مسابقات التصوير منابر شهرة وتحفيز

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

باتت مسابقات التصوير المتنوعة التي تقام في الدولة، بمثابة منابر شهرة، للهواة والمحترفين، على حد سواء، خصوصاً وأنها تغني إمكاناتهم، وتغذي ملكاتهم بالأفكار والإرشادات الفنية، إضافة إلى كونها تجمعهم بالمصورين العرب والأجانب، من خلال ورش عمل مكثفة، ومن ثم تطلق لهم العنان، عقبها، كي يعرضوا منتج مهاراتهم، وكذا تشجعهم على تطوير أدواتهم وتحقيق أحلامهم، بفضل المبالغ المالية المغرية التي تقدمها إلى الفائزين.

ولكن هذه الحال، ربما لا تبدو بالنسبة لقلة من المبدعين الشباب في الحقل، المناخ الأفضل والأرض الأخصب، فنجدهم يختارون الانطلاق إلى ميادين الشهرة في عوالم الإبداعات الفوتوغرافية، عبر معارض خاصة.

 

تتفاوت آراء الشباب المبدعين في عوالم التصوير الفوتوغرافي، وتتعدد في منحاها ومستوياتها، بشأن نظرتهم وتقييمهم لمدى أهمية المسابقات في إثراء تجاربهم، ومدهم بمقومات الحضور القوي والمنافس. "مسارات" يبحث في مضمون مختلف الاتجاهات في هذا الخصوص، عارضاً لآراء شتى، ووجهات نظر القيمين على بعض مسابقات التصوير.

 

مشروع رائد

يقول بدر العوضي، المنسق العام لجائزة منصور بن محمد للتصوير الضوئي:" تثبت جائزة منصور بن محمد للتصوير الضوئي، عاماً بعد آخر، قدرتها على إبراز المبدعين في مجال التصوير الضوئي من مختلف الفئات، واحتضانهم، إضافة إلى تحفيز المصورين الهواة والمحترفين من مختلف المدارس الفنية، واستقطابهم. وذلك مع الاهتمام بالمواهب الشابة وتنميتها ودعمها للوصول إلى العالمية".

ويضيف: "أصبحت الجائزة مشروعاً فنياً رائداً، على المستويين المحلي والعربي، بعد النجاح الكبير الذي حققته خلال انطلاقها في مارس 2010، لا سيما وأنها تدعم المصورين الإماراتيين والعرب، سواء أكانوا موهوبين من الشباب أو مبدعين محترفين، وتدفعهم نحو النمو والتطور والمنافسة عالمياً، عبر تبني واعتماد البرامج الفنية والدورات التدريبية.

وتنظيم المسابقات والملتقيات، وكذا تبادل الخبرة مع المصورين والمنظمات الفنية ذات العلاقة، ونشر الوعي المجتمعي والثقافة الفنية في مجال التصوير الضوئي". وحول تشكيك مجموعة من المبدعين، بنزاهة نتائج مسابقات التصوير، يوضح العوضي، أن عدم فوز بعض المصورين، أكثر من مرة، في مسابقات متنوعة، يصيبهم باليأس والتراجع. ويشرح جملة نقاط في هذا الشأن:"

إن جائزة منصور بن محمد للتصوير الضوئي، تعد نموذجا نوعيا لكفاءة اختيار الفائزين بناء على أهليتهم، إذ تمر بمراحل عديدة بداية، ومن ثم يعقب هذا، اختيار لجنة التحكيم الأعمال الأفضل، وترشح بعضها للفوز، وذلك طبقا لمعايير فنية معينة، موضوعة من قبل الخبراء والمتخصصين".

واختتم العوضي حديثه، ناصحاً المصورين بضرورة التركيز على قراءة وفهم شروط أي مسابقة ينوون الاشتراك فيها مستقبلاً، وتابع: "أدعو المصورين عموماً، إلى تطوير أنفسهم من خلال المشاركة في المعارض الجماعية، والسفر، والاحتكاك بالثقافات المختلفة حتى تتوسع مداركهم وآفاق رؤاهم.

