي بالطبع (غيرل أون فاير) هي فتاة صاخبة وشنيعة ومدمرة لا تتراجع أبدا، وهي أيضا حرة". وتبين أنها هكذا وجدت صوتها، وأصبح بإمكانها أن تبدأ أغنيتها.

وبالنسبة إلى إليشيا كيز، كما تشير، بدأ بحثها عن الاغاني، منذ القديم، وذلك عندما كانت في السابعة من عمرها، وتبين ذلك: "في بداية تعلمي الأغاني، كانت لدي اغنية مفضلة، وكنت أعمل على دراسة الهارموني فيها (تآلف الكوردات). ثم أعزفها معكوسة، وكان هذا أول اختبار لي في كتابة الاغاني".

وبعد مرور أكثر من 20 سنة، ومع إصدار خمسة ألبومات، فإن أسلوب إليشيا لم يختلف كثيرا. ولا تزال تستعد للأداء بتقدم بطيء وتحوير في عزف الهارموني، فيما تتقدم نحو تأليف الأغنية.

يقول الناقد زكريـــا وولف من "نيويورك تايمز"، إن كلمات أغنية "غيرل أون فاير" هي خاصة بكيز، ونابضة بالحياة، لكنها غير محددة المعالم. ويرى أن إليشيا كيز تسعى إلى أن تكون ذاتية بحتة، لكن دون الوصول إلى حدود الاعتراف، وهو أسلوب تعلمته من المغني الراحل مارفن غـــاي. ومن جهتها، تفسر إليشيا هذا التوجه:

"أود ككاتبة أغان، سماع كلمات أو مفاهيـــم أغان عظيمة أخرى، وأنا معجبة فعلاً بأسلوب فرانك أوشن في كتابة الأغاني، والطريقـــة التي يمكنـــه أن يجذبك الى دائرته الخاصة، ويحتفظ بالتعبير عن مشاعره العاطفية، تكمن في أن أسلوبه أشبه بالشعر، بطريقة ما، لكنه شخصي جدا في الوقت نفسه".

وأخيرا في الاستديو الخاص بها، بدأت إليشيا كيز في إنهاء الأغنية تلك. وتحكي عن مضمونها: "إنها أغنية عن قصة لفتاة عادية، وهي متقدة، أكثر إثارة من الخيال، وأكثر إحساسا بالوحدة، جراء الطريق السريعة". ومثل أعمالها القديمة، فإن الأغنية الجديدة لديها، تقوم ركيزتها على الروح الكلاسيكية والإيقاع والبلوز.

وكذا ترى أن المشاعر المختمرة في الاغاني البطيئة الحزينة تنبع من الاستماع كثيرا إلى بعض أغاني برينس وستيفي وندرز. وتقول هنا : "أنا لا استمع إليهما كإلهام لي لكتابة الاغاني، بل دافعي لذلك له علاقة اكثر بالنغم، وبصوت الوتر، وطريقة العزف على البيانو، وكيفية تقديم الأغنية".

 جنيفر إيغان

حققت الأديبة والكاتبة جنيفر إيغان، نجاحا نوعيا على شبكة الانترنت، في ابريل من العام الماضي، عندما نشرت قصتها القصيرة: "الصندوق الأسود"، التي كتبتها لمجلة "نيويوركر" بأسلوب الرواية. وظهرت القصة بشكل فصول منمنمة، من جملة او جملتين، وقصيرة بما يكفي ليجري إرسالها على تويتر.

وتقول جنيفر، والتي نشرت القصة على شكل كتاب إلكتروني: "أكتب، دائما، النسخة الأولى، بخط اليد، لأن هذا الأمر يساعدني على ابتداع أفكار من الجزء البديهي غير الواعي من الدماغ، وهو الجزء الوحيد الذي يبدو بالنسبة لي أنه قادر على كتابة رواية مثيرة". وتتابع: "بعد ذلك، تكشف الكتابة، اعماق القصة، بالنسبة لي".

 جون غراي

أوجد مؤلف ومصمم الكتب الشهير جون غراي، الغلاف النابض بالحياة، للرواية الرابعة لزادي سميث بعنوان "إن دبليو". ويلخص منابع إلهامه والمؤثرات في ذلك، فيؤكد أن مصادر إلهامه كانت كتب "إيه زد" القديمة، وكذا النقاط على خرائط مدينة لندن. ويضيف: "أحببت أن يبدو الكتاب إنجليزياً الى حد كبير، وممثلاً للندن تحديداً. وكان شيئاً جريئاً وغير متكلف ولافتاً للنظر".

