«أفلام الطلبة» في الإمارات.. مواهب ناــجة في حقل الاحتراف

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تزخر جعبة السينما الإماراتية، رغم حداثة عهدها، بمكنون تجارب إبداعية ناجحة ومهمة، خاصة لمن هم من رعيلها الأول، والذين اجتهدوا كثيرا في سبيل تمهيد الطريق أمام صناع الأفلام والمخرجين المواطنين، فكان لهم قصب السبق في ايجاد أرضية نتاج سينمائي مميز، لا ينفك، حاليا، يحقق قفزات ارتقاء وتطور مستمرين. ولكن، لعل أبرز ما تنفرد به السينما المحلية، فتحها الباب مشرعا، أمام طلبة الجامعات، للانخراط في هذا الحقل الابداعي، وإثرائه عبر انجاز مجموعة من الأفلام القصيرة التي وجدوا في مهرجانات السينما المحلية، نافذة لعرضها على الجمهور.

 

ربما هناك اتفاق في الرؤية، بين صناع الأفلام ونقاد السينما ومتابعي الأفلام من الجمهور، على مسلمة راسخة لدى مختلف هذه الفئات، مفادها أن أفلام الطلبة تحمل بين جنباتها مجموعة من الأخطاء. وطبعا، دون أن يعني ذلك، أن جميعها سيىء أو فاشل، بل على العكس فلدى هذه الشريحة المجتمعية نتاجات سينمائية ناجحة ومهمة، تمكنت من حصد جوائز لجان تحكيم عدة مهرجانات سينمائية تقام سنوياً في الدولة.

كما انها أفلحت في اجتياز اختبارات المشاركة التي تضعها، عادة، لجان اختيار الأفلام في المهرجانات السينمائية المحلية. وهنا تبرز جملة تساؤلات، مثل : إلى أي حد شكلت أفلام الطلبة رافداً للسينما الإماراتية؟ وما ايجابيات السينما الإماراتية من وجهة نظرهم؟

"مسارات" تبحث في هذه القضية الابداعية، عارضة لجوانب وأبعاد مختلف التساؤلات تلك.

اتفقــت معظم الآراء المستطلعة، على أن أفلام الطلبة، تمثل رافداً مهماً للسينما الإماراتية. وقال المعنيون بهذا الشان، من المشاركين في التحقيق، إن من أبرز إيجابيات السينما الإماراتية، فتحها الباب أمـــام الطلبة، لابــــراز مواهبهم في هذا المجال. وأكد هؤلاء، أن مهرجانات السينما فتحت الباب لعرض أفلام الطلبة والشبـــاب عموما، أمام الجمهور، ومن ثم منحتهم فرصة التعرف على تجارب الآخرين ولقاء صناع الأفلام من شتى دول العالم.

 

حافز مهم ومجال مفتوح

يؤكد المخرج الشاب مروان الحمادي( طالب في قسم الإعلام التطبيقي في كلية دبي للطلاب)، والذي قدم أخيراً، فيلما قصيراً بعنوان "قطط"، في مستهل حديثه بهذا الخصوص، أن عوامل التحفيز والتشجيع بالنسبة للطلبة في الامارات، متوافرة بشكل حيوي وخصب، وهو أمر ربما أنه غير مهيأ للاخرين في عدة بلدان، لافتا إلى أن هذا الاساس يشجعهم كطلبة اماراتيين، على خوض غمار الممارسة والتجريب الابداعي السينمائي دون تهيب أو حواجز.

وكذلك الحرص على تجسيد امكاناتهم ومهاراتهم. ويقول الحمادي عن موضوع تجربته في هذا الشأن: "يعد (قطط) فيلمي الثالث. وفكرته جاءت بناء على ملاحظتي لانتشار ظاهرة اقتناء الحيوانات المفترسة، مثل الأسود والنمور وغيرها، من قبل الاماراتيين.

وهي ظاهرة دخيلة على المجتمع المحلي، وهكذا فضلت التعمق فيها من خلال تناولها بطريقة مختلفة وعرض مشاهدات واقعية، خاصة وأنها انتشرت كثيراً في مراسلات ال(بلاك بيري)، اخيرا، وهو ما جعلها ظاهرة مثيرة للاستغراب. . وطبعا، لم يكن التواصل مع مربي ومقتني هذه الحيوانات سهلاً، ذلك لأننا نتحدث هنا عن ظاهرة غير قانونية أصلاً.

