المثقّف العربي والحاكم

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يبين كتاب "المثقّف العربي والحاكم"، لمؤلفه حسين العودات، مفاهيم الثقافة والمثقّف، وتعريف كل منهما ومهمّاته ودوره في تطوّر المجتمع، وعلاقة المثقف بالفقيه والفيلسوف والطبقة الاجتماعية والسلطة والسياسة والحاكم، خلال الـتاريخ، وصولاً إلى عصرنا الحاضر.

وإذ يعرض بشكل مباشر للعلاقة بين "المثقف العربي والحاكم"، التي تقوم الشواهد على أنها لم تتبدّل جذرياً عبر العصور، عبر إشارته إلى محنة بعــض المثــقفين العرب، منذ القرن الأول الهجري حتى عصرنا الحاضر، والى علاقة المثقف بالحــاكم في التاريخين الحديث والمعاصر؛ يرى المؤلف أن علاقة الثقافة والمثقف بالسلطة والمجتمع زادت تعقيداً في التاريخ العربي، بسبب اختلاط السياسي بالديني والفلسفي، مستخلصاً الدروس عبر مراجعة التجارب.

وبالتحديد مواقف المثقفين من الحكام والكلفة الباهظة التي دفعها من تجرّأ على الاعتراض ورفض الخضوع والتنكّر لما استقر في يقينه من ثوابت الصح، ذلك أن "الحاكم العربي حاول أن يفرض على المثقّف الطاعة مقابل امتيازات يقدّمها له.

وفي حال رفضه الولاء واستمراره بالإخلاص لقناعاته العقائدية أو السياسية، كان يتلقّى عقوبات يصل بعضها إلى الإعدام وتقطيع الأوصال.. ولجأ الحاكم عموماً لاتهام المثقّف المخالف بالزندقة أو الارتداد، ليكسب رضا مجموعات من أبناء الشعب المتديّنين".

ويعود المؤلف إلى تجربة المثقف والحاكم في الحضارة العربية، فيرى أنه منذ قيام الدولة العربية المركزية وتوحيد أطراف الثقافة العربية وبداية تكوّن وعي عربي مشترك ونظرة موحّدة إلى الكون والحياة، كما جاء بها الإسلام، وقيام الدولة الأموية، نشأت علاقة خاصة وجديدة على المجتمع العربي بين الحاكم والمثقف، ولم يؤدّ الشعراء والكتاب دوراً أساسياً في فجر الإسلام وعصر الخلفاء.

ولم يكن لهم تأثير في السلطة ولا في الناس.. أما بعدما تحول نظام الخلافة في زمن الأمويين الى نظام ملكي وملك عضوض، برغم احتفاظه باسم الخلافة، فقد اضطر معاوية بن أبي سفيان إلى أن يبحث عن شرعية لهذا التحوّل ومبرّر له، و"العمل على إعادة تكوين وعي الناس من جديد لقبوله".

لكن هذه العلاقة الجديدة بين المثقف والسلطة، بحسب رأيه، لم تستقر تماماً وتأخذ أبعادها السياسية والاجتماعية والثقافية إلا في ما بعد في عهد المأمون العباسي الذي تحالف مع المعتزلة وتبنّى أفكارهم ومذاهبهم، وتبنّوا هم بدورهم، في الجوهر، الأفكار السياسية للدولة العباسية.

ويتناول المؤلف مختارات من حياة بعض المثقفين العرب، من مختلف العصور، ويعرض الإطار العام لمواقفهم، وموقف الحكام منهم وتوقيع العقوبات عليهم، بدءاً من سجنهم وحرق كتبهم، وصولاً إلى قتلهم وتقطيعهم وحرقهم وهم أحياء، مروراً بإعدامهم بالسيف بعد تعذيبهم بيد الخليفة في بعض الأحيان.

 

 

 

 

 

 

 

الكتاب: المثقف العربي والحاكم

تأليف: حسين العودات

الناشر: دار الساقي بيروت 2012

الصفحات: 234 صفحة

القطع: المتوسط

Email