طقوس خاصة للزواج في الجولان السوري المحتل

طقوس خاصة للزواج في الجولان السوري المحتل

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أوجد الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري طقوساً جديدة للأعراس في القرى التي بقي سكانها فيها بعد الاحتلال. وتنقسم هذه الطقوس إلى قسمين، طقوس تتعلق بالعروس القادمة من الوطن الأم سوريا؛ وطقوس تتعلق بالعروس التي يتم زفافها من قرى الجولان المتاخمة لبعضها ومدن وقرى شمال فلسطين المحتلة.

بالنسبة للجانب الأول تتم خطوبة الفتاة بعد تعرفها على الشاب أثناء دراسته الجامعية في كليات ومعاهد سوريا، ويكون ولي أمره أحد الأقارب أو المعارف وبعد مشاورة ذويه الرازحين تحت الاحتلال عبر مكبرات الصوت في موقع عين التينة المحررة؛ وهناك حالات تتم فيها الخطوبة من خلال تبادل الصور ما بين الفتاة المقيمة في الجزء المحتل مع أقاربها في المحافظات المجاورة للقنيطرة وعن طريق طلاب الجولان. وإذا ما تمت الخطوبة وعبرت العروس إلى الجزء المحتل فإنها تحتفل دون عريسها وحيدة مع أهلها وأقاربها عند نقطة العبور في مدينة القنيطرة المحررة؛ وبعد وصولها إلى خطيبها بوساطة الصليب الأحمر الدولي تستقبل من قبل جميع أبناء الجولان ويرافقها موكب كبير من السيارات يصل إلى 200 سيارة؛ ثم تستقر عند أحد أقارب العريس لمدة تصل أسبوع؛ وتتم خطوبتها من جديد ويكون المضيف ولي أمرها وله الكلمة في تحديد المهر المؤجل والمعجل وصيغة الذهب؛ وخلال هذه الفترة لا يتمكن العريس من رؤية عروسه إلا بحضور شقيقته أو والدته أو ذوي المنزل المضيف.

ويوم الزفاف يتحول من حلقات دبكة وأغانٍ وأهازيج شعبية إلى ملتقى وطني وغالبا ما يكون الاحتفال في ساحة القرية أو الملعب البلدي فيها؛ وتنشد الأغاني والأناشيد الوطنية وترفع الأعلام الوطنية لاسيما أن العروس وكما يقال: «من رائحة الوطن.. والأهل والأحبة»، وهناك حالات كثيرة من المواجهات التي جرت مع قوات الاحتلال بعد تدخلها لإفشال الفرح الشعبي والوطني واعتقالها للعريس.

وبعد أسابيع تتم المباركة من قبل ذوي العروس وذوي العريس والعروسين من خلال مكبرات الصوت عند «وادي الصراخ» في موقع عين التينة؛ ولا تسمح «إسرائيل» بعبور الهدايا من المباركين عبر معبر القنيطرة إطلاقا حتى أنها منعت العروس - أثناء عبورها - من إدخال حقائبها وحاجياتها لأسباب أمنية حسب مزاعم سلطات الاحتلال.

أما العرائس القادمات من شمال فلسطين المحتلة وقرى الجولان المجاورة فإن طقوس الزواج تكون قريبة لطقوس العرس السوري المعروف؛ حيث يتقدم الشاب ومعه أهله ووجهاء قريته إلى والد العروس بعد أن تم الاتفاق المسبق ما بين العريس وبيت عمه؛ بعدها يتم الاتفاق على موعد الخطوبة الرسمي والزفاف بغض النظر عن المهر المقدم مع الاحتفاظ بالمهر المؤجل وذلك تسهيلا للشباب والفتيات معاً ومنعاً للعنوسة بالوقت نفسه، لاسيما أن مجتمع الجولان مغلق بسبب الاحتلال والطوق المفروض عليه.

وقد كانت طقوس الزواج هذه مصدر إلهام لعدد من المخرجين العرب والاسرائيليين إذ أخرجوا أفلاماً عن هذا الزواج الخاص الذي يتداخل فيه البعدان السياسي والاجتماعي. مثل فيلم المخرج الاسرائيلي عيران ريكلس «العروس السورية» غير أن الانتقادات التي وجهت لهذا الفيلم كانت كبيرة خصوصاً أن الزواج يتم عادة بين فتاة من الوطن إلى عريس من الجولان، وليس العكس أي أن تكون العروس من الجولان والعريس في الوطن الأم. وقد خلق هذا الفيلم حالة من الجدل حول الأبعاد السياسية للعرس الجولاني الذي يهدف إلى زيادة عدد سكان الجولان من العرب السوريين كشكل من أشكال النضال.

إضاءة

كانت طقوس الزواج هذه مصدر إلهام لعدد من المخرجين العرب والإسرائيليين إذ أخرجوا أفلاماً عن هذا الزواج الخاص الذي يتداخل فيه البعدان السياسي والاجتماعي. مثل فيلم المخرج الإسرائيلي غير ان ريكلس «العروس السورية» غير أن الانتقادات التي وجهت لهذا الفيلم كانت كبيرة خصوصاً أن الزواج يتم عادة بين فتاة من الوطن إلى عريس من الجولان، وليس العكس.

تيسير أحمد

Email