ثقافة الاستهلاك يومية وشائعة بين الشعوب. ليس بوصفها بذخاً حسب إنما كونها من الدارج الاستهلاكي في الحياة اليومية للأسر أفراداً وجماعاتٍ. وعندما نصف الاستهلاك بأنه «ثقافة» فلا نعني به المعرفة بكل محاورها، غير أننا نحاول التقريب لهذا المفهوم عبر «النوع الثقافي» في الاستهلاك اليومي بين الشعوب ما تحضّر منها وما تخلف؛ شرقاً وغرباً؛ والمقصود هنا كل المفردات الصغيرة الدارجة بين الناس وكل عاداتهم الموروثة والمكتسبة الداخلة في حيز الاستهلاك اليومي وما يترتب على ذلك من «نظام» مجتمعي لا يمكن التخلي عنه.

ثقافة الاستهلاك ليست هي الجشع ولا تخص الأغنياء وحدهم، إنما هي ثقافة اجتماعية عامة لا مفر من تدوين سماتها وألوانها وأشكالها وتقاليدها، لأنها جاءت من بوابة «تاريخ» عبر «جغرافية» متناثرة بين الشعوب والمدن والدول؛ كما هو الحال في ثقافة الشوكولاتة التي انطلقت من مكان ما لتجتاح العالم وتدق بيوته الفقيرة والغنية في سلسلة إجرائية قد تكون بدأت من الترف الأوروبي القديم حتى انتهت كثقافة اجتماعية عامة لابد منها وهي تتصدر الموائد والهدايا ولا بأس أن تكون فاتحة ما لعشاق يبدأون الحياة بهذه الحلوى ذات التاريخ العريق...!

حبة الكاكاو من أين جاءت فكرة الشوكولاتة؟ من ثمرة أم من شجرة! هل صنعتها طقوس الشعوب؟ أم هي التي أوجدت طقساً اجتماعياً ذا خصوصيات شعبية معينة؟ روايات كثيرة قلّبناها هنا وهناك في سبيل الوقوف على هذه الثقافة الوافدة وهي تفرض حضورها وديمومتها عبر التاريخ والجغرافية وتستقر في البيوت والفنادق والمطاعم لتكون الأولى بين الهدايا وجلسات السمر والأفراح والأعراس. لم تتقاطع الروايات الكثيرة بهذا الخصوص في أصل الشوكولاتة. فمن حبة الكاكاو جاءت وإليها تعود حتماً. ولا ندري إن كانت هناك مبالغة في معرفة العالم للشوكولاتة الذي عرفها قبل 2000 سنة قبل الميلاد! ليس ثمة دليل على ذلك إلا دليل الجغرافيا الذي يقول ان شجرة الكاكاو كانت على الأرض في ذلك التاريخ؛

لكن بعض المهتمين بالتاريخ الشوكولاتي يرجحون بدايات ظهور هذه الحلوى إلى عام 1519 حين قام فرناندو كورتيز بتذوق الكاكاو الذي كان يعد الشراب المفضل للمنتزوما الثاني آخر الأباطرة الأزتيك وهم السكان الأصليون لأميركا الوسطى. كما لاحظ كورتيز مدى احترام الأزتكيين لحبات الكاكاو، إذ كانوا يعاملونها كأنها جواهر ثمينة، فحملها معه إلى اسبانيا وبدأ في إعداد مشروب الشوكولاته مع السكر.

كولومبس

رواية أخرى ترى أن كولومبس هو أول من أحضر الكاكاو إلى اسبانيا بعد رحلته الرابعة إلى العالم الجديد (أميركا) ولكن سفينته كانت محملة بأشياء كثيرة أخرى غير الكاكاو ولذلك لم ينتبه له التجار. وثمة تحريات تاريخية تقول ان الأزتيك اكتشفوا الكاكاو مع مطلع القرن السادس عشر الميلادي إذ كانوا يتناولونه على شكل شراب مغذٍ ومنشط للجسم بالرغم من مذاقه المر.

