مهرجانات السينما في الإمارات..حضـور على خارطة الفن السابع

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تطل علينا سنوياً العشرات من مهرجانات السينما من مختلف دول العالم، تتنافس فيما بينها لتحصل على أكبر قدر ممكن من الأفلام، وبالطبع بترز الإمارات من بين الأقطار التي اهتمت بصناعة السينما وتنميتها، ولذلك أفردت لها مساحة كبيرة في حضنها، وأسست لها العشرات من صالات السينما الحديثة التي تواكب جديد شركات الانتاج.

ولتحفيز الاقبال على هذه الصناعة قدمت لعشاق السينما ثلاث مهرجانات سينمائية رئيسية، تنتظم سنوياً في أوقات مختلفة، والى جانبها تعقد بين الفينة والأخرى مهرجانات سينمائية أصغر في حجمها من المهرجانات الثلاثة ولكنها لا تقل في مستواها عنها.

 

رغم حداثة نشأة السينما في الإمارات، لا يمكن الانكار بأنها أضحت من أفضل الدول التي تهتم بالفن السابع وتطوره في المنطقة العربية، ولدعم هذا الفن فقد نشطت الامارات فيه كثيراً من خلال تنظيم مجموعة من مهرجانات السينما والتي باتت تتركز في ثلاثة مهرجانات رئيسية تعقد سنوياً بين دبي وأبوظبي.

وقد أسست السينما الإماراتية رافداً مهماً للسينما الخليجية خاصة فيما يتعلق بالأفلام القصيرة التي انطلقت في الإمارات، وبالتالي فكافة المهرجانات السينمائية التي تشهدها الإمارات ساهمت بشكل كبير في تشكيل الوعي السينمائي في المنطقة، ما جعلها محطة مهمة لصناع الأفلام في الخليج والمنطقة العربية تحديداً.

 

سوق سينمائية

وقبل الحديث عن المهرجانات السينمائية في الامارات، لا بد من الاشارة الى أن الإمارات أصبحت حالياً تعد أكبر سوق سينمائية بين دول مجلس التعاون الخليجي، وتعد في طليعة دول مجلس التعاون الخليجي من حيث عدد الصالات السينمائية التي وصلت عام 2009 إلى 191 صالة عرض.

وقد بدأت أول تجربة سينمائية في الإمارات على يد المخرج الإماراتي علي العبدول بفيلم عابر سبيل 1989، الذي فتح الطريق أمام صناعة السينما وكان هو الفيلم الروائي الأول الذي حاز شهرة البداية، وظل حتى اليوم يشار إليه على أنه بداية تاريخ السينما الإماراتية و«علي العبدول» هو صانع أول فيلم سينمائي في ذاكرة الإمارات.

 

تجارب البداية

نشأة حركة المهرجانات السينمائية في الامارات لم تكن وليدة اللحظة، وانما سبقها عدة تجارب أبرزها وأقدمها تمثلت في (مسابقة أفلام من الامارات) والتي بدأت في أبريل 2001، بتنظيم من المجمع الثقافـــي في أبو ظبي واستمرت لمدّة ثلاثة أيام، وعرض خلالها (58) فيلمـــاً إماراتيـــاً مختلفة الطول، وكانت تعد باكورة الأعمال السينمائية في الإمارات منذ نشأتها، إضافة إلى (19) فيلماً من أعمال المحترفين والتلفزيونات المحلية والهـــوّاة، و(39) فيلماً هي مشاريـــع طلابيـــة من مختلف الجامعـــات والكليـــات الجامعية في الإمارات.

 

منافسة واستقطاب

المتابع لتاريخ السينما الامارات يجد أن مسابقة أفلام من الامارات بدأت كمسابقة أفـــلام قصيـــرة وكانـــت المشاركـــة في البداية وقفاً على مواطني الإمــارات واستمرت على هذا المنوال حتى العام 2008 والذي أصبحت فيه هذه المسابقة جزءًا من مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي، ولتعزيز روح المنافسة واستقطاب المزيد من المشاركات فقد فتح في العام 2009 باب المشاركة أمام جميع مقيمي دول مجلس التعاون الخليجي.

