قيل ان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كان يخشى النكتة لكنه يحرص على سماعها وكانت لديه وحدة في المخابرات، تُعنَى برصد النكات لمعرفة ما يفكر به المصريون؛
وقيل ان السادات لديه جهاز خاص لجمع النكات اليومية التي يقولها الشارع المصري وذكر حسن أبو باشا وزير الداخلية في عهد الرئيس السادات: أن السادات كان يهتم جداً بمعرفة النكات التي تطلق في عهده. وكان مشهوراً بأنه يبدأ يومه بقراءة تقرير المخابرات عن النكت التي قيلت عليه وكان يسميها «نكات الصباح». كثير من الرؤساء والزعماء تهزهم نكتة الشارع وآخرون فرضوا الطوق عليها وغيرهم كمموا أفواه قائليها بالنار والحديد ! البعض يسمعها سراً ليرى اتجاهات المجتمع عبر سرايا خاصة تجمع ما تقوله العامّة. فكان لصدام حسين أذن سرية تستقطب النكتة وتحللها ولكنها تحاسب عليها بقسوة، فيما خَلفهُ جلال الطالباني يقول النكتة التي تقال عنه علناً وأمام شاشات التلفزيون حتى وإن كانت مسيئة له شخصياً !
دخلنا من الباب السياسي دون قصد، فالنكتة كانت وليدة المجتمعات البكر تعبيراً عن فكاهة وفرفشة وبحثاً عن قفشة بإطار كوميدي نافذ ولاسع في كثير من الأحيان. غير أنها مع الزمن خرجت من براءتها لتكون سلاحاً آخر تستخدمه الشعوب وتشيعه المعارضة وتتولاه الألسن بخوف وخشية وسرية أحياناً وعلناً وبصرامة في أغلب الأحيان. فالنكتة هي ملخص فكرة، مكثفة الى أقصى حدود التكثيف، تطال الجميع بلا استثناء لاسيما الأنظمة الدكتاتورية والمتسلطة ورموزها الحاكمة. ولم يسلم منها رجال السياسة ولا رجال الدين ولا رجال الفكر والثقافة.
أن نضحك يعني أن نتلقى إيعازاً بذلك في أقل الكلمات وأمضاها وأكثرها قدرة على إيصال المعلومة والهدف الأساسي منها، وقد يكون هذا الإيصال بطريقة المبالغة أو الخيال أو التسطيح حتى، لأن النكتة وليدة ظرفها وحالتها كنص مؤلَّف من واقعة محددة الهوية أو جملة وقائع مركبة تمس صميم المجتمعات، لذا لن تجد للنكتة مؤلفاً، وهي النوع الوحيد الذي يقوم بتأليف نفسه. لا يوجد مؤلف لنص النكتة فهو غائب على الدوام، يتوارى عادة تحت أغطية المجتمع. وهذا الأخير يقوم بإشاعتها قصداً كلما وجد الحاجة قائمة وماسّة للتعبير عن مكنوناته وإحباطاته النفسية والسياسية. إنها مثل كرة الثلج المتدحرجة بين الناس، تؤلَّف مصادفة وتكبر بين الآخرين كلما تداولتها الألسن وتنتقل بين الشرائح الاجتماعية وتعبر الأقاليم والقوميات واللغات والفئات والطوائف.
نص إبداعي
يفترض بعض الدارسين أن النكتة نص إبداعي سردي قائم بذاته لكنه بتركيبة أدبية لا تشبهها تركيبة أخرى من حيث الكثافة اللغوية والضغط السردي الكبير والاختزال الواقعي والخيالي معاً. وهي عمل درامي منفرز من أزمات اجتماعية ونكوصات سياسية له قوة التأثير الجمالي كما هو شأن بقية النصوص الأدبية ذات الوقع الفني الآسر.
