رسالة الصاهل

رسالة الصاهل

ت + ت - الحجم الطبيعي

مؤلف رسالة «الصاهل والشامج» هو: أبو العلاء المعرّي ـ أحمد بن عبد الله بن سليمان بن محمد بن سليمان التنوخي المعرّي، المولود في «معرة النعمان» سنة 363 هجرية وقد أصيب بالجدري وهو في الرابعة من عمره، فعميت عيناه.

وبعد عودته من بغداد سنة 400 هجرية، لزم بيته، وسمى نفسه «رهين المحبسين» ـ المنزل والعمى ـ وظلّ هكذا حتى توفي في المعرة 449 هجرية. تعتبر «رسالة الصاهل والشاحج» أشهر رسائل أبي العلاء المعري الأدبية .

والصاهل والشاحج، أي الفرس والبغل، وقد وضع أبو العلاء المعري كتابه هذا على لسان فرس وبغل وضمنه عرضاً حافلاً ومثيراً لأحوال المجتمع وأوضاعه وطبقاته، حين تسقط عنها أقنعتها من الخوف. يضم الكتاب 1552 شاهداً شعرياً ويختلف عن « كليلة ودمنة» بأنه قصة واحدة مترابطة الفصول والمشاهد.

من الكتاب: يقول الصاهل: إلى حضرة مواس آس، قد بسط أمل الناس، أديب آدب، ما هو بجديب ولا جادب، كاد يكون عدله في الآفاق مطراً،و تأرجحت البلاد بثناء عليه فهم الجو أن يكون عطراً،أقام السوق للفصاحة، وأذكى القلوب بالتذكرة، وأيقظ العيون من طول الرقدة.

فيقول الشاحج: صدق زاعم فيما زعم، إنه لكما نصف وأنعم، وهو على إدراكه جد العظماء، ضارب بالسهم الفائز من سهام العلماء، وليس كذلك جماعة الملوك، لأنه يرهبون فلا يؤدبون وإذا كان أحدهم صغيراً،كان في الباطل واللعب مغيراً، حتى إذا كبر أنف فلم يستأنف... وهذا الأمير كما نطق به الكتاب الكريم، من قوله تعالى: ولما بلغ أشده واستوى، آتيناه حكماً وعدلاً، وكذلك نجزي المحسنين .

فالله القادر يبلغه أفضل آمال المجدودين، إذا كان كما قال تعالت كلمته: وكذلك فكنا ليوسف في الأرض، ولنعلمه من تأويل الأحاديث، والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون . وقد عرف خدع الأزمان، فأصبح من النوب في أمان، يعتقد أن الإنفاق أفضل من الإشفاق، وأن الدرهم إذا جعل في كيس فما يزال في تنكيس.و إذا هو إلى المقتر دفع، نمى إلى الجو فرفع، وكذلك ينبغي أن تكون شيم الأولياء.

m_alfahed@yahoo.com

Email