الدين والسياسة وكتب الطهي في أعلى القائمة

أبرز الكتب العربية التي تصدرت القـوائم الأكثر مبيعاً

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تنهض الأمم وتزدهر حضاراتها بعامل القراءة، التي اعتمدتها المجتمعات الحديثة كمؤشر أساسي لمدى تقدمها. فالقراءة كما أثبت الباحثون والأكاديميون هي العامل الأبرز في تأسيس فكر وطاقة وإنتاج إبداع الأفراد وبالتالي المجتمعات، وهكذا يمكن رصد إبداع الأمم على أي صعيد من خلال قراءات مجتمعاتها.

 

تنمي القراءة عقل ومدارك الإنسان، كما تنمي الرياضة جسده ولياقته وصحته. فالقراءة تساعد الإنسان على متابعة مسيرة المجتمعات السابقة عبر التاريخ من تطور وتقدم علمي وفكري وأدبي، أي أنها حلقة الوصل الأساسية بين الماضي والمستقبل، وتساهم القراءة في بناء العقل وتوسيع مداركه واستغلال أكبر قدر من قدراته.

وتمنح الفكر القدرة على الفهم والتعبير والتحليل والاستنتاج والاستقراء التي تهيىء عقل الإنسان لاحقاً للابتكار والإبداع. كما تعد العامل الأهم في تشكيل عقل المتعلم ، وتُكسبه القدرة على الفهم والتعبير ، وتنمي اتجاهات الأفراد الفكرية لخدمة المجتمع وتنميته . فهي تعتبر قاعدة لكل علم ومفتاح يفتح للقارئ ممتلكات الفكر الغنية.

 

نوعيات القراءة

وتبعاً لما ذكرناه فإن تكوين الشخصية المبدعة المبتكرة، وتشكيل الفكر النقدي للفرد، مرتبط بنوعية القراءة التي تشمل عدة فئات، فهناك القراءة الحرفية التي لا يتفاعل فيها الفرد مع مضمون ما يقرأ وبالتالي تصبح "تحصيل حاصل" أو كما يقول المثل الشعبي "دق الميّ وهي ميّ" التي لا تزال المدارس في العالم العربي تعتمدها كمعيار للتفوق والنجاح، أما القراءة التحليلية فتحرض العقل على التفكير والبحث.

وبالتالي تقوده إلى القراءة النقدية التي يمتلك خلالها العقل القاعدة التي تساعده على بناء آرائه وأفكاره وتبلور العديد من النظريات التي استقاها من حصيلة ما اختزنه في فكره عبر القراءة التحليلية. وهذا التبلور يقود الفكر إلى القراءة الإبداعية التي تساهم في تقدم المجتمعات ونهضتها.

قراءة نقدية

تقودنا هذه القراءة التحليلية، لتقديم قراءة نقدية في حال المجتمعات العربية وتقول الدكتورة ميساء محروس أحمد أستاذة علم المكتبات والمعلومات المساعد بكلية الآداب في جامعة الإسكندرية في دراسة لها، "من يتأمل واقع المجتمعات العربية ومن يتابع الدراسات والتقارير التي أجريت في السنوات الماضية عن واقع القراءة وتأثيراتها يدرك التراجع الذي تشهده القراءة بشكل رهيب في كافة البلدان العربية يضاف إليه قلة عدد المكتبات وتضاؤل أعداد دور النشر".

 

مؤشرات

"هذه مؤشرات خطيرة على الإهمال الذي تناله القراءة في زماننا من أبناء أمة أقرأ التي هي أول كلمة خاطب بها جبريل (عليه السلام) سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وفي المقابل نجد الاهتمام الكبير بالقراءة بشتى أنواعها في المجتمعات الغربية وتشجيع الفرد على اقتناء الكتب والمجلات المختلفة وهذا الاهتمام تجده عند الفرد الغربي في صور متعددة منها استغلاله لوقته في تصفح كتاب أو مجلة في كل الأماكن التي فيها انتظار : عند الطبيب وفي الطوابير المختلفة ، وحتى في حالات السفر أو التنقل داخل المدينة بالمواصلات العامة ؛ بل وأيضاً في أوقات الراحة والاسترخاء في الحدائق وعلى الشواطئ وغير ذلك".

ويمكن لنا تلمس بعض من معايير التقدم والمهارات ونوعية الثقافة التي تؤسس نهضة المجتمعات في المنطقة العربية بصورة عامة والإمارات بصورة خاصة من قوائم الكتب الأكثر مبيعاً. يتجلى على صعيد العالم العربي أن أبرز الكتب التي تتصدر القوائم الأكثر مبيعاً، تندرج في خانة الكتب الواقعية في فئتي الدين والسياسة.

وفي خانة الأدب تحتل الرواية المكانة الأبرز. وما يمكن ملاحظته من خلال مراجعة قوائم الأكثر مبيعاً لمعارض الكتاب السنوية التي تقام في البلدان العربية، أن القوائم ترتبط بصورة خاصة بالكتب التي تتناول الجانب الإقليمي للبلد الذي يقيم المعرض.

