اللغة العربية في الهند

اللغة العربية في الهند

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يعكف الباحث خورشيد أشرف إقبال الندوي في كتابه «اللغة العربية في الهند عبر العصور» على إجراء مسح شامل لتاريخ الثقافة الإسلامية في الهند، وإبراز مجهودات من شاركوا بانجازاتهم العلمية والثقافية في علوم التفسير، الحديث، الفقه، السير، التراجم، النحو، الصرف، العروض، المعاجم، الشعر، وغيرها.

ويرجع خورشيد أشرف إقبال الندوي فضل انتشار الإسلام في شبه القارة الهندية إلى دعاة العرب الذين تشبعوا بروح الإسلام السمحة، فأناروا الطريق لنشر الدعوة الإسلامية في ربوعها عقب ظهورها في الجزيرة العربية مباشرة. وبذلوا الجهود في سبيل نشر دين الله الحنيف بطريق الموعظة والإرشاد والقدوة الحسنة، كذا أشرقت الهند بنور الإسلام، وهبت عليها نفحاته منذ فتحها القائد الشاب محمد بن القاسم عندما وجهه عمه الحجاج بن يوسف الثقفي إلى غزوها سنة 92ه/712 م، وقد نجحت هذه الغزوة أيما نجاح، حيث آل جزء كبير من الهند إلى الحكومة الإسلامية. ويربط المؤلف انتشار اللغة في الهند باتساع دائرة الحضارة الإسلامية وتطورها وتضاعف الرغبة في طلب العلم، فتسابق طلبة العلم من المسلمين إلى تعلم العربية.

وبدأت تنتشر هذه اللغة في أوساط المسلمين لغة دينية وثقافية، ثم اتسع نطاقها بمرور الزمن إلى أن بدأت الحركة العلمية على أسس متينة.

وما نراه اليوم من اسم الإسلام في الهند، فإنما يرجع فضله إلى العلماء والمشايخ الذين هجروا أوطانهم في البلاد الإسلامية ودخلوا الهند دعاة مرشدين، وخالطوا أهلها وعاشروهم وعلموهم مبادئ الإسلام وآدابه، فتأثر سكان البلاد بأخلاقهم وسجاياهم العالية واختاروا الإسلام ديناً لهم عن طيب نفس وانشراح صدر.

أما التاريخ فقد حظي باهتمام بالغ، ونصيب علماء الهند في هذا الباب ليس بأقل من نصيب كتاب هذا الفن في البلاد الأخرى، ومن أشهر المؤلفين في مجال التاريخ الشيخ زين الدين بن عبد العزيز الشافعي المليباري صاحب كتاب «تحفة المجاهدين في بعض أخبار البرتكاليين «وطبع في حيدر آباد الدكن 1931 م.

ويسلط خورشيد أشرف إقبال الندوي الضوء على الحقول الأدبية فمثلما استقرت العلوم فقد ازدهرت الآداب وظهر شعراء كبار كتبوا باللغة العربية أمثال أمير خسرو بن سيف الدين الدهلوي الذي قيل أنه أشهر مشاهير الشعراء في الهند، ولم يكن له نظير في العلم والمعرفة والشعر والموسيقى، وانه نشأ بدار الملك دهلي، وتنبل في أيام السلطان غيات الدين بلين.

وكذلك السيد عبدالجليل الحسيني الواسطي (ت 1138 ه)، وكان شاعرا راسخا في آداب اللغات العربية والفارسية والتركية والهندية، وقد نظم لكل منها شعرا. وقد اشتمل الشعر الهندي المكتوب باللغة العربية على موضوعات الشعر العربي المعروفة كالمديح والغزل الإباحي والعذري والتقليدي.

وكذلك الوصف وتأمل الطبيعة والرثاء والزهد والفخر والهجاء، وقد قدم الندوي في فصل خاص بالشعر شواهد على هذه الموضوعات، وكذلك افرد فصلا خاصا بالنثر الذي اشتمل على الخطابة، المراسلة، المقامات، الطرائف، النوادر، والمقال.

يذهب خورشيد أشرف إقبال الندوي في نهاية كتابه إلى أن الأوضاع في الهند بدأت تتغير لصالح اللغة العربية وذلك إثر اكتشاف البترول في معظم البلدان العربية وازدياد فرص العمل في الشرق الأوسط بشكل عام.

وفي دول الخليج العربي بشكل خاص إذ نرى آلافا من الهنود يذهبون إلى الدول العربية للعمل والتكسب فتزداد معرفتهم باللغة العربية كما يحتاجون إلى ترجمة وثائقهم ومستنداتهم كل ذلك يساعد في انتشار اللغة العربية وترويجها بين الشعب الهندي على نطاق واسع.

الكتاب: اللغة العربية في الهند عبر العصور

تأليف: خورشيد أشرف إقبال الندوي

الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة 2008

الصفحات:252 صفحة

القطع: المتوسط

محمد سيد بركة

Email