i روايات خالدة

حزن وجمال

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

«حزن وجمال» هي آخر رواية كتبها ياسوناري كاواباتا العام 1964، وهو أول أديب ياباني حصل على جائزة نوبل للآداب في عام 1968.وقد كانت حياة هذا الأديب مأساة حقيقية.

حيث فقد والديه وهو في الثانية من العمر، وإثرها تولى جداه تربيته، ثم ماتت جدته حين أصبح في السابعة من عمره، وعقبها توفيت شقيقته التي رآها مرة واحدة بعد أن أخذتها العمة لتربيتها، وهذا عندما بلغ هو العاشرة، واكتملت حلقات مأساة حياته الشخصية حين صار في الخامسة عشرة، وذلك بوفاة جده.حفلت حياته العملية بالكثير من ألوان الإبداع، فإضافة إلى الكتابة الأدبية، عمل مراسلاً لصحيفة «ماينيتشي شيمبون» في مدينتي أوساكا وطوكيو، ورغم أنه رفض المشاركة في التعبئة العسكرية التي رافقت الحرب العالمية الثانية، فإنه لم يتأثر بالإصلاحات السياسية اللاحقة في اليابان، لكنها أثرت عليه بشكل وملمح عميقين مع وفاة أفراد عائلته .

المفارقة أن هذا المبدع (كواباتا) هو من انهى حياته بيده، فانتحر عام 1972 بخنق نفسه بالغاز. وعلى خلفية هذا حاولت عدة نظريات تفسير انتحاره، ومن بينها طرح سبب أو دافع ضعف صحته، وكذا فرضية أخرى تدور حول قصة حب محتملة مرفوضة من المجتمع، أو صدمة انتحار تلميذه وصديقه يوكيو ميشيما في 1970.إلا أن موته ظل غامضاً، ولم يعرف السبب الحقيقي لانتحاره.

أعاد كواباتا، أثناء مرحلة دراسته الجامعية، إصدار مجلة جامعة طوكيو الأدبية (اتجاهات الفكر الجديدة)، التي كانت عطلت قبلها لأكثر من أربع سنوات، إذ نشر فيها قصته القصيرة الأولى: «مشهد من جلسة أرواح»، ثم بدل اختصاصه إلى الأدب الياباني، وكتب أطروحة تخرج بعنوان: «تاريخ موجز للروايات اليابانية».

ويبدو أن المرحلة المميزة في حياته، انطلقت بعد أن تخرج من الكلية في مارس 1924، فأسس مع ويوكوميتسو ريتشي وعدد من الكتاب الشبان، صحيفة أدبية جديدة سُميت «عصر الأدب».

جذب كواباتا الانتباه إليه عبر مجموعة من القصص القصيرة، التي أبدعها بعد تخرجه بوقت قصير، ويعود إليه الفضل في الدعوة لترجمة الأدب الياباني إلى الانجليزية ولغات أخرى، وتحديدا عندما عين رئيسا لرابطة القلم الدولية لسنوات طويلة، عقب الحرب.ومن أعماله: راقصة آيزو (1926. ترجمت إلى الإنجليزية في 1955 و1997، وأيضا إلى العربية، بلد الثلج (1935 ) سيد الغو (1951- 1954.

ترجمت إلى الإنجليزية في 1972، طيور الكركي الألف (1949-1952)، صوت الجبل (1949- 1954)، البحيرة (1954)، منزل الجميلات النائمات (1961. ترجمت إلى العربية)، العاصمة القديمة (1962. ترجمت إلى الإنجليزية في 1987، 2006، و أيضا إلى العربية، قصص بحجم راحة يد.ترجمت إلى العربية، حزن وجمال -1964.

وتعد «حزن وجمال»، رواية مفعمة بالغنى الادبي، تمتزج فيها تأملات سيكولوجية عميقة ونظرات لا تقل عمقا في تبحرها بمعنى خلود الفن والأدب، إلى جانب الوصف الساحر لحدائق اليابان ومناظرها، وهي أساسا اعتبرت، لدى كاواباتا، بمثابة نظريات أثيرة حول الموت والوحدة والحب والعشق والجمال.

