الثقافة العربية في المهجر

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يتضمن كتاب "الثقافة العربية في المهجر"، لمجموعة من الباحثين، أوراق وأبحاث الندوة التي نظمتها "مجلة العربي" في برنامج "ملتقى مجلة العربي" السنوي. إذ تتبع موضوعات الكتاب - الملتقى، نتائج تفاعلات تاريخية ثقافية بين الشرق والغرب، خاصة وأن عدد المهاجرين العرب في الغرب، بات يعد، حاليا، بالملايين.

وهكذا ترصد موضوعات البحث، جملة قضايا، أبرزها، بعض متغيرات وآثار ما كان بعد واقعة ضرب البرجين في 11سبتمبر عام 2001م، في ظل تكثف وتوسع اهتمام الغرب، عقبها، بكل ما يتعلق بالشرق، وازدياد وجود وتفاعل المثقفين العرب في المحافل الأدبية الغربية. وتمثل الجزئية الثانية، جوهر دراسات الملتقى، إذ تناولها كظاهرة جديدة.

 

كذلك ترجع أهمية الملتقى إلى أنه عقد في إطار متغيرات ثقافية وسياسية في العالم وفي العالم العربي. إذ أصبحت "العولمة" حقيقة ملموسة وقادرة على أن تكشف عن نفسها، من خلال بعض الظواهر مثل تأثير الانترنت في نقل كل صور الواقع المعاش في أي منطقة في العالم، وأيضا في الأزمات الاقتصادية التي إذا ألمت بالولايات المتحدة، اشتكى العالم كله منها.

وذلك إلى جانب، ظاهرة انفجار ما يعرف بالربيع العربي. يسلط الدكتور جابر عصفور، الضوء، في ورقته "عن المهجر والمنفى من منظور مختلف"، على آثار قضية "ازدواج الهوية" وعلاقتها بالثقافة. كما يرى الدكتور محسن جاسم موسوي، في الكتاب- الملتقى، أنه "لا تتشكل كتابة المنفى وحدها معزولة عن كتابات قديمة ومعاصرة، قد تكون حاضرة في وعي الكاتب المقصى عن وطنه النائي عنه جسدا وعاطفة ومعرفة".

 

ويدرج الكتاب، تحت عنوان وفقرة بحث الملتقى ضمن موضوع: "قضايا نشر الثقافة العربية في المهجر"، حديث مارك لينز عن تجربة نصف قرن لقسم النشر في الجامعة الأميركية في القاهرة. ومنها ترجمة أعمال نجيب محفوظ، وحوالي 100 كاتب عربي آخر.. قرابة 160 عملا عربيا إلى الانجليزية.

وكذلك تناول سليمان عبدالمنعم، موضوع "هجرة الأدمغة العربية"، إذ رأى أن المبدع العربي يعاني في بلده، من علاقته بالسلطة التي تتجاهل موهبته، ويعاني من التجاهل الاجتماعي والغربة، نتيجة الأمية وغيرها. كما يعاني من علاقته بنفسه لأسباب حياتية ومعيشية.

ويتساءل المؤلف: هل ينتظر ما هو أفضل مع الربيع العربي، وخصوصا مع غلبة التيار السلفي واعتلاء السلطة؟! واما بالنسبة للدكتور بدر الدين عرودكي، فاستعرض موضوع "دور معهد العالم العربي في نقل الثقافة العربية إلى باريس"، إذ تطرق إلى تاريخ إنشاء المعهد (عام 1987م)، وكيف حلت مشاكله التموينية، بحيث أصبح له مقر دائم جديد، ومن ثم اعتمد على موارده في تمويل احتياجاته.

 

ويتضمن الكتاب، تفاصيل ومحاور الجلسة الجلسة الثالثة في الملتقى: "حضور التشكيل العربي في المهجر"، مدرجا حديث مجموعة فنانين حول تجاربهم، في هذا الصدد .

وفي عرضه لمضامين الجلسة الرابعة، يبين الكتاب- الملتقى، ماهية "الشعر في المهجر: شهادات وتجارب". وذلك في حديث وورقة محمد عضيمة، عن "الحضور العربي في الثقافة اليابانية"، إذ عبر عن رأيه (العنيف) الصريح، بانتقاد حاد للواقع الثقافي العربي، وإهمال المؤسسات العربية الرسمية لترجمة الأعمال المعاصرة، مع رفض ترجمة الشعر! مشيرا إلى أن كل ما ترجم إلى اليابانية، 30 كتابا، خلال المئة سنة الماضية. وخلص الدكتور طارق الطيب، في مقاله "نفي المهجر" إلى نتيجة جوهرية، مفادها:

"من وجهة نظري، أعتبر الثقافة سلعة لها قيمة تبادلية معنوية ومادية. والثقافة العربية يمكن تسويقها عالميا حين تتوافر لها شروط الاعتراف وشروط الوجود في المتن لا الهامش. ولن تنجح ثقافة تعتمد على رافد واحد هو الرافد الديني كأساس". ويشتمل الكتاب، على شهادة صلاح ستيتية، في الملتقى.

والتي أوجزها هو نفسه بما أطلق عليه: الازدواجية، والتي شكلته باعتباره من وطن مزدوج (لبنان)، ذلك بينما هو سني تعلم الفرنسية (التي كانت قاصرة على غير المسلم السني)، وهكذا بقي يبرر معنى الازدواجية التي كان شعره تعبيرا صادقا عنها.

ويخصص الكتاب ختام فصوله، للمحور الاخير الذي تناوله الملتقى: "الرواية في المهجر: شهادات وتجارب". إذ قدم فيه الدكتور صلاح نيازي، دراسته عن "المراحل الروائية في العزلة". فحددها في ثلاث: الأولى: حمل فيها بطل الرواية كل عاداته المحلية معه، إلى البيئة الجديدة في الغربة. الثانية: يكون فيها البطل قد درس في الغربة وحصل على شهادة، ثم عاد إلى وطنه من دون الانسجام مع بيئته الأولى. والثالثة: ربما بدأت مع رواية "السابقون واللاحقون" لسميرة المانع.

 

 

 

 

الكتاب: الثقافة العربية في المهجر

تأليف: مجموعة من الكتاب

الناشر: وزارة الإعلام مجلة العربي الكويت 2012

الصفحات: 256 صفحة

القطع: المتوسط

Email