ولكنني حاولت، من خلال الفيلم، أن أعكس علاقة الإنسان مع القطط المفترسة، وأن أقدم الصورة كما هي، بالتوازي مع التركيز على كيفية اهتمام هؤلاء الأشخاص بهذه الحيوانات، وكذا كيفية سيطرتهم على جوانب خطورتها، ومن ثم تحويلها إلى حيوانات أليفة. ولذلك، كان هذا الموضوع مثيراً من كافة النواحي".

وعن مدى توفر المجال امام الطلبة بالامارات لتقديم ابداعاتهم السينمائية، من دون وجود اية عقبات تكبلهم، يقول الحمادي : "السينما الإماراتية شرعت الأبواب أمام المخرجين الشباب من الطلبة، بشكل كبير، وإذا أجرينا مقارنة بسيطة بين عدد أفلام الطلبة المشاركة في الدورة الخامسة لمهرجان الخليج السينمائي، وبين عدد نظيرتها التي كانت في الدورة الرابعة للمهرجان نفسه، نجد أن هناك زيادة بمعدل الضعف..وبلا شك، فإن مستويات هذه الأفلام متفاوتة، وتتراوح بين الممتاز والجيد، وإن ما يحدد ذلك هو مدى خبرة المخرج.

وفي كل الحالات، هناك حقيقة مؤكدة وراسخة في هذا الصدد، فحواها ان الفرص التي تتيحها لنا هذه المهرجانات المحلية، تتسم بأنها حيوية ومميزة، لما توجده من دوافع عطاء وأطر تحفيز لنا.. وأعتقد أن مجرد مشاركة الطالب وفيلمه في أي مهرجان، امر تكونه مجموعة من العلاقات مع عدد كبير من السينمائيين وصناع الأفـــلام.

وبالنسبــة لي فإن فمشاركتي في المهرجانات السينمائية أعطتني المجال لدخول العديد من الورش والتعلم منها. وهذا بالتأكيد ما يضعنا على الخط الصحيح، ويجعلنا نقدم بقوة وثقة على انجاز المزيد من الأفلام، والتي تكون في كل مرة بمستوى، أفضل من السابق".

لا يتردد الحمادي في توضيح نقطة مهمة بهذا المجال، وهي ان هذه التجارب السينمائيــة الطلابية، حتى ولو انها ليست بالمستوى المميز المطلوب، تعد خامات ذات قيمة ولا يجب تجاهل اهميتها ودورها، او التغافل عنها. كما يجدر تحصين وتمكين قدرتها على ان تستفيد من مشاركاتها بالمهرجانات، بما يعود على اصحابها بالكثير من الجدوى لصقل مهاراتهم وخبراتهم. ويحكي الحمادي عن هذه النقطة : "

ربما لا يكــون مستـــوى جــودة أفلام الطلبة بالمستوى المهني المميز نفسه للأفلام الأخرى، والتي يحتفظ أصحابها برصيد جيد من الخبرة، ولكن، رغم ذلك، لا يجب النظر إليها بتساهل او كأنها تجارب متواضعة وتقبع خارج دائـــرة الاهميـــة، كما لا يجـــوز عدم الاعتداد بها، وذلك لأن هـــؤلاء الطلبة يمثلــــون طاقات مستقبلية من شأنها أن تشكل رافداً أساسيا للسينما، وأفلامهم تمثل جزءا من البنية التحتية للسينما المحلية".

 

انعكاس للمجتمع

تقول المخرجة الشابة مرام عاشور، وهي مصرية الجنسية، وصاحبة فيلم قصير بعنوان "تجسيد": «رغم انني مصرية، وقادمة من بلد معروف بصناعة السينما على مستوى الوطن العربي، إلا أن بداياتي في السينما انطلقت من الإمارات، وبتقديري،فإن كل ما يتعلق بالسينما هنا(في الامارات) مختلف جدا، خاصة وأن السينما الإماراتية فتحت الباب أمام الجميع، وكذلك أعطت الفرصة لطلبة الجامعات لتقديم أفلامهم والتعبير عن مواهبهم».

"تجسيد" هو الفيلم الثاني للمخرجة مرام، ولكنه، فعليا، الفيلم الأول الذي شاركت به في مهرجانات السينما المحلية، وتحديداً " الخليج السينمائي" بدورته الأخيرة. وهي تحاول فيه، أن تبين للجمهور طريقة تفكيرها وما تطمح إليه، بالإضافة إلى شعورها الداخلي. وترى مرام، أن كافة مشاهد الفيلم تعكس بنية ومضمون الحياة المجتمعية والبيئة المحيطة، وكذلك الأشياء القريبة من شخصيتها.

