أدوية الهرمونات ومضاعفاتها

أدوية الهرمونات ومضاعفاتها

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يوجد شخص منا لا يتناول دواء حتى لو كان مسكناً للألم، والكثير منا يتناوله أيضاً دون النظر إلى مضاعفاته الجانبية خصوصاً إذا وصفه الطبيب، ومن أكثر الأدوية المتناولة أدوية تنظيم الهرمونات عند السيدات ومنها الياسمين الذي ينظم الهرمون ويمنع الحمل.

أظهرت أظهرت أحدث الدراسات الآثار الجانبية المصاحبة له، ومنها زيادة نسبة البوتاسيوم في الدم بعد فترة من تناوله ما يؤدي إلى تقليل فاعليته كمانع حمل، ويمكن أن أيضاً أن يتسبب بأضرار بسيطة أخرى مثل الصداع، والنزيف المتقطع واضطراب الدورة الشهرية، وزيادة في الوزن، وإدماء بين الدورات، وألم في الصدر، وغثيان وقيء، وتشوش في النظر،

بالإضافة إلى احتمال حدوث أعراض خطيرة، منها ارتفاع ضغط الدم، والاكتئاب، والأورام الحميدة في الكبد، وأمرض المثانة، وأمراض الأوعية الدموية، وتأخر الحمل إلى ما بعد إيقاف تناول الياسمين، وأخطر هذه الآثار هو تخثر الدم، الذي يؤدي بدوره إلى انسداد الأوعية العميقة وازدياد معدل حدوث السرطانات وخصوصاً ( سرطان الثدي) .

ومع كل هذه الآثار، كان الياسمين الأكثر مبيعاً في أميركا خلال عام 2003، لأن الأطباء يعتقدون أنه أفضل من غيره مقارنةً بموانع الحمل القديمة من حيث نسبة تخثر الدم، ولكن هذه مجرد تكهنات حيث لا يوجد شيء علمي يشير لصحة هذه الاعتقادات.

وعند عمل إحصائيات في أميركا تبين أن 42,34 مليون امرأة يتناولن الياسمين، ووجد أن 9,61 ملايين امرأة تأثرن بالأعراض الجانبية خلال 6 أشهر من استخدامهن الدواء، ومع هذا فإنه يمكن أن يتأثر مستخدم دواء الياسمين بعدد أكبر من الأضرار الجانبية عند تناوله لمدة سنة.

وهذه الدراسة نشرت في مجلات أميركية منها عدة drog , topics , magazine وشملت أكثر من دواء منها،celecoxb & valdecoxib مسكن للآلام وخاصة للمفاصل nexiom لحرقان المعدة، وغيرها من الأدوية التي تبين أن لها العديد من الآثار الجانبية ومع أنها الأكثر مبيعاً في الأسواق سنة 2003 وتبلغ قيمتها 8,1 مليارات دولار من خلال 75 مليون وصفة طبية.

وعند عرض هذه الدراسة على الدكتور عيسى المنصوري مدير إدارة الرقابة الدوائية في وزارة الصحة ، لمعرفة رأيه فيها وهل يوجد برامج توعية عن هذه الأدوية فكان الجواب :

أي دواء وخصوصاً أدوية الهرمونات لها آثار جانبية، ولا يتم اعتمادها إلا بعد مراحل عدة منها، الفحص المخبري، وبعدها يتم تجريب الدواء على الحيوانات التي لديها تركيب مشابه لجسم الإنسان، للتأكد من سمه وفاعليته، ومن ثم اختباره على أشخاص متطوعين أصحاء، للتأكد من تأثير الدواء على الجسم وتأثر الجسم به، وفي بعض الأدوية لا يمكن تجريبها إلا على مرضى،

لأنها مؤذية جداً ويمكن أن تأثر على خلايا الجسم مثل أدوية السرطان والإيدز، ويتم تجريبه أيضاً على أشخاص متطوعين مرضى، للكشف عن مدى فاعلية الدواء على المرض، وأثناء هذه المراحل توجد دراسة مرافقة تدعى (السريرية) وتكون فيها وزارة الصحة، لتراقب جميع المراحل السابقة، واحدة تلو الأخرى، للحصول على موافقة طرحه في الأسواق. وقد تستغرق هذه المراحل من 12-8 سنة للحصول على الموافقة.

وأضاف أن المراقبة لا تنتهي عند هذا الحد، بل يتم متابعة الدواء ونشرته الطبية في الأسواق والتأكد من أن جميع الآثار الجانبية تمت تم كتابتها في النشرة الخاصة، وعند ظهور مضاعفات أخرى تقوم الشركة المصنعة بالتأكد من ذلك هل هي بسبب الدواء أم أن الشخص كان يعاني منها من قبل ؟

وفي حال تبين أن للدواء أي مضاعفات تقوم الشركة بكتابة نشرات أضافية أخرى تدل عليها، وفي حال كانت المضاعفات خطيرة، يتم سحب الدواء من الأسواق، وإذا كانت بسيطة تعمل الشركة على إيجاد حلول للتخلص منها، وذكر أن تأثير الأدوية تختلف من جسم لآخر بحسب طبيعة الجسم، فتوجد أدوية تناسب أشخاصاً ولا تسبب لهم أي مضاعفات، وأشخاص يتأثرون منها مباشرةً عند تناول أول جرعة.

وقال إن الدواء لا يأخذ أي موافقة إلا بعد توفر عدد كبير من الوثائق الدالة على فاعليته وأن إيجابياته أكثر بكثير من أعراضه الجانبية، وأضاف أن الكشف عن الأدوية الضارة في الأسواق هو مهمة الأطباء والمرضى، لأن المريض ينقل الصورة لطبيبه، وعلى الطبيب كتابة تقرير خاصه بالدواء، ليساعد بالكشف عن الأدوية غير المناسبة وقال إنه يدعو جميع الأطباء لكتابة التقارير المفيدة بحق البشرية، والشركة الدوائية.

سمانا النصيرات

Email