جماليات

أبو سمبل اسطورة جاءت من تحت الماء

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

عند بناء السد العالي أصبح معبد أبو سنبل الشهير مهددا بالغرق تحت مياه بحيرة ناصر خلف السد، وبدأ التفكير عام 1955 في إنقاذ المعبدين، ووضع في عام 1958 «مشروع إنقاذ آثار النوبة» وفي سنة 1959 طرح المهندسين عدة حلول لحماية المعبديْن، ووجه في 1960 نداء عن طريق اليونسكو لكل المهتمين في العالم للمشاركة في الإنقاذ.

وفي 1963 بدأ اليونسكو والحكومة المصرية والهيئات المعنية أسلوب تقطيع المعبدين ونقلهما إلى مكانهما الحالي فوق جبل أبو سمبل على ارتفاع 65م فوق المستوى السابق.وبدأت الأعمال في العام نفسه وشارك فيها ما يقرب من خمسين دولة وهيئة أثرية مع اليونسكو ومصر. وقامت بنقلهما من مكانهما الأصلي إلى موقعهما الحالي بعيداً عن المياه عام 1965 بنقل المعبد إلى مكان قريب ذي منسوب عال لا تصله مياه بحيرة ناصر.وبعد أعمال الرفع الهندسي بواسطة مهندسي اليونسكو والتصوير ومسح المنطقة وجسها، والتصوير الفوتوغرامتري.

واستكمال كل أصناف التوثيق، تمت إزالة نحو 150 ألف متر مكعب من الصخور من فوق المعبدين، ثم بدأت عمليات نشر أحجارهما بعضها بوزن 10-15 طناً لكل قطعة، ونقلت بعد ترميمها إلى مكانها الجديد. وقد تم إنشاء جبل صناعي فوق المعبدين لإضفاء الطابع الحقيقي لمعبد منحوت في الجبل عن طريق قبة مسلحة ضخمة يتراوح قطرها ما بين 59 ـ 65 م وارتفاعها 38 م وركبت مرة ثانية وحُقنت بدقة وكُحِّلت وانتهى ذلك العمل في 1966.وقد تكلف هذا العمل 36 مليون دولار أميركي شاركت في التمويل دول العالم قاطبة استغرقت عملية فك إعادة تركيب معبد أبو سمبل قرابة 4 سنوات (1964 ـ 1968)، تحت إشراف (5) شركات عالمية.

والمعبد له ثلاث صالات مختلفة وبه ثماني غرف جانبية لتخزين القرابين، وتم إعادة المعبدية في منطقة تعلو 65 متراً عن المنسوب الأصلي الذي كان عليه المعبد، وبمسافة 200 متر بعيداً عن شاطئ النيل، وانتهى العمل في 1968. وأصبح موقع أبو سمبل مركزاً سياحياً من الدرجة الأولى، يضم محطة توليد للكهرباء ومحطة لتصفية الماء وفنادق ونوادٍ ومؤسسات رسمية وغير ذلك، والمعبدان يقومان الآن على شاطئ بحيرة ناصر يواجهان أشعة الشمس التي تشرق عليهما كل صباح.

تقع مدينة أبو سمبل على بعد 280 كم جنوب محافظة أسوان وتبعد نحو 60كم من الحدود المصرية السودانية جنوبا، ويطلق على المنطقة المحصورة بين أسوان شمالا ودنقلة السودانية جنوبا اسم ( بلاد النوبة)، وهذا الاسم مشتق من كلمة (نب) الفرعونية وتعنى (الذهب) نسبة إلى مناجم الذهب التي كانت تشتهر بها بلاد النوبة.

وتقع على ارتفاع 180 م فوق سطح البحر على الضفة الغربية لبحيرة ناصر تلك البحيرة التي تكونت بعد بناء السد العالي والتي تبلغ مساحتها 500 كم مربع ومنها 350 كم مربع في بلاد النوبة المصرية، وقد أطلق المصريون القدماء (الفراعنة) على المدينة اسم (ابشت) كما هو مدون على جدران معبديها ومنها جاءت كلمة (أبو سمبل)، كما يسميها أهالي النوبة وتعرف الآن باسم أبو سمبل.

وتتمتع المدينة بشهرة عالمية لجوها المعتدل الجميل ولشمسها المشرقة طوال العام وتعد مشتى عالمي لدفئها في الشتاء، وكانت توجد بمنطقة النوبة 45 قرية نوبية قامت الدولة بتهجيرها عند بناء السد العالي بقرى جديدة شمال أسوان بالقرب من (كوم امبو)، ولأن أبو سمبل مزار سياحي مهم لكل الوفود السياحية فإن الدولة المصرية قد أولتها اهتماما زائدا.

وهي تشهد الآن تقدما ملموسا وازدهارا في جميع المجالات سواء أكانت سياحية أو عمرانية أو زراعية، ويوجد بأبو سمبل معبدان تم نحتهما في الجبل على البر الغربي للنيل في الفترة ما بين عامي 1290 قبل الميلاد و1224 ق.م.

