خير لاسرائيل أن تلتزم الصمت في الوقت الراهن، بقلم: امير اورن

ت + ت - الحجم الطبيعي

السبت 3 صفر 1424 هـ الموافق 5 ابريل 2003 لقد ذاع للسلاح الكيماوي والبيولوجي اسم سييء لدرجة الاجماع خارج بغداد بعدم وجود تبرير لاستخدامه، ولكن هذا انطباع خاطيء،، فاذا أحدق الخطر بواشنطن ولندن وتل ابيب أو القدس فان قادة هذه العواصم سيفكرون جديا في استخدام وسائل متطرفة الطابع، ولو وفر هذا السلاح لجورج بوش فرصة وامكانية لاحباط هجمات سبتمبر لما توانى في استخدامه. المواثيق الرسمية تميز بين السلاح «المقبول» وذلك غير المقبول (الا انها لا تحظر استخدام السلاح النووي وانما فقط نشره للدول الموجودة خارج منتدى الدول النووية)، والتمييز الأكثر واقعية يكمن بين الفئات المستهدفة المختلفة، في السياق العسكري أو الاحباط والوقاية الداخلية يعتبر هذا السلاح سلاح بقاء، صدام حسين شكل سلاح القتال الكيماوي من اجل التغلب على سلاح المدرعات العراقي اذا ما حاول القيام بانقلاب في بغداد، استخدام هذا السلاح ضد القوات الايرانية خلال تقدمها في ارض العراق (ولكن ليس ضد طهران في حرب المدن الصاروخية) أشار الى ان صدام حسين يفرق بين الكبح والتصدي وبين اجتياز الحدود. البقاء هو هدف أعلى لصدام، فإلحاق ضربة جماعية للمدنيين في اسرائيل لا يتساوى مع توجيه ضربة وقائية للمتآمرين وللأعداء، فهذه ستكون خطوة مناقضة لنزعة البقاء أو بعد البقاء أكبر العمليات الانتحارية من يلوح بهذه الوسيلة يسعى لاخافة اسرائيل وردعها، واذا لم ترتدع - فيجب معاقبتها بشدة وجدوى تهديد صدام بالعقاب بعد الموت يشبه في حصريته هدم بيوت عائلات الانتحاريين العاديين بعد موتهم. الظروف التي قد تختبر الخوف الاسرائيلي هي نفسها التي يمكن ان تفشله، الحرب الاميركية في العراق تقيد اسرائيل في امكانية الرد على الصاروخ الكيماوي اذا أطلق العراق، وعندئذ سيكون من حوله وفي أرجاء العراق ومواقعه الاستراتيجية مئات آلاف الرهائن وربما الملايين من الاميركيين وحلفائهم والمحليين الذين يساعدونهم: أسرى وقوات ومجموعات مناهضة للنظام البائد، الرد الاسرائيلي في العراق والذي لن يكون ضارا لصدام وهو في طريقه للخسارة سيحدق الاميركيين وأعوانهم بالخطر أو سيتناقض على الأقل مع تطلعهم لأقل قدر من الدمار في البنى التحتية والمسارعة من اجل اعادة بناء العراق. الضربة الرمزية ستبتلع في حالة الفوضى الناجمة عن انهيار صدام، وتوجيه ضربة هائلة سيحدق بالاميركيين ومشروعهم خطرا حقيقيا، هذا فشل أساسي وجذري في نظرية دعاة الردع القائم على وحدانية الهجوم (ومعارضة الضغط بناء على ذلك) واذا كانت أُمنية صدام الأخيرة هي وضع بصماته على التاريخ فان ردعه يمكن ان يكون فكريا فقط ومثلما فعل الاميركيون من الممكن ايضا التهديد بأن كل من سيرتكب الفظائع سيلاحق شخصيا. الرد الهجومي المضمون والردعي لتلك الرشقة الكيماوية الوداعية التي قد يطلقها صدام ليس بيد اسرائيل، وحتى اذا قالوا في هيئة أركانها ان لديهم مثل هذا الرد المدهش فان ذلك لن يردع صدام ويقنعه، وجود عشرات آلاف المدنيين الاميركيين الدائم (في اسرائيل) ومئات الجنود من طواقم الباتريوت وغيرهم الذين قد يتضررون مع اسرائيل سيوفر درجة كبيرة من الردع، واذا كان صدام لا يخشى الرد العقابي الاميركي فانه لن يخاف بالتأكيد من الرد الاسرائيلي، الصواريخ العراقية التي لن تعمل بصورة جيدة، مثل صواريخ ارض - جو التي سقطت في بغداد، والحيتس الذي سيعترضها أكثر فائدة في هذه المرة من عملية الردع. عن «هآرتس»

Email