والنكتة لا شكل لها سوى الكثافة النصية واختزال اللغة، وقد حاول البعض زجها في خانة أدب السخرية بوصفها نتاجاً عفوياً قادراً على الإمتاع والمؤانسة والنقد الساخر، ونحن لا نرى ذلك ممكناً سوى أنها شكل عفوي لا يرتبط بنظريات أدبية بقدر ارتباطه بذاته كنص مختزِل لشؤون ومواقف كثيرة في الحياة، يتنقل في مسارب المجتمع وبين شرائح اجتماعية مختلفة لها قابلية احتضانه وتشكيله ثانية وإعادته الى الحياة الاجتماعية بحمولات جديدة ربما اذا انتشر بين الشعوب ولغاتها وثقافاتها.
وبهذا الصدد قال الكاتب الساخر علي سالم ذات مرة «أنا أكتب أدبا ساخرا، ولكنني لا أستطيع كتابة نكتة، وأكاد أجزم أن أحدا لا يعرف كيف تكتب النكتة أصلا، ولا أحد يعرف من أين تأتي، وإن كان البعض قد وضع تصورات لكيفية تطورها وانتقالها، أو كيفية ترجمتها من لغة إلى أخرى».
تقنية النكتة
الغريب أن النكتة كشكل أدبي مكثف بتداوله العامّة ولا يتداوله المثقفون الا فيما ندر! ويؤلفه العامة ولا يؤلفه المثقفون! لذا تجد مؤلفيها منزوين خلف نصوصهم، مغمورين وغير معروفين، فلحظة التأليف لحظة غائبة عن المؤلف الغامض، غير مقصودة بدلالتها الفنية ولا الحسية والجمالية، تشبه إلقاء قنبلة يدوية وسط حشد من المارّة. تشبه أيضاً صخب مفرقعات وسط حي شعبي جدرانه وأبوابه متقاربة.
بهذه التشكل اللا مقصود تتنامى النكتة فجأة دون تحضير مسبق لقائلها وكأنه سمعها من غيره لا شعورياً وهذا اللاشعور هو نتاج اجتماعي منضغط تحت قهر واستلاب جماعي يفرز غضبه بقفشة ذهبية لماحة تعتمد الإيجاز الدقيق والمفارقة بكل أنواعها الاجتماعية منها والسياسية والاقتصادية.وعندما وضع سيجموند فرويد كتابه ( النكنة وعلاقتها بالشعور) قال بأول قواعد النكتة من أنها «ترضي غريزة من الغرائز فهي تزيل من طريقها عاتقاً مهدداً» فالنكتة هي فكرة موجودة في المنطقة التي يسميها فرويد «اللاشعور» تنزلق لحظة الى اللاشعور تحت ظرف ما فتؤلف نفسها.
النكتة تقنية شعبية كما يصفها أستاذ علم الاجتماع سالم ساري، والتقنية الشعبية غير محكومة بأخلاقيات المنهج النقدي وضوابطه بل هي إفراز طبيعي لمعاناة الناس وإحساسهم بالاضطهاد والعزلة والتهميش. هذه التقنية غائبة عن الأدبيات الثقافية مع أن الكثير من الكتب العربية والأجنبية تناولت النكتة شرحاً وتحليلاً، إلا أنها لم تتكرس كنمط أدبي ذي فاعلية ثقافية في مستجدات الحداثة.
وكما أشرنا فإن مؤلفها غائب دائماً وغير معروف أساساً، لذا يتوجب الحرص الكثير على تدوينها فهي النص الوحيد الذي لم يدوّن بالشكل المناسب ولم تلقَ عليه الأضواء النقدية المطلوبة بفرضية أن النكتة سلاح بيد الشعوب المقهورة تشرعها متى ما أرادت تعبيراً عن كل ما يمس حياتها اليومية.
