الهجرة العظمى إلى الفضاء

مستقبل البشرية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يوضح كتاب"الهجرة العظمى إلى الفضاء.. مستقبل البشرية"، لمؤلفه، الدكتور فتح الله الشيخ، أنه، وبمرور الوقت والتقدّم العلمي والتكنولوجي الذي حققته البشرية، أصبحت مصطلحات كثيرة من الخيال العلمي، وفي مقدمها موضوعات الفضاء، واقعاً ملموساً.

وينقل المؤلف على لسان مايكل غريفين- رئيس وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، قوله: "ليس الهدف مجرد استكشافات واختبارات علمية، إنه يتعلق كذلك، بالتوسع في المجال الجغرافي للأرض مع مرور الزمن، فعلى المدى البعيد لن تنجو الأنواع الحية جميعها، لو ظلّت على ظهر الأرض، فإذا أردنا، نحن البشر، أن ننجو بأنفسنا لمئات أو آلاف أو ملايين السنين، فعلينا أن نستوطن كواكب أخرى في نهاية المطاف، وإنني أدرك أن الإنسان سيستعمر المجموعة الشمسية بالكامل وسيذهب فيما وراءها".

ويعود مؤلف الكتاب، إلى تذكيرنا بالأخطار المحدقة التي يحتمل أن تتسبب، عاجلا أو آجلا، في فناء البشرية، وعلى رأسها أخطار الحروب النووية لو اشتعلت، وفي التغيرات المناخية الحادة والحرجة، وفي احتمال اصطدام مذنب أو كويكب بالأرض، وفي احتمالات حدوث أخطاء في تناولنا للتكنولوجيا الحيوية.

واللعب في ال(دي أن أي). ومن ثم، فإن ما تواجهه البشرية من أخطار معلومة ومجهولة، تدفعها دفعا إلى التفكير والتخطيط لهجرة شبه كاملة من كوكب الأرض، بعد حين من الزمن، طال أو قصر, ولهذا الغرض لابد من بناء مستوطنات فضائية، كخطوة أولى لاستكشاف واختبار المشكلات والمعضلات المرتبطة بعملية الاستيطان في الفضاء الخارجي.

وأحد النجوم المرشحة بشدة للسفر إليها والاستيطان بها (بكواكبها أو توابعها)، خارج المجموعة الشمسية، "تاوسيتي" الذي يبعد عن المجموعة الشمسية ما يقرب من 11 سنة ضوئية، وتدور حول هذا النجم مذنبات وكويكبات بأعداد كبيرة، يمكن أن تمد المستوطنات المحتملة بالمواد الضرورية للبناء، ويشبه هذا النجم الشمس، في كتلته وتركيبه الكيميائي، وهو فقير في الفلزات، لكن كمية الغبار المحيطة به أكبر كثيرا من تلك المحيطة بالشمس. ويجيب المؤلف عن السؤال :

"لماذا يستوطن الإنسان الفضاء؟"ذلك ل: نشر الحياة والجمال في الكون، إنقاذ البشرية، جني الأرباح من تصدير الطاقة الشمسية من الأقمار الصناعية الخاصة بذلك- والتعدين في الكويكبات والصناعات الفضائية عمومًا، إنقاذ البيئة بنقل الناس والصناعة إلى الفضاء، التراكم المعرفي وتطوير المقدرة التكنولوجية للبشر".

ويورد الشيخ، آراء بعض المعارضين لمشروعات استيطان الفضاء، على اعتبار أنها مكلّفة للمال ومضيعة للوقت، وأنه لا يوجد شيء نحتاج إليه في الفضاء، كما أن السفر في ما وراء المجموعة الشمسية أمر غير عملي ولا يقع في حدود الزمن المعقول.

ويشير المؤلف إلى أنه يمثل كوكب المريخ بؤرة اهتمام الدراسات الجادة حول استيطان الفضاء الخارجي، وهو أسهل كوكب يمكن الوصول إليه من الأرض، من حيث متطلبات الطاقة. وتستغرق الرحلة إليه أشهرا فقط (6 ـ 7)، باستخدام التكنولوجيا المتاحة حاليا.

ويبين أن العلماء يؤكدون أن الشمس ستصبح أسخن من ما هي عليه الآن، مع مرور الزمن، بحيث تستحيل الحياة على سطح الأرض، فالنجوم من نوع الشمس تزداد توهجا بالتدريج، خلال عمرها، ونتيجة لذلك سيدفأ المريخ، ما سيجعل تغير بيئته إلى بيئة شبيهة بالأرض، أمرا سهلا، وهكذا يمكن أن يصبح المريخ بعد تعديل بيئته، بيتا أو وطنا بديلا للبشرية لو أصبحت الأرض غير قادرة على دعم الحياة عليها.

ويرى المؤلف أنه يهدف إنشاء المستوطنات الفضائية إلى تأمين حياة البشر، وتحقيق الربح، والحصول على الخامات والطاقة، ومن المفترض أن تكون المستوطنات الفضائية أقل عرضة للكوارث التي تهدد كوكب الأرض وتجتاحه،أحيانا، مثل: الانفجار السكاني، سقوط النيازك المتفجرة، وغيرها. ومع أن المستوطنة الواحدة أقل أمنا بوضوح، من كوكب الأرض، إلا أن المستوطنات معا، تشكل ملاذا لإنقاذ البشرية، خاصة وان الفضاء يحتوي على معظم الخامات المعروفة، وعلى كميات لا نهائية من الطاقة، ومن المفترض أن يستفاد من كل ذلك بمجرد أن يتمكن البشر من مغادرة الأرض والإقامة والعمل في الفضاء.

ويقدّر بعض الاقتصاديين المتحمسين للمستوطنات أن دخل الأسرة سيرتفع في المتوسط من ثلاث إلى أربع مرات، كما أن تكاليف المعيشة ستنخفض.. كما سيصبح بمقدور المستوطنات المقامة خارج ظل الكواكب، أن تستخدم الطاقة الشمسية على مدى 24 ساعة، وستساعد الجاذبية الضئيلة على بناء مرايا عاكسة، شاسعة المساحة، لتجميع أشعة الشمس، وحيث إن هذه المستوطنات المقامة تقع خارج المجال المغناطيسي للأرض، فإنها تستطيع توظيف الطاقة النووية دون الخوف من التلوث الإشعاعي.

 

 

 

 

 

الكتاب: الهجرة العظمى إلى الفضاء.. مستقبل البشرية

تأليف: فتح الله الشيخ

الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة 2012

الصفحات:278 صفحة

القطع: المتوسط

Email