وأخيرا افتتحت منى سري؛ مديرة متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، مؤتمر ومعرض «أبو سمبل ـ إنقاذ المعابد، الإنسان والتكنولوجيا» الذي عقد في الفترة من 10 إلى 13 يناير الماضي بالتعاون مع الجمعية العالمية للفنانين بروما، بمناسبة مرور خمسين عامًا على إنقاذ معبد أبو سمبل، تحت رعاية مكتب اليونسكو بالقاهرة، وشارك في افتتاحه نخبة من العلماء المصريين والأجانب وممثلي الجهات المشاركة في المعرض وهي:

سفارة إيطاليا بالقاهرة، ومركز الآثار الإيطالي، والمعهد الثقافي الإيطالي، والمركز المصري الإيطالي لترميم الآثار، والمجلس الأعلى للآثار وأكاديمية البحث العلمي في مصر.

وقالت منى سري في كلمتها الافتتاحية، إن المؤتمر والمعرض يأتي بمناسبة مرور خمسين عاما على إنقاذ معبد أبوسمبل، ففي عام 1960 تم نقل مجمع منشآت المعبد كليةً لموقع جديد على تلة اصطناعية، وأكدت أن مشروع الإنقاذ الذي تم بعد حملة تبرعات دولية كان ضروري من أجل نقل المعابد لتجنب تعرضهم للغرق خلال إنشاء بحيرة ناصر، وبعد تشكيل خزان المياه الاصطناعي الضخم بعد بناء السد العالي في أسوان.

وأوضحت أن المعرض يضم حوالي 60 لوحة لصور فوتوغرافية نادرة توضح حالة الآثار قبل الإنقاذ، كما تبين الجهود الدولية خلال عملية الإنقاذ. وأشارت إلى أن المعرض يهدف إلى التوصل إلى الجمهور بوجه عام، مما يجعل كل المعلومات والتفاصيل عن ما تم إنجازه في مشروع إنقاذ أبو سمبل متاحة للجميع، مع التركيز على أهمية الحفاظ على التراث البشري بشكل عام.

وأضافت أن القائمين على المعرض قاموا بجمع مواد التصوير النادرة التي لم يتم عرضها من قبل، والتي قام بالتقاطها نفس الأشخاص الذين ساهموا في عمليات الإنقاذ، وذلك من أجل توضيح خطوات تنفيذ هذا المشروع العظيم.

المعبد الكبير

تؤدي بوابة المدخل إلى ساحة أمامية واسعة، وتؤدي هذه الساحة بدورها إلى شرفة أمامية مرتفعة قليلاً عن أرضية الساحة.. وعلى أرضية تلك الشرفة تقوم واجهة المعبد المنحوة في قلب الصخر، وترتفع الواجهة نحو 32 متراً ويبلغ عرضها نحو 35 متراً.

وتضم الواجهة أربعة تماثيل ضخمة لرمسيس الثاني في وضع الجلوس، واضعاً يديه فوق ركبته. ويرتفع كل تمثال منها نحو 21 متراً، ويماثل في ضخامته التمثال الجرانيتي الهائل الموجود حطامه الآن في معبد «الرمسيوم» بغرب الأقصر.

وعلى كل تمثال من هذه التماثيل الأربعة، نرى خرطوشين أحدهما على صدره والثاني على ذراعه، وبداخل كل خرطوش كتب اسم الملك بالعلامات والحروف الهيروغليفية القديمة. وعلى الرأس التاجان المصريان التقليديان: التاج الأحمر «دشرت» الذي يرمز إلى الوجه البحري، والتاج الأبيض «حدجت« الذي يرمز إلى الوجه القبلي.

وعند قدمي كل تمثال من هذه التماثيل الأربعة، نرى عدة تماثيل أصغر حجماً تمثل بعضاً من أهل الملك وأعضاء أسرته ؛ مثل:

*تمثال الملكة (نفرتاري) زوجة الملك بجوار ساقه اليسرى

* تمثال الملكة (موت تويا) أم الملك وزوجة أبيه الملك سيتي الأول بجوار ساقه اليمنى.

* تمثال للأمير ( آمون حرخوبشف ) ابن الملك في المقدمة بين ساقيه.

قاعة الأعمدة الكبرى

تقع قاعة الأعمدة الكبرى بعد الساحة الأمامية للمعبد وسقفها محمول على ثمانية أعمدة أمام كل منها تمثال ارتفاعه عشرة أمتار للملك (رمسيس). أما السقف فهو مُزين بنسور (عقبان) تمثل أوزوريس، والنقوش التي على الحوائط تمثل الفرعون (رمسيس) في معارك مختلفة منتصراً كالمعتاد

معبد نفرتارى(المعبد الصغير)

على مقربة من الجانب الشمالي لمعبد أبو سمبل الكبير شيد رمسيس الثاني معبداً أصغر حجماً تكريساً لعبادة الإلهة (حتحور) ربة الحب والجمال وحامية المرأة والأمومة، وأهداه إلى الرفيقة الجميلة (نفرتاري)... زوجته الملكية.