أول ما يلاحظه المتتبع لقوائم الكتب الأكثر مبيعاً في العالم العربي، غياب الكتب العلمية مقابل الاقبال الكبير على الكتب السياسية والدينية، يليها الكتب التي تعنى بتطوير الذات والتي تنقسم إلى الكتب المترجمة والمستلهمة من الدين الإسلامي.

كما نجد إقبالاً على تاريخ الحضارات العربية القديمة. ويتربع على قائمة الأكثر مبيعاً في الشأن السياسي، الكتب التي تناولت الوضع السياسي الراهن في العالم العربي والغربي، ومن أبرزها "بين الشرق والغرب عالم آخر "مشاهدات" لسمر دهمش جراح، وكتاب "العرب وجهة نظر يابانية" لنوبوآكي نوتو هارا.

وتصدرت القوائم في معرض بيروت العربي الدولي للكتاب كتاب "فلسطين حق لن يموت" لغازي العريضي، و"البعث السوري تاريخ موجز"لحازم صاغية، و"كوبا الحلم الغامض" للدكتور عبدالحسين شعبان". يضاف إلى القائمة كتاب "رجب طيب أردوغان قصة زعيم" لحسين بسلي وعمر أوزباي، ويتضمن البيوغرافيا الرسمية لرجب طيب اردوغان.

حيث يحكي لنا قصة واقعية بطلها هو رئيس وزراء تركيا الحالي "رجب طيب أردوغان". ومؤلفا هذا الكتاب شخصيتان قريبتان من أردوغان، كتبا فصول هذا الكتاب من داخل الأحداث، واستنطقا الكثير من شهود العيان وأبطال هذه القصة الواقعية وأهمهم الرئيس الذي أشرف على توثيق الكتاب شخصياً.

كما تصدرت الكتب التي تناولت شخصية رئيس ليبيا السابق القوائم منها كتاب «رجل من جهنم» لرمزي المناوي، وكتاب «أشخاص حول القذافي» لعبدالرحمن شلقم، وكتاب «نهاية جماهيرية الرعب» لحسن صبرا. يتناول الكتاب الأول قصة الرئيس الذي هيمن على حياة شعبه لمدة اربعة عقود ونيف .فأقام جماهيرية وتضم فصول الكتاب قصصاً ومواقف من جبروته وتناقضاته. أما الكتاب الثاني فيحكي فيه مندوب ليبيا السابق في الأمم المتحدة عبد الرحمن شلقم عن الأيام في سرت المدينة الإداريّة آنذاك التي ضمت قرابة الأربعين اسما جمعتهم دفتا الكتاب.

كما جمعهم العَمل مع القذافي. وهذه الأسماء التي تضافرت صنعها القذافي واكتشفها، وأعاد انتاجها. وفي طيات رحلة كل واحد منهم نبرة ألم وأنين خاص، تشكو أن القذافي، أخذهم لحماَ، ولم يتكرم عليهم بالرمي وهم عظم! بل رماهم في مطحنة 17 فبراير (شباط)، وماتوا على أبواب حصونه، واحترقوا في محرقة الغضب تحت سلاح الناتو أو غرقوا في حمام الدم!

 

كتب الدين

تلقى الكتب التي تعنى بالشأن الديني إقبالاً واسعاً في الدراسة والتحليل التاريخي والفقه، وتحتل النسبة الأكبر من القوائم، ومن أبرز هذه الكتب "الإسلام بين العلم والمدنية" لمحمد عبده. ويعرف الإمام محمد عبده بفكره الإصلاحي ومحاولاته المستمرة للارتقاء بالمؤسسات الإسلامية والتعليمية، وسعيه الدائم للإصلاح والتطوير في الأزهر والأوقاف والمحاكم الشرعية .

ويُعدّ الإمام واحدًا من أبرز المجددين في الفقه الإسلامي في العصر الحديث وأحد دعاة الإصلاح وأعلام النهضة العربية الإسلامية الحديثة. ويعتبر هذا الكتاب من أهم ما كُتب في الفكر السياسي، فلقد كتبه الإمام محمد عبده بقصد الدفاع عن الإسلام.

ولكن الغرض الأهم منه هو إيقاظ المسلمين وإرشادهم إلى أسباب تأخرهم وضياع مجدهم وزوال ملكهم وإلى المخرج منه. ويوضح الإمام أصول الإسلام وما أنتجته من نموذج حضاري متميز ومن علاقة متميزة بين الدولة والدين. وكتاب "الإحكام في تمييز الفتاوى عن الأحكام" لـشهاب الدين القرافي، ويشرح فيه الإمام حقائق من العلم كانت عصية شاردة تستعصي على كبار العلماء قبله، فطوعها وجعلها سهلةً مأنوسةً منضبطة.

ويّسر منالها لطلابها بأسلوب سهل جزل، وجاء بالجديد الكثير من العلم الذي لم يكن مطروقاً من قبل، في الفقه والأصول وتاريخ التشريع. كما شملت القائمة كل من كتاب "الدلالات الواضحات على دلائل الخيرات" ليوسف بن اسماعيل النبهاني.