كما أدعوهم أيضاً، إلى التركيز على إقامة معارضهم في الأماكن والصالات الخاصة، حتى يتسنى لهم الالتقاء بأصحاب الخبرة الذين سيغدقون عليهم بالانتقادات والإرشادات التي مصيرها أن تصب في مصلحتهم، نهاية المطاف".

ثقافة المشاركة

يجمل وليد قدورة، رئيس قسم التصوير في صحيفة "البيان"، ومحكم فئة التصوير في جائزة ماجد بن محمد الإعلامية للشباب، طبيعة فوائد هذه الجائزة، وما تقدمه إلى الشباب في هذا الصدد، من أطر إذكاء نوعي لمهاراتهم: "تهدف الجائزة إلى الارتقاء بمستوى الشباب الإماراتي، وخلق فرص جديدة لهواة المجال الإعلامي، غاية رفع مستوى الإعلام المحلي، ليكون في مستويات عالمية، ولاقت نجاحاً باهراً في السنوات الأخيرة، نظراً لتنوع فئاتها في كل عام".

ويستطرد : "يمكن وصف بعض المصورين بصائدي الجوائز، لأنهم مفكرين ومطلعين من الطراز الرفيع، حيث يقرؤون ما يطلب منهم بدقة كبيرة، ويفهمون فكرة المسابقة، ويراعون شروطها، وينفذون ما يطلب منهم".

كما يؤكد قدورة، أن عزوف عدد من المصورين عن المشاركة في مسابقات التصوير، لا يقلل من مستوى إبداعهم وحرفيتهم، ويحكي عن حقيقة هذه المسألة: " يصل بعض المصورين إلى هذا القرار والاعتقاد الراسخ، نتيجة محاولات سابقة له، في منافسات الجائزة عينها، لم تتوج بالفوز. وأما البعض الآخر فليس لديه ثقافة المشاركة في المسابقات، ولا يعرف شيئاً عنها".

«موضة»

من جهته، يتمنى مصطفى عذاب، محكم في جائزة منصور بن زايد لتصوير الجواد العربي، ومحكم في جائزة القاهرة للتصوير الفوتوغرافي، أن تكون هناك جهة واحدة مسؤولة عن تنظيم مسابقات التصوير في الدولة، ذلك حتى لا يكون هناك عشوائية في معايير أي جائزة، أو طعن في نزاهة أعضاء لجان التحكيم فيها. ويضيف: "أشرف على ورش عمل عديدة..

كما أقدم دورات تدريبية متخصصة في فن التصوير.. ومن معايشاتي وخبرتي في هذا السياق، تبين لي انتشار ظاهرة غريبة أو "موضة" جديدة بين صفوف الطالبات الجامعيات، إذ إن معظمهن يشترين أثمن وأغلى عدسات التصوير الاحترافية، ويحملنها بدلاً من حقائب اليد، ذلك فقط، حتى يعكسن حسهن الفني المقرون بسمة جماليات ذائقتهن ورقة منحى إبداعهن، ومن ثم يعطين الآخرين انطباعاً جيداً عن أنفسهن، فحمل الكاميرا يوحي بنوع من الثقافة والإبداع والإحساس المرهف، وكذا الجرأة والإبداع".

ولا يتردد عذاب في التشديد على عدم قلقه من مضاعفات تلك الظاهرة وإفرازاتها:" صحيح أن التناسب لم يعد طردياً، بين الكم الكبير من المصورين والحصاد الفني، ولكنني لست خائفاً، فهذه (الموضة) مصيرها التلاشي، فكما تشكلت من قوام عماده الفراغ، لا بد وأنها سائرة باتجاه طبيعة مادتها: الفراغ والزوال".

تجارب ومعاناة

تسرد المصورة الإماراتية الشابة ميثاء المزروعي، مجموعة ركائز، تجدها ركائز توجه وتحكم مسار إيجاد المصور المحترف، مستقية تصوراتها من خبراتها وتجاربها في هذا الحقل، إذ تقول: "من حسن حظي أنني ولدت في عائلة تعشق التصوير، فوالدي وشقيقتي، لديهما باع طوايل في المجال..

