توتر تثيره نسخة هندية من الضربة الوقائية الأميركية، الجيش الباكستاني يتبنى استراتيجية الرادع الانتقائي في مواجهة عدو لا يخفي نواياه

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاحد 14 شعبان 1423 هـ الموافق 20 أكتوبر 2002 باستثناء أفغانستان، التي تعرضت لهجوم أميركي مكثف، ربما لا تكون هناك دولة أخرى في العالم قد تأثرت بتبعات أحداث 11 سبتمبر بالقدر الذي تأثرت به باكستان، فعلى مدى العام الماضي اتخذ الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف خطوة فيها قدر كبير من المجازفة، بالتخلي عن قاعدتين مهمتين للسياسة الباكستانية الخارجية طوال أكثر من عقد، وهما دعم حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان ودعم المجاهدين الكشميريين في عملياتهم عبر خططاً المراقبة الفاصل بين شطري كشمير الباكستاني والهندي. لكن ما تخشاه باكستان الان هو أن تكون «الضربة العسكرية الوقائية» الاميركية المزمعة ضد العراق بمثابة ضوء أخضر أو اشارة تفهم خطأ للهند بالقيام بضربة وقائية وفق المنطق نفسه ضد باكستان، أو على الأقل ضد الشطر الباكستاني من كشمير. وحتى لو لم تفعل الهند ذلك فإنها تمارس الآن أكبر قدر من الضغوط العسكرية والسياسية والاقتصادية ضد خصمها اللدود القديم. وتشعر القيادة العسكرية الباكستانية بخطر كبير يحدق بالبلاد وهو الشعور الذي له ما يبرره من حقائق على الأرض. فالهند تحشد الآن حوالي 700 ألف جندي على الحدود الباكستانية، فيما تخشى اسلام أباد انها استعدادات لمثل هذه الضربة الوقائية تحت شعار الخلاف السياسي حول عمليات المجاهدين الكشميريين. وفي ظل هذا المشهد المتوتر، تكرر اسلام أباد ارسال اشارات التحذير السياسية للهند من عمل متهور غير محسوب، آخرها كان اجراء تجربة اطلاق لصاروخ «شاهين» أرض ـ أرض الباليستي متوسط المدى في 4 اكتوبر، اضافة لتجربة صاروخ أرض ـ جو. لكن كيف تستعد القيادة العسكرية الباكستانية لمواجهة هذه البيئة الأمنية المتوترة؟ وما هي امكانيات باكستان لمواجهة مغامرة هندية محسوبة أو غير محسوبة؟ يركز الجيش الباكستاني، شأن باقي فروع القوات المسلحة، خططه حتى نهاية هذا العقد على ثلاثة أهداف رئيسية: رفع حالة الجاهزية، وتطوير القوات النوعية، وتحديث أسلحته الاستراتيجية حسبما يوضح نائب رئيس أركان الجيش الجنرال محمد يوسف خان، الذي يشير الى ان أهم أولويات الجيش هي امتلاك عتاد المراقبة مثل الطائرات بدون طيار وتطوير أسلحة الدفاع الجوي: «نريد الحصول على طائرات بدون طيار من مستوى بريدايتور الاميركية لتقوية مقدرة المراقبة والاستطلاع». وامتلاك عتاد دفاع جوي متطور يأتي في قائمة الأولويات «نتيجة عدم التوازن بين القوات الجوية على الجانبين الباكستاني والهندي». ومع اكمال تطوير نظامي صواريخ أنزا ام.كيه -1 و2 أرض ـ جو قصيرة المدى، يقول الجنرال يوسف خان ان الجيش مهتم بامتلاك صواريخ متوسطة المدى مثل هوك. وأهم ما نبحث عنه هو صواريخ أرض جو بمدى يتراوح ما بين 30 و40 كلم». ويشير الى اهتمام قيادته بنظام ألينيا ماركوني سبادا-2000 ذات الارتفاع القصير. يذكر ان مهام الدفاع الجوي تنقسم بين الجيش والقوات الجوية. وتمتلك قيادة القوات الجوية نظام صواريخ تاليس كروتيل وصواريخ اتش.كيو-2 الصينية. وقد حصلت هذه القوات على أسلحة حديثة أيضاً مثل مدفعية أو ليكون كونترافيس المزدوجة عيار 35 ملم التي تستخدم مع نظام سكايغارد لادارة النيران اضافة إلى مدفعية ساب بوفورز ديناميكس ونظامي انزا. وكان نظام انزا ام.كيه-1 الذي طورته مختبرات ايه كيوفان للبحوث (كيه.آر.ال) قد دخل نطاق الانتاج عام 1989 وهو مشابه لنظام اتش.