النكتة هتاف الصامتين
تشكل النكتة جزءاً من التراث الشعبي للشعوب كافة يمكن استخلاص طبيعة المجتمعات منها وظروف حياتها والنوع السياسي والاجتماعي السائد فيها ، لذا فهي ملح الشعوب وفاكهة جلساتها؛ والنكتة العربية لها فرادة في هذا الموضوع لاسيما بشقها السياسي الحاذق وسماها عالم الاجتماع د. سيد عويس «هتاف الصامتين» والنكتة السياسية منتشرة في أرجاء العالم، فالشعوب تتشابه في محنتها في كثير من الأحيان وتخضع لذات الظروف الكابوسية التي تعيشها؛
لكنها تختلف في طريقة طرحها من شعب الى آخر تعبيراً عن ظلم وقهر أو حتى تعبيراً عن استرخاء عام وهذا يدخل في الباب الاجتماعي منها. والنكتة السياسية تولد في المجتمعات كلما ضاقت مساحة التعبير وانتشرت السلطة البوليسية وطوقت الحريات وضربت أطنابها في الحياة اليومية للناس وقيدت حركة الرأي الآخر.
لذلك تُفرز النكتة بوصفها كاشفاً فورياً لضيق مساحة الحرية بطريقة الترميز والإيحاء اذا كانت السلطة السياسية دكتاتورية وقاسية تخاف من انتشار النكتة في الحاضنة الاجتماعية والوسط الشعبي، كما تنشر النكتة الاجتماعية نتيجة الحرمان وفقر الحال اذا كانت المجتمعات طبقية فالأثرياء لا يسلمون منها عادة في ظل الاحتقان الطبقي، وفي الحالين، السياسي والاجتماعي، فإن النكتة سلاح فاعل يعبّر عن كبت وقلة حيلة تستخدمه الشعوب كغطاء للمعارضة الذاتية غير المبرمجة التي تقود نفسها بنفسها.
نكتة التيئيس
ثمة نكتة عربية تحكي عن زعيم عربي رسم (وشماً) على ذراعه يصور خريطة فلسطين المحتلة، وعندما سُئل عن السبب قال (حتى لا أنساها) فسألوه: وماذا تفعل لو تحررت فلسطين وهذا الوشم لا يُمحى؟ فأجاب (أقطع ذراعي)!
هذا النوع من التنكيت إفراز ظاهري وباطني لحالة سياسية عربية نعيشها منذ خمسة عقود، ولاشك أن هذا النوع منها هو لإشاعة اليأس والنظر الى الحياة من وجهها الآخر، على اعتبار ان النكتة تعبير لقياس اتجاهات الرأي العام وملاحظة نمط تفكيره في الحاضر والمستقبل، وبطبيعة الحال أن الكثير من القفشات السياسية تعبّر عن زاوية نظر اجتماعية ناقدة وناقمة على وضع سياسي يترنح تحت وطأة عوامل مختلفة وما تنتجه من إفرازات اجتماعية واقتصادية.
وهذا تلوين نكتوي سياسي من نوع آخر يضرب على وتر المتملقين والكذابين من السياسيين الذين يستخفون بعقول الآخرين:
(اصطحب خروشوف مرة ضيفه ومعه كبار المسؤولين لزيارة غابات موسكو ليمارس خروتشوف هوايته في الصيد، وليبين مهاراته العالية في ذلك، وتقول النكتة، إن وزير الإعلام أمضى أكثر من ساعة، وهو يتحدث للضيوف عن مهارة الرئيس السوفييتي في الصيد، ومن إنه لم يُخطئ ولا مرة واحدة في حياته، ولن يحدث مثل ذلك على الإطلاق، وداخل غابات موسكو، سدد خروتشوف بندقيته صوب أحد الطيور التي حلقت على مقربة منه، وانطلقت رصاصاته دون أن يسقط الطير، فأطلق وزير إعلام خروتشوف تصريحه الفوري قائلاً: لأول مرة بالتاريخ يواصل طير رحلته في الطيران وهو مقتول!).
ولا شك ان الشعب المصري هو أكثر شعب عربي يتعاطى النكتة السياسية ويؤلفها وينشرها بسرعة بديهته وحبه للنقد العام وقد انتبهت بعض مراكز الأبحاث والدراسات في الانتباه إلى أهمية النكتة لذا قام مركز (الدراسات والبحوث النفسية) بدراسة حول النكتة وأهميتها وخطورتها لترشح له نتائج اجتماعية وسياسية واقتصادية هي عادة ما تشغل الشعب وتجعله ناقماً على السلطة السياسية.