وأحببت، أنا شخصيا، خوض الغمار فيه، خصوصا وأنني شعرت بانجذاب فريد نحوه، فشكل الكاميرا كان يعجبني، منذ كنت في الحادية عشرة من العمر، ومع مرور الأيام، زاد تعلقي بها، وأصبحت أعدها شيئاً أساسياً في حياتي". وتشير ميثاء إلى أنها تهوى في محاور إبداعاتها الفوتوغرافية، تصوير الأطفال والمناظر الطبيعية.

وتضيف: "أنافس نفسي، وأجتهد لتصوير أفضل اللقطات وأكثرها غرابة، إضافة إلى أنني أسافر كثيراً حتى يكون لدي أرشيف متنوع وغني وقادر على المنافسة، وشكل فوزي بالمركز الأول في الدورة الخامسة من جائزة ماجد بن محمد الإعلامية للشباب، أخيرا، دفعة حقيقية لي في هذا المجال، زادتني ثقة بمهاراتي".

وفي السياق نفسه، يقول المصور الإماراتي منصور نبيل، الفائز بالمركز الثاني عن فئة التصوير في جائزة ماجد بن محمد الإعلامية للشباب: " تدفعني المشاركة في مسابقات التصوير، إلى عمق الإبداع والتفكير والاطلاع والبحث، ومكنني عملي في هيئة دبي للثقافة والفنون" دبي للثقافة"، من التواصل مع النقاد والفنانين والمثقفين.

والقدرة على متابعة المعارض المختلفة". ويتابع: "أتمنى أن تتولى لجان التحكيم، في جميع مسابقات التصوير، مسؤولية اختيار وترشيح الأعمال، منذ البداية وحتى النهاية، لأن التصويت الإلكتروني يظلم الأعمال المقدمة كثيراً، فمن لديه أصدقاء ومعارف يستطيع أن ينجح، حتى لو كانت صورته رديئة أو ليست متميزة، كما يجب".

خيار ورأي

لا يجد المصور الفوتوغرافي الإماراتي، يوسف الهرمودي، المسابقات في مجال الصورة الفوتوغرافية، تكفل قدرة المبدع على تحقيق النجاح، والوصول الى ما يبتغيه، ويوضح وجهة نظره هنا: "في أرشيفي ما يقرب من 200 ألف صورة، جمعتها خلال رحلاتي بين الإمارات والبحرين وعُمان.

. وعمدت إلى تحمل تكاليف ونفقات تنظيم خمسة معارض، ضمت أعمالي تلك، ومنها: "الطواف"، "سكة"، "وجوه". وذلك لأنني أود أن أبني مستقبلي في ميدان التصوير، بعيداً عن ساحات مسابقات التصوير المحلية، وكذا أن أحقق الشهرة من خلال معارضي..

وانا مؤمن بأن المصور الحقيقي هو من يجرؤ على التحليق والتغريد خارج السرب، ومن يكون مستعداً لتلقي الانتقادات والتوجيهات من ذوي الخبرة والمتخصصين والجمهور، بشكل مباشر، وجهاً لوجه". وعن مدى رضاه عن الخدمات التي تقدمها الجمعيات والأكاديميات المعنية بالتصوير في الدولة، يشدد الهرمودي، على اعتقاده بأنه ليس لها دور فعال.

ويضيف: " أنا فخور بتجربة الجمعية البحرينية للتصوير الضوئي، فعلى الرغم من إمكاناتها المتواضعة، إلا إن إنجازاتها عالمية، فقد حصلت على أربع ميداليات ذهبية في مسابقة "آل ثاني الفوتوغرافية". وأظن أن ما أوصلها إلى ذلك، حرصها على ملامسة هموم وتطلعات وآمال المتدربين فيها، وكذا تنميتها قدرات أعضائها من المصورين".

تؤيد المصورة الإماراتية جميلة أحمد، رأي يوسف الهرمودي، وتزيد على ذلك: نحتاج إلى أكاديميات ومدارس متخصصة في تعليم فن التصوير الضوئي، شرط أن تكون شهاداتها معتمدة عالميا، حالها حال الجامعات، فالدورات وورش العمل لا تشبع نهمنا أو تشفي غليلنا في هذا الصدد.

وشخصيا، لا تشعرني بأنها كافية في عملية صقل إمكاناتنا وتقويم مهاراتنا، إذ أظل دائمة البحث عنها وأتنقل من مكان لآخر، الأمر الذي يرهقني كثيراً. وذلك طبعا، ومهما كانت، يبقى غير مواز لما نرنو إليه".