وفي أسبانيا تم تعديل هذا الشراب حتى أصبح مذاقه مقبولاً، ولكنه كان حكراً على النبلاء والأغنياء، ومن ثم انتشر شراب الكاكاو في الدول الأميركية وألمانيا وفرنسا وانجلترا وتوصل الباحثون إلى أنه يمكن صناعة مادة لذيذة من حبوب الكاكاو عرفت بالشوكولاتة.

ولكن ثمة من يرى ان تاريخ الشوكولاتة يبدأ من الحضارات المكسيكية القديمة التي أطلق على شعوبها اسم (المايا) وكانت آنذاك ذات قيمة كبيرة لاسيما عندما يتم تحويلها إلى شراب يقدم للنبلاء فقط، حيث لوحظ تأثيره المهدئ فكان يقدم لمواساة الأفراد الذين قدر أن تقدم حياتهم كأضحية وسرعان ما انتشرت في أوروبا في عام 1544.

ومنذ ذلك الوقت اكتسبت الشوكولاتة شعبية كبيرة خاصة في الطب والطبخ فكان شرابها المنافس الأقوى للقهوة والشاي وعلى الرغم من طعمها اللذيذ الا انها استخدمت أيضاً في العديد من العلاجات. وعرفت أوروبا الشوكولاتة في مطلع القرن السادس عشر عندما أرسل الحاكم الغازي الإسباني هرناندو كورتتز أول شحنة من الشوكولاتة إلى ملك إسبانيا الذي أعجب بها كثيرا وفي 1615 تزوجت آن ابنة ملك إسبانيا لويس الثالث عشر ملك فرنسا وسرعان ما راجت الشوكولاتة بين الفرنسيين..

شوكولاتة النبلاء

سابقاً كانت الشوكولاتة متوافرة للنبلاء والأغنياء فقط ومع تزايد الطلب عليها أقام الأوربيون الكثير من الحقول لزراعة حبوب الكاكاو وفي عام1700 ادخل إلى صناعة الشوكولاتة العديد من التقنيات ما أدى إلى توافرها على نطاق واسع.

كما أثارت فضول العديد من العلماء في عصرنا هذا الذين اجروا الكثير من البحوث لمعرفة فوائدها والسبب الكامن وراء عشق الشعوب لها وقد أثبت احد البحوث ان عامل الإدمان على الشوكولاتة يرجع إلى ذوبانها السريع في الفم كما أظهرت بحوث أخرى أنها تحتوي على مادة «الفلافونول» ذات الفوائد الكثيرة منها تخفيف ضغط الدم كما تحتوي على مواد مضادة للتأكسد وخصائص لتخفيف الالتهابات..

كانت طريقة صنع الشراب من الكاكاو وسرية خاصة بالنبلاء إلى أن انكشف السر في آخر الأمر وشاعت شهرة المشروب في البلدان الأخرى. وفي القرن السابع عشر صارت محلات الشوكولاتة في انجلترا تنافس محلات القهوة في الشهرة.

وفي عام 1765 افتتح أول معمل للشوكولاتة في العالم في مستعمرة ماسا شوستس وطورت هذه الصناعة في سويسرا حيث قام أحد مصنعي الحلوى عام 1876 بتطوير هذه الصناعة وذلك بإضافة الحليب المكثف لسائل الشوكولاتة الذي يستخرج من اللحم الداخلي لحبة الكاكاو وكمنتج ثانوي غير متخمر. وللسويسريين يرجع تطوير صناعة الشوكولاتة فقد قاموا بإضفاء قوام ناعم للشوكولاتة بواسطة عملية تصنيفية تسمى كونشنج وتعني الشكل المحاري ويشير إلى شكل أوعية التخمير القديمة والتي تشبه المحار حيث كانوا يخلطون فيها أجزاء الشوكولاتة حتى يصير القوام ناعماً.