جودي كرايمر

أنتجت جودي كرايمر، مسرحية "فيفا فور إيفر" الموسيقية، لـ "سبايس غيرلز"، التي افتتحت على مسرح بيكاديللي أخيراً. وتعرف جودي نفسها بأنها هاوية أوراق الملاحظـــات الصغيرة الملونة "بوست-إت"، ملمحة بذلك إلى نهجها في أسرار وكينونة عملية الالهام في الابداع. وتوضح ذلك: "لطالما رغبت في أن أكون أنيقــة جدا وأسافر مع جهاز آي باد، لكن لم أتدبر هــذا الأمر بعد، وحتى غلاف جهازي الـ (آي باد) مغطى بأوراق (بوست-إت)، كما أن جدران مكتبي مغطاة بها".

وتعتقد جودي أن أفكارها ليست هي نفسها، عندما تؤخذ بعيدا عن قالبها المفضل. ألا وهو: أوراق مربعة من الأصفر والزهري، مكتوب عليها بقلم حبر. وتشرح الأمر: "النظر الى خط يدي يبدو له معنى اكثر، تماما كما لو ان طباعة فكرة بشكل متقن يجعلها تفقد بعضا من معناها او تأثيرها، حيث تبدو الافكار معقمة".

جونو دياز

يرى سام أندرسون من صحيفة "نيويورك تايمز"، أن كل كاتب يمتاز بآلية خلاقة فريدة، لناحية السرعة والكفاءة في تحويل الوقود الخام للحياة، إلى عمل من أعمال الفن، لكن آليات إبداع جونو دياز معروف عنها بأنها بطيئة. والمجموعة القصصية الأخيرة له التي تحمل عنوان "هذا هو السبيل لفقدانها"، هي الأولى طوال خمس سنوات، كما أنها تمثل كتابه الثالث.

وعندما سأله أندرسون عن إلهامه الكتابي، جاء دياز حاملاً ملفاً سميكاً تحت ذراعه. ولقد تبين أن هذا الملف يحوي مجموعـــة كبيرة من الوثائق. كانت هناك صورة صغيرة باللونين الابيض والاسود لوالده وهو يرتدي زي النازيـــة، التي شكل اكتشافها، إلهاما له لإبداع كتابـــة "الحياة العجيبة الوجيزة لأوسكـــار واو".

وكان في الملف أيضا، صورة باهتة اللون، لمصنع الصلب في نيوجرسي، حيث عمل دياز خلال دراسته الجامعية. ويقول، إنه حاول الكتابة عن عمله في الطاحونة، مرات عديدة، لكنه لم يفلح. وكانت هنـــاك صورة لوالديه وهما يستعدان لالتقاط صورة لهما، الى جانب بقرة وهما يبدوان أنهما يشعران بالفخر. وكانت هناك قصاصات من الصحف حول "الحرب القذرة في الأرجنتين"، وهو موضوع كان دياز مسكونا به منذ الطفولة.

إضافة إلى قطع مطوية من الورق، وضعت في جيبه، وهي ممزقة، استخدمها لكتابة أفكاره، بينما كان يسير على الطريق. ولو تمكن دياز، لحزم، ربما، كل ما رآه أو سمع به أو قرأه، في ملف، وهذا الاحترام لكل المصادر المحتملة للإلهام، هو ما يجعل أعمال دياز غنية على نحو مميز، وفي الوقت نفسه، يصعب كتابتها. ويقول أندرسون، إنها مثل محاولة تقطير محيط في كأس من الماء.

وتمثل مجموعة "هذا هو السبيل لفقدانها" لدياز، حكايات عن علاقات حب فاشلة، وعنف بلغات متعددة، وأعمالاً لا تلبي الطموحات، وأطفالاً تقطعت بهم السبل. وتدور القصص في عالم عائم بين جمهورية الدومينيكان والساحل الشرقي لأميركا، بين الإسبانية والإنجليزية، وهي تقبع بين عوالم الرواية والقصة القصيرة.

