اللهجة الديرية وأصولها

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبحث كتاب "اللهجة الديرية وأصولها" لمؤلفه، الدكتور زهير حسون، في جذور مجموعة كبيرة من المفردات التي تضمها لهجة أهالي دير الزور في سوريا، ومعانيها. ففي حرف الألف يورد المؤلف كلمة إبط وصحيحها آباط، وهي جمع إبط والإبط : باطن المنكب. وهي كلمة نستخدمها( أي الناس في دير الزور) كما هي، فنقول :" حطه جوا باطك"، أي ضعه تحت آباطك أو إبطك.

ونستخدم العبارة استخداماً مادياً عندما يكون الحديث عن شيء ما، واستخداماً مجازياً عندما نتحدث عن شخص ما. وكلمة أَبْدَنْ، وهي ظرف زمان للمستقبل، يستعمل مع الإثبات والنفي، ليدل على الاستمرار.. في حرف الباء: بربر (يبربر) يصيح ويخلط في الكــــلام مع غضـــب ونفـــور.. وبربـــر بربـــرة. ويقدم المـــؤلف مجموعة أمثلة، شارحا بعضها: نحن نقول: (من شافنا صار يبربر) و( ما فهمنا من بربرته شيء). قول الطرماح:

يبربر بربرة الهبرقي بأخرى خواذلها الآنحة

 

.. والديرية تقول في أمثالها الشعبية: ( ريت المعدَّل مايموت ولا ياكله دود البلى)، والمعنى: ليت صحيح الرأي والسلوك لا يموت ويأكله الدود في قبره. بَوْ: البَوْ، هو ولد الناقة أو هو جلده الذي يحشى تبناً ليبدو بصورة ابنها، يوضع قبالتها أو يُقرَّب منها لترى أمه وتعطف عليه فيدر لبنها.

ويسوق المؤلف مجموعة من الامثلة لكلمات في المحكية "الديرية"، تبدأ بحرف التاء، منها: تعدمني: تقول لك الديرية كنوع من القسم: ( تعدمني ماشفت هالشي)، أي أصبح معدومة أو لا وجود لي في هذه الدنيا إن كنت رأيته. ويقال: لا أعدمني الله فضلك. والعدم ضد الوجود. قول الشاعر علي بن الجهم يمدح المتوكل:

كنت كالدلو لا عدمناك دلواً

يا كثير العطا قصير الذنوب

 

واما في حرف الثاء، فيذكر حسون: ثرود، وهي من ثردَ أي هشمَ الخبز اليابس.. وفي حرف الجيم: جَرَزَ: جرزه بمعنى أمسكه من صدره أو وسطه. والجرز هو صدر الإنسان أو وسطه. وفي حرف الحاء: حاس: حاس الذئب الغنم أي اختلط بها ومزقها.

ويتابع المؤلف تقديم تفسيرات وأمثلة عن اللهجة الديرية: "نحن نقول: ( ماقدر يحيص)، أي ما استطاع أن يحيد عن موضعه الذي وضع فيه. ونقول: (أشوفه يحوص) أي يتحرك جيئةً وذهاباً ويحوم حول الشيء. وحاص بين الشيئين: ضيَّق. ونحن نقول: (حايص) ونميلها أحياناً لتغدو: (حييص) وتأخذ معنى متضايق أيضاً. في حرف الراء: رجم: نقول: ( لما تشوف رجم فلان لف على اليمين تلقانا). والرجم عندنا حجارة تنصب فوق بعضها وتصبح بمثابة دلالات وإشارات لسيارة البر، ولكنها في القواميس القبر أو الحجر الذي يوضع عليه. قول ابن الرومي:

أعجب به يهدي إلى رجم

حياً ويبعث صاحب الرجم

 

.. وفي حرف السين: سنبك: السَّنبك: طرف الحافر.ونحن نستخدمها للإهانة فنقول: ( مابقى لنا إلا سنبك). . وفي حرف الضاد: ضربة لازم: أصلها ضربة لازب. واللازب هو الملتصق جيداً وهو الطين الأحمر. واللازب: اللازم الثابت. ولزب الشيء لزوباً أي ثبت فهو لازب. ويقال: صار الأمر ضربة لازب، أي صار لازماً ثابتاً شديد اللزوم. وطين لازب: يلزق باليد لاشتداده. . حرف الطاء: طش: الطش من المطر هو فوق الرك ودون القطقط. وقيل: أوَّل المطر الرَّش ثمَّ الطش. ومطر طش أو طشيش هو مطر قليل. قول ابن الرومي:

وجهها الأغثر المجدر يحكي

جعس أمس أصاب أعلاه طش

 

طشوا: تفرَّقوا وتوزَّعوا كالشيء المطشوش. ونحن نقول: (ما أدرِ وين طشُّوا) و ( طشَّ الأرض حنطة) ولكن بطريقة الطش وليس الغرس. . وفي حرف العين: عصلب: تشدَّد في الأمر وعقَّده، وتأتي بمعنى شدة الغضب. ونحن نقول: (عصلبها قصداً) و( معصلبة معانا). عصلج: أي تعسَّر واشتد.. وفي حرف الكاف: كربانه (قربانه) القربان: '

ما يتقرب به إلى الله من ذبيحة أو غيرها. . وتقول الديرية مدلِّلةً ابنها مناغية ومتحببة إليه: ( قربانه) أو (كربانك- قربانك) تعني بذلك: إني فداء له عند ربي أو إليه أو أنا قربانك إلى الله.. في اللام: لاقى: تقول الديرية : (ليقيني- لاقني ولا تطعميني)، أي لاقني لقاءً حسناً وبش بوجهي ولا تطعمني. . في الهاء: هلحز: منحوتة من كلمتي: هذا الحز. الحز هو الحين والوقت. وتسأل الديرية: متى عدت من السفر؟ فيجيبك: هلحز أي في هذا الوقت أي تواً.

"تسأل الديري: متى عدت من السفر؟ فيجيبك: هلحز وهي منحوتة من كلمتي هذا الحز : أي في هذا الوقت أي تواً "

 

 

 

الكتاب: اللهجة الديرية وأصولها

تأليف: الدكتور زهير حسون

الناشر: وزارة الثقافة السورية- دمشق 2012

الصفحات: 663 صفحة

القطع: الكبير

Email