الإهمال... أهم أسباب الحروق

الإهمال... أهم أسباب الحروق

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تعد الحروق من الحوادث التي تهدد الصحة بعد حوادث السيارات، ويعتبر المطبخ مسرحاً لكثير من الحوادث المنزلية بما في ذلك الحروق بمختلف أنواعها، نظراً لأهمية المشكلة فقد كان لـ (الصحة أولا) هذا الحوار مع الدكتور حيدر مهدي اختصاصي جراحة الحوادث زميل كلية الجراحين البريطانيين في مستشفى راشد، والذي قال: إن أنواع الحروق وأسبابها كثيرة جداً، لكن أغلب حروق المنازل تكون نتيجة الإهمال مثل ترك مفتاح الغاز مشتعلاً،

وعدم مراقبة الأطفال عندما يعبثون بأسلاك الكهرباء المكشوفة، وحوادث المصانع والشركات وهي الأكثر شيوعاً، نتيجة عدم اتباع قواعد وشروط السلامة، وعدم تدريب العمال عليها الذين هم أساساً من فئة غير محترفة، لذا يجب تنبيههم إلى ضرورة التقيد بقواعد السلامة العامة، ومن الحروق الحرفية انفجار أنبوب غاز، أو اشتعال مواد بترولية بسبب وجود مواد قابلة للاحتراق بجانبها ووجود مواد كيماوية ومنها: المواد الحمضية، أو القاعدية، وحامض الكبريتيك المركز وهو أخطر الأنواع تقريباً، لأنه يضر الجلد.

ووصوله إلى طبقات عميقة منه خلال فترة قصيرة، وينتج عن الاحتراق أيضاً أضرار سلبية نفسية ومادية وبشرية، نتيجة الاختناق وتنفس أول أكسيد الكربون بكميات كبيرة، ما يؤدي إلى انسداد الرئتين، وخاصة إذا كانت المواد المحترقة بلاستيكية أو خشبية وتحتوي على مواد كيماوية، وتسبب اختناقاً فورياً، لأن نسبتها مركزة وعالية.

وأضاف أن الوقاية من الحروق تتم بالنسبة للمنزل بعدم ترك الكبريت ومواد قابلة للاشتعال بالقرب من مصادر الحرارة، وعلى الأهل مراقبة الأطفال وعدم تركهم مدة طويلة، والتأكد من إقفال مفاتيح الغاز، ومصادر الكهرباء. أما في المصانع فيجب تدريب العمال على كيفية التعامل مع أجهزة الأمان إذ ان كثيراً من المصانع تتواجد فيها أجهزة الإطفاء،لكن لا يعرف العمال كيفية استعمالها، وعلى العمال ارتداء الملابس القطنية لأنها بطيئة الاشتعال، ولا تلتصق بالجسم.

أما عن طرق العلاج فقال الدكتور حيدر: يجب أولاً تحديد سبب الحرق ونسبته، وفحص الرئتين للتأكد من عدم وجود أي انسداد فيهما، وفي حال كان التنفس صعباً لدى المصاب يوضع له أنبوب لزيادة كمية الأوكسجين في الدم وتفادي استنشاق الغازات، وإعطائه سوائل له عن طريق الوريد لتعويض نقصها، ونزع الملابس عنه في أسرع وقت لأن بقاءها قد يسبب التهابات أو تشوه مكان الإصابة والحروق تعتمد في التقسيم على نوعين الأول السبب، والثاني درجة الحرق.

وتصنف الحروق إلى ثلاث درجات،الأولى أعراضها الاحمرار، والثانية احمرار وانتفاخ وفي هاتين الدرجتين يشعر المريض بألم، أما الدرجة الثالثة فلا يشعر المصاب فيها بألم لأن الأعصاب الحسية في الجلد تكون قد ماتت مع الحرق، وأضاف أنه خلال هذا الوقت يتم استدعاء طبيب التجميل لتقييم درجة الحريق، والتخدير خاصة إذا كان الشخص متعب الرئتين أو مستنشقاً كمية كبيرة من الغازات،

وأضاف أن عملية التجميل لا تجري في الوقت نفسه، لكنها تتم بعد 2- 3 أيام من الحرق. لكن في الحالات التي يكون فيها الجلد ملتصقاً ببعضه، أو في الأطراف السفلية، أو منطقة الظهر أو البطن فهنا يجب التدخل الجراحي السريع لمنع حدوث شد في الجلد، وخاصة في منطقة الصدر لأنه يؤدي إلى ضيق تنفس، وفي الأطراف يمنع جريان الدم، وبعد إسعاف المريض وخروجه من الفترة الحرجة يأتي دور طبيب التجميل.