ان-5 الصيني. أما صواريخ انزا ام.كيه-2 الذي بديء بانتاجها عام 1994 فهو مشابه لنظام كيو-1 فانغارد الصيني ايضاً. ويشير الجنرال يوسف خان ايضاً لحاجة الجيش الباكستاني لمزيد من امكانيات الحركة السريعة، وخصوصاً امتلاك عربات برية أكبر ومزيد من المروحيات. ومن بين الأسلحة التي طلبتها باكستان من الولايات المتحدة لهذا السبب هناك مروحيات «أو.اتش-58 دي» ومروحيات بيل تكسترون يو.اتش-1، اضافة لمروحيات كوبر اي.اتش-1 الهجومية. كما بدأت باكستان مؤخراً باستلام 12 مروحية نقل من طراز ام.آي 171 الروسية وهي نسخة تصديرية عن مروحيات ام.آي-8 ايه.ام.تي. يقول يوسف خان: «الخطوة الأولى من التحديث ستغطي تعزيز الامكانيات اللوجستية، كا نريد التغلب على عيوب خطيرة في العديد من انواع الذخائر التي نستخدمها. فنحن مهتمون بالحصول على ذخائر ذات امكانيات أقوى للتدمير وخرق الدروع. ومدفعية مثل كبورهيد التي تطلق قذائف موجهة خارقة للدروع ستساعد في التغلب على واحد من أوجه القصور في الجيش الباكستاني. وقد وفرت الولايات المتحدة للجيش الباكستاني كل ما لديه من مدافع الهاوتزر المحمولة، غير ان معظم المدفعية المقطورة لديه هي من الصين والولايات المتحدة. وقال يوسف خان ان بلاده قد طلبت المزيد من المدافع ذاتية الحركة من أميركا. وعلى صعيد آخر، نجحت باكستان في بناء قدرة انتاج محلية لتوفير الأسلحة المضادة للدبابات، فهناك صواريخ باكتارشيكان التي تنتجها كيه.آر.ال المطور عن صواريخ ريد آرو-8 الصينية، ويتمتع الصاروخ بمدى أقصى يبلغ 3 آلاف كيلومتر. وتتميز النسخة الأخيرة منه برأس حربي شديد الانفجار مضاد للدروع وترادفي ليدمر الدبابات المزودة بدرع تفاعلي منفجر. ومن بين أولويات العتاد الأخرى، يذكر الجنرال يوسف خان: «تطوير قدرتنا على العمل في بيئة نووية» وتعزيز امكانيات القتال الليلي باعتبارنا «قوة أصغر حجماً وأقل عدداً من الخصم، مما يجعلنا مهتمين جداً بالقتال الليلي»، وتطوير امكانيات القيادة والتحكم والاتصالات والاستخبارات بما في ذلك الحرب الحاسوبية. غير انه لا يذكر العربات المدرعة باعتبار «اننا راضون جداً عما لدينا ولا نشعر بأننا ضعفاء على هذا الصعيد». ولم يكن الحال هكذا في السابق طبعاً بعد أن تم استبدال دبابات ام-47 وام-48 الاميركية القديمة. كما ان الصناعة العسكرية المحلية قد نجحت في تحديث العديد من أنواع الدبابات الأخرى لدى الجيش قبل البدء فعلياً بانتاج دبابات الميدان الرئيسية التي يطلق عليها اسم «الخالد» ويتوقع ان تخرج أول دبابة منها من خط الانتاج إلى الخدمة في يناير المقبل. وتشكل ام-113 الأميركية حالياً عماد عربات المشاة القتالية في الجيش الباكستاني الذي طور الكثير منها الى نسخ متخصصة مثل حاملات أسلحة مضادة للدروع ومنصات متحركة لصواريخ أرض ـ جو. كما سمحت الولايات المتحدة لشركة تاكسيلا للصناعات الثقيلة الباكستانية بانتاج دفعة أولى تتكون من 775 عربة مدرعة من أحدث طراز من عربات ام-113 أيه-2 ام.كيه-1.وقد استفادت تاكسيلا من خبرتها في انتاج عربات ام-113 في تطوير عدد من النسخ المتخصصة مثل عربة «طلحة» المدرعة القتالية. كما طورت منها ايضاً عربة «القسوة» المدرعة المدولبة الخاصة بالنقل. وتقول تاكسيلا انها ستنتج منها نسخاً للمدفعية والهاون والأسلحة المضادة للمدرعات وعربات القيادة. ويعترف المارشال موشاف علي مير قائد القوات الجوية الباكستانية من ناحية اخرى بأن بلاده «لا تستطيع تحقيق تفوق جوي في مواجهة الهند ولا حتى موقف جوي جيد على طول الحدود على مدار الساعة. ولهذا فإن استراتيجيتنا هي السعي لتحقيق موقف جوي جيد في مواقع وأوقات تكتيكية مهمة بما فيها مهمات الدفاع عن القوات البرية الباكستانية ضد الهجمات الجوية، اضافة لتوفير الدعم الجوي الناري للقوات البرية المهاجمة، وهذا يتضمن حسب قوله نقل المعركة إلى أرض العدو حين الضرورة.