الرعاية الطبية تجنبك حمى النفاس

الرعاية الطبية تجنبك حمى النفاس

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتعرض المرأة خلال مرحلة الحمل لأمراض ومخاطر قد تودي بحياتها. ولعل المشكلات الصحية بعد الولادة هي الأخطر من نوعها حيث يكون جسم المرأة ضعيفا ومرهقا، ومن هذه الأمراض هناك حمى النفاس والتي تتعرض لها المرأة بعد الولادة.

لمعرفة ماهية الحمى وما هي أسبابها ومعلومات أخرى عنها التقت «الصحة أولا» د. نوال العباسي اختصاصية أمراض وجراحة النساء والتوليد والعقم في مجمع سماء الطبي دبي والتي حدثتنا قائلة: إن حمى النفاس تتميز بارتفاع درجة الحرارة أكثر من 38 درجة مئوية بعد 24 ساعة من الولادة سواء كانت قيصرية أو طبيعية،

ونسبة تعرض الأم لحمى النفاس في الولادة القيصرية تصل لـ %13 أما في الولادة الطبيعية فهي %0.6، وسبب هذا الارتفاع في الولادة القيصرية هو أن الجرح يكون مفتوحا وعند خياطة الرحم نقوم بإخراجه من البطن مما يجعله عرضة للالتهابات وكذلك في القيصرية نقوم بإخراج المشيمة باليد أما في الطبيعية فتخرج تلقائيا وهذه الأسباب تعرض المريضة لحمى النفاس بصورة أكبر.

الأسباب

وعن أسباب الإصابة بحمى النفاس قالت د. نوال إن الأسباب العامة لحمى النفاس هي احتقان الحليب في الثدي وتجمع القيح فيه وهناك التهاب المسالك البولية والشعب التنفسية والصدر وكذلك الجلطات والتخثرات الدموية في الأطراف السفلية وأوردة الحوض والرحم وأي مضاعفات أخرى كالتهاب في الجرح أو تجمع دموي داخل الحوض وهناك بعض الأسباب الطارئة والنادرة والتي لا يكشف عنها إلا بعد تشخيص مستفيض.

الأعراض والتشخيص

وحول أعراض حمى النفاس وكيفية تشخيصها قالت د.نوال يرتبط كل سبب من أسباب حمى النفاس بأعراض خاصة، فلو استمر ارتفاع الحرارة عند المريضة بعد مرور 24ساعة من الولادة والتي يزول خلالها مفعول أدوية التخدير، فقد يكون بينها احتقان الحليب أو التهاب في الثدي حيث تعاني المصابة من ألم بالثدي وارتفاع بدرجة الحرارة من دون أن تترافق بمشكلات تنفسية وفي هذه الحالة يكون الفحص السريري هو أفضل طريقة لتشخيص الحالة،

أما إذا كان السبب التهاب في المسالك التنفسية تكون الأعراض عبارة عن سعال وبلغم خصوصا إذا كانت تعاني من ذلك قبل الولادة، أما التهاب المسالك البولية فنقوم بعمل فحص للبول وتعطينا المريضة فكرة عن بعض المشكلات التي تعاني منها مثل حرقة البول وتكراره وانحصاره، وتبقى الكتل الدموية وهي خطيرة جدا فإذا كانت التكتلات في الأطراف السفلى

تكون على شكل احتقان وألم في عضلات الأطراف وخلال الفحص السريري أيضا نصل لتشخيص المرض، وهناك التهاب الجرح وهو أيضا يتم تشخيصه بالفحص السريري وهو عادة ما يظهر بعد أيام من الولادة، ومن الأمور التي يصعب تشخيصها هي التجمع الدموي في مكان العملية وداخل الحوض وعادة ما يتم التشخيص بعد نفي الأسباب الأخرى لحمى النفاس نبدأ نفكر بالأصعب ويتم تشخيصه بفحص الإيكو، والفحص السريري قد يساعدنا في بعض الأحيان.

العلاج

وبخصوص العلاجات الخاصة بحمى النفاس قالت د.نوال إن العلاج يعتمد على التشخيص فإذا توصلنا خلال الفحص السريري والفحوصات المخبرية إلى أن السبب احتقان الحليب نحاول تفريغ الحليب من الثدي أما إذا كان السبب وجود قيح فيتطلب الأمر تدخلا جراحيا بحيث يتم تفريغ القيح وإعطاء المريضة مضادا حيويا، وإذا كان السبب التهابا في الصدر يعالج بأدوية خاصة، أما إذا كان التهابا في البول فيعالج بالمضادات الحيوية وكثرة السوائل، وإذا كان السبب جلطات نسعى عادة للأطباء الاختصاصيين لحل المشكلة.

الوقاية

وعن كيفية الوقاية من حمى النفاس قالت د.نوال لوقاية المريضات من حمى النفاس يجب أولا تعقيم كافة الجروح الناجمة عن الولادة وأثناء العملية، وحتى الولادة الطبيعية قد تتعرض المريضة خلالها لالتهاب الجرح إذا كان أسلوب التوليد والتعقيم غير مناسبين، ويعد الفحص المتكرر أثناء الولادة مضرا فقد يعرض المريضة للالتهابات والجروح التي تؤدي للإصابة بحمى النفاس بعد الولادة،

فيجب ألا يتم الفحص الداخلي إلا في الأوقات المناسبة والضرورية، وإذا كانت الأم تعاني من التهابات مهبلية قبل الولادة فيجب أن يستعد القائمون على عملية الولادة لاحتمالية تعرضها لحمى النفاس فيتم تداركها، ومن الأمور الوقائية الأخرى عدم اللجوء لإخراج المشيمة باليد. فاليد قد تحمل بعض الجراثيم التي تؤدي للالتهابات، ويجب عدم إهمال أي عارض من أعراض حمى النفاس فإن تطوراتها قد تكون خطيرة في بعض الأحيان

كرم أحمد

Email