وفي حديثها حول مدى معرفتها بالسينما الإماراتية، تقول مرام، والتي تدرس تخصص الوسائط المتعددة في الجامعة الأميركية بالشارقة: "لم أكن أعرف، في الفترة السابقة، الكثير عن السينما الإماراتية، ولكنني منذ عامين تقريباً، وتحديداً مع بدايات دخولي مجال الاخراج، بدأت الاقتراب أكثر، من تفاصيلها، ومن ثم التعرف عليها بشكل أعمق، فصرت أشعر بوجودها وتفاعلاتها على الساحة الخليجية وحتى الدولية.

وفي ظني، وبناء على ما عايشته وخبرته من مستوى مميز في مضمون السينما الاماراتية، أعتقد انها استطاعت، بحق، قطع شوط جيد في السنوات الأخيرة، وأصبحت قادرة على تقديم أفلام روائية طويلة، مثل: "ظل البحر" و"سيتي أف لايف". كما ان نتاجاتها لم تعد قاصرة فقط على الأفلام القصيرة.

وهو ما يشكل دلاله قوية على التطور الذي حدث فيها". وتضيف مرام: "للسينما الإماراتية ايجابيات كثيرة، إحداها أنها فتحت الباب أمام الطلبة لتقديم أفلامهم ومواهبهم وأحلامهم. ودعتهم للتعبير عن مكنونات أنفسهم وما يدور في خلدهم من افكرا ورؤى ابداعية سينمائية. وهناك الكثير من الطلبة الذين سبق لهم المشاركة في المهرجانات السينمائية المحلية.

وأشعر أن الجامعات في الامارات، أصبحت أكثر دعماً لمشاركة طلابها في هذه المهرجانات، وفتحت أمامهم المجال للمشاركة بأعمالهم في هذه المهرجانات. ولكننا، كطلبة، لا نزال نحتاج إلى الدعم الكامل، ليس من جهة إدارات المهرجانات السينمائية المحلية فقط، وإنما ايضا من طرف الجامعات التي نمثلها عادة في هذه المهرجانات".

 

"انيميشن"

لم يسبق للإيرانية محيا سلطاني، أن شاركت في أي من المهرجانات السينمائية المحلية، إلا أنها تخطت هذا الواقع،أخيرا، ونجحت في ترجمة وتجسيد اهدافها ومشروعاتها الابداعية، من خلال مشاركتها في الدورة الأخيرة لمهرجان الخليج السينمائي، إذ شاركت فيه بفيلم "حلو وحامض كالرمان" وهو من نوعية أفلام "الانيميشن". وذلك بعد أن كانت محيا سلطاني.

والتي تدرس تخصص تصميم الوسائط المتعددة في الجامعة الأميركية في الشارقة، انجزت فيلمين قصيرين. كما انها تعمل حاليا على انجاز مشروعين آخرين في المجال ذاته. وتشرح محيا، اسباب ودوافع اختيارها الانيميشن في تنفيذ فيلمها الاخير: "اخترت الانيميشن لأنه يذكرني بطفولتي، حيث كنت طوال الوقت، مهتمة ببرامج الكرتون. وكنت مشغوفة بتجسيد شخصياتها في رسومات خاصة.

وبطبيعة الحال، فإن اهتمامي بالانيميشن لا يعني عدم اهتمامي بتصوير واخراج أفلام من النمط الاعتيادي، ولكن الامر بالنسبة لي، شعوري بان أشعر فيلم الانيميشن مختلف تماما عن نظيره الاعتيادي. فمن جهة، هو يعطيني القدرة على ضبط الفيلم بشكله العام، وكذا القدرة على ضبط شخصياته، ذلك عبر التحكم بحركات الشخصيات في الفيلم، وبأسلوب تمثيلها وحتى بأشكالها..

وهذا بلا شك، يختلف عن ما هاهية الحال في أرض الواقع". وتتابع : " إن فيلمي ليس موجهاً للأطفال حصريا، وإنما يمكن أن يكون للعائلة أيضا، إذ حاولت فيه، عرض سيرتي الذاتية، وعكس تفاصيل كثيرة عن حياتي الخاصة. كما حاولت من خلاله، تبيان طبيعة الأحداث التي مررت بها، خلال سنوات عمري الماضية".