ويقول المارشال مير موضحاً تغير الاستراتيجيات الحديثة: «لا أعتقد ان المستقبل يتطلب امتلاك قوات ضخمة عددياً، بل المستقبل يتطلب قوات مرنة لكن فتاكة والمقدرة على مراقبة العدو بشكل أفضل لتحقيق قدر أفضل من الجاهزية». والخطط الموضوعة لتقليص حجم القوات الجوية الباكستانية هي خطط تناسب في وقت واحد أهداف التحديث التي تحدث عنها الجنرال يوسف خان اضافة هيكليات القوات الجوية السابقة التي تعتمد على قوات أصغر حجماً ولكن أكثر تفوقاً من الناحية التقنية مقارنة بما لدى الهند. ويسأل مير: «لماذا ننفق مبالغ باهظة على شراء سرب من المقاتلات، حينما تستطيع طائرتان أو ثلاث طائرات عالية التقنية تحقيق الهدف ذاته؟». لكن المارشال مير يعترف بوجود فجوة آخذة بالاتساع بين الحجم والتطور التقني في القوات الجوية عند الطرفين وهي المشكلة التي يتوجب حلها سريعاً.. «لن نسمح لهذه الفجوة ان تزداد وتخرج عن الحدود المعتدلة، إن من أهم أولوياتنا الآن امتلاك عتاد يضاعف من القوة مثل تقنيات المراقبة والاستطلاع والمعلومات والشبكات والذخائر دقيقة التوجيه وأنظمة التزويد بالوقود جواً. ومن أهم المشتريات لهذا الهدف ما بين 3 إلى 4 طائرات أي 3 لنظام القيادة والإنذار المحمول جواً اواكس وما بين 5 إلى 6 طائرات ال-88 لأنظمة رادار الانذار المبكر الثابت المحمول جواً والطائرات بدون طيار. وقد وافقت الولايات المتحدة على تزويد باكستان بثمانية أنظمة ال-88 المحمولة جواً الثابتة. كما ان باكستان طلبت منها عشرات من الطائرات بدون طيار مثل آر.كيو-1 بريدايتور الى ان تصل مشاريع انتاجها محلياً حد الاكتمال، وهذه الأنظمة ستلعب دوراً مهماً في مراقبة الحدود الشرقية قبالة الهند الى جانب أنظمة اواكس.وللاستفادة من دفق البيانات الذي تقدمه هذه الانظمة، تسعى القوات الجوية الباكستانية لتطوير انظمة الاتصالات والشبكات خصوصاً فيما يتعلق بتمكينها من احراز قدر أكبر من العمليات المشتركة بين فروع القوات المسلحة. كما تريد هذه القوات تطوير أنظمة الأسلحة دقيقة التوجيه بحيث تتجاوز مجرد القذائف الموجهة بالليزر على الرغم من ان امتلاك هذه الأسلحة يعتمد على الحصول على طائرات جديدة عالية التقنية.وتريد باكستان تبعا لمير الحصول على مقاتلات اف-16 أخرى أو اف 18 أو ميراج 2000-5 أو رافائيل، على الأقل عددا محدودا منها للقيام بمهمات انتقائية جدا. وتمتلك باكستان الآن 22 مقاتلة اف 16 ايه بمقعد واحد و10 مقاتلات اف 16 بمقعدين. غير ان نقص قطع الغيار قد قلل جدا من امكانياتها في الخدمة وتنتظر اسلام اباد رفع واشنطن الحظر على توريد هذه الطائرات وتوافق على بدأ التوريد. ورغم ان لباكستان تجربة سيئة مع أميركا حينما دفعت ثمن 28 مقاتلة اف 16 دون أن تتسلمها بسبب الحظر الاميركي عليها لاحقا، فانها تطلب الآن المزيد من اف 16. وليس بالضرورة ان تشتريها مباشرة من أميركا، بل تبحث الآن عن طائرات مستعملة من دول اخرى مثل تركيا. ويقول مير ان هذا يعتبر الخيار الافضل لاعتبارات مالية. وتنتظر القوات الجوية الباكستانية الآن الانتهاء من تطوير المقاتلة اف سي 1 سوبر 7 الصينية متعددة المهمات وتأمل أن يتم ذلك في يونيو 2003. اذ بالنظر لسعر المقاتلة المنخفض، 10 ـ 12 مليون دولار، فإن باكستان تريد شراءها بأعداد كبيرة رغم «محدودية امكانياتها لتكون مقاتلة الصف الثاني لديها. وقد طلبت باكستان فعلا 150 مقاتلة منها لاستبدال مقاتلات اف 7 وميراج القديمة. ويقول