المسار المسرحي الجزائري إلى سنة 2000

صدر حديثا في الجزائر كتاب بعنوان «المسار المسرحي الجزائري إلى سنة 2000» لمؤلفه الدكتور نور الدين عمرون. الذي يرى أنّه لم يكن المجتمع الجزائري يعرف المسرح بمفهومه الأوروبي؛ بل مارس واستلهم مسرح خيال الظل والقراقوز.

وأنواعاً وأشكالا وألواناً من مظاهر الفرجة الفنية، التي انتشرت عبر الكيانات العربية الإسلامية، أبرزها المدَّاح والقوَّال (الراوي والحاكي) بفرجةِ الحلقة بأشكالها المتعدِّدة، إلى أن دخلت واحتلَّت فرنسا الجزائرَ عام 1830.

حيث قام الفرنسيون بتشييد دار الأوبرا بالجزائر العاصمة سنة 1850 عرفت في عهد الاحتلال الفرنسي زيارات لمثقفين وفنانين من عظماء المسرح الفرنسي أمثال: سارا برنار، موباسان، دودي، جورج صاند، قبريال ريجان.

والزيارة الأولى كانت سنة 1864 بعرض مسرحية «غادة الكاميليا» وحضرها (دوما الابن). وفي سنة 1889 عرضت الممثلة المشهورة سارا برنار عدة مسرحيات أهمها:القلق، فيدرا، وهما لراسين. بعد ذلك مرَّ المسرح الجزائري بمراحل أهمَّها أنَّه استطاع أن يُقدِّمَ أوَّل عرضٍ مسرحي بالمفهوم الأوروبي؛ مسرحية «في سبيل الوطن».

وهي دراما اجتماعية بفصلين، وعُرضت يوم 22 ديسمبر 1922 من إخراج واقتباس»محمد رضا المنصلي» 1899 ـ 1954، والذي هاجر مع أسرته إلى لبنان سنة 1911، ورجع بعدها إلى الجزائر ليؤسِّس فرقة التمثيل العربي.

وتعتبر مسرحيته هذه أوَّل عرض قُدِّم باللغة العربية في الجزائر. وحسب رأي د ـ عمرون فإن كلَّ المحاولات التي سبقت مسرحية «في سبيل الوطن» كانت عروض فرجة فنيّة شعبية تدخل في إطار مظاهر الفرجة الفنية. ثمَّ جاءت مسرحية»جحا» التي كتبها وأخرجها علي سلال(علالو) سنة 1926،

وعرضت بقاعة «الكورسال» بحضور 1500 متفرّج وبذلك يكون (علالو) قد وضع الحجر الأولى للمسرح الجزائري، حيث استطاع أيضا أن يخلق عادات مسرحية في أوساط الجماهير الجزائرية. ثمَّ جاءت مسرحية «بابا قدور طماع» وهي مسرحية كوميدية

وقد عرضت يوم 23 ديسمبر 1929 من تأليف وإخراج «رشيد القسنطيني» 1887 ـ 1944، أعقبها بمسرحية ثانية باسم»بوبرما». ثمَّ عرفت الجزائر (محيي الدين بشطارزي) 1897 ـ 1968 بمسرحيته «النساء» و«الخداعين» وكلتاهما من تأليفه وإخراجه، وقد عرضهما عام 1937.

ثُمَّ جاء الاستقلال وأصدرت الدولة مرسوماً بتأميم المسارح على كُلِّ الأراضي الجزائرية، وتشكَّلت فرقة «المسرح الوطني الجزائري» التي استطاعت أن تقدِّم (41) عرضاً مسرحياً ما بين عامي 1963 ـ 1973، بينما قدّمت (52) عرضا ما بين عامي 1973 ـ 2000.

أنور محمد

*الكتاب:المسار المسرحي الجزائري إلى سنة 2000

*الناشر:شركة باتنيت ـ الجزائر 2006

*الصفحات:271 صفحة من القطع الوسط