سر الشوكولاتة

كانت الشوكولاتة عند الأزتيك شرابا ذا نكهة، يتسم بالترف بالنسبة للمحاربين والنبلاء ويستخدم في الطقوس الدينية والاحتفالات. لكن الأسبان الذين كانوا يبحثون عن الذهب في العالم الجديد، وجدوا بدلا من ذلك الكاكاو وشرابه الذي عادوا به إلى إسبانيا حيث أضافوا إليه السكر. واحتفظ الأسبان بشراب الشوكولاتة الحلو سراً قرابة مئة عام قبل أن يعلن سره وتنتشر شهرة الشراب في أوروبا.

وفي العام 1657 افتتح أول بيت إنجليزي للشوكولاتة، وبحلول العام 1930 بيع ما يقرب من أربعين ألف نوع مختلف من الشوكولاتة في الولايات المتحدة. وفي العام 1982 نقلت الشوكولاتة إلى الفضاء بمكوك الفضاء الأميركي كولومبيا.

التلال الشوكولاتية في الفلبين

في الطبيعة الفلبينية ما هو مثير للانتباه بتشكيلاته الجمالية الأخاذة، وقد وجدت تلال غريبة التشكيل أطلق عليها التلال الشوكولاتية وعدتها المنظمات العالمية إحدى عجائب العالم الطبيعي كما كانت الحكومة الفلبينية قد أعلنت عام 1988 أنها نصب وطني جيولوجي وثروة قومية وهي إحدى أهم مصادر الجذب السياحي في جزيرة بوهول.

وتتألف من 1268 تلة تتشابه في شكلها الهرمي ويتراوح ارتفاعها من 30 إلى 50 مترا يغطيها العشب الأسمر البني في فترة الجفاف ولذلك سميت بتلال الشوكولاتة وفي الفترات الممطرة يتحول لونها إلى تلال خضراء وهذه التلال تكونت من الصخر الكلسي المرجاني البحري وتغطيها طبقة من الطين الصلب ولا ينبت عليه إلا نوع واحد من العشب له رائحة فريدة من نوعها كما تتميز هذه التلال بجيوش النمل لذلك يرتدي السائحون الأحذية طويلة الرقبة.

وتقع التلال بين بلدات كارمن وباتوان وساقبايان؛ وعلى الرغم من كثرة التلال إلا أن الحكومة اهتمت بتطوير تلين كبيرين فقط يؤمهما السياح ومجهزة بالأكواخ ووسائل الراحة وتقام فيها استعراضات جميلة جدا لجذب السياح..

وهناك أسطورتان يتداولهما الناس القرويون في تلك المناطق فالأسطورة الأولى تزعم وجود عملاقين وحشين تقاتلا فيما بينهما لعدة أيام وتكونت التلال نتيجة تراشقهما بالأحجار والرمال اما الأسطورة الثانية هي الأشهر وأكثر رومانسية فهي تحكي قصة عملاق شاب يدعى arogo وقع في حب فتاة عادية اسمها alaya وكانت مريضة وعندما ماتت الفتاة بكى العملاق بمرارة وتحولت دموعه إلى تلال كدليل على حبه وإخلاصه الأبدي...!

شوكولاتة بحليب النوق

شركة النسمة للشوكولاتة في دبي أول شركة في العالم تنتج شوكولاتة بحليب النوق وقد عملت النسمة لمدة عامين مع فريق من الخبراء الدوليين لتحقيق هذا المنتج العربي الأصيل. وقد تم بعناية فائقة اختيار اسم النسمة لهذا الصنف الاستثنائي من الشوكولاتة. وتعود جذور هذا الاسم للنسيم الموسمي الذي يخفف من حر الصحراء. وبنفس الطريقة التي يشتاق سكان الصحراء لذلك النسيم.

تم صنع النسمة بواسطة مختصين بصناعة أجود أنواع الشوكولاتة والحلويات. وقد اشترك خبراء شوكولاتة من كافة أنحاء العالم في صنع هذه الشوكولاتة الراقية في دبي. وتعد النسمة ابتكاراً حقيقياً في عالم الشوكولاتة وأحد أرقى المنتجات الغذائية التي تعود جذورها العميقة إلى تراث وتاريخ دبي وتتطلع الشركة لغزو العالم من خلال هذه الحلويات العربية الأصيلة. ومن ضمن هؤلاء الخبراء مارتن فان ألمسيك وهو من خبراء الشوكولاتة المغرمين بها وقد عمل سابقاً كمدير لمتحف الشوكولاتة في كولون وقد عمل مارتن بالتعاون مع خبراء من النمسا وألمانيا.