ويلفتنا في محطات وحبكة الرواية أن أوكي توشيو، الكاتب المعروف، يعزم الارتباط مرة أخرى بماضيه، حين يزور «كيوتو» (مدينة يابانية مشهورة) بغرض الاستمتاع بأجوائها وجمالياتها في عشية رأس السنة، فيستمع مع ذلك لأجراس الأديرة التي تعلن انتهاء العام، وهو إذ يقوم بذلك، يأمل في أن يلتقي مرة أخرى مع تلك التي كانت عشيقته قبل أربع وعشرين سنة: «أوتوكو»، والتي أصبحت رسامة مشهورة، بعد أن كانت تعيش في(كيوتو) مع تلميذة لها تدعى كايكو.

تعود ذاكرة أوكي إلى الوراء ليستذكر حبه لأوتوكو، وهي في السادسة عشرة، وقد كان متزوجاً ورب عائلة، ونرى انه عقبها بسنة واحدة، فجعت الشابة الصغيرة بموت طفلتها، التي ولدتها في الشهر الثامن، ولم يستطع أحد إنقاذها ضمن عيادة صغيرة قذرة في أحد ضواحي طوكيو.

وعندها تعرض والدة أوتوكو على أوكي أن يتزوج ابنتها، فيرفض ذلك لأنه لم يكن يخطط للزواج مرة ثانية، لا سيما وأنه يعيش مع زوجته وابنه، فتتأثر أوتوكو كثيراً من موت طفلتها ومن تخلي أوكي عنها، وتحاول الانتحار، لتدخل إثرها، مستشفى للأمراض النفسية.

وفي تلك الفترة يكتب أوكي روايته المشهورة (فتاة في السادسة عشرة)، فتلقى نجاحاً باهراً، حيث يروي فيها قصته مع أوتوكو وحبه الكبير لها، ويصير مع هذه الحال، كاتباً مشهورا ومعروفاً، وبالرغم من الغيرة والألم اللذين سببتهما هذه الرواية لزوجته فوميكو، لكن هذه الأخيرة بقيت وفية، وابتهجت بنجاح زوجها.أما أوتوكو فتخرج من المستشفى وتنتقل للعيش في مدينة كيوتو، حسب رغبة والدتها، وتتجه للرسم فتبدع في لوحاتها الفنية المجسدة للطبيعة الساحرة في اليابان، وبعد وفاة والدتها تتبنى الشابة الصغيرة كايكو، وهي فتاة ذات جمال رائع وطبيعة ملتهبة، فتعلمها الرسم وتعيش معها، لتنشأ بينهما علاقة حميمية جدا.

وتعتزم كايكو الانتقام بشكل فريد، فهي تريده انتقاما محكما وساحقا، فتزور أوكي في مكتبه وتحاول أن تغويه ثم تنتقل إلى ابنه تاشيرو وتوقعه في حبها، فتدعوه لزيارة كيوتو مرات عدة، ثم إلى بحيرة (بيوا)، حيث تخبر والدته بأنها ستتزوجه، رغم تحذيرات فوميكو (والدته) له، وكذلك بأنها فتاة شيطانية ستوقع به، إلا أن تاشيرو كان قد أغرم بها فعلا دون أن يتوقع منها أي فعل سيء.

وهناك في البحيرة حيث استأجرت كايكو قارباً ذاتي الحركة، وقع حادث اصطدام نجت هي منه بعد إسعافها، واختفى أثر تاشيرو، ولم تظهر جثته أو يعثر عليها، حتى مع المحاولات الكثيرة، ونلحظ مع درامية هذا التجسيد الإبداعي، مشهدا حيويا لكايكو، استمرت معه تنادي باسم تاتشيرو، أثناء غيابها عن الوعي.

الكتاب: حزن وجمال

الكاتب: ياسوناري كاواباتا

الناشر: فانتاج العالمية لنشر1992

الصفحات: 244 صفحة

رباب محمد

Yasunari Kawabata

Beauty and Saddness Vintage International Edition1996

244P.

Email