الازدهار

الازدهار

ت + ت - الحجم الطبيعي

مؤلف كتاب «الازدهار في ما عقده الشعراء من الأحاديث والآثار» هو عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي، إمام حافظ مؤخر وأديب له قرابة ستمائة مصنف ولد في القاهرة سنة 849 وتوفي فيها سنة 911 هـ. وقد نشأ يتيماً لكنه بعلمه وصل إلى مرتبة عليا، حتى أن الأغنياء كانوا يعرضون عليه الأموال فيردها، وطلبه السلطان مرارا فلم يحضر إليه، فقد خلا بنفسه حين وصل سنه الأربعين، ليؤلف كتبه.

أما كتابه هذا فقد جمع فيه ما اقتبسه الشعراء من الأحاديث والآثار واستطاع إحصاء زهاء مئتين وثلاثين نصاً شعرياً مقتبساً منها. وبما أن الشعر ديوان العرب، فإن السيوطي يرى في جميع هذا النوع من الشعر المقتبس من الحديث النبوي الشريف، ما يستدل به على شهرة الحديث في الصدر الأول وصحته.

من الكتاب: قال المعافى بن زكريا في كتاب الجليس والأنيس: حدثنا محمد بن يحيى الصولي، قال رأيت أبن نواس عند روح ابن القاسم، فتحدث روح عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال صلى الله عليه وسلم: (الأرواح جنود مجنّدة فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف)، قال يزيد فقال أبو نواس: أنت لا تأنس بي وسأجعل هذا الحديث منظوماً بشعر، قلت فإن قلت ذلك فجئني به، فجاءني فأنشدني:

يا قلب رفقاً أحدّا منك ذا الكلفُ

ومن كلفتُ به جافِ كما تصنفُ

وكان في الحقِّ أن يهواك مجتهداً

بذاك خبر منا الغابر السلف

إن القلوب لأجناد مجندة

لله في الأرض بالأهواء تعترف

فما تناكر منها فهو مختلف

وما تعارف منها فهو مؤتلف

ويورد الكاتب بإسناد مطوّل: حدثنا أبو يوسف عن أبي حنيفة قال.

حججت مع أبي سنة ست وتسعين، فرأيت رجلاً من أصحاب النبي «صلعم» يقال له عبد الله بن الحارث، فسمعته يقول، سمعت النبي «صلعم» يقول من تفقه في دين الله، رزقه الله من حيث لا يحتسب ، وكفاه همّه وأنشد أبو حنيفة من قوله:

من طلب العلم للمعاد

فاز بفضل من الرشاد

ونال خسران من أتاه

لنيل فضل من العباد

وأخرج ابن عساكر في تاريخه قال: أنشدنا علي بن سليمان الأخفش لأيمن بن خزيم ، قال وأخذ معناه من قول «ابن عباس» إذا بلغ المرء أربعين سنة ولم يتب أخذ ابليس بناصيته.

m_alfahed@yahoo.com

Email