الإغماء

الإغماء مشكلة لا يمكن تجاهلها

ت + ت - الحجم الطبيعي

الإغماء هو فقد مؤقت للوعي، ناجم عن نقص حاد ومؤقت في الدم الواصل إلى الدماغ. وعادة لا تستمر الحالة أكثر من ثوان قليلة قبل استعادة الوعي. وهذه الحالة شائعة حيث ان نسبة %50 - 30 من الناس قد يصابون بالإغماء ولو لمرة واحدة فقط أثناء حياتهم.

الإغماء مشكلة لا يمكن تجاهلها

الأحيان، لا يحدث الإغماء لدى معظم الناس إلا لمرة واحدة، أو قد يحدث بشكل متباعد وأسبابه المؤدية تكون معروفة كرؤية الدم مثلا أو حدوث اضطراب عاطفي شديد، أو رؤية حادث سيارة مثلا.. وغيرها.. وفي مثل هذه الحالات وإذا كان الشخص سليم الجسم فالنصيحة له نسيان الموضوع. ولكن ماذا لو حدث الإغماء دون سبب واضح؟ أو تكررت نوباته عدة مرات خلال أسابيع قليلة؟ أو أن القلق لدى الشخص أصبح كبيرا عند حدوث أول نوبة اغماء وهو لا يدري ان كان السبب خظيراً أم لا. كل ما سبق يدفع بالعديد من الناس لطلب العون الطبي في هذه الحالات.

تشخيص المسبب

معرفة الأعراض التي عاناها المريض قبل وأثناء نوبة الإغماء مهمة جدا للطبيب لمعرفة السبب المحتمل، ولذا فالقصة السريرية المفصلة والفص الجيد كفيلان بالوصول إلى معرفة السبب في نصف الحالات على الأقل.

وفيما يلي سنعرض لأهم أسباب الإغماء والأعراض المرافقة لكل منها.

1 ـ الاغماء الوعائي المبهمي

ويدعى الإغماء الشائع، أو الاغماء القلبي العصبي، وهو أكثر أنواع الأغماء شيوعا وهو سليم عادة، يبدأ حينما يتنبه العصب المبهم مما يؤدي إلى تباطؤ في ضربات القلب، وهبوط في ضغط الدم وتوسع وعائي محيطي في أوردة السائقين ولذا يقل الدم الذي يصل الدماغ فيحدث الإغماء.

؟ عادة يسبق الإغماء إحساس بالغثيان مع التعرق، شحوب في لون المصاب، اضطراب الرؤية، صوت أجراس في الأذنين، والإحساس بالضعف، ومن الأسباب المؤدية له:

1 ـ رؤية منظر الدم لدى بعض الناس.

2 ـ هياج عاطفي شديد أو ألم حاد

3 ـ كما يمكن حدوثه أثناء عملية التبول أو التغوط أو حتى السعال

4 ـ تنبيه الجيب السباني في الشريان السباني في الرقبة

5 ـ حالات التجفاف

6 ـ بعض الأدوية كخافضات الضغط

7 ـ تغيير مفاجئ في مستوى الجسم من حالة الاستلقاء أو الجلوس إلى الوقوف مثلا وهذا يؤدي إلى هبوط ضغط انضابي.

بعد انتهاء نوبة الإغماء يشعر المصاب بالإعياء، لكنه لا يكون مشوش الذهن.

2 ـ الإغماء من منشأ قلبي

يعد أكثر خطورة من النوع السابق، حاد الحدوث، وقد يكون مسبوقا بأعراض قلبية كألم الصدر، أو صعوبة التنفس، التعرض، أو الإحساس بتباعد ضربات القلب أو زيادة سرعتها، وقد يأتي دون سابق إنذار ودون أن يترافق بأنه أعراض أخرى.

3 ـ الإغماء العصبي المنشأ

يرتبط هذا الإغماء بحدوث اضطراب في الجهاز العصبي المركزي كنوع الصرع، وقد يعاني المريض في الفترة التي تسبق النوبة من أعراض تدعى النسمة كالإحساس باضطرابات في البصر أو الشم. ثم يفقد الوعي فجأة. ويمكن للنوبة ان تأتي في أي وقت وسواء كان الشخص واقفا أو جالسا أو مستلقيا. وقد يفقد السيطرة على البول أو الغائط. وقد يعض لسانه. كما أنه قد يصاب أولا بزيادة في مقوية عضلاته حيث يبدو متشنجا ثم يصاب بالاختلاج «الصرع الكبير». وبعد انتهاء النوبة يظل المصاب لفترة من الوقت مشوش الذهن، يميل إلى النعاس.

الاختبارات التشخيصية

إذا كانت القصة السريرية والفحص الطبي غير قاطعين في وضع تشخيص معين، فقد يلجأ الطبيب إلى بعض الاستقصاءات وأهمها.