وتشاطر محيا، زملاءها من المبدعين السينمائيين الشباب( من الطلبة)، في آرائهم ووجهات نظرهم، حول فرادة السينما الإماراتية في تشجيعها للمبدعين الشباب، وفتح الباب امام الجميع، وذلك دون اشتراط او حصر المشاركة بالاماراتيين فقط: "انا سعيدة جدا بمشاركتي الأخيرة في مهرجان الخليج السينمائي، وما أراه، هو أن المشاركات فيه، تحديدا من الإمارات، لم تقتصر فقط على المواطنين.

وإنما أبقت الباب مفتوحاً أمام الذين يريدون المشاركة من الجنسيات الأخرى المقيمة في الدولة، وهذا بلا شك منحنا فرصة حيوية للابداع، والقدرة على تقديم أنفسنا امام الجمهور". وتضيف: " لا يمكن الحديث دائما، عن تحديات السينما الاماراتية، بشكل نغض معه الطرف عن ايجابياتها الكثيرة، ويكفي القول انها في تطور مستمر، وتسير في الطريق الصحيحة.

ولذا أنا أعتقد أنه لا تزال هناك فرصة أمام الجميع لتقديم إبداعاتهم في السينما الإماراتية، سواء كانوا مواطنين أم مقيمين، ويمكن لأي شخص التعبير عن موهبته السينمائية، وهو أمر يحسب للسينما الإماراتية.. ولو نظرنا إلى السينما الإماراتية، تحديداً في العامين الاخيرين، سنجد أنها تطورت بشكل ملحوظ، وذلك بدليل العدد الكبير للأفلام التي شاركت في المهرجانات المحلية.

 وهذا، طبعا، أدى إلى إيجاد بنية تحتية سينمائية في الإمارات، وأنتج القدرة على إنشاء برامج متخصصة في السينما والتصوير والإخراج، في معظم المؤسسات التعليمية.. وهذا بالتاكيد، ما يعد مساق دعم نوعي لصناع الأفلام في الإمارات".

 

حقبة تاريخية

"القبر" عنوان فيلم قصير للمخرج الإماراتي إبراهيم نجم الراسبي، الذي يدرس حالياً تخصص الاعلام التطبيقي في كليات التقنية العليا في امارة رأس الخيمه. ويتناول الراسبي في هذا الفيلم، والذي يعد الأول له، موضوعة الحقبة القديمة في التاريخ الاماراتي. ويقول عن قصة الفيلم : "تطرقت في فيلمي هذا، إلى حقبة قديمة من التاريخ الاماراتي، انتشر بين الناس خلالها، احد الامراض بشكل غريب.

ولم يكن يوجد علاجات طبية ناجعة لهذا المرض، فلجأ الاهالي الى عزل المرضى عن الأصحاء، ووضعهم في مكان قصي، ليعيشون مع مرضهم وعذاباتهم، حتى ينهكهم المرض، ومن ثم يزورهم الموت. وفي خضم هذا، يحكي الفيلم عن شاب كان يتولى إيصال الطعام لهؤلاء المرضى، ولكنه يلقى حتفة نتيجة تأثره بالمرض. وقد أخترت هذه الفكرة لأن نهاية أي شخص، هي الموت ومن ثم القبر".

ويرى الراسبي، ان مشاركة الطلبة في مهرجانات السينما المحلية، قضية حيوية، تجدي وتؤثر بشكل ايجابي بناء مصيره أن يخدم المضمون الابداعي العام في مجال السينما، ويقول في هذا الشأن : "أعتقد أن هذه الخطوة جيدة وبناءة بوجهة نوعية، ذلك كونها تمنح الشباب، والطلبة خاصة، فرصة حيوية لتقديم مهاراتهم أمام الجمهور.

وفي الوقت ذاته، تفي بعرض تعليمهم وصقل خبراتهم ومهاراتهم، من خلال الورش السينمائية التي تعقدها، وكذلك اتاحة فرص احتكاكهم مع صناع الأفلام، سواء من داخل الدولة او خارجها". ويستطرد : "السينما الاماراتية تطورت كثيرا في الفترة الاخيرة، وهي لم تعد تكتفي بالفيلم القصير، وبذا اصبحت غنية جدا بمختلف اشكال التجريب الابداعي، فباتت تتضمن أفلاما طويلة، وذلك مثل "سيتي اوف لايف".

