10أفلام خالدة في ذاكرة الأوسكار

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحظى جائزة الأوسكار التي تنظمها سنوياً أكاديمية العلوم والفنون السينمائية، باهتمام كبير من قبل النقاد والعاملين في المجال السينمائي وعشاق الأفلام، ومنذ انطلاقتها الأولى تمكنت الأوسكار من ترك بصمة واضحة في عالم السينما، لدرجة ان الحصول عليها أصبح مدار حديث الجميع.

 

لطالما ارتبط تمثال الرجل الذهبي الذي يتميز بسيفه وبنصف رأسه، بجائزة الأوسكار حيث شكل خلال السنوات الماضية شعاراً بارزاً لهذه الجائزة التي تحظى سنوياً بهالة واسعة من التغطية الإعلامية والمتابعة الجماهيرية، وبعيداً عن طبيعة التمثال الذي عادة يتسلمه الفائزون في حفل اسطوري يقام سنوياً في لوس انجليس ويدعى عليه نخبة من مشاهير العالم خاصة في المجال السينمائي، الى جانب الفائزون بالجائزة، فالشهرة عادة ترتبط بالفيلم الفائز بها، فما أن يذكر في أي محفل حتى يشار الى أنه فاز بهذه الجائزة التي نظمت للمرة الأولى عام 1929، وحينها منحت جوائزها عن أفلام عامي 1928 و1929.

وفي ظل الاستعداد لنسخة الأوسكار الـ 85، بات حري بنا تسليط الضوء على أبرز 10 أفلام لا تزال خالدة في ذاكرة الأوسكار وعشاق السينما، رغم مضي عشرات السنوات على انتاجها.

 

أجنحة 1927

يعد هذا الفيلم الحربي أول فيلم الذي ينال جائزة الأوسكار، وهو من إخراج ويليام ولمان الذي تحول بفضل براعته التنفيذية من تحقيق انتشاراً واسعاً في تلك الفترة وحتى مطلع خمسينيات القرن الماضي.

و"أجنحة" عبارة عن فيلم حربي تقع أحداثه على الأرض وفي الأجواء خلال فترة الحرب العالمية الأولى، وتدور أحداثه حول طيّار ترك حبيبته ليتوجه إلى الأجواء للمشاركة في الحرب، ووصلها خبر موته فتزوّجت من غيره. ولعب بطولة الفيلم كلارا بو وريتشارد أرلين وغاري كوبر في أول نهضته. وكانت مشاهد معارك الطائرات من أفضل ما طُبع على هذا الفيلم، حيث تم ذلك دون إضافة أي نوع من المؤثرات.

 

ذهب مع الريح 1939

أحد أشهر الأفلام الكلاسيكية في التاريخ، وقد ألفت فيه العديد من الكتب التي تحدثت عن مساره الطويل من الكتاب إلى الشاشة. في مقاييس تلك الفترة اعتبر هذا الفيلم ضخماً، واحداثه تدور حول كلارك غايبل وفيفيان لي اللذان يقعا في الحب وسط الحرب الأهلية التي تقع حولهما في الجنوب الأميركي. والفيلم من إخراج فيكتور فليمنغ، وتناوب عليه من بعده ثلاثة مخرجين آخرين كل واحد منهم صوّر شيئاً وجد طريقه إلى الشاشة.

وقد تم ترشيح الفيلم لـ 13 جائزة، الا أنه اكتفى بـ 8 فقط، من بينها أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل كتابة سينمائية وأفضل تصوير وأفضل ممثلة (فيفيان لي) وأفضل توليف.

 

ربيكا 1940

هذا الفيلم كان الوحيد الذي نال عنه المخرج ألفرد هيتشكوك جائزة الأوسكار، علماً بأن هذا المخرج لم ينل الأوسكار في حياته. وتدور أحداث الفيلم حول قصة امرأة جميلة تزوّجت من رجل بالغ الثراء وانتقلت للعيش معه في قصره الكبير، وهناك تكتشف أن الرجل لا يزال يعيش على ذكرى زوجته الأولى الراحلة ويريد منها أن تتمثل بها.واقتبس الفيلم عن رواية للكاتبة البوليسية الشهيرة دافني مورييه.