مير ان المقاتلات اذا أثبتت جدارتها فان الرقم سيرتفع أكثر، خصوصا وان المقاتلات التي ستشتريها ستكون انتاجا صينيا باكستانيا مشتركا. ورغم ان النسخة الاولى منها ستحمل انظمة ملاحية صينية الصنع، فان باكستان تفكر بتجهيزها بأنظمة ملاحية غربية رغم عدم نجاحها حتى الآن في ذلك نظرا للقيود المفروضة على الصادرات العسكرية وقضايا التراخيص الصناعية. كما تبحث اسلام اباد عن أنظمة اسلحة غربية لتزويد المقاتلة بها رغم ان أي قرار لم يصدر حتى الآن بهذا الشأن. وشأن فروع القوات المسلحة الأخرى، تعتمد استراتيجيا القوات البحرية الباكستانية على الرادع الانتقائي وليس السعي وراء التوازن، سفينة لسفينة، مع البحرية الهندية الاضخم عددا كما يقول رئيس أركانها الادميرال عبدالعزيز ميرزا. وتمتلك البحرية الباكستانية وهي الاصغر بين فروع الاسلحة الاخرى، 27 قطعة حربية وتحصل على حوالي ربع الموازنة العسكرية البالغة 2.3 مليار دولار سنويا. ويقول أدميرال ميرزا ان اهم أولويات قوته هو الحصول على المزيد من السفن الحربية مع التركيز على الفرقاطات والمدمرات صغيرة الى متوسطة الحجم. ولتحقيق ذلك بدأت باكستان مفاوضات مع شركة بناء السفن الصينية لشراء أربع فرقاطات ان 22 بي زنة ألفين و200 طن. وقد وافقت بكين على البرنامج في أغسطس الماضي مما يجعل المشروع الذي بدء فيه عام 1995 واقعا. وينتظر توقيع عقد نهائي في غضون اربعة الى خمسة شهور من الآن. ومع ان اول سفينة منها ستبنى في الصين فان الثلاثة الباقية ستبنى في باكستان وفق اتفاق لنقل التقنية. غير ان التقنيات في السفن ليس بالضرورة ان تكون كلها صينية، بل هناك مصادر اخرى مرشحة لتوفيرها. ويتوقع تسليم السفينة الاولى منها بعد ثلاث سنوات من توقيع العقد مع تسليمها جميعا في غضون سبع سنوات من التوقيع. ويأمل ميرزا ان يكون «البرنامج مفتوحا للحصول على مزيد من العتاد لاننا سنحتاج المزيد من السفن. وقد حاولت باكستان ايضا الحصول على سفن حربية مستعملة من دول غربية لتخفيض التكاليف دون ان تحظى بموافقة من المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة على مبيعات محدودة قد طلبتها حتى الآن. كما زادت البحرية الباكستانية من قوتها على صعيد الغواصات حيث أدخلت في الخدمة أول غواصتي ديزل ـ كهرباء من طراز اجوست 90 بي لتقومان بمهام قتالية ضد الغواصات والسفن والاستخبارات في الوقت الذي تعمل فيه على بناء الغواصة الثالثة التي ستكتمل عام 2004 أو 2005. وعلى الرغم من ان انتاج الغواصة الثالثة قد تعرض للشكوك بعد الهجوم في مايو الماضي على مهندسين فرنسيين في كراتشي كانوا يعملون في المشروع الا ان استمراريته اصبحت مؤكدة. وستكون الغواصة الثالثة هذه هي أول غواصة تحصل على نظام الدفع بدون هواء الفرنسي خارج فرنسا. وسيعاد تركيب هذا النظام لاحقا على الغواصتين السابقتين. ويقول مسئولو البحرية انهم قد يطلبون في حال سماح الميزانية بمزيد من غواصات أجوستا لان غواصات دافن الاربعة التي لديها ستبلغ عيد ميلادها الخامس والثلاثين عام 2005. يقول ميرزا: بعد ان استثمرنا هذا القدر من المال والتدريب للحصول على التقنية والطواقم المدربة فسيكون من الافضل المضي قدما في البرنامج. وحالما يصبح برنامج السفن جاهزا سيكون من الممكن الحديث عن بناء مزيد من السفن. وعلى جانب آخر طورت البحرية الباكستانية أسطول دورياتها الجوية بالحصول على طائرات أوريون بي 3 الأميركية عام 1996 و1997 وطلب المزيد منها. كما أضافت البحرية قوة نارية جديدة لها حيث يمتلك أسطولها الآن صواريخ اكزوسيت الفرنسية وصواريخ واي اس 2 الصينية وصواريخ هاربون اي جي ام 84 المضادة للسفن.

Email