لكل اختراع قصة، وللسينما حكاية بدأت بسيطة وأصبحت فناً من أجمل فنون العصر.
نحن نجلس في صالة السينما ونتمتع بالعرض السينمائي. ولم يحاول أحدنا البحث عن أوليات هذا الفن الممتع.
بدأت التجارب على ثلاثة فنون مختلفة، العرض الثابت، تحليل الحركة برسوم متتابعة، ثم التصوير.
استمرت الأبحاث سنوات طويلة في كل فرع من هذا الفروع دون إدراك الآخر بأنه متمم للجزء ليستكمل الاختراع، وكان لا بد من عقل واسع وعبقري يجمع هذه الخطوط الثلاثة في فن واحد، ليحقق الاختراع الذي سميناه السينما.
والعرب مثلما الأتراك كانوا سادة في خلق جزء من متعة مشاهدة الكاركوز، قبل ولادة السينما بقرون عديدة، وهو ما يعادل بعد ذلك الفانوس السحري الذي يمكن من خلاله عرض الصور.
في عام 1842، اخترع العالم البلجيكي بلاتو آلة سماها فيناكيستيسكوب، بعد تجارب بدأها عام 1828، وقد جرب ثبوت الرؤى في العين البشرية كمثال لما سيخترعه وقد اضطر عام 1828، ان يثبت بصره 25 ثانية في قرص الشمس لإثبات مقاومة شبكة العين، وفقد البصر لمدة ستة أيام ثم عاد له ليفقده إلى الأبد عام 1842.
وقد استمرت التجارب مع علماء آخرين ومحاولات تطوير ما اخترعه بلاتوه إلى أن وصل عام 1870، العالم الأميركي هايل إلى عرض صور فوتوغرافية متحركة نسبياً على شاشة صغيرة.
عام 1882، اخترع العالم ماريه آلة فوتوغرافية تسمح بتحليل الحركة مع عدة صور متحركة سميت بالبندقية الفوتوغرافية وهي الأصل للكاميرا المعاصرة ومن جانب آخر اخترع أميل رينو آلة لصنع الرسوم المتحركة في المسارح (المسرح الضوئي).
أما أديسون مخترع الفوتوغراف والكهرباء فقد توصل إلى صنع آلة لم تنجح لثقلها،واخترع الشريط السينمائي بشكله المثقب على الطرفين وقد ساعدته مصانع أيستمان كوداك عام 1889 بناء على مواصفاته.
إلى أن الأخوان الفرنسيان لويس واوجست لوميير توصلا إلى جمع كل هذه الاختراعات والاجتهادات والنتائج في آلة واحدة وأطلقوا عليها «سينما غراف». في 22 فبراير عام 1895، قدم الأخوان لوميير أول عرض يمكن أن تسميه سينمائية على شاشة كبيرة.
كانت هذه البداية.. ثم دخلت السينما في سباق مع الزمن لتطويرها من بدائية إلى صامتة ثم ناطقة ثم بالألوان، فالسينما سكوب والتطور ما زال قائماً حتى اليوم مع كل المخترعات التقنية الحديثة.
