الشقيقة.. الوقاية خير من علاج

الشقيقة.. الوقاية خير من علاج

ت + ت - الحجم الطبيعي

عند شعورك بنبض مؤلم وصداع يكاد لا يتوقف ويمزق رأسك، فإنك إذن تعاني من أعراض الشقيقة أو الصداع النصفي. وقد يستمر الصداع على شكل إحساس بالضيق الشديد أو بنوبات تتراوح بين الخفيفة والشديدة وقد يتركز كل ذلك على الصدغ ويبقى في مكانه. ويبدأ على جانب من الرأس ويبقى هناك. لكن قد ينتشر على الجانب الآخر.

يشعر غالبية المصابين بالشقيقة أن الألم يبدأ على جانب واحد في كل الأوقات.وفضلا عن ذلك فإن كثيرا من المصابين بالشقيقة يشعرون بتركز الألم خلف العين.أو في العنق أو في مؤخرة الرقبة. ويمكن أن يصاحب صداع الشقيقة عدد من الأعراض الأخرى وهي تتضمن:

- الغثيان والشعور برغبة في القيء.

- الحساسية ضد الضوء أو الصوت.

- فقدان الشهية.

- الإنهاك.

- الحساسية المفرطة لأمور هي في العادة لا تتسبب في أي ألم.

- الخدر أو التنميل والضعف.

- الدوخة أو الشعور بالدوار.

- البرودة.

- زيادة الرغبة في التبول.

- التعرق المفرط.

- تورم في الوجه.

- الضيق.

ويلاحظ أن بعض الأشخاص الذين يعانون من ألم الشقيقة تظهر عليهم أعراض تحذيرية قبل بدء الصداع النصفي.ويطرأ على المريض اضطراب مؤقت في الرؤية بسبب التغيرات التي تطرأ على نشاط خلايا عصبية معينة. وقد تحدث التغيرات في عين واحدة أو في كلتا العينين. وتدوم الاضطرابات في الرؤية ما بين العشرين دقيقة والساعة قبل أن يحل الصداع النصفي.

وتشمل الأعراض التحذيرية المظاهر التالية:

- الهلوسات البصرية مثل النبضات الومضية ورؤية خطوط متعرجة أو بقع.

- نقاط عمياء.

- رؤية نفقية.

- الحساسية ضد الأضواء المبهرة.

- تشوش في الرؤية.

- شعور بألم في العين.

لكن معظم المرضى لا يعانون من إية اضطرابات بصرية.

وترى جمعية الصداع القومية الأميركية أن حوالي خمس المصابين فقط يمرون باضطرابات بصرية. كما أن البعض الآخر يعاني، خلال الصداع، من عدم قدرة على النطق الصحيح أو الكلام، ويشعر بنوع من الخدر في الذراع أو الساق أو الوجه.

وبصرف النظر عما إذا كان المريض يصاب باضطرابات في الرؤية أم لا، فإن هناك عددا من الأعراض التي قد تظهر وتستمر لساعات عدة في اليوم قبل أن تحدث الشقيقة. وتعرف تلك الأعراض (بالمتقدمة) وتتضمن:

- الشعور بارتفاع الروح المعنوية أو بزيادة مفروطة للطاقة.

- الرغبة القوية لتناول الحلويات.

- زيادة حالة العطش.

- الدوخة.

- الاضطراب.

- الاكتئاب.

فإذا كان طفلك مصابا بالشقيقة، فيمكن أن يسبق الإصابة ...

- القيام بالتثاؤب.

- عدم القدرة على النوم أو الضيق الشديد.

- الشعور برغبة قوية لتناول مأكولات معينة مثل الشيكولاتة والهوت دوج والحلويات واللبن والموز.

كما تظهر جملة من الأعراض التي قد تبقى مستمرة بعد تراجع حدة الشقيقة. وتشمل تلك الأعراض الأمور التالية:

- الشعور بعدم القدرة على التفكير السليم.

- الإنهاك.

- رغبة شديدة في النوم.

- ألم العنق.

التشخيص

يقوم الطبيب، خلال تشخيص الشقيقة، بتدوين السيرة المرضية للمصاب، وإجراء بعض الفحوصات البدنية. ويمكن أن تساعد تلك المعلومات الطبيب، أثناء الفحص، في تحديد ما إذا كانت الأعراض نتيجة للشقيقة أو حالة مرضية أخرى مثل وجود ورم دماغي أو ورم وعائي.