وهو من انتاج ديفيد سلزنيك، منتج فيلم "ذهب مع الريح"، وقد لعب بطولة فيلم ربيكا كل من جوان فونتين (وهو الدور الذي تمنته الممثلة لوريتا يونغ) مع لورنس أوليفييه وجورج ساندرز وجوديث أندرسون.

 

كل شيء عن حواء 1950

رشح هذا الفيلم الدرامي إلى 13 جائزة، فاز منها بسته فقط هي أفضل فيلم وأفضل ممثل مساند (الممثل جورج ساندرز) وأفضل مخرج وأفضل كاتب سيناريو وأفضل تسجيل صوتي وأفضل تصميم لفيلم بالأبيض والأسود، بالإضافة إلى جائزة أفضل فيلم، وقصة الفيلم الذي كتبه وأخرجه جوزيف مانكوفيتش تدور حول عالم التمثيل المسرحي من خلال ما يعترض حياة الممثلين (بيت ديفيز وآن باكستر) من مشكلات وإحباطات. وقد صنف هذا الفيلم كأحد الكلاسيكيات الأكثر أهمية في تاريخ هوليوود.

 

بن هور 1959

رشح هذا الفيلم لـ 12 جائزة استولى منها على 11 جائزة، من بينها أفضل فيلم وأفضل إخراج وأفضل توليف وأفضل مؤثرات، وحينها أثار هذا الفيلم حفيظة العرب وذلك لطبيعة الملامح التي تناولها الفيلم والداعية الى محاولة إرساء التفاهم بين الشعوب والتي لم يتح لها الظهور جيّداً نسبة لمواقف مسبقة من حقيقة أن شارلتون هستون لعب فيه دور اليهودي المجني عليه، الا أن رسالة الفيلم الإيجابية توضحت بشكل كامل في نسخته الصامتة.

 

لورنس العرب 1962

يعد هذا الفيلم أحد أشهر أفلام التاريخ كما يعد من كلاسيكات السينما العالمية، وقد احتفل في سبتمبر الماضي بمرور 50 عاماً على صدوره، وقد لعب هذا الفيلم دوراً رئيسياً في شهرة الممثل ديفيد لين وعمر الشريف، وقصته تدور حول السياسي والرحالة البريطاني لورنس (بيتر أوتول) في مضارب السياسة العربية.

ويظهر الفيلم معاناة لورنس أثناء زيارته للمنطقة العربية وكذلك أزماته الشخصية واعتداء الأتراك عليه. وبصرف النظر عن سياسة الفيلم المدافعة عن بريطانيا، فإنه يبقى عملاً مهماً من حيث سرده الحقبة التاريخية التي تقع أحداثه فيها، وشفافياته الجمالية ما جعل النقاد يطلقون عليه "صاحب أجمل صحراء صوّرت على الشاشة".

 

العرّاب 1970

قد لا تكفي الكلمات لتقدير فيلم "العراب" ومخرجه فرنسيس فورد كوبولا، فقد تمكن هذا الفيلم بكل ما فيه من شحنات درامية من هضم التراجيديا اليونانية وتلك التي قدمها شكسبير في آن واحد، فأحداثه تدور حول حكاية عائلة هي الأفضل والأعدل بين عائلات المافيا وصراعاتها مع الآخرين.

وقد لعب بطولته مارلون براندو وآل باتشينو، روبرت دوفول، جيمس كين والعديد من الوجوه التي لا تنسى. وقد بدا فيه المخرج كوبولا متمكناً من أدواته الفنية، الأمر الذي ساهم في الاستحواذ على اهتمام الجمهور، وكان الأوسكار أيضاً من نصيب الجزء الثاني منه والذي صدر بعد مرور عامين على الجزء الأول.

