قبة الصخرة.. أقدم أثر إسلامي في التاريخ

قبة الصخرة.. أقدم أثر إسلامي في التاريخ

ت + ت - الحجم الطبيعي

مسجد قبة الصخرة يقع وسط الحرم القدسي الشريف، وهو من أبرز معالم ساحة الحرم والبعض يعتقد أن القبة هي قبة المسجد الأقصى، ولكنها كما تظهرها الصور المعلم الرئيسي لساحة المسجد الأقصى.

مسجد قبة الصخرة بناه الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان عام 688 للميلاد حول الصخرة المشرفة الواقعة على صحن مرتفع في ساحة الحرم أي بعد حوالي أكثر من نصف قرن من وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم. وبناء قبة الصخرة أقدم أثر إسلامي في تاريخ العمارة الإسلامية.

وقد كانت القدس المدينة التي أعلن فيها معاوية بن أبي سفيان في سنة 661 ميلادية نفسه خليفة للمسلمين وإعلان قيام الدولة الأموية. كما أن الخليفة الأموي الخامس عبدالله بن مروان، أعلن نفسه فيها خليفة للمسلمين.

وكان عبدالملك بن مروان أول خليفة عربي مسلم يقرر العودة إلى الجذور والأصول العربية ليس في مجال العمارة فحسب، بل في مجالات التعريب للدواوين، وفي اعتماد أشكال الحروف العربية و إصدار النقود العربية والإسلامية باللغة والحروف العربية وإنهاء كل ما هو خارج عن طبيعة العروبة والإسلام.

ويقوم المسجد في وسط بناء مربع الشكل والبناء قائم على تل مرتفع في وسط الحرم ومفروش بالبلاط الأبيض، وهو فناء الصخرة والذي يسميه عامة الناس سطح الصخرة أو صحن الصخرة. وترتفع الصخرة المشرفة نحو متر ونصف المتر عن سطح البناء، يحيط بها قبة دائرية.

والصخرة هي عبارة عن قطعة ضخمة من الصخر تقع تحت القبة في وسط المسجد، طولها من الشمال إلى الجنوب حوالي 18 مترا، وعرضها من الشرق إلى الغرب حوالي أربعة عشر مترا، وأعلى نقطة فيها مرتفعة عن الأرضية نحو متر ونصف، وحولها درابزين من الخشب المنقوش والمدهون، وحول هذا الدرابزين مصلى للنساء وله أربعة أبواب، يفصل بينه وبين مصلى الرجال سياج من الحديد المشبك.

ويقول أحد أشهر المهندسين العالميين هايتر لويس«إن بناء قبة الصخرة المشرفة في القدس هي أجمل المباني التي خلدها التاريخ» ويقول ماكس فان برشم: «لعل عظمتها وجمالها يعودان لما نشاهده في مخططها من البساطة والتنسيق، حقاً إنها مفخرة العمارة الإسلامية» والمؤرخ الفرنسي غوستاف لوبون قال: «إن بناء قبة الصخرة أعظم بناء يستوقف الناظر.

وأن جمالها وروعتها لا يصلان إلى خيال بني البشر»، أما العلامة كرزويل فذكر أن لمخطط بناء قبة الصخرة خصوصية نادرة في تاريخ العمارة الإسلامية، فقد أذهلت كل من حاول دراستها من حيث فخامتها وسحرها وتناسق أقسامها ودقة النسب الهندسية فيها.

Email