شعراء شاميون قدامى ومحدثون

شعراء شاميون قدامى ومحدثون

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يقدم الباحث والأكاديمي الدكتور عبد الكريم الأشتر مجموعة من القراءات الأدبية في حياة وتجارب عدد من شعراء الشام مبينا العلاقة بين تلك الحياة التي عاشها وما اكتستها تجاربهم من ملامح خاصة شكلت علامات مميزة وذلك في كتابه (شعراء شاميون قدامى و محدثون) الموزع على جزئين .

حيث يتناول في الجزء الأول تجارب ثلاثة شعراء قدامى هم الوليد بن يزيد الذي لم تشغله الخلافة عن قضايا الشعر والفن وأبو فراس الحمداني صاحب قصائد الروميات والشاعر ابو العلاء المعري الذي يقف على مرامي العناء اللغوي الطويل الذي بذله أبو العلاء المعري في رسائله وأدبه. بينما يتناول في الجزء الثاني ثلاثة شعراء محدثين هم بدوي الجبل وعمر أبو ريشه ووجيه البارودي ثم يخصص بحثا مستقلا لدراسة الشعر الشعبي في شمال الشام . يشير المؤلف في دراسته لشعر الوليد بن يزيد إلى ما تميز به شعره من تكوين وفطرة وأصالة جعلته أشعر خلفاء المسلمين وأكثرهم تحررا من التزامات الخلافة وتصريحا باسم من أحب وأشدهم إغرابا في حياته وخفة في الاستجابة للغناء ما جعل شعره هو شعر النفس التي تستبد بها نوازعها.

ورغم الشعر الكثير الذي قاله إلا أنه لم يبق منه إلا القليل على شكل مقطوعات صغيرة اقتصر بعضها على بيت واحد أو بيتين ولم يتجاوز أطولها تسعة أبيات ليصل مجموعها إلى خمسمئة بيت إذا صحت نسبة جميعها إليه. ويقدم عبد الكريم الاشتر شواهد شعرية كثيرة تتحدث عن قصة حبه لسلمى وشعره الغزلي الذي لم يخرج على معاني الغزل الشائعة لاعتبارات عديدة منها قلة الشعر المروي عنه ومحدودية انتشاره. ثم يخلص من خلال قراءته في شعره إلى جملة من الاستنتاجات تتعلق بحياته التي كانت بالغة الثراء ومتعددة الوجوه وذات مواقف درامية مثيرة تجتمع فيها المتناقضات والشعور بنبل الأصل في حين كان في شعره حريصا على دور الإيقاع في جملته الشعرية لاسيما إيقاع الأرجوزة وعلى الحوار بوصفه باثا للحركة في القصيدة. ويرى الأشتر في الشاعر أبو فراس الحمداني أكمل صورة لشعر الأسر في الإسلام فيعمد على طريقة المنهج الأكاديمي إلى التعريف بقبيلة الحمدانية وبشخصية الشاعر والمرحلة التاريخية التي عاشها لينتقل منها إلى التعريف برومياته التي يرى أنها أشبه ما تكون بمذكرات الشاعر ويومياته التي كتبها في سنوات الأسر حيث يسترجع فيها ماضيه ويناجي أمه في منبج ويتخذ من النسيب مدخلا إلى موضوعاتها في كثير منها.

كما يحتل الفخر بنفسه وبنسبه وبقومه مساحة كبيرة . والشاعر الثالث القديم الذي يتناوله هو أبو العلاء المعري الذي يبحث في دوافع اللعبة اللغوية في رسائله وأدبه من خلال الإجابة عن عدد من الأسئلة التي يطرحها حول الغرض من تلك اللعبة اللغوية التي جعلت منه واحدا من أعلام اللغويين بعد أن اجتمعت فيه قدرات الفكر والمخيلة وغنى التكوين وقوة الذاكرة واضطرم النفس بالعجز عن فهم مقاصد الوجود الكبرى والتسليم بها. يعرض بعدها لأهم آثاره النثرية المتمثلة في رسالة الغفران.

ويدرس الاشتر الشعراء المحدثين بالشاعر بدوي الجبل محمد سليمان الأحمد الذي يتناول بالتحليل الرؤى الفكرية والفنية في شعره بعد أن يقدم تعريفا بشعره وأهم ما تميز به من خصائص جعلت منه واحدا من شعراء الإحياء من الاتباعيين الكلاسيكيين حيث سيطرت على شعره قوة الفكر وتلبسه الوجدان وكانت صوره حسية واضحة إلى جانب متانة الجملة الشعرية وشفافيتها. ثم يقدم عرضا لأوسع خطوط حياته بوصفها مدخلا لفهم رؤاه الفكرية والفنية .

ويركز الاشتر في شعر عمر أبو ريشة على مكان الصورة الفنية التي يزدحم بها شعره والتي جعلت منه شاعر الصورة الفنية الأول في الشعر العربي كما يظهر في المشهد الأول من مسرحيته الشعرية سمير أميس. ويضيف المؤلف بأن هذا الانشغال بخلق الصورة وحشدها ونحت التماثيل اللغوية هو ما يفسر قلة نتاجه الشعري على امتداد حياته التي عاشها كما يفسر انصرافه عن مواكبة الحركة الشعرية المعاصرة وتطوير أدواته ولغته الشعرية.

ويدرس عبد الكريم الاشتر في شعر وجيه البارودي دواعي الخروج على السائد والمألوف في حياته وشعره الذي تغنى فيه بالحب وتغزل بالمرأة على نحو ما فعل شعراء المرأة بينما كان قريبا من حركة الحداثة وقيمها في شعرنا الحديث لأنه وجد فيه فسحة تسع غليانه الداخلي الذي حار في وصفه.

مفيد نجم

الادب الشعبي

يبحث عبد الكريم الاشتر في الشعر الشعبي بالعربية المحكية إلى جانب بيان موقفه من قضية الأدب الشعبي عامة فيبدأ أولا بتعريف هذا الأدب والموقف من الدعوات إلى استبدال العربية بتلك اللغات السائدة في كل قطر عربي وخلفياتها المضمرة .

المؤلف في سطور

د. عبد الكريم الاشتر باحث وأكاديمي سوري ألف الكثير من الكتب التي تبحث في النثر العربي والشعر والرواية والأدب المهجري منها التعريف بالنثر العربي الحديث وفنونه ومعالم في النقد العربي الحديث والرواية في أدب النكبة وأوراق مهجرية إلى جانب تحقيق بعض المخطوطات الشعرية ودراسة التراث الإسلامي.

الكتاب: شعراء شاميون قدامى ومحدثون

تأليف: د. عبد الكريم الأشتر

الناشر: وزارة الثقافة السوريةـ دمشق 2009

الصفحات: 160صفحة

القطع: الكبير

Email