وعلى الجدران الخارجية والداخلية لهذا المعبد نقرأ نصاً مكتوب بالهيروغليفية يحمل الإهداء الرقيق التالي:

«رمسيس القوى في الحقيقة والصدق... المحبوب لديه والمفضلة عنده» والواجهة الأمامية لهذا المعبد ذات تصميم هندسي مبتكر، وبهذا المعبد أربعة تماثيل اثنان للملك رمسيس الثاني، واثنان لزوجته الملكة نفرتاري..

وصف المعبد (الصغير

تتكون الإنشاءات الداخلية لهذا المعبد ـ وهي محفورة بأكملها في بطن الجبل ـ من قاعة رئيسية وحجرات جانبية ومحراب قدس الأقداس. وفي القاعة الرئيسية نرى ستة من الأعمدة التي يطلق عليها علماء الآثار اسم (الأعمدة الحتحورية) لأنها ذات تيجان تمثل رأس الإلهة حتحور.

وعلى جدران القاعة نرى نقوشاً ملونة تمثل الزوجين الملكين وهما يتعبدان إلى بعض الآلهة الرئيسية.. ونقوشاً أخرى تمثلهما وهما يؤدبان الأسرى من الليبيين والنوبيين.. كما نرى نقوشاً أخرى تمثلهما وهما واقفين جوار بعض الآلهة للحصول على البركة. وفي قدس الأقداس عند آخر نقطة في عمق المعبد، نرى تمثالاً منحوتاً للإلهة حتحور في شكل بقرة تحمى الملك.

مشروع الإنقاذ

عند بناء السد العالي أصبح المعبدان مهددين بالغرق تحت مياه بحيرة ناصر خلف السد، وبدأ التفكير عام 1955 في إنقاذ المعبدين، ووضع في عام 1958 «مشروع إنقاذ آثار النوبة» وفي سنة 1959 طرح المهندسين عدة حلول لحماية المعبديْن. ووجه في 1960 نداء عن طريق اليونسكو لكل المهتمين في العالم للمشاركة في الإنقاذ.

وفي 1963 بدأ اليونسكو والحكومة المصرية والهيئات المعنية أسلوب تقطيع المعبدين ونقلهما إلى مكانهما الحالي فوق جبل أبو سمبل على ارتفاع 65م فوق المستوى السابق. وبدأت الأعمال في العام نفسه وشارك فيها ما يقرب من خمسين دولة وهيئة أثرية مع اليونسكو ومصر.

وقامت بنقلهما من مكانهما الأصلي إلى موقعهما الحالي بعيداً عن المياه عام 1965 بنقل المعبد إلى مكان قريب ذي منسوب عال لا تصله مياه بحيرة ناصر.

وبعد أعمال الرفع الهندسي بواسطة مهندسي اليونسكو والتصوير ومسح المنطقة وجسها، والتصوير الفوتوغرامتري، واستكمال كل أصناف التوثيق، تمت إزالة نحو 150 ألف متر مكعب من الصخور من فوق المعبدين، ثم بدأت عمليات نشر أحجارهما بعضها بوزن 10-15 طناً لكل قطعة.

ونقلت بعد ترميمها إلى مكانها الجديد، وقد تم عمل جبل صناعي فوق المعبدين لإضفاء الطابع الحقيقي لمعبد منحوت في الجبل عن طريق قبة مسلحة ضخمة يتراوح قطرها ما بين 59- 65 م وارتفاعها 38 م وركبت مرة ثانية وحُقنت بدقة وكُحِّلت وانتهى ذلك العمل في 1966.

وقد تكلف هذا العمل 36 مليون دولار أميركي شاركت في التمويل دول العالم قاطبة استغرقت عملية فك إعادة تركيب معبد أبو سمبل قرابة 4 سنوات (1964-1968)، تحت إشراف (5) شركات عالمية. والمعبد له ثلاث صالات مختلفة وبه ثماني غرف جانبية لتخزين القرابين..، وتم إعادة المعبدية في منطقة تعلو 65 مترا عن المنسوب الأصلي الذي كان عليه المعبد، وبمسافة 200 متر بعيدا عن شاطئ النيل.

وانتهى العمل في 1968، وأصبح موقع أبو سمبل مركزاً سياحياً من الدرجة الأولى، يضم محطة توليد للكهرباء ومحطة لتصفية الماء وفنادق ونوادٍ ومؤسسات رسمية وغير ذلك، والمعبدان يقومان الآن على شاطئ بحيرة ناصر يواجهان أشعة الشمس التي تشرق عليهما كل صباح.

أصل التسمية

اشتق اسم أبو سمبل من اسم إيسامبول جسءحصج الذي أطلق عليه قديماً. وعلى أية حال فهو معبد فريد ومتميز في كل شيء عن بقية المعابد المصرية التقليدية القديمة، يتكون «أبو سمبل» من معبدين تم نحتهما في الجبل على البر الغربي للنيل في الفترة ما بين عامي 1290 ق.م و1224 ق.

محمد الحمامصي

Email