مبادرة شخصية

تختار المصورة الإماراتية حورية الزرعوني، الحديث في هذا الشأن، عن طبيعة خصوصية تجربتها، وتركيزها على جعل الصورة الفوتوغرافية مساقا بحثيا معمقا، لتبين رؤيتها حول ضرورة ان يتحمل أحدنا مسؤولية تثقيف وبناء نفسه في المجال:" كنت مولعة بتوثيق ذكرياتي الجميلة من خلال الصور.

وأعد أن بدايتي الحقيقية في عالم التصوير كانت حين انضممت إلى كلية التقنية في الشارقة في عام 2004 لدراسة مساق التصوير الفوتوغرافي، حيث شعرت أنه علي تثقيف نفسي فنياً ومهنياً وأكاديمياً، بما يتناسب مع التطورات التكنولوجية المتسارعة التي يشهدها مجال التصوير..

ولكني بعد التخرج توظفت في مؤسسة حكومية، وقررت جعل التصوير مجرد هواية لا أكثر، لأن هناك الكثير من المعوقات التي تمنع الفتاة من الاحتراف بشكل كامل، كما هي حال الشاب، ومن أبرزها: طبيعة الطقس والرطوبة العالية، عدم تقبل المجتمع لفكرة مبيت الفتاة خارج منزلها- حتى لو كان ذلك من أجل تصوير منظر معين-( وهذا علماً أن رحلات التصوير تصقل خبرة المصور بشكل كبير.

وهذا إضافة إلى كون ثقل وزن معدات التصوير يمنع الفتاة من التنقل والتحرك بحرية". وحول مشاركتها في مسابقات التصوير، وتقييمها لدورها، تقول الزرعوني: المسابقات تقدم الشهرة على طبق من ذهب للفائزين، ولكنها تقيد المصورين بمواضيع معينة، وأنا لا أحب الالتزام بالتقاط مشاهد معينة، لذا أركز على المشاركة في المعارض الجماعية، لأنها تحظى باهتمام شريحة كبيرة من الجمهور".

تجربة متمايزة

المصورة والكاتبة الإماراتية شاهيناز عبدالرزاق، فضلت الانطلاق وتعريف الناس على موهبتها في المجال، عبر كتب فريدة ترسم ملامح ماضي الدولة وحداثتها، وكذا معالمها الأخاذة، من خلال أعمال فوتوغرافية مهمة. وتشرح شاهيناز، أرضية توجهها ودوافع خياراتها في هذا المنحى: "في رصيدي ثلاثة كتب مصورة، تعد مراجع سياحية عن إمارات الدولة، وهي: "ابق إنساناً"، "دبي المدينة الساحرة"، "أبوظبي الإمارة المتألقة".

واستغرق إعداد الأخير منها، نحو العامين، ذلك لأنه لم يعتمد على الصور المتنوعة التي التقطتها بعدستي، بل على المعلومات التي بحثت عنها، وبسطتها لتتناسب مع الصور الواردة في الكتاب، بحيث تزود القراء بمعلومات عن أهم المعالم السياحية والتراثية والأبراج الشاهقة، باللغتين العربية والإنجليزية".

وعن رأيها في دور مسابقات التصوير، وأهميتها بالنسبة للمحترفين والهواة، وكذلك اندفاعها في هذا الاتجاه، تقول : "المشاركة في مسابقات التصوير في الدولة، أمر يشرفني، ولكنني لا أجد الوقت الكافي للتركيز في مواضيعها وشروطها، إذ تتطلب جهداً وتفرغاً، الأمر الذي لا أستطيعه.

لأنني أجرد نفسي طوال الوقت من أي ارتباطات والتزامات من أجل التحضير لكتبي، فما ان أنتهي من إعداد أحدها، حتى أبدأ على الفور، تجهيز آخر، وأعتني في هذا الخصوص، بالتقاط صور فنية تبرز جمال الإمارة التي أتناولها، بما فيها من سمات جاذبية فنية في عمارة الأبراج وتصاميم الشوارع والحدائق والمتنزهات والمنتجعات والأسواق الشعبية، وهذا يلغي لدي، مفهوم "وقت الفراغ".. كما أنني لست هنا، في وارد إخفاء أو كتم عتبي على مسابقات التصوير عموماً، كونها عن أسماء ومناصب أعضاء لجنة التحكيم، دون أن تفصح عن الأولويات التي تختار اللجان على أساسها، الأعمال الفائزة".