وها هو بعد سنوات من الحصار، يعمل على كتابة القصة الأخيرة: "دليل المخادع للحب". وقبل اسابيع من إصدار الكتاب، تحدث دياز في حوار مع ملحق "ذا نيو ريفيو" في صحيفة "أوبزرفر"، عن عمله على هذه المجموعة الأخيرة، مبيناً أنه كان يريد التقاط التقدم الذي يحرزه محتال مخادع، في سياق اكتشافه للمرة الأولى، بدايات مواقف أخلاقية، والقدرة على تخيل النساء من البشر.

كان لديه مفهوم يسير عليه، لكن الكتابة سارت بشكل بائس. فقبل قصة "دليل المخادع للحب"، كانت هناك قصة تدعى "بريمو"، كان من المفترض أن تكون في نهاية الكتاب. وأمضى ستة أشهر يعمل عليها، لكنه يتمكن من إنجازها. وكانت هناك قصة أخرى استمر في كتابتها سنة كاملة.

وكتب مائة صفحة منها، وكانت أيضا مزيجاً من التفاهات. وكذا كتب قصة صيفية عن طفل ترسله والدته إلى الدومينيكان، فيما كان يموت أخوه من السرطان، وذلك لأنها لم تعد قادرة على الاهتمام به. ويقول، إن هذه القصة كانت الأسوأ من بين بين البقية.

ويرى دياز أن الأمر الأصعب، يتمثل في إسكات الرقابة الذاتية، ذلك أن الكاتب يحتاج لنفسه النقدية، وبدونها لا يمكنه الكتابة، لكن النفس النقدية هي التــي تكبح تقـــدم عمله.

ويشر هنا إلى أنه يجلد نفسه كثيرا.. وهذا كابح كبير لا يجعله في وضع أفضل أو أسوأ، لكنه عيب في شخصيته.

واللافت ان جونـــو ديـــاز، والذي يعـــد كاتبا بطيئا، هو قارئ نهم. وأما كيـــف يوازن بيـــن القــــراءة والكتابة، فيجد في هذا الشـــأن، أنه بات يملك تجربة كافية لمعرفة متى تكون القراءة وسيلة لتجنب الكتابة. وبالتـــالي، ينبغي عليه، حينها، أن يعود الى الكتابة. وكذا يدرك متى تكون الكتابة بالنسبة له فعلاً إجبارياً، ومن ثم يجدر أن يتوجه، عندها، إلى القراءة. ويبين في هذا الخصوص، ان بعض قراءته لها طابع استراتيجي.

فعندما يكتب عن العائلة يقرأ كتبا عنها، لكن هناك دوما فسحة تسمح بتدفق الأشيــــاء. وعندما كـــان يكتب "اوسكار واو" حول الدومينيكيين والجنون، كان يقرأ الكتب التاريخية وكتب الدراسات العرقية، لكن وقعت بالصدفة، بين يديه، رواية "العاصفة الثلجية" لريك مودي، ومنحته فكرة بنية عميقة للكتاب، وتنميط للشخصيات على مثال "فانتاستيك فور".

ويصف دياز مجموعته "دليل المخادع للحب" بالوحش، قائلًا، إنها كادت تقتله، لكنه يلفت إلى ان بعض القصص في الكتاب، كانت تنطوي على سهولة، مثل: "مس لورا". وحاول كتابة الصفحة الأولى حوالي نصف دزينة من المرات، في العقد الأخير، ولم يستطع إلى ذلك سبيلًا. وفي أحد الأيام تمكن من كتابتها في جلسة واحدة، من البداية إلى النهاية.

ويشدد دياز، على ان أيامه الجيدة على صعيد الكتابة، هي نادرة جدا، وأنه لطالما أثلج قلبه أشخاص يماثلون مايكل تشابون وادويدج دنتيكات، اللذين يكتبان بسرعة وبشكل جيد. كما أنه يستمر في التفكير، في أنه في يوم من الأيام سيحدث له هذا الأمر.

 بيتر ماكينتوش

صمم بيتر ماكينتوش، مسرحاً خاصاً لإعادة عرض "نويزس أوف" لمايكل فراين. ويوضح رؤاه حول طبيعة الإلهام في أعماله الابداعية: "في اللحظة التي تبدأ بالرسم، تشرع الأفكار في التشكل. وتشعر قليلاً كما لو أنك تمرض، فأنت تخرج الأشياء التي في رأسك كما لو أنك تتقيأ. والقيام بوضع الأشياء على الورق يمكن أن يغير رأيك أحياناً، وتظن أنه لديك فكرة سيئة لتجد نواة شيء أفضل أمامك".

Email