مارلين مونرو أيقونة خالدة فـي أروقة الفن

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تزال صورة مارلين مونرو تهيمن على أذهان الناس، بمختلف طبقاتهم، فهي رمز الإغراء الأنثوي الطاغي الذي لا يقاوم.. إنها صورة انبثقت من الخيال السينمائي وانتقلت إلى نظيره الإنساني. ولم يكن مصادفة أن اختار «مهرجان كان السينمائي» لملصق دورته الـ65، صورة بالأبيض والأسود لهذه الأسطورة الفريدة، كان قد التقطها المصوّر النيويوركي الشهير أوتو ـــ إل بيتمان، خلال احتفال مارلين بعيد ميلادها الأخير، وذلك قبل أشهر من موتها عام 1962.

 

تبقى مارلين مونرو، ورغم مرور 50 سنة على رحيلها، أيقونة أبدية، ترمز إلى الجمال والألق، ولغزاً غامضاً اسمه الإغراء. ولكن هوليوود ألصقت بها رمزية «الجميلة الحمقاء». وتكرست تلك الصورة أكثر بعد الشهرة التي حققتها بفضل فيلم «كل شيء عن حواء» عام 1950. إذ لم ترق تلك الصورة النمطية مارلين، فقررت الابتعاد عن هوليوود، وسعت إلى الظهور بأدوار مغايرة. ولكن رمزية «الجميلة الحمقاء» سرعان ما عادت تطاردها مع فيلميها: «شيطان منتصف الليل»، «خمس زيجات قيد التجريب» في عام 1952.

 

حكاية ولادة نجمة

حدث في البدايات، أن اكتشفت هوليوود أن أسطورتها السينمائية لا تكتمل إلا بولادة شخصية مثل مارلين مونرو، فأوجدت «أسطورة الإغراء» في الستينات من القرن الماضي. ومن ثم أصبحت السيناريوهات تُكتب على مقاس الصورة النمطية التي أرادت هوليوود أن تكرّس من خلالها شهرة مارلين كحسناء ساحرة وغبية.

وكانت بضعة أفلام من هذا النوع، قُدِّمت دفعة واحدة سنة 1953، كافية لإلصاق تلك الصورة النمطية بمارلين، حيث لم يعد بالإمكان التمييز بين أدوارها على الشاشة، وما هي عليه في الحياة الفعلية. حتى إن ذلك أسهم في الأزمة الوجودية التي انتهت بها إلى موتها اللغز.

كل شيء في مارلين مونرو كان يجذب الانتباه والاهتمام، سواء الحضور أو الطلة أو الفساتين. وكانت مدينة باث البريطانية قد أقامت معرضاً لفساتين الفنانة الراحلة، الشخصية، وكذا للملابس التي ظهرت بها في أعمالها الفنية. وقدم المتحف الأميركي ما وصف بأنه أكبر مجموعة خاصة من الملابس التي ارتدتها نجمة هوليوود الشهيرة مارلين مونرو، في مناسبة الذكرى الـ50 لإقامة المتحف، ويضم المعرض الملابس الأصلية التي ارتدتها مونرو في كلاسيكيات السينما الأميركية، مثل: «البعض يفضلونها ساخنة»، «الرجال يفضلون الشقراوات».

 

«ذي مارلين»

غاص معرض «مارلين» في متحف «سالفاتوري فيراغامو» في مدينة فلورنسا الإيطالية، غاص في شخصية مونرو من خلال حذاء بتصميم واحد وألوان متعددة يظهر في معظم صورها تقريباً، يحمل اسمها «ذي مارلين»، لأنه صمم خصيصاً لها أثناء ظهورها حين غنت للجنود الأميركيين في كوريا، في عام 1954، وكذا للرئيس الراحل جون كيندي في عيد ميلاده أغنيتها الشهيرة «عيد ميلاد سعيد سيدي الرئيس» في عام 1962، العام الذي لقيت فيه حتفها، فضلاً عن الكثير من الأفلام والمناسبات. وكان مصمم الحذاء ذاك، أول من انتبه إلى قوة الحذاء كسلاح أنثوي في عصرنا. وأصبح هو نفسه، في ما بعد، المصمم المفضل لدى نجمات هوليوود.

كما صورت مونرو كأيقونة موضة، ولتسليط الضوء على حذائها أصبح بدوره أيقونياً. وضم المعرض المذكور: 80 قطعة أزياء وإكسسوارات، 30 حذاءً، 50 زياً. وكلها قطع يتمنى المقتنون الحصول عليها. وبيعت في المزادات بأسعار عالية جداً.

ونذكر منها: الفستان الوردي الشهير الذي ظهرت به في فيلمها الشهير «الرجال يفضلون الشقراوات»، الفستان الأبيض الذي ظهرت به في فيلم «ذي سيفن يير إيتش». وبالفعل أصبحت مارلين مونرو أيقونة عصرية، عندما وضعت صورها العارية إلى جانب منحوتات ولوحات فنية لبوتشيلي ودافنشي. إذ رأى معنيون أنها تشبه القرن الثامن عشر، وبذا ظهرت بتقاطيع الجسم نفسها، التي صورها وجسدها الرسام بوتشيلي.