الشوكولاتة الأسبرين

يقول باحثون أميركيون إن تناول كمية صغيرة من الشوكولاتة الداكنة في اليوم يمكن أن يميع الدم ويقلل خطر التجلطات الدموية بقدر مشابه تقريبا لتأثير الأسبرين. وقد أجرت الدراسة الجديدة جامعة «جون هوبكينز» وأعلنت في اجتماع ل«جمعية القلب الأميركية» في شيكاغو. وقد بدأ فريق البحث بدراسة تأثيرات الأسبرين على الصفيحات الدموية-وهي جزيئات صلبة رقيقة في الدم تتجمع معا لتشكل خثرة دموية.

وكان العلماء يعرفون منذ عشرين عاما تقريبا أن الشوكولاتة الداكنة يمكن أن تخفض ضغط الدم، كما أن لها تأثيرات نافعة أخرى على تدفق الدم. لكن مجموعة المدمنين على تناول هذا النوع من الشوكولاتة والتي درسها الباحثون مكنتهم من اقتناص فرصة مثالية لمعرفة المزيد عن هذه الخواص بإجراء تحليل حيوي كيماوي على المفحوصين.

الشوكولاتة والحب

يقول العلماء والباحثون ان التهام قطعة من الشوكولاتة يثير أحاسيس إيجابية تمنح سرورا ونشوة أفضل من الاستماع للموسيقى أو ربح مبلغ من المال أو حتى الوقوع في الحب! وانها تلعب دورا مهما في الوقاية من الشعور بالاكتئاب والهموم والمشاعر السلبية وتمنح الإنسان الشعور بالسعادة والحيوية. وان رائحة الشوكولاتة كان لها تأثير مذهل على نشاط الدماغ.

ويقول خبراء الكيمياء في جامعة سكرانتون ان الشكولاتة مثل بعض أنواع الفاكهة والخضراوات تحتوي على عناصر مضادة للأكسدة مفيدة جدا للصحة، فهي تطيل العمر وتمنح الإحساس بالسعادة إذ يشبه تأثيرها التأثير الكيميائي الذي يحدث للعشاق في حالات الحب الرومانسي، وتؤثر في المناطق الدماغية الخاصة بتحريك وإثارة المشاعر الراقية والإحساس بالرضا عن الذات، فضلا عن دورها في الوقاية، لأنها تحسّن من أداء الدفاعات المضادة للأكسدة ضد حالات التوتر الناتجة عن عوامل الأكسدة مثل تلوث الهواء والتدخين والإشعاعات فوق البنفسجية.

فوائد صحية أخرى

بيّنت إحدى الدراسات أن الشوكولاتة تحتوي على مادة «أناندامايد» الشبيهة بالمادة النشطة في القنّب وهي المسؤولة عن تحسّن المزاج عند تناولها، فضلا عن احتوائها على مادة «كافيين» و«فينيلاثيلامين» الشبيهة بمركبات الأمفيتامين المنشطة. وأثبتت بعض الأبحاث أن للشوكولاتة خصائص طبيعية مسكنة للألم أيضاً لأنها تنشط إطلاق الأفيونات الطبيعية المسكنة في الجسم. وتؤكد الدراسات الحديثة مرة أخرى على الفوائد الصحية المثيرة للشوكولا وآثارها الوقائية على القلب والنفسية..

وتضيف آخر الأبحاث في هذا المجال، المزيد من الفوائد بعد أن ثبت أن هذه الحلوى تقلل خطر ارتفاع ضغط الدم وتحمي القلب من التوتر وتسبب ارتخاء الأوعية الدموية. فقد وجد الباحثون في الجمعية الأوروبية لطب القلب أن الشوكولاتة تتفوق في خصائصها على العنب الأحمر المفيد وتشبه في آثارها الأسبرين الذي يحمي القلب ويقلل مخاطر تجلط الدم.