ورغم ذلك لم تفقد المسابقة اهميتها أو هدفها الرئيسي من خلال تشجيع إنتـــاج الأفلام المحلية المصنوعة بأيد اماراتيـــة سواء كانـــت أفـــلام قصـــيرة أو روائية طويلة أو وثائقية، فضـــلاً عن انها لم تقتصر على المحترفين انما وفرت منصة للمبدعين من طلبة المدارس الثانوية والجامعات لعرض مواهبهـــم والتنافس على الفوز بجوائز قيمة. ونتيجة الاهتمام الكبير بصناعة السينما في الامارات جاءت ولادة مهرجان دبي السينمائي الدولي في ديسمبر 2004 تحت شعار «ملتقى الثقافات والإبداعات»، ليتحول الى حدث ثقافي غير ربحي، يستضيف سنوياً مئات التجارب السينمائية المحلية والخليجية والعربية والدولية.

وأصبح قاعدة قويــة لدعم وتشجيع المواهب المحلية، حيث شهد في 2006 إطــلاق (جوائز المهر للإبداع) السينمائي العربي، التي تهدف إلى تكريم السينمائيين العرب على الصعيدين الإقليمــي والدولي. وفي 2008، تـــم توسيـــع نطـــاق المسابقـــة لتشمـــل (مسابقة المهر العربي)، و(مسابقة المهـــر الآسيــوي الإفريقي).

 

نمو صناعة

ومن المبادرات التي شهدها المهرجان 2006 إطلاق مكتب السينمائيين، الذي تأسس بهدف تقديم الدعم والمساعدة لجميع الأعضاء المسجلين كما شهدت النسخة الرابعة من المهرجان 2007 إطلاق ملتقى دبي السينمائي، وهو بمثابة سوق للإنتاج السينمائي يهدف إلى تعزيز نمو صناعة السينما في العالم العربي وفي 2008، تم إطلاق سوق دبي السينمائي، وهو أول سوق من نوعه في المنطقة، يوفر منصة حديثة لتجارة المواد السمعية والبصرية، وذلك من خلال بوابة السوق الرقمية (سنيتيك).

 

المهر الإماراتي

وفي 2010، تم تخصيص مساحة خاصة من المهرجان للسينما الإماراتية، وذلك بإطلاق مسابقة (المهر الإماراتي) لتكريم المخرجين الإماراتييــن في فئات الأفلام الروائية الطويلة والوثائقية والقصيرة.

وقد أصبح مهرجان دبي السينمائي الدولي منذ تأسيسه وجهة مهمة لصنّاع السينما في المنطقة وحول العالم، ليتحوّل إلى قاعدة لتسهيل التعاون المشترك بينهم، وقد ساعده في ذلك وجود سوق دبي السينمائي الذي يعمل على دعم وتمويل صناع الأفلام.

 

مبادرة شاملة

وفي العام ذاتــه، أطلــق مهرجان دبي السينمائي الدولي، سوقه السينمائي الشامل، وهو الأضخم من نوعـــه في الوطـــن العربي، بحلته الجديدة ضمن مبــادرة شاملة تستهدف الأعمال السينمائية وصانعيها من مختلـــف أنحاء الشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا. وقد حمل «سوق دبي السينمائي» بشكله الجديد شعار «من السيناريو إلى السينما».

ليؤكد بذلك دوره في دعم مكونات ومراحل صناعة الفيلم السينمائــي، ابتداءً من كتابة السيناريــو وتطوير قدرات الموهوبين وتبادل الخبرات في «منتدى دبي السينمائي»، إلى تقديم سوق للإنتاج المشترك من خلال «ملتقى دبي السينمائي»، إلى دعم المشروعات قيد الإنجاز من خلال برنامج «إنجاز»، وانتهاءً بدعم توزيع وتجارة الأعمال السينمائية من خلال «سوق دبي السينمائي»، وهو ما كان يقتصر عليه دور السوق قبل أن يتم ضم جميع هذه المبادرات تحت سقفه.

ويعمـــل «سوق دبي السينمائي» على تمثيل وتطوير المصالح السينمائية لما يزيـــد على 60 دولة في مناطق الشرق الأوسط وإفريقـيا وجنوب ووسط آسيا؛ وبذلك يسهم هذا الســـوق الموحد في ترسيخ مكانة دبي مركزاً عالمياً لصناعة السينما. وبالتالي فان سوق دبي السينمائي كان نتيجــة طبيعية لتأكيد حضور المبادرات وإيصالها إلى شريحة كبيرة من العاملين في هذا المجال، ورفع كفاءتها التشغيليـــة، وهو يعكـــس التطـــور الملحوظ في أسلوب عمل ادارة المهرجان ليتيح بذلك توفير بيئة أكثر كفاءةً وفعالية للأعمال على مدار العام.

