التوحد ..نظرة عامة

التوحد ..نظرة عامة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعتبر التوحد إحدى الإعاقات النمائية المتداخلة والمعقدة التي تظهر عادة خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل نتيجة لاضطراب عصبي يؤثر في عمل الدماغ. وغالباً ما يعرف التوحد على انه اضطراب متشعب يحدث ضمن نطاق spectrums بمعنى أن أعراضه وصفاته تظهر على شكل أنماط كثيرة متداخلة تتفاوت بين الخفيف والحاد.

يعتبر الدكتور ليو كانر 3491 ختصاصي الطب النفسي من أوائل من استخدم هذا المصطلح مفرقاً بينه وبين الفصام.لعل أول كتاب علمي حول التوحد كتاب بيرنارد ريملاند بعنوان التوحد الطفولي : الاضطراب ومضامينه كنظرية عصبية في السلوك وقد نشر هذا الكتاب عام 1964، حيث دحض فيه الفكرة القائلة ان التوحد ينتج عن أنماط سيئة من الأبوة والأمومة، وشجع العاملين على التعامل معه بوصفه اضطرابا عصبياً بيولوجياً (الخطيب، 286، 1997)

نبذة تاريخية مختصرة

1867م

كان العالم هنري مادسيلي أول طبيب نفسي أعار هذا الاضطراب اهتماماً واضحاً معتبراً إن التأخر والانحدار في التطور عند الأطفال مرض نفسي (الشامي،2004)

1943م

ليوكانر أول من عرف التوحد كمتلازمة أمراض سلوكية وهو طبيب أطفال نفسي أميركي الجنسية، في عام 1943م نشر دراسة وصف فيها 11 طفلاً اشتركوا في سلوكيات لا تتشابه مع أي اضطراب عرف آنذاك، لذا اقترح أن يطلق عليها اسم توحد طفولي.

الملامح الرئيسية

- غرابة واضحة مقارنة مع العلاقات الإنسانية.

- فشل في استخدام اللغة بهدف التواصل.

- تكرار الكلام ( فوري أو متأخر).

- تكرار سلوكيات معينة.

- رغبة ملحة في التماثل وإعادة نفس الحركات

- مظهر جسدي طبيعي.

- امكانات عقلية جيدة.

نشر هانز اسبرغر دراسة على 4 أطفال وصفوا بما يلي:

- اختلالات نوعية في التفاعل المتبادل.

- تواصل بصري غير طبيعي.

- شذوذ سلوكي.

- لا تأخر في التطور اللغوي.

- مهارات ادراكية عالية

- تمسك استبدادي بالأشياء أو الأعمال.

1981م

لورا وينغ ـ اضطراب ثلاثي الأبعاد للتفاعل الاجتماعي:

- خلل في العلاقات الاجتماعية.

- خلل في التواصل الاجتماعي.

- خلل في الفهم الاجتماعي والتخيل.

- أول من طلب فصل متلازمة اسبرغر عن اضطراب التوحد.

1988م

لاحظت الدكتورة وينغ وجود نطاق واسع جدا من الاختلافات في شدة اعاقة التوحد بين شخص وآخر ولاعتبار هذه الاختلافات استخدمت مصطلح اضطرابات طيف التوحد (ADS) اشارة للنطاق الواسع للتوحد ( الشامي ، 2004)

اضطرابات طيف التوحد

يستخدم مصطلح اضطرابات طيف التوحد (ASD) بالتوافق مع مصطلح الاضطرابات النمائية المتداخلة (PDD) حيث يشير كلاهما الى حالات مختلفة من التوحد تشترك في صفات التأخر الشديد بالإضافة الى انحراف في العلاقات الاجتماعية واحدى او كلا الصفتين التاليتين : تأخر في التواصل اللغوي والاجتماعي، وعدم القدرة على التمثيل ( الشامي، 2004)

وتشمل هذه الاضطرابات :

1- اضطرابات التوحد.

2- متلازمة اسبرغر.

3- متلازمة رن.

4- الاضطراب الطفولي التراجعي.

5- الاضطرابات النمائية المتداخلة ـ غير المحددة.

الخصائص العامة للأطفال المصابين بالتوحد

يعتبر التوحد اضطرابا واسع النطاق (spectrum disorder) فأعراض وخصائص التوحد تظهر على أنماط متداخلة تتراوح بين البسيط والحاد، ويعرف التوحد من خلال مجموعة من السلوكيات حيث يظهر المصابين مجموعة من السلوكيات وفقاً لدرجة الحدة، فقد يكون التشخيص متشابهاً في بعض الحالات إلا أن السلوكيات المصاحبة تختلف من شخص لآخر (فتيحة،2003)، ويمكننا تلخيص الخصائص العامة للأطفال المصابين بالتوحد بالنقاط التالية:

1- ضعف التواصل الاجتماعي:

* عدم التفاعل مع الآخرين بنفس الطرق الطبيعية للتفاعل.

* عدم الاهتمام بالآخرين إطلاقا.

* انعدام الالتقاء البصري أو الاكتفاء بالنظرة الجانبية.

* الرغبة في الانعزالية والوحدة.

*صعوبة في فهم مشاعر الآخرين أو التعبير عن مشاعرهم.

*مقاومة الاحتضان.

* مشكلة في الارتباط مع الآخرين.

* عدم الاستجابة لطرق التعلم الطبيعية.

* انعدام الخوف من الأخطار.

2- ضعف التواصل اللفظي وغير اللفظي:

* محادثة قصيرة جداً.