وبالتاكيد، فإن هذا يشير إلى تطور مهم في مساقات وبنى الابداع في السينما الاماراتية. وبتقديري، فان المهرجانات المحلية، فتحت أمامنا الباب للتعلم واكتساب المهارات التخصصية، بصورة حيوية وكبيرة، من خلال الورش والدورات التي عقدت لنا". وكذلك يشير ابراهيم، في هذا الصدد، الى أن أفلام الطلبة اصبحت تعد رافدا جيدا للسينما الاماراتية، كما أنها قادرة على رفع نسبة انتاجها السنوي، حتى ولو كانت مشاركات الطلبة فيها، من خلال الفيلم القصير فقط.

 

بين الرفض والقبول

المخرج طلال محمود من مبدعي الرعيل الأول في السينما الإماراتية، إذ بدأت مشاركاته ضمنها، مع مسابقة أفلام من الإمارات منذ العام 2003، لا يجد ان افلام الطلبة بمجملها، تمثل صيـغ تميز وايجابيــة بالنسبة لمختلف التجارب ضمنها، فهي تتراوح بين المميز، وبين ما هو دون المستوى الاعتيادي حتى، وهكذا، ليس جميعها يمكن ان يشار اليه بالبنان.

طلال محمود( وهو ايضا مخرج وكاتب مسرحي حائز على عدة جوائز، ولم تنقطع مشاركاته بالمهرجانات السينمائية المحلية الثلاثة)، قدم أخيرا، فيلماً بعنوان "عطر المطر"، من تأليفه وتمثيله، وأخرجــه بالتعــاون مع المخرجة علياء السامشي. وكونه متابعاً لإنتاج السينما الإماراتية منذ بداياتها، يلخص رايه بشأن أفلام الطلبة ومستواهـــا: "لا يمكنني رفض كافة أفلام الطلبة، فهــــي ليست جديدة علينا.

كما انها موجودة معنا منذ مسابقة أفلام من الإمارات الذي بدأ عام 2003. ولكنني، بشكل عام، لا ارتاح لها، والسبب هو شعوري بأن بعضها مسيء للمجتمع المحلي، ذلك لأن معظم الطلبة نجدهم متناقضين بتفكيرهم مع عقائد المجتمع، وهذا بحكم وتاثير أعمارهم الصغيرة واندفاعهم في العمل، وبذا نجد أن بعض الطلبة يقدمون لنا أفلاما جريئة، سواء في مضمونها أو في لقطاتها او في الموسيقى التصويرية.

وهذا يعد شذوذا عن منوال انتاجات السينما الاماراتية". ويتابع: "رغم ذلك، لا يمكن ان ننكر وجود أفلام طلبة جيدة ومتميزة، مكنت اصحابها من الانتقال الى المرحلة الثانية من العمل السينمائي، كما لا يمكن، ايضا، نكران واقع وجود طلبة تطوروا وتطورت ادواتهم. واستمروا في صناعة الأفلام، حتى بعد تخرجهم، وهو ما نبحث عنه دائماً".

ويشدد محمود في حديثه، على حقيقة يراها جوهرية، تتمثل في أن السينما الإماراتيـــة تقدمت بخطــوات واثقـــة، في سنواتها الأخيرة، من حيث المعدات والتقنيات المستخدمة. ويقول هنا: "رغم التطور الحاصل في السينما الاماراتية، إلا أننا لا نزال نعاني من مشكلة كون بعض المخرجين يصنعون أفلامهم من أجل لجان التحكيم التي تكون مسؤولة عن مهرجانات السينما المحلية فقط، وليس من أجل الجمهور.

وهذا من شأنه ان يشتت العمل السينمائي، وبالتالي يجــب علينا البدء بحل هذه المشكلة حتى تكون السينما الاماراتية أكثر غنى بالأعمـــال الجيدة والمناسبة، وحتى تكـــون قــادرة على الانتاج التجاري، ولكن بالمقارنـــة مع الفـترة السابقــــة، نجد أن الأفلام الإماراتيــــة تطورت بشكل كبير جداً، وأصبحت الإمارات تمثل متنفساً لمخرجين آخرين من خاــرج الدولة، وهذا بلا شك يعتبر رصيدا لنا".

ويرى المحمــود أن مــن أبرز ايجابيات السينمــا الإماراتية، أنها فتحت أمام صـناع الأفـــلام، باب العلاقات الاجتماعية والفنية، وكذا اتاحت قدرة أصحاب المواهب السينمائيـة الإماراتية، على التواصل مع من هم متخصصون في المجـال خارج الدولة، والذين عادة ما يوجدون بكثافة، في مهرجانات السينما التي تقام في الإمارات".

Email