حصاد سينمائي

ومنذ 2010 أصبح بإمكان السينمائيين مشاهدة الحصاد السينمائي الحالي، والاقتراب من الخبرات العريقة كما المواهب الناشئة، وشراء الأفلام، والتقاء صانعي القرار في عالم السينما العربية والآسيوية والإفريقية والعالمية، وتطوير علاقات شراكة متميزة. وخلاصة القول، سيفتح السوق الباب واسعاً أمام عالم من صفقات الأعمال.

وعلى مدى ثلاث سنوات فقط، أسهم ملتقى دبي السينمائي، سوق الإنتـــاج المشتـــرك في المهرجان؛ بدعم إنتاج 46 فيلمـــاً بينها أكثر من 13 فيلما تم الانتهاء من إنتاجها، وتسعة أخرى في مراحلها النهائية. وسيتم خلال العام الجاري اختيار 15 مشروعــاً جديداً من العـــالم العربي بعد دراستها واختيارهـــا من بيـــن مئـــات المشاريــــع المعروضـــة.

نجح «دبي فيلم مارت» المتخصص بتجارة وتوزيع الأفلام خلال عامين فقط، بتقديم ما يزيد على 530 فيلماً؛ وحقق أرباحاً تزيد على مليوني دولار في صفقات شراء أكثر من 130 فيلماً خلال عام 2009 فقط. ويقدم المهرجان من خلال هذه المبادرة قاعدة لبيع وتجارة الأفلام مباشرةً عبر مكتبة رقمية متطورة تربط وكلاء المبيعات وصانعي الأفلام وأصحاب الحقوق بأولئك الراغبين في الشراء، دون الحاجة إلى الوسطاء. وقد سجل هذا النظام المتطور مشاهدة ما يزيد على 3350 عرضاً خلال عام 2009.

 

حضور عالمي

إلى جانب البعد العام للمهرجان، فقد حقق قطاعه التجاري حضوراً واسعاً في الأوساط العالمية؛ اذ نجح في استقطاب نخبة من أبرز مشتري الأفلام العالميين بمن فيهم «ميمنتو فيلمز من فرنسا»؛ و«فورتيسيمو» من هولندا؛ و«إي 1 إنترتاينمنت» من كندا؛ و«آلاينس ميديا آند إنترتاينمنت» من الهند؛ وتلفزيون «إس بي إس» من أستراليا؛ و«شورلاين إنترتاينمنت» من الولايات المتحدة؛ و«هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية» (IRIB)؛ و«آر.تي.بي.إف» من بلجيكا؛ فضلاً عن شركات «والت ديزني».

و«موفيماكس»، و«إتش. بي. أو»، و«إن. بي. سي العالمية». ومن بين حضور المهرجان كذلك الكثير من القنوات الفضائية العربية بما فيها «الجزيرة» و«روتانا» و«إيه.آر.تي» و«إم بي سي»، و«أوربت شوتايم»، فضلاً عن العديد من شركات التوزيع الإقليمية.

 

بوابة

وجود مهرجان دبي السينمائي الدولي على خريطة صناعة السينما العالمية، أدى بلا شك إلى تعزيز الحضور الاماراتي على الساحة الدولية والعربية، فمن خلاله تم تطوير ادوات العمل السينمائي المحلية، وادى الى بروز العديد من المواهب الاماراتية في هذا المجـــال، كما عمـــل على توفــــير قاعـــدة صلبة لدعم الأعمال السينمائية سواء كانت محلية أو غير ذلك.

فضلاً عن تحوله الى بوابة مهمة لعرض الأعمال السينمائية ونقلها الى أماكن أخرى في العالم من خلال مشاركاته في العديد من المهرجانات السينمائية الدولية مثل كان السينمائي وبرلين السينمائي وفينيسا السينمائي وتورنتو السينمائي والتي تعد من أبرز وأقدم مهرجانات السينما في العالم.

 

ثقافة سينمائية

الا أن الإمارات لم تكتف بوجود مهرجان دبي السينمائي الدولي على خريطتها، وانما عملت على تعزيز الثقافة السينمائية في المنطقة من خلال اطلاق مهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي في العام 2007 (مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي سابقاً).