وعن رأيها حول الجهود التي تبذلها المؤسسات المعنية بدعم حركة التصوير في الإمارات، تقول شاهيناز:" تقوم هذه المؤسسات بدورها، على أكمل وجه، وهي تزود هواة التصوير ببعض الدروس الفنية الضرورية، إلى جانب المهارات التي من شأنها أن تضعهم على الطريق الصحيحة في مجال هوايتهم، ولكن تطور حركة التصوير، مرهون بالجهود الشخصية التي يبذلها المصورون والمصورات، غاية الوصول إلى مرحلة الاحتراف، بموازاة سعيهم إلى التميز، إضافة إلى مراكمة إنجازاتهم في مجال التصوير".

طابع أكاديمي

يقدم أديب شعبان، رئيس أكاديمية المصور العربي التابعة لاتحاد المصورين العرب، والتي يدعمها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، شرحا موسعا حول ماهية التطور النوعي في نشاط حركة ومشروعات تبني المواهب العربية في مجال التصوير الفوتوغرافي، وكذا حرص قادة الإمارات، وعدة هيئات عربية، على رصد ميزانيات كبيرة لتقوية حضور وانتشار النهج الأكاديمي في عمل المصورين، بدءا من إقامة كليات متخصصة، ومرورا بالورش، وانتهاء بالمسابقات ذات الطابع والمعايير العالمية.

ويقول : "في البداية، لا بد من الإشادة بدعم قادة وشيوخ دولة الإمارات لحركة التصوير في الدولة.. وأود الإشارة إلى انه هناك 27 مسابقة تصوير(محلية وعربية ودولية)، تستقطب آلاف المصورين، وبالنسبة إلى الأكاديمية، فصحيح ان حجمها ليس بالحجم الكبير الذي يتسع لمئات المتلقين، ولكنها تعمل من خلال علومها الضوئية المختلفة والمتخصصة في فضاءات الضوء، على تحقيق رؤى فن نوعي وعلمي وثقافي متخصص». 

اهتمامات متعددة

يحاضر في الأكاديمية متخصصون عرب وأجانب، ممن يشهد لهم بالكفاءة والقدرة والتميز في الشأن الفوتوغرافي، وتأخذ بالاعتبار، اهتمامها بتخصصات متعددة في المجال، منها : تاريخ التصوير، ثقافة التصوير، فيزيائية الضوء، تقنية الكاميرا وملحقاتها، التكوين، التصوير العلمي والماكرو، التصوير الرياضي، التصوير الصحافي، البرامج التقنيات الحديثة في تعديل ومعالجة الصور.

كما تهتم الأكاديمية في زيادة القدرة البحثية والثقافية والعلمية للمصور العربي، في مجال البحوث والدراسات، وتعليم التصوير للمبتدئين من خلال فتح دورات، لإعدادهم علمياً ومهنياً وفنياً، وفق أبجديات مبسطة وغير معقدة، ترتقي بهم إلى المستويات التي يطمحون إليها. ويلفت شعبان، إلى أن تدريب هواة التصوير بات أمراً ضرورياً ولا يجوز إهماله.

ويضيف: "تستخدم الأكاديمية جميع الوسائل العلمية والعملية لتدريب المهتمين بفن التصوير وهواته، وتلبية احتياجاتهم المتزايدة في كل ما له علاقة بمهنة التصوير، ذلك لأنهم قرروا استثمار طاقاتهم الداخلية في مجال التصوير، ومن واجبنا أن نقدم لهم العون ليصبحوا نجوماً في المستقبل، فالارتقاء بفن ومهنة التصوير، وإحاطة المنخرطين في دورات الأكاديمية بكل ما يستجد من تطورات فنية ورقمية، من أبرز غاياتنا. كما أن مخرجات الأكاديمية، متوائمة مع متطلبات سوق العمل، لا سيما وانها تركز على إعداد كوادر فنية ومهنية، هي على درجة عالية من الاحترافية في فن التصوير بمختلف أنواعه وأساليبه، ويتابع: "

