كوردسمان يتوقع ضربات نووية، واشنطن تسعى لاستبعاد مفاجآت تل أبيب

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاثنين 15 شعبان 1423 هـ الموافق 21 أكتوبر 2002 الرد الاسرائيلي المحتمل على ضربة عراقية يندرج ضمن قائمة الموضوعات في لقاء بوش - شارون. فالمصلحة الاسرائيلية تستوجب ايضاحات مسبقة لاحتمال بعض السيناريوهات، كما ان الاميركيين لا يريدون مفاجآت من جهة اسرائيل. تفهم اوساط في واشنطن من مندوبي اسرائيل انها لن ترد تلقائيا على كل ضربة عراقية، ولكنها غير مستعدة للقعود مكتوفة الأيدي في كل الاحوال. وبرزت شهادة الاستراتيجي الاميركي توني كوردسمان في مجلس الشيوخ، والذي قال ان هناك اوضاعا عسيرة من شأن اسرائيل ان ترد فيها بالسلاح النووي. وهم في واشنطن واعون لموقف اسرائيل من قدرة ردعها والمعاني الخطيرة لاستخدام الغاز ضد الدولة اليهودية. ومن جهة اخرى، فان الاميركيين يعتقدون ان القائد الأعلى في الحرب ضد العراق هو الولايات المتحدة، وان اسرائيل ايضا، على الرغم من انها دولة ذات سيادة، ملزمة بالانصياع لأوامره. ويمثل وزير الدفاع رامسفيلد هذا الرأي أكثر من أي شخص آخر. وبزعمه فانه لن يكون هناك أي «مكسب صاف» من رد اسرائيلي حتى لو ضربت بسلاح الدمار الشامل. والرأي هو انه في كل الاحوال يمكن للجيش الاميركي ان ينفذ الهجوم أفضل مما قد يفعل الجيش الاسرائيلي بفضل التكنولوجيا الأكثر تطورا والأكثر تنوعا لديه. ان الميل الاميركي في الهجمات على العراق ليس لمعاقبة السكان المدنيين في الجهود لطرد النظام العراقي وتصفية اسلحة الدمار الشامل. وفضلا عن ذلك، فانه بسبب الاتجاه لمساعدة العراقيين في اعادة بناء بلادهم بعد الحرب فان واشنطن لن تسعى الى ضرب البنى التحتية المدنية هناك، بمعنى ان قائمة أهداف الهجوم الاميركي في العراق محدودة منذ البداية. ومقابل هذا الرأي الصارم الذي يمثله رامسفيلد والمتمثل في انه لا يجوز لاسرائيل ان تهاجم العراق، هناك مسئولون كبار يقولون انه من المسلم به انه في حالات شديدة لن يكون أمام اسرائيل أي مفر من الرد بحزم. الكثير منوط بنوع السلاح الذي سيستخدمه الرئيس العراقي ونتائج الضربة. وبالطبع، بعد التشاور مع واشنطن. ونهج أكثر تعقيدا يقول: اذا كان واضحا ان الرئيس العراقي يوجد على أي حال في المرحلة الاخيرة قبل تصفيته، فلماذا ضرب جماهير المدنيين العراقيين وايجاد فجوة عميقة مع الشعب العراقي؟ أما الشخصيات العربية التي تتفهم حساسية اسرائيل فتقول: ان الضربة لاسرائيل يجب النظر اليها على أنها المسئولية الشخصية للرئيس العراقي وكبار ضباطه، وليس للشعب العراقي. وهناك اميركيون يضيفون ان في حال استخدام السلاح النووي لغرض معاقبة المدنيين سيفقد الشعب اليهودي ما يوصف بتفوقه الاخلاقي الذي يتباهى به على مدى الأجيال اليهودية. وتشرح شخصيات عربية ان الرئيس العراقي سيرغب في ان يدخل التاريخ كمن ضرب اسرائيل بقوة. فالأهداف الاميركية بعيدة، أما اسرائيل فقريبة وقابلة للاصابة. وهم لا يتجاهلون احتياجات الدفاع الاسرائيلية، ولكن الكثير منوط بمسألة ما اذا كان الحديث يدور حول حرب صادق عليها مجلس الأمن وغدت بالتالي حربا مشروعة. وفي كل الاحوال محظور، برأيهم، على اسرائيل الرد بسلاح الدمار الشامل حتى لو استخدم الرئيس العراقي هذا السلاح ضدها. وآخرون يضيفون ان من الأفضل ان ترد الولايات المتحدة على الضربة العراقية فيما يأتي الرد الاسرائيلي بعد ذلك. واذا كان رد اسرائيلي، فمحظور ان يظهر هذا كعملية عادية. مثلا، ضد بطارية صواريخ في غربي العراق. فاذا جاء الرد الاسرائيلي بائسا، فمن الأفضل التخلي عنه. وفي كل الاحوال فانه سيكون من الخطأ من جانب رئيس وزراء اسرائيل ان يترك بيد واشنطن شيكا مفتوحا بالنسبة للرد الاسرائيلي المحتمل وان يعد مسبقا بعدم العمل بكل وضع ممكن. بقلم: زئيف شيف عن «هآرتس»

Email