حيث يعقد سنوياً في شهر اكتوبر، وقد تمكن مهرجان أبو ظبي السينمائي منذ بدايته من تنسيق برامج استثنائية تجذب المجتمع المحلي وتسهم في تثقيفه، كما تلهم صناع الأفلام وتغذي نمو صناعة السينما في المنطقة، حيث يلتزم المهرجان بإتاحة الفرصة لصناع الأفلام العرب للمشاركة بأعمالهم في المسابقات بشكل متكافئ مع أهم المخرجين في السينما العالمية، وبذلك فهـــو يقدم إلى الجماهير المتنوعة والمتحمسة لهذا الفن وسيلةً للتواصل مع ثقافاتهم وثقافات الآخرين، ويتميز المهرجان بكونه المكان الذي يكتشف فيه العالم صناعة السينما العربية الحديثة ويجس نبضها.

ولذلك فقد أنشئ صندوق (سند) الخاص بتمويل المشاريع السينمائية في مرحلة تطوير السيناريو ومراحل الإنتاج النهائية وهو يوفر لصانعي الأفلام في العالم العربي دعماً داخلياً يعينهم على تطوير أفلامهـــم الروائية والوثائقية الطويلة أو استكمالها.

 

مخرجات

ولتعزيز مخرجات العمل السينمائي في المنطقة فقد تعود القائمــون على صندوق (سند) على البحث عن مشاريع جريئة ومميّزة لمخرجين صاعدين ومكرسين على حد سواء، بهدف تشجيع الحوار بين الثقافات والتجديد الفني والعمل في الوقت عينه على بناء شبكات تواصل متينة بين أهل الصناعة السينمائية في المنطقة، وقد ساعد في ذلك تقديم (سند) للدعم والترويج على مدار العام للمشاريع المختارة لمساعدة صانعي الأفلام على الاتّصال بشركاء محتملين والإفادة من فرص التمويل والتواصل مع الجمهور.

مبادرات «سند»

سنوياً يعرض مهرجان أبوظبي السينمائي الذي ينعقد في أكتوبر من كل عام عدداً كبيراً من المشاريع التي حصلت على دعم من صندوق (سند). ويمكـــن اختيار الأفلام الحاصلة على الدعم للمشـــاركة في إحدى مسابقات المهرجان الأساسية (الروائية أو الوثائقية أو آفاق جديدة) أو في أقسام المهرجان الأخرى غير التنافسية.

ومن المهـــم الإشارة إلى لجنة أبوظبي للأفلام كمبادرة أطلقتهـــا هيئة (أبوظبي) للثقافـــة والتراث في يناير 2009، هدفها المساعدة في تطوير صناعة السينما والتلفزيون في أبوظبي والامارات ورعاية المواهب الجديدة والمساهمة في الترويـــج للثقافـــة العربية عبر السينما واستناداً إلى تلك الأهــــداف، أطلقت اللجنة سلسلة من المبادرات في 2009 شملت برنامجاً متنوعاً من الفرص التدريبية ومنح الإنتاج، ودورة 2009 من مؤتمــر «ذي سيركل».

الذي يهدف كبادرة تنموية، إلى خلــــق فرص جديـــدة للصناعــــة السينمائية في الشرق الأوسط، من خلال دعوة كبار المنتجين والممولين ومديري الشركات وصانعي الأفلام من شتى أنحاء العالم ويتيح المؤتمر لأعلام الصناعة السينمائية تبادل المعارف والخبرات عبر أنشطة متنوعة مثل اللقاءات الحوارية والمحاضرات الاختصاصية ومأدبات التعاون ومسابقة منحة (شاشة).

 

محاضرات اختصاصية

وترعى لجنة (أبوظبي) للأفلام أيضاً برنامج «محاضرات اختصاصية» الذي يستمر على مدار العام بهدف فتح المجال أمام المخرجين في أبوظبي للتعلم والتواصل مع بعض أبرز أصحاب المواهب والمبدعين في صناعة السينما والتلفزيون في العالم.

وواصلت اللجنة في العام 2011، دعمها لصانعي الأفلام في دولة الإمارات والمنطقة من خلال برامج تدريبية عديدة مثل صندوق تمويل الأفلام القصيرة (أفلام قصيرة). وسلسلة الوثائقيات (أصوات جديدة) والدورة الرابعة من منحة (شاشة) البالغة قيمتها 100 ألف دولار أميركي، تمنح لتطوير الأفلام الطويلة.