وأوضح خبراء التغذية في جامعة كاليفورنيا أن الشوكولاتة تحتوي على مركّبات يطلق عليها «فلافونويدز» التي تحافظ على سلامة القلب والأوعية الدموية، وتقلل من مخاطر تجلط الدّم الذي يتسبّب غالبا في الأزمات القلبيّة والسّكتات الدّماغيّة كما أنها تمنع تشكل الكالسيوم على الأسنان ووجد الباحثون أن قشرة حبوب الكاكاو تستطيع القضاء على بكتيريا الفم المسببة للتسوس. وأثبت أطباء مختصون أن الشوكولاتة تساعد في علاج السعال وجفاف الحلق.

الشوكولاتة تطيل العمر

أظهرت الدراسات الحديثة أن الشوكولاتة مثلها مثل بعض أنواع الفاكهة والخضراوات تحتوي على عناصر مضادة للأكسدة مفيدة جدا للصحة لأنها تطيل العمر وتمنح الإحساس بالسعادة وتحسن من أداء الدفاعات المضادة للأكسدة ضد حالات التوتر الناتجة عن عوامل الأكسدة مثل تلوث الهواء والتدخين والإشعاعات فوق البنفسجية. كما تمنع الإصابة بالقرح ومفيدة للقلب والأوعية.

د. جو فينسون أستاذ الكيمياء في جامعة سكرانتون

شوكولاتة القبور

لعبت الشوكولاتة دوراً بارزاً في حياة المايا، إذ كان علية القوم يدفنون موتاهم ويضعون في قبورهم آنية أحشاء الكاكاو لاعتقادهم بأن هذا المشروب يشيع في نفوسهم البهجة في العالم الآخر وكان الكاكاو بالنسبة لشعبي المايا والأزتيك مشروب ذوي النفوذ والمهابة والنخبة من المحاربين، ويقدم في المناسبات والاحتفالات الطقوسية، وتمسح به رؤوس وأصابع وأيدي وأرجل الأطفال حديثي الولادة لتعم عليهم البركة ولعبت الشوكولاتة(الكاكاو) دورا بارزا في حياتهم إذ كان علية القوم يدفنون موتاهم ويضعون في قبورهم آنية أحشاء الكاكاو لاعتقادهم بأن هذا المشروب يشيع البهجة في نفوسهم في العالم الآخر!

Kakaw

وجد علماء الآثار آنية قديمة نقش عليها Ka-Ka-w وقد لعب هذا الاكتشاف دوراً بارزاً في فك رموز كتابة المايا لاحقاً.

عملة نقدية

كانت حبوب الكاكاو إحدى وسائل التجارة قديماً واستخدمت بمثابة نقود في نحو1000 ميلادي إذ كان «الزونتلي» يساوي400 حبة من حبوب الكاكاو و«الزيكيبلي» يساوي 800 حبة

استهلاك الشوكولاتة

الاستهلاك العالمي للشوكولاتة يزيد على 2525000 طن في السنة والولايات المتحدة فقط تستهلك 4. 1 مليار كيلو جرام أما الفرد في الصين فيستهلك حوالي 150 جراماً شوكولاتة فقط في السنة. أما الفرد الأميركي فإنه يلتهم حوالي 3. 5 كيلو جرامات شوكولاتة في السنة. والفرد البرازيلي يأكل حوالي 9. 1 كيلو جرام في السنة والإنجليزي يأكل 8 كيلو جرامات في السنة. بينما يلتهم الألماني حوالي 4. 8 كيلو جرامات في السنة..