درجات مختلفة

أما الدكتور مروان الزرعوني اختصاصي جراحة تجميلية في مستشفى راشد فقد سألناه:

* كم درجة للحروق؟

للحروق درجات ثلاث. ففي الدرجة الأولى تصاب فيها طبقة الأدمة، وتتميز هذه الدرجة بوجود احمرار في المنطقة المصابة، وشعور المريض بالألم، ويحدث الشفاء خلال 10 - 14 يوماً، وفي الغالب لا يحدث أي تغير فسيولوجي للجلد، وفي الثانية تصاب فيها طبقة الأدمة مع جزء من طبقة ما تحت الجلد، ويظهر على الجلد خلال هذه الدرجة فقاعات، ويحدث تغيرات فسيولوجية تؤدي إلى تأخر تكوين الطبقة الجديدة من الجلد، ويحدث الشفاء خلال 25- 35 يوماً، أما الدرجة الثالثة فيصاب بها جميع طبقات الجلد ويصاحبه تغيرات فسيولوجية عميقة، كما يتم تخريب خلايا الدم، ويأخذ لوناً بنياً قاتماً.

وأضاف أن بعض حروق الدرجة الثانية تؤدي إلى حدوث التهاب وتقرح في المنطقة المصابة وفي هذه الحالة يعتبر الحرق من الدرجة الثالثة، ويحتاج المريض إلى زرع جلد ذاتي من أجل الشفاء.

* كيف يمكن تحديد عمق أو درجة الحرق؟

عن طريق الوخز، حيث يوخز المريض وفي حال شعر بألم يكون من الدرجة الأولى أو الثانية السطحية، أما إذا لم يشعر بألم فيكون الحرق من الدرجة الثالثة، وذلك لأن نهايات الأعصاب قد تسبب الحرق بتدميرها، ويمكن أيضاً عن طريق نزع الشعر فإذا كان سهلاً، ومن دون ألم فيعتبر من الدرجة الثالثة، وإلا فإنه من الدرجة الأولى أو الثانية.

* ماذا تسبب الحروق للجسم؟

نقص البلازما المستمر في منطقة الحرق مما يؤدي إلى توسع الشعيرات الدموية وازدياد نفوذها، وحدوث اضطراب في توازن الأملاح، وذلك بسبب نقص الصوديوم في الدم، والتخريب الشديد لكريات الدم الحمراء خاصة في حروق الدرجة الثالثة.

* ما هي مضاعفات الحروق؟

توجد مضاعفات عدة يجب أخذها بعين الاعتبار أثناء العناية الفورية أو طويلة المدى بالإصابة، وتعتبر الوقاية من الالتهابات جزءاً أساسياً خلال العلاج، فقد تحدث مضاعفات بعد التعرض للحرق مباشرة ومنها، اضطراب في توازن الأملاح والماء في الجسم، والتسمم بغاز ثاني أكسيد الكربون، وحدوث تخريب في كريات الدم الحمراء، وحدوث قصور كبدي وكلوي، وحدوث التهاب في المناطق المصابة مما يؤدي إلى تسمم دموي، والتهاب رئوي، وحدوث قرحة الاثنى عشر أو المعدة، وهناك مضاعفات متأخرة منها حصول تشوهات، وتيبس في المفاصل، واضطراب في تشكل الجروح.

* كيف يتم العلاج؟

يعتمد العلاج على إعطاء المريض مسكناً للألم مثل الباراسيتامول، وفي بعض الأحيان الكودايين أو المورفين، والاعتناء بالحرق والوقاية من حدوث التهابات ميكروبية وعلاجها إن وجدت، وإعطائه بعض السوائل عن طريق الوريد، وذلك للوقاية من حدوث صدمة الحروق، والوقاية من حدوث نقص في كريات الدم الحمراء، وتعويض نقص السوائل الناتجة عن الحرق لإعادة توازن الأملاح المضطربة في الجسم، ونقل الدم للمريض، وهذا فقط في حالات الحروق العميقة، والتي تزيد نسبتها على %10.