وشاعت بعد هزيمة حزيران عام 1967 الكثير من النكات اللاذعة التي أفصحت عن آلام جماعية لشعب شعر أنه هُزم من الداخل ولم يكن المصريون أيامها يؤلفون النكت على الهزيمة فحسب؛ بل كانوا أيامها يحورون الأغاني، ولعل أشهرها تحويرًا أغنية الفنانة «شادية»: «قولوا لعين الشمس ما تحماشي، أصل الجيش المصري راجع ماشي».
وقد ترددت نكتة سياسية قوية في إحدى دول أوروبا الشرقية في السبعينات تقول: إن القيادة استدعت عدداً من صانعي الأحذية العالميين، من أجل تفصيل حذاء للرئيس... وهنا سارع إسكافي إلى القول بأنه على استعداد لتفصيل الحذاء، وفق المواصفات المطلوبة ودون الحاجة إلى أخذ مقاسات قدم الرئيس، وأنه مستعد لدفع حياته إذا ما أخفق في هذا الرهان. وبعد وقت قصير، عاد إليهم ومعه الحذاء المطلوب، وقد دهش المسؤولون حين وجدوا أن الحذاء على المقاس تماماً.. ولأجل حل اللغز قالوا إنهم لن يعطوه الأجر، حتى يكشف لهم كيف عرف مقاس قدم الرئيس وبدون قياس. فقال على الفور: وكيف لا نحفظ مقاس قدم سيادته وهي فوق رقابنا منذ أكثر من ثلاثين سنة!
مصنع النكتة
النكتة بعمومها تخرج من مصنع سري اجتماعي غير ظاهر للعيان، فلا السلطة قادرة على كبح جماح المجتمع ولا هي قادرة على تحسين سلوكها السياسي في بعض المجتمعات، لذا فالمصنع السري يوجد في كل بيت وحارة ومقهى وأي مكان اجتماعي يحتشد فيه الناس لـ «يصنعوا» النكتة ويتأولونها وينشرونها بسرعة البرق تنفيساً عن ضغط متراكم تسببه السلطة السياسية في أغلب الأحيان.أو تتولى إنتاج نكات قديمة لتعيدها من جديد بصبغة تناسب موقفاً جديداً استجد على الساحة الاجتماعية والسياسية.
على أن هذا السلوك الطبيعي في المجتمعات يقابله سلوك سلطوي آخر لبث الإشاعة المغرضة أو الحط من قدر قومية أو طائفة ما في بلد واحد كما شاع في العراق من نكات على الأكراد ومن ثم على المنطقة الغربية وبالتالي استقرت على أهل الجنوب تبعاً لمتغيرات الطرف السياسي الحاد الذي كان العراق ينوء تحت ثقله قبل عام 2003 فوجدت السلطة سلاح الشعب ذاته لتستخدمه من طرفها عبر أجهزتها السرية لتحجيم دوره والضغط عليه بسلاحه لتحقير صورته الاجتماعية.
عادة ما تكون مراكز الإنتاج الخفية للنكتة يتبادلها الشعب والسلطة معاً فكل له مصنعه الخاص به، فإذا كان الشعب ينتج النكتة ويؤلفها بمهارة كنوع من المقاومة النافذة، فإن السلطة (تعيد) إنتاج النكتة على ذائقتها وأهدافها لتقبيح مستوى اجتماعي معين أو قومية معينة لتحقق أكثر من هدف في سلوكها السراني هذا.
على أن المفارقة ان بعض الشعوب العربية وغير العربية تتهكم على نفسها لسبب أو لآخر، فأهل حمص مثلاً اشتهروا عبر العصور بالنكتة ويؤلف الحماصنة النكتة ويروونها حتى لو كانت تنال منهم ويجدون متعة في ذلك ويفسرون الوصف بالجاذبية وليس البلاهة ولذلك استمروا في تأليف النكات عن أنفسهم لأنه تعبير عن ذكائهم.
