الصحافة الإلكترونية

الصحافة الإلكترونية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

الصحافة الإلكترونية أحدث أنواع الصحافة التي ظهرت منذ سنوات قليلة مضت.. بل إنها مستقبل الصحافة القادم الذي يطرق الأبواب ليدخل منها معلنا عن بدء عصر جديد في الصحافة المكتوبة.. هذا ما يرصده في كتابه «الصحافة الإلكترونية»، الذي يقول في مقدمته «إن الصحافة المطبوعة الآن في جميع أنحاء العالم قد خرجت من سياق الانفراد والسبق الصحفي، فالأخبار يتم نشرها على الموقع الإلكتروني بعد دقائق من وقوع الحدث في أي مكان بالعالم، فما الذي تبقى للصحف سوى إعادة نشر هذه الأخبار والتعليق عليها وعلى مردوداتها؟».

يستطرد المؤلف قائلا: في أكتوبر 2008 قال الرئيس الفرنسي «ساركوزي»: «إن الصحافة الفرنسية ستواجه «الموت» إن لم تستطع منافسة الصحف المجانية، وصحافة الإنترنت، وفي نوفمبر من العام نفسه تمكن رواد الإنترنت من الاطلاع على تقارير شهود عيان عن سلسلة الانفجارات والاعتداءات التي هزت العاصمة الاقتصادية للهند «بومباي» بعد مجرد ساعات من حدوث الانفجارات».إن الإعلام الإلكتروني، كما يؤكد فضلي، يتميز ببعض الخصائص كالتنوع الشديد في الوسائل والمواقع الإعلامية، حيث أتاحت شبكة الإنترنت إنشاء صحف متعددة الأبعاد ذات حجم غير محدد نظريا، يمكن من خلالها إرضاء مستويات متعددة من طبقات القراء واهتماماتهم، كما يتسم الإعلام الإلكتروني بالمرونة في استعراض وانتقاء المعلومة، والوصول إلى تحليل البيانات والمعلومات الموجودة على شبكة الإنترنت. أما عن تعريف الصحافة الإلكترونية، فيعرفها فضلي بالقول:

« إنها تجمع ما بين الصحافة ونظام الملفات المتتابعة أو المتسلسلة، فهي منشور إلكتروني دوري يحتوي على الأحداث الجارية سواء المرتبطة بموضوعات عامة أم بموضوعات ذات طبيعة خاصة، ويتم قراءتها من خلال جهاز كمبيوتر، وغالبًا ما تكون متاحة عبر شبكة الإنترنت».

ويتحدث الكاتب عن مواصفات الصحافي الإلكتروني، التي بدونها لا يمكن التعامل مع هذه النوعية من الصحف الإلكترونية، مثل التمكن من استخدام الحاسب الآلي وبرامجه، التعامل مع شبكة الإنترنت، وأن يكون له بريد إلكتروني يرسل منه للصحفيين، ويستقبل من خلاله الرسائل من المصادر المختلفة، وأن يكون في نفس الوقت لديه خبرة بطرق حماية وأمن الحاسب الآلي، وأخيرا أن يكون متابعا ما يقوم بنشره وردود الفعل حتى يمكن الرد عليها.

ويفرد فضلي مساحات كبيرة للدراسات التي نشرتها مؤسسات صحافية أو مهتمة بالصحافة عن تراجع الصحافة الورقية خلال العقود الماضية، وهو ما أدى إلى تحويل المعلنين نشاطهم إلى وسائل أخرى أقل تكلفة، وأكثر قدرة على الوصول إلى الجمهور، ويبدو أن أحوال الصحف ستصبح دائما صعبة، فالمحللون يشككون في قدرة شركات إنتاج أوراق الصحف على الدفع باتجاه مزيد من رفع الأسعار دون إجراء مزيد من خفض الإنتاج.

وقد أكدت مؤسسة «فيرفاكس ميديا الإعلانية» على الاستعداد للتحدي الجديد، حيث إن غرف الأخبار الآن على المحك، لأن الصحافة - كما يقول «فان نيكريك» رئيس تحرير النسخة الإلكترونية للمؤسسة - تشهد الآن أكبر تغير في تاريخها، كما أن غرف الأخبار التي تفشل في التكيف مع هذه التغيرات لن يكون لها مستقبل.

كما يتعرض الكاتب لدخول بعض الصحف العربية المجال نفسه منذ العام 1995 عندما صدرت النسخة الورقية من جريدة «الشرق الأوسط» السعودية، بعدها أصدرت صحيفة «الراية القطرية» نسختها الإلكترونية في 1997، تلتها كل من جريدة «الوطن» الكويتية، والرأي والدستور والحياة اللندنية.

ويشير فضلي إلى أن «صحافة الإنترنت» التي يحررها القراء، بدءًا من أواخر العام 2005 حيث دخل الإنترنت مرحلة جديدة أمكن فيها لكل متصفحي الإنترنت أن يكونوا بمثابة مرسلي المادة الإعلامية ومستقبليها في آن واحد، أي أن الإنترنت كوسيلة إعلامية صارت تعبيرا عن تدفق المحتوى الإعلامي في اتجاهين أو أنه أصبح تدفقا متعدد الاتجاهات.

وفي خاتمة عرض هذا الكتاب الذي يثير العديد من القضايا المتعلقة بالإنترنت والصحافة الإلكترونية، يتبقى الإشارة إلى السؤال الأهم الذي طرحه فضلي: البث الإلكتروني.. هل يقضي على الصحافة المطبوعة؟.

خدمة: دار الإعلام العربية

الكتاب: الصحافة الإلكترونية

تأليف : محمد عهدي فضلي القاهرة 2009

الصفحات: 582 صفحة

القطع: المتوسط.

Email