حوار في حسابات الربح والخسارة، أوراق اسرائيلية على المائدة الأميركية

ت + ت - الحجم الطبيعي

السبت 13 شعبان 1423 هـ الموافق 19 أكتوبر 2002 كريستوفر شايس هو عضو كونغرس جمهوري من ولاية كونكتكيوت، من المؤيدين الكبار للرئيس بوش. لديه قصة مثيرة عن الطريقة التي يتعامل بها الرئيس بوش مع القادة الاجانب. يقول شايس، استقبل بوش الرئيس اليمني، علي عبدالله صالح. واستهل هذا الأخير اللقاء بالاعلان «انني في شدة الاسف لوقوع عمليات 11 سبتمبر». فرد عليه بوش بالقول «جيد جدا ان يكون هذا هو شعورك. ولكن لدي قائمة طويلة من الامور التي طلب منك فعلها في اطار مكافحة الارهاب، ولم تفعلها». اخرج بوش ورقة من جيبه تتضمن قائمة طويلة من المهام وسلمها للرئيس اليمني، الذي فوجئ بالأمر،:لقد استعد للقاء مع الرئيس الأميركي ولكن ليس مثل هذا اللقاء. ولكن مع شارون، الذي وصل الى واشنطن، لاجراء حوارات مكثفة مع الرئيس وكبار المسئولين في ادارته، سيكون الأمر مختلفا بالطبع. فاليمن يعتبر في واشنطن عدوا في اسوأ الاحوال وجالسا على الجدار في احسنها. اما اسرائيل فانها تعتبر حليفة.حتى 11 سبتمبر كان التحالف بين ادارة بوش واسرائيل بمثابة قول جميل، غير ملزم، شيء ما من الجميل قوله في الخطابات. ولكن منذ ان اضطرت أميركا الاعلان عن حرب عالمية ضد الارهاب اخذت هذه الكلمات معاني عملية. ثمة لأميركا واسرائيل قائمة مشتركة من الاعداء ومصلحة مشتركة لتصفيتهم. الجولة المقبلة في هذه الحرب، حسب فهم بوش، هي العراق. الادارة الأميركية تفترض ان مصلحة اسرائيل في ابطال الخطر العراقي كبيرة على الاقل مثل مصلحة أميركا. للوهلة الاولى لا يجب ان تكون هناك صعوبة في اقناع شارون بعدم اطلاق النار. هذا ما يمليه المنطق العسكري الأميركي والمنطق السياسي. بالطبع، ليس بكل شرط. شارون لا يستطيع ان يلتزم بامتصاص كل ضربة عراقية، لذلك من المهم جدا ان يتم في زيارة شارون تعزيز اطر التنسيق المشتركة. ستعلم اسرائيل بالهجوم الأميركي سلفا وقبل وقت طويل وتستطيع الاستعداد. والأميركيون سيحاولون سلفا احباط قدرة الاطلاق لدى الرئيس العراقي من غرب العراق، وبذلك اخراج سكان اسرائيل من ميدان المعركة. ستكون لشارون فرصة، للاحساس، لشم الرائحة، لمعرفة كم ان الرئيس الأميركي حازم في قراره بإيقاع الهزيمة بالرئيس العراقي بطرق عسكرية. صحيح ان الرئيس حصل على الضوء الاخضر من مجلسي الكونغرس، بأغلبية مذهلة، ولكن مجلس الامن لا يسارع في قبول الاملاء الأميركي، والجهد الدبلوماسي، الذي لا يؤمن به بوش لكنه ملزم ببذله، يقضي على الوقت، والوقت يعمل الان لصالح صدام. هذه هي الموضعات السهلة. الموضوع الاكثر تعقيدا هو الشرق الاوسط بعد الرئيس العراقي. الادارة الأميركية تواجه ضغوطا شديدة من زعماء عرب اصدقاء من «موازنة» الرقابة على العراق بالرقابة على اسرائيل.مهمة شارون هي اقناع الرئيس الأميركي بأن لا يعد العرب الاصدقاء بشيء في الموضوع الفلسطيني. اذا كنت أعرف شارون جيدا فانه سيحاول اقناع بوش بأن العرب الاصدقاء ليسوا اصدقاء أبدا. اقترح مصدر اسرائيلي عدم أخذ الالتزامات التي يقطعها الأميركيون للعرب عشية الحرب، بجدية اكبر من اللازم. حيث ان أميركا مثل انسان يذهب الى الطبيب بعد ان علقت عظمة بحلقه. كم أنت مستعد لتدفع من اجل اخراج العظمة، سأل الطبيب. كما تريد، يقول الشخص. يخرج الطبيب العظمة، ويخرج الرجل عشرة شواكل. لقد وعدتني، يقول الطبيب شاكيا. هذا كان في السابق، عندما كانت العظمة في حلقي، يقول الرجل. بالمناسبة على الرغم من القائمة التي تلقاها الرئيس اليمني من بوش الا انه يواصل عدم فعل شيء ضد (الارهاب) في بلاده. وبالمناسبة مرة اخرى: عضو الكونغرس شايس يقول انه في عام 1981 احتج بشدة على قرار مناحيم بيغن قصف المفاعل العراقي. «انا اعترف انني اخطأت» قال «اسرائيل محقة». بقلم : ناحوم برنياع عن «يديعوت أحرونوت»

Email