د.مباركة بنت البراء شاعرة من موريتانيا، تقلدت العديد من المناصب الإدارية والاجتماعية، منها مستشارة بوزارة التنمية الريفية والبيئة، ومسئولة العلاقات الخارجية لرابطة الأدباء الموريتانيين، ومسؤولة النشاط الثقافي بقسم اللغة العربية بجامعة الملك سعود، صدر لها عدة دواوين منها «ترانيم وطن»، «مدينتي»، «الوتر»، «أحلام أميرة»، «أهازيج الماء».. وعلى هامش مشاركتها في أحد الملتقيات الثقافية بالقاهرة التقينا د.مباركة، ودار الحوار التالي :

المتابع لرواياتك يلحظ تأثرك الواضح بالطبيعة الصحراوية الموريتانية، فإلى أي مدى كانت هذه الطبيعة مؤثرًا قويًا في بناء تجربتك الإبداعية الشعرية؟ في البداية هي نشأتي وبيئتي التي تعايشت معها منذ الطفولة؛ لأن جدي كان له أكبر «كُتَّاب» في موريتانيا والذي تتواجد به العديد من الكتب، وتدرس به كل العلوم والثقافة الإسلامية ولمختلف الأعمار، ولهذا فأنا نشأت في بيئة ثقافية علمية بحتة. هل استطعت من خلال دواوينك الشعرية أن تحققي مدارات لغوية ووطنية معبرة عن آلامنا العربية؟من الصعب أن يتحدث الشاعر عن قاموسه اللغوي؛ لأنه قد لا يعيد تشكيله في اللحظة الإبداعية فمدارات الشعر عندي مختلفة، منها المدار الوطني والإنساني والشعبي، فعبرت من خلال هذه المدارات عن العديد من الهموم الوطنية، واستطعت من خلال تجربتي المتواضعة أن أؤسس إلى الرمز الإنساني المحلي من خلال استخدام مفردات تتغنى بالوطن والحلم، والجمال الذي أنتظره للم الشمل العربي، ولدي قصيدة «الخيمة العربية» أحلم من خلالها توحيد الأمة العربية.

من خلال كتابك النقدي حول الشعر الموريتاني الحديث تطرقت إلى تجارب كثيرة.. حدثينا عنها؟

دمت في هذا الكتاب التجارب الشعرية الموريتانية الحديثة منذ البداية حيث البدوي والجاهلي والأندلسي والعباسي والأموي، ثم التجارب الأخرى الحديثة التي طرأت عليه، وقمت بدراسة نقدية للشعر الموريتاني منذ الاستقلال وحتى التسعينيات.

يردد البعض من النقاد بأنك صاحبة موقف أدبي من قصيدة النثر.. حدثينا عن ذلك؟

أكتب حاليًا القصيدة العمودية والتفعيلة، ولم أكتب قصيدة النثر لأنني أعتبرها صورة ترميزية، فأنا ضد تيار أدبي له رواده في عالمنا العربي، فهي كتابة نثرية وفن جميل ولكنه نثرًا وليس شعراً.

حصلت على لقب «المفوضية».. «المستشارة» هل في رأيك أن المرأة الموريتانية وصلت إلى تحقيق أحلامها الاجتماعية؟

في رأيي أن المرأة الموريتانية وضعها يختلف عن مثيلاتها في إفريقيا وفي عالمنا العربي؛ لأنها تحتل منذ القدم الصدارة ولها مكانتها الاجتماعية، ولها دور كبير في النسيج الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية الموريتانية، ومن حيث الناحية الفكرية لدينا تجارب في القصة القصيرة والرواية ومحاولات شعرية قليلة، فالمجتمع الموريتاني به حراك ثقافي وإبداعي تحلت به المرأة الموريتانية ورغم ذلك ينقصها الكثير، مقارنة بوضع المرأة العربية في عالمنا العربي .

لكن فيما يتعلق بالمرأة الموريتانية المبدعة.. إلى أي حد وصلت في رأيك؟

موريتانيا تتمتع الآن بحرية في الفكر، فلدينا كاتبات وأديبات ومتذوقات للثقافة والفكر بشكل عام في القصة القصيرة، لكن الشاعرات عددهن قليل، لأن المجتمع الموريتاني سمح للمرأة الموريتانية بوجود فن صغير هو «الطبراع» أي فن الزجل، وهو فن يعبر عن وجدانياتها وتتغنى به المرأة الموريتانية عن حبيبها في مجتمع مسلم محافظ، وتتغنى به مع صاحباتها.

خلال مسيرتك الطويلة مع الشعر حصلت على جائزة أنجال هزاع بن زايد آل نهيان لثقافة الطفل.. حدثينا عن هذه التجربة؟

تقدمت من خلالها بحكاية من حكاياتي للأطفال بعنوان «حكايات الجدة» والتي طبعت من خلال 3 أجزاء بتونس، حيث تحاكيت عن الحكايات الشعبية المندثرة، فجدتي كانت تحكي لي منذ الصغر عن «الأطفال والحروب وبنت الملك» فكتبتها بشكل من السرد الحكي وهو جزء من أدبنا الشعبي، وقد وجدت أن هذا الشكل الأدبي في طريقه للاندثار؛ لذلك قمت بجمع هذه الحكايات الشعبية بلغة تناسب الطفل الحضاري المثقف.

ولا يعرف الكثيرون أن هذا الكتاب فتح أمامي الكثير من الأبواب لجمع كل الحكايات الشعبية المهمة للطفل العربي، حيث اشتركت مع مجموعة من الأساتذة المشتغلين بأدب الطفل العربي لجمع هذه الحكايات، وقمنا بتسجيل صوتي لكل الحكايات الشعبية وتعريبها وإصدارها في مجلدات ضخمة، و فزت بالجائزة من خلال حكاية من حكايات الجدة.

القاهرة دار الإعلام العربية