1 ـ تخطيط القلب الكهربائي ومرقاب «الهولتر»

؟ يسجل تخطيط القلب الكهربائي كهربائية القلب لدقيقة أو أكثر، وبذلك يمكن ان نكشف اضطرابات النظم القلبي إذا وجدت.

؟ وقد نلجأ إلى استخدام «المونيتر» وهو جهاز صغير نقال، يربط الى الجسم. يمكن ان يسجل ضربات القلب خلال 24 ساعة.

2 ـ أجهزة تسجيل نظم القلب عند حدوث الأعراض

هذه أجهزة صغيرة أيضا، يوضع أحدها المصاب على صدره حينما يشعر بالأعراض. يمكنها ان ترسل رسم القلب عبر الهاتف إلى الطبيب لحظة حدوث الأعراض أو بعدها مباشرة.

3 ـ دراسة الفيزيولوجيا الكهربائية القلبية

هذه الدراسة تساعد على معرفة الطريق التي يسلكها التيار الكهربائي القلبي، وهل هي الطريق الطبية أم طريق أخرى شاذة؟ وعادة تجري هذه الدراسة في حالات اضطرابات النظم القلبي السريعية أو البطيئة التي تهدد الحياة، وتتم داخل المشفى. وهي تشبه من حيث إجرائها القسطرة القلبية إلى حد كبير.

4 ـ فحص الطاولة المائلة

يثبت المريض إلى طاولة خاصة، تكون أفقية في البداية، ثم تميل إلى الأعلى حتى تصبح في وضع شبه عمودي، ويغدو المريض وكأنه واقف، ويقاس الضغط ودقات القلب أثناء الاختبار، وأحيانا تعطى بعض الأدوية أثناء الاختبار لمعرفة تأثيرها في احداث الأعراض.

استراتيجيات العلاج

تعتمد معالجة نوبات الإغماء على السبب المحدث لها

1 ـ إذا كان الإغماد ناجماً عن تنبيه العصب المبهم «الإغماء القلبي العصبي» وكانت نوبات الإغماء متباعدة فقد لا يحتاج المريض إلى أي علاج خاص إذا كانت الأعراض المنذرة تحدث لديه وتدله على أنه سيغمى عليه، فبإمكانه القيام ببعض الإجراءات المساعدة كأن يجلس أو يستلقي إذا كان واقفا وان يضع رأسه بين ركبتيه إذا كان قاعداً، أما إذا شاهد شخص ما إنسانا مصابا بهذا الإغماء فيمكنه تمديده على الأرض مع رفع الساقين إلى مستوى القلب وبذلك يزداد العود الوريدي، وتزداد كمية الدم التي يضخها القلب وبالتالي تصل الدماغ الكمية الكافية من الدم والاكسجين فيزول الإغماء.

كما يفضل أن يرخي الثياب الضيقة التي يلبسها المريض وحزامه وياقة القميص إذا كانت ضاغطة على الرقبة.

أما إذا كانت نوبات الإغماء متكررة فلا بد من معالجة السبب.

2- معالجة الإغماء الشائع إذا كان متكرراً.

تجنب التجفاف، مع شرب كميات إضافية من السوائل خاصة في الجو الحار.

النهوض إلى وضعية الوقوف بشكل تدريجي إذا كان الشخص مستلقياً أو جالساً.

تجنب العوامل المحرضة للإغماء إذا كانت معروفة لدى الشخص كرؤية الدم أو الثورات العاطفية الشديدة، أو الألم.. الخ.

وقد يصف الطبيب بعض الأدوية التي تعمل على منع حدوث هبوط ضغط انتصابي.

وفي حالات نادرة قد يستطب وضع ناظم الخطى pace maker

3 معالجة الإغماء المرتبط بالوضعية.

تجنب الوضعيات التي تسبب الإغماء، فالذي يصيبه الإغماء مثلاً أثناء سحب عينة من دمه عليه الاستلقاء أثناء القيام بهذا الإجراء.

4- الإغماء الناجم عن بطء النظم القلبي.

في هذه الحالة لا بد من زرع ناظم الخطى.

5- الإغماء الناجم عن تسرع النظم القلبي.

يعتمد العلاج على طبيعة التسرع، فقد تكون الأدوية كافية للعلاج.

أو قد نلجأ إلى إجراء يدعى قطع الطريق الكهربائية غير الطبيعية.

اذ يمكن أن نستعمل مزيل الرجفان الذي يعطي صدمة كهربائية محسوبة عندما تظهر اضطرابات النظم السريعة المهددة للحياة.

أخيراً. يمكن القول ان للإغماء أسبابا عديدة. معظمها بسيط وغير ضار، ولكن بعضها خطير وقد يكون مهددا للحياة ولذا لابد من مراجعة الطبيب لاستقصاء حالات الإغماء وتقديم العلاج المناسب

Email