 

سينما خليجية

وخلال مسيرتها في دعم الفن السابع، لم تغفل الامارات السينما الخليجية، ولأجلها نظمت مهرجان الخليج السينمائي، والذي أتم هذا العام سنته الخامسة.حيث يعد هذا المهرجان الشقيق الأصغر لدبي السينمائي الدولي، إلا أن هذا المهرجان لم يعد صغيراً بعد الآن، حيث شهدت دورته الخامسة تطورا كبيرا في فعالياته وأنشطته.

وقدّم فيها برنامجا مشجعـــا متنوعــــا للأفــــلام القصــيرة والروائية الطويلة وكذلك الأفلام والمشاريع التي قام بها طلبة في إطار ورشة كتابة مدتها عشرة أيام برعاية مهرجان الخليج السينمائي مع الكاتب والمخرج الإيراني الشهير عباس كيروستامي.

ويتضمن برنامـــج «كرز كيــــاروستامـــي» خططا للسفر خارج الخليج، كما توسعـــت دورة عـــام 2012 للمـــرة الأولى، حيث انتقلت إلى تقديم فعاليـــات وعروض في أبوظبي، وبذلك تمتد إلى خارج دبي حيث تقام فعاليات المهرجان.

وبوجود هذا المهرجان والمخصص للأفــــلام الخليجية ولصناعها أصبحت الامارات محطة مهمة لصنـــاع الأفلام والمهتميـــن بالسينمــــا في الخليج سواء فيمــــا يخـــص الأفـــلام القصيرة أو الأفلام الطويلة.

 

 

 

حضور

 

وجود مهرجان دبي السينمائي الدولي على خريطة صناعة السينما العالمية، أدى إلى تعزيز الحضور الاماراتي على الساحة الدولية والعربية، فمن خلاله تم تطوير ادوات العمل السينمائي المحلية، وادى الى بروز العديد من المواهب الاماراتية في هذا المجال، كما عمل على توفير قاعدة صلبة لدعم الأعمال السينمائية سواء كانت محلية أو غير ذلك، فضلاً عن تحوله الى بوابة مهمة لعرض الأعمال السينمائية ونقلها الى أماكن أخرى في العالم من خلال مشاركاته في العديد من المهرجانات السينمائية الدولية

 

مبادرات

 

سوق دبي السينمائي كان نتيجة طبيعية لتأكيد حضور المبادرات وإيصالها إلى شريحة كبيرة من العاملين في هذا المجال، ورفع كفاءتها التشغيلية، وهو يعكس التطور الملحوظ في أسلوب عمل ادارة المهرجان ليتيح بذلك توفير بيئة أكثر كفاءةً وفعالية للأعمال على مدار العام.

 

 

معضلة الدعم

 

الا أنه وبرغم وجود هذه المهرجانات وما تقدمه من دعم لصناع السينما، تبقى العقدة أو المعضلة الرئيسية التي تعاني منها السينما المحلية متمثلة في عملية توفير الدعم اللازم لصناع الأفلام الذين يعتمدون في أكثر الأحيان على دخلهم الخاص لانتاج أفلامهم، الأمر الذي يحد من ابداعهم، وقد زاد من حدة هذه المعضلة إحجام الاستثمار في السينما من قبل القطاع الخاص.

وهذا يحمل اشارة بأنه لا يزال لدى رجال الأعمال تخوف وعدم اندفاع للاستثمار في السينما ومازالوا لا يؤمنون بقدرة هذا القطاع على النجاح التام، رغم وجود دلائل على تحقيقه للعديد من النجاحات والانجازات الملموسة على أرض الواقع.

أما المعضلة الاخرى فهي تكمن في حاجة هذا القطاع إلى توفر ممثلين سينمائيين متخصصين، لأن السينما عالم خاص متكامل ولا بد لمن يشتغل بها أن يكون معدا ومدربا في أكاديمية متقنة ودقيقة، ما يعني ضرورة إيجاد المعاهد والكليات المعنية بتدريس مجال العمل السينمائي في الإمارات.

وبرغم ذلك لا بد من الاعتراف بأن السينما الإماراتية، برغم كونها فتية، حققت إنجازات مهمة، فها هم سينمائيو الإمارات ينالون الجوائز في أرفع مهرجانات السينما بأوروبا وأيمركا وآسيا والعالم العربي) وكثير من الجهات والمهرجانات المتخصصة بالسينما في العالم أخذت تحرص على مشاركة تجارب سينمائية إماراتية فيها وهذا بفضل نوعية هذا النتاج وشفافية وقوة تصويره لقضايا المجتمع بصيغة مميزة.

Email