أما علاج حروق الدرجتين الأولى والثانية في حال كانت النسبة عند المصاب %15 أو أقل بالنسبة للكبار، و%10 أو أقل عند الصغار، فيجب أولاً تنظيف المنطقة المصابة بعناية بالماء والصابون، وإزالة الأنسجة النتنة وجميع الفقاعات، وبعد ذلك إما أن تترك المنطقة مفتوحة خاصة إذا كان الحرق في منطقة الوجه، أو الرقبة، أو الأطراف، أو في منطقة الأعضاء التناسلية، وذلك لتسهيل حركة المريض، ويمكن أن تغطى بمرهم الفلامازين ثم تغطى بطبقة ماصة من الشاش والضماد، ويتم التغيير على الحرق كل يوم أو يومين، وفي حال كان الحرق من الدرجة الثالثة أو نسبة المنطقة المصابة أكثر من %15 عند الكبار،

وأكثر من %10 عند الصغار باستثناء منطقة الوجه، والكفين، فيجب استئصال منطقة الحرق، إجراء عملية ترقيع، وعادةً ما تجرى خلال 2-3 أيام من حدوث الحريق، وبعد التئام الحرق بمدة قد تصل إلى 4 أسابيع، يحفظ مكان الحرق رطباً، وذلك عن طريق استخدام كريم مرطب للمحافظة على لون الجلد، ويفضل وضع واقي شمس قوته تزيد على% 30 وهو متوفر في الصيدليات، ويوضع كل صباح قبل تعرض المريض للشمس حيث خلايا الجلد بعد التئام الحرق مما يسبب تغيراً في لون الجلد إلى اللون الداكن.

* هل يحتاج المصاب لعملية تجميل للتخلص من التشوه؟

الدرجة الأولى، والسطحية الثانية لا تحتاجان إلى عملية. فقط وضع كريمات مرطبة، وبعد أسبوعين تقريباً يبدأ الجلد المحروق بالتقشر ويظهر جلد جديد بعده، أما الحرق من الدرجة الثالثة فيعتمد ذلك على عمق الحرق، والإسعاف السريع وإزالة الملابس، وتنظيف الجسم بماء فاتر وليس بارداً، لأنه يساعد على تكسر الخلايا، فإذا تم اتباع هذه الخطوات فيمكن أن تصل نسبة الشفاء إلى %80.

أسباب الحروق

1 - الجهل والإهمال واللامبالاة والتخريب.

2 - التخزين السيئ والخطر للمواد القابلة للاشتعال أو الانفجار.

3 - تشبع مكان العمل بالأبخرة والغازات والأتربة القابلة للاشتعال في وجود سوء التهوية.

4 -حدوث شرر أو ارتفاع غير عادي في درجة الحرارة نتيجة الاحتكاك في الأجزاء الميكانيكية.

5 - الأعطال الكهربائية أو وجود مواد سهلة الاشتعال بالقرب من أجهزة كهربائية تستخدم لأغراض التسخين.

6 - العبث وإشعال النار بالقرب من الأماكن الخطرة أو بحسن النية أو رمي بقايا السجائر.

7 - ترك المهملات والفضلات القابلة للاشتعال بمنطقة التصنيع والتي تشتعل ذاتياً بوجود الحرارة.

8 - وجود النفايات السائلة والزيوت القابلة للاشتعال على أرضيات منطقة التصنيع.

المخاطر التي قد تنتج عن الحريق

1 - الخطر الشخصي: ( الخطر على الأفراد ) وهي المخاطر التي تعرض حياة الأفراد للإصابات مما يستوجب توفير تدابير للنجاة من الأخطار عند حدوث الحريق.

2 - الخطر التدميري: المقصود بالخطر التدميري هو ما يحدث من دمار في المباني والمنشآت نتيجة للحريق وتختلف شدة هذا التدمير باختلاف ما يحويه المبنى نفسه من مواد قابلة للانتشار، فالخطر الناتج في المبنى المخصص للتخزين يكون غير المنتظر في حالة المباني المستخدمة كمكاتب أو للسكن،

هذا بالإضافة إلى أن المباني المخصصة لغرض معين يختلف درجة تأثير الحريق فيها نتيجة عوامل كثيرة منها نوع المواد الموجودة بها ومدى قابليتها للاحتراق وطريقة توزيعها في داخل المبنى إلى جانب قيمتها الاقتصادية. هذا كله يعني أن كمية وطبيعة مكونات المبنى هي التي تتحكم في مدى خطورة الحريق واستمراره والأثر التدميري الذي ينتج عنه.

3 - الخطر التعرضي: (الخطر على المجاورات) وهي المخاطر التي تهدد المواقع القريبة لمكان الحريق ولذلك يطلق عليه الخطر الخارجي، ولا يشترط أن يكون هناك اتصال مباشر بين الحريق والمبنى المعرض للخطر. هذا وتنشأ هذه الخطورة عادة نتيجة لتعرض المواد القابلة للاحتراق التي يتكون منها أو التي يحويها المبنى لحرارة ولهب الحريق الخارجي.

Email