وهذا ما يؤكد أن المعرض ذاك، أراد تخليدها كجمال كلاسيكي أبدي. هناك الصور النادرة لمارلين مونرو، والبعض يعتقد أن جميع صورها نادرة، لأن كل صورة من صورها تمثل حالة نفسية خاصة مرت بها الفنانة، وقد خلدّها المصورون في لقطاتهم. وفي كل صورة نعثر على مارلين مونرو مخالفة تماماً للصور الأخرى. هل هي حواء؟ يتساءل بعض النقاد. هناك صور في أوضاع هادئة، وكذلك في أوضاع صاخبة.

 

مكمن قوة التأثير

يرى كثيرون، أنه تعود شهرة مارلين مونرو، في الحقيقة، إلى قوة تأثير الصورة، وتميز تقنيات المصورين في التقاط وضعيات لها، فالأسلوب غير العادي في التعامل مع جسدها وحركاتها، ووجهها وتعابيرها، هو ما كان يركز عليه المصورون.

بل إن صورها جسّدت تطور السينما الأميركية برمتها وتاريخها الحديث، لأنها شهدت قصص وحكايات بروز أيقونة تخلد صورتها في الأذهان، سواء أكانت بالأسود والأبيض أم بالألوان: مارلين مونرو. إذ صورها أكثر من 40 مصوراً من أشهر مصوري العالم، مثل: مارك ريبود، جاي لي كيوريك، برونو باربي، مارتين فرانك، ريموند ديباردون، ريني بيري، فيليب هالسمان، إيف أرنولد، إليوت إرويت، عباس، روبرت كابا، دينيس استوك.

 

مقتيات واهتمام

اهتمت صالة «ميلك غالري» في نيويورك، بمراحل حياة مونرو، منذ كانت مراهقة، إلى أن صارت إحدى نجمات هوليوود. كما عرضت في الغاليري مقاطع فيديو قديمة لمونرو وهي تصافح جماهيرها. وإلى جانب قطع كانت ملكاً للنجمة الأميركية، يكشف أحد المعارض فيها عن صور غير منشورة لجورج باريس، أحد آخر الذين التقطوا صوراً لمارلين قبل وفاتها، ذلك في الخامس من شهر أغسطس 1962، أي قبل خمسين عاماً.

ومن بينها: فستان ارتدته الممثلة خلال شهر العسل مع زوجها الثاني جو ديماجيو، سترة ارتدتها خلال جلسات التصوير الأخيرة مع جورج باريس، على شاطئ البحر. ويتضمن المعرض أيضاً مجموعة لملابس ارتدتها مونرو في أفلامها، وعدداً من قوارير العطر التي تعود إليها، ونسخاً عن سيناريوهات تحمل ملاحظات دونتها النجمة.

كما نظم المركز الثقافي الأميركي في باريس، معرضاً مصوراً عن فنانة الإغراء الأميركية الراحلة، تحت عنوان «مارلين مونرو إلى الأبد». لطالما كانت مارلين مونرو أيقونةً للجمال والأناقة منذ خمسينات القرن الماضي، واليوم، وبعد مرور حوالي نصف قرن على موتها، فإن ذكرها لا يكاد يغيب عن العالم. فمونرو كشخصية ليست صورة حقيقية لهذه المرأة التي أضفى الجمهور عليها كل ما يعلق في ذهنه من أساطير وأوهام وخيالات، كما ان ماكينة هوليوود الكبيرة، التي تعنى بتصنيع النجوم وبثهم في العالم الواقعي، اشتغلت كثيراً على صوغ نمط هذه الأسطورة. واعترفت مونرو ذاتها بهذا الأمر.

وكذا أدركت بحسها الفني الرفيع، بأنها كانت صورة لما يمكن أن تكون عليه المرأة التي يريد الجمهور تجسيدها في ذهنه، فهي في آن واحد: المرأة البريئة واللعوب والماكرة والخبيثة والطيبة والمثيرة.. إنها السينما التي تصنع ولا أحد يقف أمام بريقها أبداً حتى النجوم أنفسهم، لا أحد يستطيع أن يقف أمام هذه العجلة التي تدور وتصنع. وكما تغيّر أسمها تغيّرت صورتها. ويقال إنه تم تعديل أسنانها وفكها وأنفها، لكنها حين ظهرت بشعرها الأشقر تحولت إلى أيقونة الأنثى.

وقد جعلت منها هوليوود دمية تتشكل حسب الطلب، أمام العالم وعلى الشاشات، لتصور حالة أميركا التواقة إلى الإبهار والاغراء والهيمنة على شعوب العالم. لكن، هل أرادت أميركا أن تغزو العالم بإغراء مونرو بعد أن تعطلت آلتها الحربية في فيتنام وبلدان أخرى؟

إن استعادة سيرة نجمة الإغراء، ، يعني استمرار صناعتها، وكل كاتب سيرة يأتي بما تجود به خيالات الجمهور من أفكار ليضيفها إلى جسد الأيقونة، وخصوصاً مع ظروف وفاتها، الغامضة.

 

 

 

 

50 زياً

 

صورت مونرو كأيقونة موضة من جهة، ولتسليط الضوء على حذائها أصبح بدوره أيقونياً. وضم المعرض المذكور: 80 قطعة أزياء وإكسسوارات، 30 حذاءً، 50 زياً. وكلها قطع يتمنى المقتنون الحصول عليها. وبيعت في المزادات بأسعار عالية جداً. ونذكر منها: الفستان الوردي الشهير الذي ظهرت به في فيلمها الشهير «الرجال يفضلون الشقراوات»، الفستان الأبيض الذي ظهرت به في فيلم «ذي سيفن يير إيتش».

Email