*صعوبة في البدء في المحادثة أو الاستمرار فيها.

* استخدام مدى محدد من وسائل الاتصال، حيث يركز على وظائف لغوية محددة، مثل الاحتجاج.

* صعوبة في الربط بين الشكل والمحتوى. فعلى سبيل المثال استخدام كلمة في غير موضعها كاستخدام كلمة مرحباً عند الانصراف.

* التحدث في مواضيع خارجة عن السياق.

*إعادة كلام المتحدث أو ترديد الكلام.

* جمل روتينية، حيث يتبع الطفل روتيناً معيناً في كلامه.

* صعوبة في تغيير الأسلوب، حيث يجد الطفل المصاب بالتوحد صعوبة في تغيير أسلوب الحديث مع تغير الأشخاص فعلى سبيل المثال عندما يتحدث مع والده أو مع مدرسه يجد صعوبة في تغيير أسلوب حديثه.

* التواصل البصري، حيث لا يوجد عند هؤلاء الأطفال تواصل بصري وقد يكتفي الطفل المصاب بالتوحد بالنظرة الجانبية.

* استخدام الأسئلة بكثرة.

* استخدام بعض الإيماءات فالطفل المصاب بالتوحد يعاني من ضعف في مهارات التواصل غير اللفظية.

* عدم القدرة على استعادة الكلمات من الذاكرة.

* الإجابة على الأسئلة بطريقة غير مناسبة.

*ضعف في العلاقات التي تربط بين المعاني (العلاقة بين الكلمة والكلمة، العلاقة بين الصوت والصوت)، (فتيحه،2003).

3- السلوكات النمطية والروتين:

* إعادة الأحداث بشكل متكرر.

* الإصرار على نفس الأشياء، مقاومة التغيير.

* الضحك، البكاء.

* نوبات غضب متكررة.

* اللعب المستمر بطريقة شاذة غريبة.

* تدوير الأشياء.

* تعلق غير ملائم بالأشياء.

*تفاوت في المهارات الحركية الكبيرة والدقيقة.

* يظهر حساسية زائدة أو عدم إحساس بالألم.

*خمول شديد أو إفراط ملحوظ في النشاط الزائد

www.autism-society.org

التشخيص

لا توجد دلالات طبية تظهر على جميع المصابين بالتوحد وبالتالي لا يوجد فحص طبي لتشخيص التوحد، بل ان معايير التشخيص تعتمد على الجانب السلوكي حيث يتم تشخيص الطفل بناء على السلوكيات المطابقة لمعايير تشخيص التوحد، ولقد وصفت وينغ 1996م Wing الأسباب التالية لصعوبة تشخيص التوحد:

1- تفاوت اشكال الإعاقة.

2- مصاحبة اضطراب التوحد لاضطرابات أخرى.

3- تغير نمط السلوك مع الوقت.

4- عدم ثبات السلوك.

أهمية مناقشة موضوع تشخيص وتقييم التوحد

1- قلة الدراسات العربية التي قد تصل الى درجة الانعدام.

2- الحاجة الماسة للعاملين في الميدان لمعلومات علمية دقيقة عن الأساليب والإجراءات والضوابط.

3- قيام بعض المهتمين بتشخيص الأطفال على أنهم يعانون من التوحد في ظل غياب المعلومة الدقيقة والتأهيل الجيد.

4- التوسع الحاصل في استحداث مراكز وبرامج الإعاقة للتوحد(الشمري،2001).

5- إن الطفل الذي يعاني من مشكلة معينة يحتاج أهله إلى معرفة تلك المشكلة ، هل لها اسم محدد أم لا، إن الاسم يهمهم في تحديد نوع الدعم الذي يحتاجه الطفل ، ونوع المجموعة الداعمة التي يتوجب عليهم الانضمام إليها للحصول على معلومات أكبر.

6- الأكثر أهمية في عملية التشخيص هو معرفة الصعوبات الخاصة التي يمر بها الطفل، وذلك كي يتسنى لنا أن نعرف لماذا يتصرف الطفل بهذا الشكل، ولكي نضع أيدينا على مواطن القوة لديه فنتمكن من مساندته بالصورة المناسبة.

7- هناك تعليمات مختلفة ووسائل علاجية واستراتيجيات تختلف باختلاف التشخيص.

8- طالما عرف الأهل التشخيص أو حتى مسمى المشكلة يكونون أكثر قدرة على التعامل مع الصعوبات التي تواجههم .

9- الأهمية التي تكمن في التشخيص والكشف المبكر عن الاضطراب مما يؤدي ـ وحسب معظم الدراسات ـ إلى تقدم وتطور ملحوظ على الحالة.

ومن المؤشرات الأولية لاضطرابات طيف التوحد ز ئجءاس ما يلي:

1- عدم وجود انتباه مشترك.

2- عدم القدرة على التأشير.

3- عدم الالتفات لمصدر الصوت.

4- ضعف مهارات التقليد.

5- عدم تطوير مهارات اللعب بالشكل الطبيعي.

التدخل العلاجي

يجب الإشارة بداية إلى أن كلمة علاج أو معالجات تستخدم هنا في نطاق محدود وهذا يعني أن التعامل مع التوحد يفضل وصفه تربوياً أكثر منه علاجياً ( الراوي،1999م).

هناك العديد من البرامج التربوية التي أثبتت فعاليتها مع الطفل المصاب بالتوحد، إلا أنها جميعا تشترك في أن الطفل بحاجة لبرنامج تربوي فردي.

Email