قاموس عاشق للبرازيل

ت + ت - الحجم الطبيعي

في إطار سلسلة (قاموس عاشق لـ...) التي تصدرها دار نشر (بلون في باريس، عرفت رفوف المكتبات الفرنسية مؤخّرا (قاموس عاشق للبرازيل).

مؤلفه هو الصحافي جيل لابوج الذي يعرف البرازيل منذ أكثر من 60 سنة ويبلغ اليوم عامه الـ (85), ويكرّس المؤلف عدداً من (مداخل) هذا الكتاب-القاموس لما يسميه مغامرات المطاط (الكاوتشوك) والقهوة والخشب البرازيلية (المرسوم في ذاكرته بعد تردده المنتظم إلى هذه البلاد) .

البرازيل بلاد كبيرة، إنها (قارّة) تقريباً، كما يصفها جيل لابوج، ويشير أن اهتمامه بهذه البلاد جاء بـ(الصدفة) ، مثل قصص الحب الكبرى.

يقول: (في عام 1951 كنت عاطلًا عن العمل. وقد أبلغني زميل دراسة سابق قابلته صدفة أنهم يبحثون عن صحافي للعمل في البرازيل.

ويكفي لذلك التوجه لفرنان بروديل. لم أكن أعرف من هو بروديل وقد جنّبني ذلك الإحساس بالخوف؛ وفرنان بروديل المقصود هو أحد أكبر مؤرخي فرنسا خلال القرن العشرين وأحد مؤسسي (مدرسة الحوليات) لقراءة التاريخ في ثلاثينات القرن الماضي.

وكان أحد مؤسسي جامعة ساو باولو ؛ ويؤكد المؤلف أن المزيج السكاني جعل (لون بشرة السكان)، كما نقرأ تحت عنوان مدخل عن (لون البشرة)، تميل إلى (القهوة) أكثر مما هو إلى (الحليب).

وكان ذلك وراء عملية (استيراد) مجموعة من السويسريين والألمان (منحوهم الأراضي والحيوانات والأغذية والمال)؛ وبهذا المعنى يرى أن (تاريخ البرازيل هو تاريخ ألوان بشرة أبنائها) ؛ وتتم الإشارة أنه في عام 1976 شرعت الدولة البرازيلية بدراسة إحصائية حول ألوان بشرة السكان.

وقد أظهرت النتيجة أن هناك (136) لونا للبشرة في البرازيل من بينها (الأخضر) و(البنفسجي) وعدد من (التباينات) اللونية الأخرى. ومن خلال هذا، وما شابه من حكايات غريبة وممتعة، يستعرض المؤلف ماضي البرازيل، وحاضرها أيضا.

إن البرازيل، كما يقدمها المؤلف، هي (بلاد المستقبل) و(أرض التمازج الإنساني بامتياز) و(التنين الجديد في أميركا اللاتينية) . لكنها أيضا بلاد من الصعب التعرّف عليها بكل تنوعها ووجوهها المختلفة. ومن يريدون الحديث عنها، عليهم أن لا ينسوا كلمة قالها ذات يوم الرئيس الأميركي الأسبق ترومان وجاء فيها: (إذا كانت لديكم الأفكار الواضحة الجليّة، فهذا يعود إلى أنكم لم تحصلوا على المعلومات الدقيقة).

هذا خاصة إذا كان الأمر يتعلّق ببلاد مثل البرازيل (مفرطة في الكبر وفي التنوع وفي الثراء وفي الفقر وفي الكرم وفي السر)، كما جاء في بعض التوصيفات التي يسوقها المؤلف في (قاموسه العاشق).

ومما يقوله "جيل لابوج" عن البرازيل في هذا الكتاب: "لقد أحببت البرازيل طويلا ولا أزال أحبها (...). إنني أتأملها وأتحدث إليها ونتبادل الأفكار والذكريات.

وهي تحكي في القصص. ومهما بعدت عنها فإنني أسمع أنفاسها وأكتب لها وأحدثها في الهاتف (...). الحزن لا نهاية له، أما السعادة فلها نهاية". هذا كله نجده في هذا الكتاب- القاموس.

 

 

 

 

الكتاب : قاموس عاشق للبرازيل

تأليف: جيل لابوج

الناشر: بلون

باريس 2011

الصفحات: 472 صفحة

القطع: المتوسط

du Brésil

Gilles Lapouge

Plon - Paris- 2011

472 p.

Email