ويذكرون في مجالسهم - مثلاً- أنهم قرروا إرسال أربعين شاباً وسيماً إلى باريس لتعلم كيفية عقد ربطة العنق.. وبعد أسبوع جاءهم الخبر.. 20 شاباً في ذمة الله و16 في العناية المشددة ونجح أربعة في الاختبار!
البولونيّون المعادون لنظام ياروزلسكي يروون نكتةً ذكيةً وخبيثة: نعترف بأننا قبل الثورة الاشتراكية، كنّا على حافة الهاوية!.. وبفضل الثورة، فقد «تقدَّمنا» كثيراً الى الأمام! أي سقطنا قي الهاوية!.. واليوغوسلافيون لديهم نكات كثيرة عن أهالي الجبل الأسود المشهورين بكسلهم يقولون : إن كل واحد من أهالي الجبل الأسود يضع كرسياً الى جوار سرير نومه، لكي يرتاح عليه عندما يستيقظ !
النكتة الفلسطينية
للشعوب المتحاربة وسائلها الفعالة في تشويه صورة الآخر والحط من قدره وتدخل النكتة في الباب الإعلامي المهم في التقليل كمن شأن العدو الواقعي، وللفلسطينيين طرقهم في إلقاء النكتة على اليهود والإسرائيليين «يقال إن رجلاً يهوديًا كان يسير في الشارع بغير نظارته التي اعتاد أن يلبسها فقابله طفل فلسطيني ففقأ عينيه بحجر؛ ففرح اليهودي وقال: الحمد لله أني نسيت نظارتي» وهذه النكتة تصور حرص اليهودي الدائم على المادة، فعنده نظارته أغلى من عينيه!
حمادة سلطان - منكّت السادات منولوجست الرئيس
كان الرئيس الراحل أنور السادات يحرص بشدة على لقاء شخصيات معينة في أوقات الأزمات السياسية الكبرى، ومن بين هؤلاء (المنولوجست) حمادة سلطان صاحب براءة اختراع 15 ألف نكتة، والرجل الوحيد الذي كان قادراً على إضحاك السادات في أحلك الظروف وكانوا يسمونه «صاروخ النكتة» لسرعة بديهته في «تأليف» النكتة الناقدة وكان السادات يدرك تماماً أن النكات التي يلقيها حمادة سلطان تعكس ما يدور في الشارع المصري من هموم وآراء شعبية حول كل القضايا بما في ذلك اتفاقية السلام التي أثارت ضجة متباينة عام 1977 مما دفع السادات بمطالبته بالتوجه إليه ليسمع منه النكات التي تم تأليفها عن هذه المبادرة.. فيضحك السادات بشدة !
الإعرابي والياً
ومما يروى عن النكتة في عهد الحجاج بن يوسف الثقفي حين كان واليًا للعراق أنه ولّى أعرابيًا على بعض النواحي النائية مدة طويلة بعيدًا عن أهله ودياره، وذات يوم مر به ضيف من بلده فاستضافه وقدم له الطعام، وراح يسأله عن أهله والرجل منهمك في تناول الطعام... كيف حال ابني عمير؟ على ما تحب.. قد ملأ الأرض رجالاً ونساء. فما فعلت أم عمير؟ صالحة أيضًا. فما حال الدار؟ عامرة بأهلها.
وكلبنا إيقاع؟ قد ملأ الحي نبحًا. فما حال جملي زريق؟ على ما يسرك. وبعد أن اطمأن والي الحجاج من الضيف العابر على ما يهمه من أمر أهله وولده وداره مال إلى خادمه يأمره برفع الطعام، ولم يكن الإعرابي قد شبع ولكن الوالي اشتاق إلى سماع المزيد من أخبار أهله فراح يسأل ضيفه : أعد على ما ذكرت. سل ما بدا لك. فما حال كلبي إيقاع؟ مات.