وكتاب "العظة والاعتبار .. آراء في حياة " لأحمد محمد حجاب, وكتاب "عاشقات الله" لسامي مكارم ويحكي فيه عن سيرة رابعة العدوية، وعفيرة البصرية، وحيّونة، وريحانة، وميمونة، وعوسجة، في التصوف ومحبة الله عز وجل من خلال طبيعة المرأة التي تنغلق على دائرة ذاتها تحتبس الأنوار وتحظى بوصول عميق و ثابت.

 

عناوين تاريخية

ارتبطت الكتب التاريخية التي تصدرت قوائم الأكثر مبيعاً، بالأحداث الراهنة وكل ما يرتبط بها، ومن ضمنها كتاب "الماسونية دولة في الدولة" لهنري كوستون، و"ثورات المصريين حتى عصر المقريزي" لعبد العزيز جمال الدين. ويتناول الكتاب الأخير طرحاً غير مألوف حيث يضع المؤلف قارئه أمام حالة لا تحتمل اللبس وهي أن المصريين لم يهنؤوا خلال تاريخهم الطويل بحكم عادل، لكنهم في المقابل لم يخنعوا أبدا،.

وبالنسبة إلى المؤلف فهي حالة واقعية تحكي عن مقاومة المصريين للمحتل الأجنبي المتمثل في الفرس، والبطالمة، والرومان، ليضيف إليه الفتح العربي لمصر مضيفاً إليه "الفتح الإسلامي". وكذلك كتاب حكايات من زمان لمايسة السلكاوي.

 

فنون الطهي

وتشكل الكتب المعنية بفنون الطهي نسبة عالية من قوائم الكتب الأكثر مبيعاً وفي مقدمتها كتاب "سراريد" لخلود عتيج والذي لاقى إقبالاً واسعاً في الإمارات ومنطقة الخليج. والكتاب بمثابة عملية توثيق لخصوصية هوية المطبخ الإماراتي، بأسلوب مشوق يجمع بين قصص واقعية وخيالية، وأمثال شعبية، توجتها اللهجة المحلية بمسميات عريقة ارتبطت بها، واختزلتها بمضامين ذائقة موروثة.

أما الكتاب الذي يتصدر قوائم الأعلى مبيعاً شهراً على مستوى العالم العربي، فهو كتاب "مطبخ منال العالم" الذي نشر لأول مرة عام 2007، والذي يحمل اسم كاتبته التي قدمت فيه تشكيلة من الوصفات المختارة، والوصفات التقليدية، والشعبية والعالمية، العربية والغربية، حيث أتاحت لربة المنزل ولكل هواة الطبخ فرصة لإعداد مائدة متكاملة ترضي كافة الأذواق بطريقة سهلة وواضحة الخطوات.

أدب الخيال

تتربع الرواية على رأس قائمة الكتب الأكثر مبيعاً بين مختلف ألوان الأدب، وما ساهم في الترويج للرواية العربية في السنوات الأخيرة "الجائزة العالمية للرواية العربية"، التي ساهمت قائمتاها الطويلة والقصيرة، في نفاذ الطبعات الأولى من المكتبات في زمن قياسي، وفي تسليط الضوء على كتّاب من المشرق والمغرب العربي على حد سواء.

وذلك مقابل غياب الشعر والقصة القصيرة عن تلك القوائم ومن أبرز الروايات التي تصدرت القوائم في العام الحالي، لكتاب دخلت أعمالهم السابقة في قوائم الجائزة السابق ذكرها، ومثال عليها روايتان ليوسف زيدان الذي فازت روايته "عزازيل" بالمرتبة الأولى في تلك الجائزة عام 2009. حملت روايته الأولى عنوان "محال"، أما الثانية فعنوانها "ظل الأفعى" التي كان قد كتبها قبل "عزازيل".

 

روايات

ومن الروايات التي حققت مؤخراً رواجاً عالياً لكتّابها الجدد، رواية "كوكب عنبر" لمحمد ربيع التي فازت بـ "جائزة ساويرس الثقافية"، أفضل عمل روائي لشباب الكتّاب، لعام 2011. وتتمحور الرواية حول موظف بهيئة الأوقاف، يطلب منه كتابة تقرير حول مكتبة عامة منسية بأحد شوارع العباسية القديمة؛ تمهيدا لهدمها كما تقتضي ضرورات التحديث العمراني. وهناك يكتشف وقائع غريبة تجري بين جدرانها.

 

 

 

 

شعر

 

في واحة الشعر، نلاحظ في السنوات الأخيرة العديد من المبادرات التي تساهم في إعادة الشعر لأمجاده القديمة، ومنها برامج تلفزيونية مثل "شاعر المليون" و"أمير الشعراء" في أبوظبي، وفي الساحة الالكترونية "وكالة أنباء الشعر" من قطر، ومجلة "بيت الشعر" الجديدة التي تنضم لكل من "محطة فواصل" و"محطة بوادي". أما الدواوين الشعرية الأكثر مبيعاً لدى دور النشر والمكتبات فهي لرواد الشعر الحداثيون مثل نزار قباني ومحمود درويش ومظفر النواب، إلى جانب فاروق شوشة وفاروق جويدة.

Email