فن

أعمال المستشرقين تسردها مزادات بونهامس في دبي

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد عدة نجاحات حققتها دار «بونهامس» للمزادات العالمية في دبي ومدن أخرى في الشرق الأوسط بإقامتها مزادات خاصة بأعمال المستشرقين ، تقيم الدار في دبي خلال مايو الجاري أحد أكبر مزادات «أعمال المستشرقين» والتي تقدر بملايين الدولارات .

«مسارات» التقى تالين أنبيليان، المتخصصة في فن الاستشراف في دار بونهامس، فرع نيويورك، حيث تركز الحوار معها على طبيعة ومضامين هذا المزاد:جرى افتتاح فرع بونهامس في دبي في أكتوبر 2007 ليحقق أول مزاد تقيمه الدار فيها، نجاحاً منقطع النظير بمبيعات بلغت حوالي 14 مليون دولار، تقول تالين في هذا الشأن: «لقد حرصت الدار على الاستمرار في إقامة هذه المزادات لتنطلق من دبي في كافة أرجاء الشرق الأوسط، لأننا نعتبر هذه المدينة الملتقى الأهم لثقافات وفنون العالم في المنطقة، ونحن نأمل أن يحقق هذا المزاد نتائج جيدة بعد التعافي الحاصل في المنطقة.

ونحن ملتزمون بهذه المنطقة الحيوية من العالم باعتبارها تحمل إرثاً حضارياً لا يمكن إنكاره، وأعتقد أن الأسعار ستكون معقولة في هذا الظرف وهي فرصة للمستثمرين في الاتجاه إلى استثمار آمن وحيوي ويدر الأرباح». صبغة واقعية وتضيف تالين: تنقسم الأعمال المعروضة في المزاد المقبل إلى قسمين من حيث شخوص من أبدعوها، فمنهم من جاء إلى الشرق في القرون والعقود الماضية ودوّن مشاهداته عبر الألوان التي تكاملت لتصبح لوحات وتماثيل فنية رائعة، والقسم الآخر رسم وأنجز أعماله الفنية من دون أن يزور المنطقة.

ولكنه أنجز تلك الأعمال عبر قراءاته وتصوراته وتخيلاته لدرجة أن العديد من هذه الأعمال يحمل صبغة واقعية جداً، وتشجيعاً لفناني الشرق الأوسط سنقيم في مايو 2011م أكبر مزاد علني لأعمال فناني الشرق الأوسط في نيويورك خدمة لفناني المنطقة لإطلاقهم عالمياً.

أغلى اللوحات

وعن أغلى اللوحات والأعمال الفنية التي ستعرض في المزاد، تتحدث تالين: هي لوحة المستشرق الأميركي أدوين لورد ويكس، تقول تالين عن هذا العمل الفني وأهميته:

يعتبر ويكس من أهم وأشهر فناني الاستشراف الأميركيين، فقد بدأ برسم الشرق ومشاهده وهو بعمر 21 عاماً، ليبدأ بعدها بعشر سنوات برحلة إلى سحر الشرق منطلقاً من مصر وصولاً إلى الهند، حيث أبدع أجمل اللوحات لتجوب شهرته الآفاق، واللوحة المعروضة في المزاد تعرض لأول مرة في الشرق الأوسط وهي ملك شخصي لأحد المقتنين، أما قيمتها فتتراوح بين 400-600 ألف دولار أميركي وتصور مشهداً أمام أحد المساجد الهندية.

«35 ألف دولار»

لا تقل القطع والتحف الفنية الأخرى التي ستعرض في المزاد أهمية من حيث قيمتها الفنية والتاريخية والمادية عن لوحة الأميركي ويكس، وتقدم تالين شرحاً لتاريخ بعض هذه القطع التي يتراوح عددها ما بين 100-130 قطعة وتحفة فنية، فتقول:

من الأعمال النادرة التي ستعرض للمرة الأولى في الشرق الأوسط هي لوحة «الراقصة» للفنان السويسري أوتو بيني وهي تعود للقرن التاسع عشر وكانت ملكاً لأحد المقتنين الأميركان، واللوحة الأخرى للفنان الإيطالي أماديو سيماتيو المتوفى في 1922م، وهو لم يأتِ إلى الشرق الأوسط ولكنه رسم من المخيلة، واللوحة التي تصور فتاة مع صانع أحذية في السوق رسمت بالألوان المائية وتقدر قيمتها بحوالي 35 ألف دولار أميركي.

التحفة الأخرى هي آنية زجاجية نادرة للفرنسي إيميل كاليه وسعرها يقارب 20 ألف دولار وقد وردته مخطوطة بالخط العربي من القرن الرابع عشر ولم يعرف محتواها فنسخها كما هي وأضاف إليها ماء الذهب ومزيج الفضة، أما ألفريد دوبوكاند فنقدم من أعماله تحفة برونزية تعود لأسطورة الصقر والنعامة القديمة في شمال أفريقيا ويبلغ سعر التحفة الأولي 30 ألف دولار.

إدارة

رغم الأعمال الخيرية التي تقوم بها دار «بونهامس» بتخصيص جزء من ريع مبيعاتها لصالح أفعال الخير؛ إلا أن تالين تقر بأن العاملين في مهنة المزادات يحتفظون بمشاعرهم القوية والحساسة في داخلهم أثناء عملية إدارة المزاد، وللمثال لا الحصر؛ فقد قامت دار بونهامس ببيع مقتنيات «رويال كافيه» المقهى الأشهر في العاصمة البريطانية لندن والذي ارتاده الأمير تشارلز والملك جورج وبرنارد شو وبريجيت باردو وأوسكار وايلد ومشاهير آخرون طيلة أكثر من 160 سنة على تأسيسه، تقول تالين حول هذا الموضوع:

«نعلم بأن ما نبيعه أو نعرضه في مزاداتنا من قطع وتحف وأمور أخرى يرتبط بذاكرة الناس وتاريخهم، ولكننا أولاً وأخيراً نقوم بعملنا ضمن قوانين المهنة التي تبدأ من جلب الشخص لتحفة أو قطعة معينة إلينا لعرضها للبيع، ونحن نجري عمليات المزاد بصورة تتسم بقانونية ومنهجية دقيقة».

محمد الأنصاري

Email