نحاول تأمين الاحتياجات المتنامية للكوادر الفنية والمهنية المتحصلة على تأهيل فني وعلمي متخصص بالصورة وفنونها، وذلك من خلال إشاعة ثقافة الصورة وأنواعها وتقنياتها المختلفة، وعلاقاتها ببيئتها ومحيطها ومجتمعها، وارتباطها بتاريخ المجتمعات التي تعبر عنها، وماضيها.

مرآة عاكسة

نحن نعد مرآة عاكسة لتاريخ شعوب المنطقة وثقافتها، من خلال الصورة الفنية المبدعة، الموثقة للحضارة العربية الإسلامية والمنجزات التنموية والثقافية والعلمية التي تشهدها المجتمعات العربية، عبر جيل من المصورين المؤهلين وفق أسس علمية وفنية واحترافية راقية".

وحول الشهادات التي يحصل عليها المتقدمون إلى الأكاديمية، يقول: " هناك شهادة تشجيعية لهواة التصوير والمبتدئين، تمنح لخريجي دورات تثقيفية وتدريبية مبسطة، تنظمها الأكاديمية لهواة التصوير والمبتدئين من أصحاب الأعمال الصغيرة، حيث لا تتجاوز مدة الدورة الواحدة ثلاثة أيام، بمعدل ساعتين في اليوم الواحد، ولا يشترط لهذه الدورات اجتياز أي نوع من أنواع الامتحانات، لأنها تركز على المعلومات التعريفية لفن التصوير، ومد المشاركين بمعلومات تعليمية أولية، تساعدهم لاحقاً، على الدخول في دورات بمستويات أعلى.

وأما الشهادات التقديرية، فيتم منحها لكل متخرج انخرط في دورات تدريبية متخصصة بفن الصورة وأنواعها وأساليبها وتقنياتها، وكذا قدم مشروعاً في نهاية الدورة، يكون مرتبطاً بعنوان وموضوعات الدورة التي خاضها، بحيث لا تقل مدة الدورة الواحدة عن خمسة أيام، بمعدل أربع ساعات يومياً، أي 20 ساعة تدريب، نظري وعملي، وهذا في حين أن شهادات دبلوم التصوير.

وهي أعلى شهادة، تمنح لكل متخرج انخرط وتخرج في "كورس" تدريبي متكامل لمدة 3 أشهر، وبما لا يقل عن 70 ساعة من المحاضرات النظرية والعملية التي تغطي كل ما يتعلق بفن التصوير، إضافة إلى أنه على المتقدم أن يجتاز اختباراً تحريرياً ويقدم مشروعاً يحظى بتقدير لا يقل عن المستوى "جيد"، ولا يسمح لمن يغيب عن 10 بالمائة من الساعات المقررة، دخول الاختبار النهائي".

وختم أديب شعبان مشيداً بالجهود الكبيرة التي تبذلها رابطة أبوظبي الدولية للتصوير الفوتوغرافي، وقال في هذا الخصوص: "جاءت أهداف هذه الرابطة لخدمة فن التصوير الفوتوغرافي، وتقديم كل الدعم وتوفير الإمكانات لتطوير الحركة الفوتوغرافية والمنتسبين إليها".

طبق من ذهب

تقول المصورة الإماراتية حورية الزرعوني :«المسابقات تقدم الشهرة على طبق من ذهب للفائزين، ولكنها تقيد المصورين بمواضيع معينة، وأنا لا أحب الالتزام بالتقاط مشاهد معينة، لذا أركز على المشاركة في المعارض الجماعية، لأنها تحظى باهتمام شريحة كبيرة من الجمهور».

أفضل أكاديمية

تعد أكاديمية المصور العربي، التابعة لاتحاد المصورين العرب، والتي يدعمها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أفضل أكاديمية لتدريب المصورين وتأهيلهم، إذ تعنى في كل ما من شأنه أن يرتقي بالمصورين العرب، إلى عالم البحوث والتخصص والاحتراف.

 

 

 

Email