 

طيران فوق عش الوقواق 1975

صنف هذا الفيلم في خانة الكوميديا السوداء التي حوّل فيها المخرج مايكل مورمان مستشفى للمختلين عقلياً إلى بؤرة لكشف نماذج من العلاقة بين السلطة والمواطن. وفيه يلعب الممثل جاك نيكولسون (الذي نال أوسكار أفضل ممثل) دور المريض الذي لا يزال يستطيع التفكير ويجد في الممارسات التي تقوم بها إدارة المستشفى (متمثلة بلويس فلتشر التي استحوذت على أوسكار أفضل تمثيل نسائي مساند بدورها) تعسّفاً وإيذاء للمرضى، الامر الذي ساعد في تقديم رسالة مهمة تدور في نطاق العلاقة بين السلطة والمواطن.

 

فيلق 1986

تميز هذا الفيلم بتناوله للحرب الفيتنامية، وقد بدا فيلماً واقعياً وشفافاً في عملية نقله لأحداث الحرب الى الشاشة، كما صورتها تجربة أوليفر ستون الذي حصل على الأوسكار أيضاً كأفضل مخرج، حيث وجدت الكاميرا وسط المعارك وعلى مقربة من جنود تقع بينهم العديد من المشاحنات والرغبات في الانتقام.

وهو ما مكن المخرج من نقل عالماً داكنا عن الحرب يعكس فيها وضعا جحيمياً ماثلاً بين الجنود أنفسهم والذين توزعوا بين المشاحنات الداخليه ومواجهات الحرب الضارية، وقد تمكن هذا الفيلم من منافسه نظيره "المهمة" الذي تزامن معه في الصدور، وتميز بضخامته وقدرته على تجسيد الحالة النفسية الخاصة.

 

غير المسامح 1992

هذا الفيلم من إخراج وبطولة وإنتاج كلينت إيستوود، مورغان فريمان، جين هاكمان وريتشارد هاريس، وهو يصنف في إطار الافلام الأميركية القديمة، وتدور قصته حول ويليام ماني راعي بقر متخصص بمبارزات المسدس، ومع مرور الوقت يترك هذه المهنة ويتجه إلى العمل في الزراعة، الا أنه يضطر إلى العودة إليها من جديد بعد عودة مظاهر العنف في الغرب الأميركي.

وقد نال جائزة الأوسكار عن أفضل فيلم، أفضل إخراج، أفضل مونتاج وأفضل ممثل بدور مساعد ومنحت للمثل جين هاكمان، كما تم ترشيحه لخمس جوائز أخرى، فضلاً عن ذلك فقد دخل هذا الفيلم ضمن قائمة أفضل 100 فيلم من قبل معهد الفيلم الأميركي.

 

 

 

 

التسمية

 

تشير الوثائق والروايات إلى أن سبب تسميه الأوسكار بهذا الأسم يعود إلى رواية مفادها: "أن مارغريت هيريك، التي كانت تعمل في مكتبة الأكاديمية وأصبحت مديرة فيما بعد، صاحت عندما رأت التمثال "يا إلهي أنه يذكرني بعمّي أوسكار" فسمعها صحافي وأعجبته واطلقها لقبا للفكاهة.

لكن لم تؤخذ التسمية أوسكار بشكل رسمي حتى عام 1934 عندما اطلق والت ديزني في حفل رسمي اسم اوسكار على الجائزة. وجائزة الأوسكار عبارة عن تمثال صغير من المعدن ومطلي بالذهب طوله 13 انش ونصف ويزن 8 باوند ونصف، ابتكره سيدريك غيبون، ويمثل رجلا يحمل سيفا واقفا فوق بكرة شريط أفلام تشدها خمسة مكابح دلالة على الفروع الخمسة للسينما: الممثلون، المخرجون، المنتجون، التقنيون والكتّاب.

Email