وما الذي أماته؟ اختنق بعظمة من عظام جملك زريق فمات. أو مات جملي زريق؟ نعم. وما الذي أماته؟ كثرة حمل الماء إلى قبر أم عمير. أو ماتت أم عمير؟ نعم. وما الذي أماتها؟ كثرة بكائها على عمير. أو مات عمير؟ نعم. وما الذي أماته؟ سقطت عليه الدار. أو سقطت الدار؟ نعم. عند ذلك قام والي الحجاج المنكوب - في كل من سأل عنهم - وأشهر عصاه ليضرب بها الضيف.. الذي ولَّى هاربًا.
نامت وحدها
سيدة إيطالية مشهورة بأنها تزوّجت أربع عشرة مرة، وعندما توفيت، كتب ابنها على قبرها : أخيراً نامت وحدها!
نكتة طفولية
الأستاذ: ما هو أصغر عضو في الكون؟
التلميذ : كولولو يا أستاذ.
الأستاذ (مندهشا): و أين يوجد كولولو؟
التلميذ: في أذن الإنسان.
تلميذ ثاني (متيقن من إجابة أدق): هناك من هو أصغر من كولولو يا أستاذ.
الأستاذ: ما اسمه؟ و أين هو؟
التلميذ الثاني: اسمه جلولو ويعيش في اذن كولولو !
الرسول يمزح ولا يقول إلا حقاً
كان النبي صلى الله عليه وسلم يمزَح ولا يقول إلا حقًّا ومن حوادثه أن رجلاً قال له : احملني على بعير، فقال «بل نحملك على ابن البعير» فقال: ما أصنع به إنه لا يحملني، فقال صلّى الله عليه وسلم: ما من بعير إلا وهو ابن بعير رواه أبو داود والترمذي وصححه. (الأذكار للنووي ص322 ) وقيل إن السائل امرأة.
سر الدولة
روى الرئيس بريجينيف للسيدة انديرا غاندي ان احد مواطني الاتحاد السوفييتي كان يردد في الشارع (بريجينيف أبله) وهو في حالة سكر وقد عاقبته المحكمة بالسجن لمدة عشرة ايام كما أصدرت بحقه حكماً آخر بالسجن لمدة عشر سنوات لإفشائه أسرار الدولة!
النكتة والشيخوخة
أظهرت دراسة أميركية أن فقدان حس النكتة ظاهرة مرضية، قد تصيب كبار السن أسوة بسائر عوارض الشيخوخة مثل تراجع التركيز وقصور الذاكرة والوعي. وأكدت الدراسة التي أجرتها مجموعة طبية من معهد جامعة واشنطن أن قدرة كبار السن على تلمس النكات والتلميحات الطريفة تتراجع بسبب الخلل الذي يصيب مراكز الحكم المنطقي في أدمغتهم.
واعتمدت الدراسة التي نشرتها مجلة المجمع الدولي لأمراض الأعصاب، على قرابة 40 عجوزاً أصحاء البنية، تفوق أعمارهم 65 عاماً، حيث طلب منهم إكمال مجموعة من القصص والتعليقات بصورة طريفة. كما توجّب عليهم اختيار الوصف الصحيح لعدد من النكات ووضع صور مضحكة لقصص كرتون وفقاً لأسوشيتد برس.
وبالمقارنة مع نتائج الراشدين الأصغر سناً، قال بروفسور الأعصاب، براين كاربنتر، الذي أشرف على الدراسة، إن البالغين الأصغر سناً تمكنوا من إطلاق جمل مضحكة أكثر بمعدل ستة في المائة من كبار السن، كما نجحوا بوضع تعليقات أكثر طرافة بمعدل 14 في المئة على صور الكرتون.