ويرجح أن يسألك طبيبك أثناء جمع المعلومات الطبية حول وضعك الصحي حول الأعراض التي تمر بها وحول احتمال وجود المرض في الأسرة. ويشار إلى أن الفحوصات الطبية التي أجريت لأشخاص يعانون من الشقيقة لم تكشف عن شيء.

ويمكن أن يطلب الطبيب الخضوع لعدد من الفحوصات التشخيصية لاستبعاد أية إصابات أخرى مثل التهابات الجيوب الأنفية وتاليا تلك الفحوصات:

* التصوير بالرنين المغناطيسي: يستخدم هذا النوع من التصوير حقلا مغناطيسيا قويا لإنشاء صور مكونة من هياكل

وأعضاء في داخل الجسم، وهو ما يتيح المجال للكمبيوتر بإنتاج صور مقطعية واضحة أو صور ثلاثية الأبعاد.ويمكن طلب هذا التصوير لاستبعاد وجود أي التهابات في الجيوب الأنفية، أو أورام دماغية أو عدد آخر من المسببات المرضية.

* التصوير الطبقي المحوري: يسمح هذا الفحص للالتقاط صور متعدد بالأشعة السينية من زوايا مختلفة. ويقوم الكمبيوتر خلال هذه العملية بالتقاط صور شرائحية أو مقطعية. وبعد التقاط المجموعة الأولى من الصور يتم حقن المريض بحقنة في الوريد تحتوي على عنصر صبغي لإظهار أعضاء الجسم الداخلية بشكل واضح. ومن ثم يتم التقاط مجموعة أخرى من الصور ويمكن طلب هذه المجموعة من الصور لاستبعاد الإصابة بالتهابات الجيوب الأنفية والبحث عن وجود أورام دماغية وعدد آخر من الإصابات المحتملة.

* المخطط الدماغي الكهربائي: خلال هذا الإجراء يتم وضع أقطاب كهربائية على الرأس لقياس النشاط الكهربائي للدماغ. ويمكن القيام بهذا الفحص لاستبعاد وجود اضطرابات دماغية مثل نوبات الصرع.

* البزل القطني: يستخدم هذا الإجراء إبرة لإطالة عينة من السائل المخي الشوكي. من بين عظام أسفل العمود الفقري. وعلى الرغم من أنه من النادر القيام بهذه العملية فإن أهميتها عائدة لاستبعاد الإصابة بالتهاب السحاية. أو بنزيف دماغي أو بحالات أخرى قد تسبب صداعا شديدا، أو الإصابة بنزف تحت العنكبوتية.

والحقيقة فإنه لا تتوفر الفحوصات التي تؤكد صحة تشخيص الإصابة بالشقيقة.ونتيجة لذلك يحدث دائما التباس في التشخيص ما بين الصداع النصفي والتهاب الجيوب الأنفية أو الإصابة بنوع من التوتر العصبي. ولكن لا تزال الفحوصات التشخيصية وسيلة مهمة في تركيز الطبيب على السبب الحقيقي وراء شعورك بالألم. وهي في الحقيقة الخطوة الأولى في العلاج.

أنواعها

هناك أنواع كثيرة من الشقيقة. فيمكن للطبيب في جانب من عملية التشخيص، أن يحدد نوعا خاصا من الشقيقة وفي ضوء ما يتوصل إليه يحدد أفضل علاج للحالة المرضية. وتشمل التصنيفات الأساسية النقطتين التاليتين:

* الشقيقة العادية: تعرف أيضا بالشقيقة الشائعة ويتسم هذا النوع بالصداع الشديد غير العادي ويتركز على أحد الصدغين أما الأعراض الإضافية فقد تشمل الشعور بالغثيان و برغبة في القيء وبالحساسية تجاه الضوء والصوت والروائح، وهي من الأمور الأكثر شيوعا.

* الشقيقة التقليدية: ومثل هذا النوع من الشقيقة مماثل للشقيقة العادية باستثناء أن هذا النوع من الشقيقة يسبقه أعراض تحذيرية قبل حدوث الصداع. وغالبا ما تعرض الشقيقة التقليدية على أنها اضطرابات بصرية تبدأ قبل الإصابة الفعلية بالشقيقة بنحو 60-20 دقيقة.

