كتاب قوانين الدواوين

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يتحدث كتاب قوانين الدواوين، لمؤلفه الأسعد بن مماتي، والذي يعود إلى زمن الدولة الأيوبية (تحديداً القرن الـ12 ميلادياً)، عن مصر ومقوماتها وسماتها، من مختلف الجوانب، ففي الوصف الجغرافي للقطر المصري خلال الدولة الأيوبية، يقول المؤلف: "تقع في الإقليم الثاني والثالث من المعمورة (ويعني افريقيا وآسيا). وأما عن طولها وعرضها، فيوضح أنها، مسافة أربعين يوماً طولاً، وثلاثين يوماً عرضاً (ما بين مدن رفح والعريش حتى أسوان طولاً، ومن أيلة حتى برقة عرضاً).

كما يشير مماتي في كتابه إلى أنه تعود تسمية مصر إلى "مصر بن بيصر بن نوح عليه السلام"، كما جاء ذكر فضائلها في القرآن الكريم.

ويعود المؤلف، عقبها، إلى تناول ما جاء من ذكر لفضائل مصر ضمن القرآن الكريم ومأثور الحديث الشريف. ليتوقف مع وصف نيلها ومبتدئه ومنتهاه وطوله، وأيضاً حالته عند نقصه وزيادته (يعنى فيضان النيل). كما وصف مماتي ما اجتمع في مصر من عجائب، وما انفردت به من غرائب. ولم يغفل الحديث عن تاريخ الفتح الإسلامي لها، وكيف فتحت، صلحاً أم عنوة وسبب الخلاف في ذلك.

وينتقل المؤلف، اثرها، إلى سرد وصفي شيق لأسماء الضياع والكفور والجزر وغيرها من الأماكن لتجمع المصريين. وقد حقق هذا الباب تحديداً، الأستاذ محمد رمزي بك، وهو أحد الباحثين المصريين، قبل عام 1935م (سنة نشر الكتاب للمرة الأولى، بمعرفة الجمعية الزراعية المصرية). وأفاد محقق الكتاب، أنه وبالرجوع إلى النسخ المختلفة من نسخ الكتاب في المكتبات الأوروبية، وجد تنوعاً في تفاصيل هذا الفصل، وهو ما برره باعتبار وصف تلك المدن والقرى، من الأسرار، حتى ان الباب بكامله اختفى في إحدى النسخ.

كما نجد أن مؤلف الكتاب (الباحث الأيوبي مماتي)، تصدى إلى كثير من المسائل الخاصة بأنظمة الحكم في فترة الحكم الأيوبي، حيث استعرض وظائف الدولة الهامة وتخصصاتها، وهو ما نطلق عليه الآن مسمى الهيكل الوظيفي والإداري للدولة، وذلك سواء على مستوى الدواوين أو الوظائف المختلفة للعاملين بها. ويدرج لنا تفاصيل حول أسماء المستخدمين من حملة الأقلام (ويعني الموظفين في الهيكل الإداري للديوان أو الوزارة).

وكذلك يطلعنا على مهمة ودور "الناظر"، مبيناً انه من يكون على رأس الديوان، أو مدير ما."الناظر شخص يستظهر به على متولي الديوان، أو مشارف عمل، وليس لأحد مستخدميه أن ينفرد عنه بشيء من علم المنظور فيه، محفوظاً بخطه، وان كان ناظر مشارف، كتب خطه على ما يرفع من الحساب، ويخرج من الوصلات، وهو المخاطب على كل ما يتم من معاملته من خلل". وهذا ما يعني فعلياً، أن والناظر هو الذي يرأس الجميع، وهو الذي يوقع على الحسابات ويعتمدها، وهو المخاطب من الجهات الخارجية.. وهكذا.

وأما عن الشؤون الزراعية، فقد أفاض مماتي في توصيفها، إذ ذكر أنواع الأراضي المختلفة، والفصول الزراعية، وأنظمة الري، وأنواع المزروعات وأوقات غرسها وحصادها، والبساتين وأوقات تقليم أشجارها.. وغيرها من المعلومات.

وبطبيعة الحال، يجد القارئ جملة ملاحظات حول الكتاب، ولكنها بالعموم لا تؤثر على قيمتها الجوهرية، وهي من قبيل: نشر دون تنقيح أو تصويب الأخطاء اللغوية أو النحوية، أضيفت فيه أكثر من قراءة فى بعض المواضع حرصاً على رصد مجمل ما تم تجميعه من النسخ المختلفة من الكتاب (حيث تلاحظ بعض الزيادات أو النقص فى نسخة عن أخرى، وهي من مظاهر كتب تلك الفترة التي كانت تعتمد على ناسخ محترف لكتابة كل نسخة).

كما يلفت محقق الكتاب الى أن النسخة الأصلية للكتاب، كان قد كتبها المؤلف باختصار شديد، وبأسلوب تعبير هو بأقل عدد من الكلمات عن الفكرة المطروقة، مما جعله من أصعب الكتب التي يمكن أن يقرأها القارئ اليوم.

 

 

 

 

الكتاب: كتاب قوانين الدواوين

الكاتب: الأسعد بن مماتي

الناشر: سلسلة «الذخائر» هيئة قصور الثقافة 2012م

الصفحات: 470 صفحة

القطع: الكبير

Email