حماية الأجنّة بالشوكولاتة

أفاد باحثون بريطانيون بأن تناول النساء لوحاً من الشوكولاتة يومياً خلال فترة الحمل يمكن أن يخفض خطر إصابتهن بمرض (Preeclampsia) الذي يودي بحياة آلاف الأجنة سنوياً ومن عوارض هذا المرض الارتفاع في درجة الضغط، والتسبب بتكوّن بروتين في بول الحامل جراء الإصابة بمشاكل في الكلى، وهو يبدأ بعد الأسبوع العشرين من الحمل، وقد يؤثر على المشيمة والكبد والدماغ.وأشار الباحثون إلى أن النساء اللاتي يتناولن الشوكولاتة مرة واحدة على الأقل أسبوعياً ينخفض احتمال إصابتهن بهذا المرض إلى حوالي 40% فيما تنخفض هذه النسبة عند نظيراتهن اللاتي يتناولن إصبع شوكولاتة مرة أسبوعياً فقط.

أصل الكلمة

كلمة شوكولاتة مأخوذة في الأصل من كلمة «اتشوك وب» التي تذكّر بصوت المطحنة.اكتشفها الإسباني فرناند كورتيز بعد دخول الإسبان المكسيك عام 1519 حيث رأوا سكان تلك البلاد يتلذذون بأكلة تشبه الكريما ولونها بني فتشوقوا لتذوقها فوجدوا طعمها مرا جدا. وكان مصدر هذه الكريما العجيبة ثمرة حمراء اللون هي ثمرة شجرة الكاكاو..

فيلم «شوكولاتة»

أنتج هذا الفيلم عام 2001 بتوقيع المخرج لاسي هولستروم وبطولة الفنانة جوليت بينوش وقصة الفيلم بسيطة لولا سحر حقيقي وخفي يأخذنا إلى مجاهل السينما عبر طريق مدهونة بطعم الشوكولاتة اللذيذة. فالقصة تعود بنا إلى خمسينات القرن الماضي حيث نجد سيدة تأتي بصحبة ابنتها الصغيرة للإقامة في قرية فرنسية محافظة وهادئة يسكنها عدد محدود من السكان المحافظين على قيمهم الأخلاقية الكلاسيكية بعيداً عن رياح التغيير التي تعصف في المدينة.

وما أن تشرع هذه السيدة التي تقوم بدورها الفنانة جوليت بينوش في افتتاح محل صغير وأنيق تصنع فيه الشوكولاتة وتبيعها لعشاقها (عشاق الشوكولاتة) الذين تزايدوا ما إن تذوقوا أول قطعة منها، حتى انكشف سر صغير سرعان ما تبدد بين أروقة وشوارع تلك القرية الصغيرة المحدودة السكان، فقد كانت ابنة بائعة الشوكولاتة التي اكتسبت محبة كل من تعامل معها وتذوق قطعة من الشوكولاتة التي تصنعها، طفلة غير شرعية، أي أن صانعة الشوكولاتة كانت قد أنجبت ابنتها خارج مؤسسة الزوجية.

ولأن محافظ القرية الصغيرة هو حارس الأخلاق والقيم العائلية فيها فقد قرر أن ينظف مجتمعه القروي من ذلك الدنس الذي لوثه بمجيء هذه السيدة ذات السحر اللذيذ. وهكذا بدأت فصول معركة غير متكافئة بين الطرفين استعمل فيها الرجل كل سلطاته الرسمية المستمدة من منصبه، والمعنوية المستمدة من اتكائه على الموروث الأخلاقي لهذه القرية الخمسينية واستعملت فيها المرأة كل أسلحتها المستمدة مما تملكه في ذاتها من قوة شخصية وهدوء باهر،

وذكاء مثقف، وقدرة عفوية على التسامح وتجاوز الخطأ دون تبرير للخطيئة، وطيبة بادية، وألهم من كل هذا تلك الشوكولاتة التي يبدو أن أحداً لم يتذوق ما هو ألذّ منها، والتي نجح المخرج في تصويرها لمشاهدي فيلمه الجميل وكأنها رمز لقيم جمالية معاصرة تغلف الحياة بذلك السحر الذي يمنحها ما يجعلها أكثر احتمالاً بالنسبة لنا حتى في أحلك لحظاتنا فيها.

وارد بدر السالم