تصنيفات أخرى للشقيقة

* الشقيقة ذات الأثر المضاعف: في بعض الحالات تطول مدة الأعراض التحذيرية أو تتواصل أو تحدث من خلال الصداع العادي. ويعرف هذا النوع من الصداع النصفي بالشقيقة ذات الأثر المضاعف. وتشمل أنواع الشقيقة المعقدة أو ذات الأثر المضاعف الأشكال التالية:

* شقيقة شلل العين: خلال هذه الشقيقة يطرأ على أعصاب العين شلل فتتوقف العين عن الحركة. ويتركز الألم على محيط حدقة العين. ويسبب هذه الإصابة وهن في العضلات التي تحيط بالعين ويمكن أن يستمر الألم من بضعة أيام أو أشهر. وتوصف هذه الشقيقة بأنها نادرة وتحدث عند الأطفال والبالغين الصغار.

* الشقيقة الشبكية: تعرف بالشقيقة البصرية ويتسم هذا النوع بأنها متعدد السمات يتراوح ما بين بقع العمى أو العمى المتصل بالصداع. وتختلف هذه الشقيقة عن سواها من أنواع الصداع الأخرى.لأن الشبكية هي في الواقع المسؤولة عن هذا الصداع أو الاضطرابات البصرية وليس الدماغ.

* الشقيقة الفالجية: يتسم هذا النوع من الشقيقة بأنه يصيب المريض بتنميل وشلل مؤقت( فالج) في أحد جانبي الجسم. ونظرا لأن هذا النوع يشبه إلى حد كبير أعراض الشلل المخي الوعائي ( مثال: الجلطة) فإن على المريض أن يسعى إلى مراجعة الطبيب الاختصاصي فورا في حال إصابته بتلك الأعراض.

وعلى الرغم من ندرة تلك الأعراض أو الإصابات فإن الشقيقة الفالجية أشد أنواع الشقيقة. وفي بعض الحالات قد يستغرق الأمر أسابيع عدة لاستكمال الشفاء من الشقيقة الفالجية. وفضلا عن ذلك فقد يعاني المصاب بهذه الحالة من وهم دائم بعد الإصابة مرات عدة بهذه الحالة.

ويمكن أن يكون نوع نادر من الشقيقة الفالجية بسبب وراثي. وهي تعرف بالشقيقة الفالجية العائلية وتتصل هذا الحالة بالطفرات التي تصيب الجينات على أساس صبغيات عدة. وبالنتيجة فإن هذا النوع من الشقيقة يمكن أن يورث ويصبح السمة الصبغية الطاغية يستقر على الكروموزمات ( الصبغيات ) غير الجنسية.

* الشقيقة القاعدية: تعرف هذه الإصابة بمتلازمة (بكرستاف)، ويتسم هذا النوع من الشقيقة بأنه من الأعراض العصبية ذات الصلة بجذع الدماغ. وتحدث هذه الحالة نتيجة لتأثير الشقيقة على الدورة الدموية في مؤخرة العنق أو الدماغ. وقد يعاني المريض من الصداع المركز على مؤخرة الرأس ويواكب هذه الحالة تنميل على الصدغين وفي الجسم والشعور برغبة قوية للتقيء. ومن الأعراض الإضافية الدوخة وازدواجية الرؤية واختلال التوازن. وتحدث هذه الحالة في الغالب عند الأطفال والشابات.

* الشقيقة المتكافئة: يمكن تعريف هذه الحالة بالشقيقة المتخالفة وهي نفس نوع الشقيقة التقليدية، لكنها دون صداع وهي من النوع النادر. ويمكن تشخيص حالة شخص أصيب في الماضي بالشقيقة بهذا النوع حيث يستبدل الصداع التقليدي في الشقيقة بما يوازيه من الأعراض. وقد يتمثل هذا النوع من الشقيقة في شكل اضطرابات بصرية ( مثل نقاط العمى) وعجز عصبي أو اضطرابات نفسية دون أن يصاب المريض بالصداع.

ومن الأنواع الشائعة للشقيقة المتكافئة الشقيقة البطنية.وتعرف أيضا بالمتزامنة الدورية. وغالبا يرث المريض هذه الحالة من أحد أفراد الأسرة القريبين وغالبا ما تتطور في وقت لاحق لتصبح شقيقة عادية في سن البلوغ. وتتسم الحالة بأنها تعود على شكل نوبات من الألم في البطن دون أن يتصل الصداع بالرأس. ويمكن أن تستمر هذه الحالة لبضع ساعات. ويصاحب هذه الحالة في الغالب شعور بالغثيان ورغبة في التقيؤ

محمد نبيل سبرطلي

Email