وأوضح كاربنتر هدف الدراسة بالقول: نحن لا نبحث فيما يراه الناس طريفاً، نحن ندرس مدى قابلية الأشخاص للتمتع بحس النكتة فهناك آليات علمية لفهم كيفية تلقى الناس للدعابة، ويبدو أن قدرة كبار السن على التعامل مع الأمور الطريفة يتراجع بسبب الخلل الذي يصيب مراكز الحكم المنطقي في أدمغتهم، لذلك تراهم يواجهون المصاعب لفهم مدلول النكتة. واستخدم الطاقم الطبي العامل على الدراسة اختبارات خاصة لحس النكتة موضوعة منذ العام 1983 وقد سبق استخدامها في الكثير من الاختبارات الطبية الموثقة.
حافظ إبراهيم من الظرفاء
الشاعر حافظ إبراهيم كان من ظرفاء مصر، زاره في حديقة منزله أحد أصدقائه، وكان حافظ يرتدي لباساً أسود كاملاً، من الجلباب الى العباءة إلى غطاء الرأس ـ والأسود الكامل هو لباس المصريات المتقدّمات في السنّ ـ فقال الصديقُ مداعباً الشاعر الكبير: تدري يا حافظ؟ أنا من بعيد افتكرتك واحدة ست؟ فيجيبه حافظ على البديهة: أي والله لقد ضعف بصرنا، حتى أنني من بعيد افتكرتك.. راجل!
أفضل نكتة في العالم
أعلنت الرابطة البريطانية لتطوير العلوم عن أطرف نكتة في العالم بعد بحث علمي استغرق عاما من العمل الدؤوب.ففي مشروع وصف بأنه أكبر دراسة علمية عن الدعابة، طالبت الرابطة مستخدمي شبكة الإنترنت حول العالم بأن يبعثوا بنكاتهم المفضلة وأن يرتبوا النكات التي يبعث بها الآخرون حسب درجة طرافتها.
ووصل إلى الرابطة البريطانية أكثر من 40 ألف نكتة وردت من 70 دولة وأكثر من مليوني تعليق، وفازت النكتة التالية:
«كان صيادان في الغابة ووقع أحدهما فاقدا للوعي وتوقف تنفسه وجحظت عيناه. فاتصل زميله بالنجدة وقال لاهثا للموظف الذي رد عليه.. صديقي مات ماذا يمكنني أن أفعل؟ ورد عليه الموظف في هدوء.. فلتهدأ.. أولا تأكد أنه مات بالفعل. وساد الصمت للحظة ثم صوت طلقة قبل أن يعود الصياد إلى هاتفه ليقول الآن تأكد موته.. ماذا أفعل الآن!».
نكتة من خروشوف
الزعيم السوفييتي خروشوف كان بارعاً في النكتة، وفي زيارته الى أميركا، قال له الرئيس كيندي متباهياً: نحن بلد ديمقراطيّ، إذ يستطيع أيّ مواطن أميركي أن يقف أمام البيت الأبيض ويصرخ: كيندي غبيّ! ولن نفعل له شيئاً. فأجاب خروشوف: ونحن كذلك فبإمكان أيّ مواطن سوفييتي أن يقف أمام الكرملين ويصرخ: كيندي غبيّ من دون خوف!
حكايتي مع السادات
من النكات التي ألقيتها يومها (مرة واحد بيلعب شطرنج.. العسكري رفض يتحرك إلا لما يأخذ شلن) فضحك السادات وفوجئت بعد انتهاء فقرتي بالسيد ممدوح سالم (وزير الداخلية آنذاك) يطالبني بالتوجه فوراً للسيد الرئيس فتوجهت له وأنا مرعوب وتحدث معي 10 دقائق ثم وجدته يسألني عن (خلفية) هذه النكتة التي قلتها فأجبته: (يا ريس العساكر فقراء ولا يحصلون على رواتب كافية وأجورهم بسيطة) فنادى الرئيس على ممدوح سالم والمشير أحمد إسماعيل ، ... وقال لهم (أبقوا زودوا أجور العساكر) فقاموا بتغيير قانون الأجور في الجيش وبعدها بأيام ارتفعت أجور العساكر فأصبحت فخوراً أن نكتة قلتها تسببت في ذلك.
المونولوجست حمادة سلطان
وارد بدر السالم



