التهاب القصبات المزمن التدخين من أهم أسبابه

التهاب القصبات المزمن التدخين من أهم أسبابه

ت + ت - الحجم الطبيعي

إن التنفس مثل نبض القلب ودوران الدم له اثر حيوي مباشر في الحفاظ على الحياة، إذ إن إمداد خلايا الجسم بالأكسجين إمداداً مستمراً غير منقطع له أهميته في قيام كل خلية من خلايا الجسم بوظائفها بالشكل السليم، ويعد التهاب القصبات المزمن أحد الأمراض الخطيرة التي تؤثر على عملية التنفس عند الإنسان.

لمعرفة المزيد عن هذا المرض وأسبابه واعراضه وطرق علاجه التقت «الصحة أولا»

د. عامر حلباوي اختصاصي في معالجة الضغط الشرياني السكري وأمراض القلب وجهاز التنفس والذي حدثنا قائلا:

إن التهاب القصبات المزمن هو مرض ناتج عن تضخم الغدد المفرزة للمخاط في القصبات الهوائية مما ينتج عنه ضخامة في الغدة وازدياد عدد الغدد في جدران القصبات الكبيرة ما يؤدي لانسداد القصبات الصغيرة.

بالإضافة إلى ذلك وجود خلايا التهابية في جدران هذه القصبات وكل تلك العوامل تؤدي إلى إعاقة وصول الهواء المشبع بالأوكسجين إلى الرئتين فيصاب المريض بأعراض هذا المرض.

وفي حالات شديدة يتطور المرض لحالة تسمى انتفاخ الرئة وفي هذه الحالة النسيج الرئوي يفقد مرونته وتنتفخ الفروع النهائية الصغيرة من القصبات ويتحطم جدارها وتتصل مع بعضها مما يؤدي لحدوث تكيسات هوائية داخل الرئة وهنا يصبح من المستحيل على الهواء المستنشق بعملية التنفس إجراء التبادل الغازي لإعطاء الأكسجين للدم وطرد ثاني أكسيد الكربون وتعتبر هذه العملية هي حالة نهائية غير قابلة للشفاء.

الأسباب

وعن أسباب هذا المرض قال د. حلباوي من أهم أسباب هذا المرض التدخين ويعد عاملا أساسيا، وطبعا إذا كان المريض يعاني من ربو مزمن قد يؤدي لمثل هذا المرض، في حالات كثيرة قد يكون السبب وراثيا، ولكن السبب الأهم والأخطر للإصابة بالتهاب القصبات المزمن هو التدخين .

الأعراض

وحول الأعراض الظاهرة لالتهاب القصبات المزمن قال د. حلباوي غالبا ما يعاني مريض التهاب القصبات المزمن من سعال حاد وضيق في التنفس، في الحالات الخفيفة يكون ضيق التنفس عند التعرض لجهد وإذا تطورت الحالة قد يزداد ضيق النفس فبداية يكون عند الجهد الشديد ومع تطور الحالة قد يضيق التنفس مع أي جهد خفيف.

وفي الحالات المتأخرة المريض يعاني من ضيق التنفس حتى وهو جالس، ومن الأعراض الأخرى ازرقاق الوجه نتيجة نقص الأوكسجين، وقد يؤثر التهاب القصبات المزمن في حالاته المتأخرة على القلب مما يعمل على هبوطه وخاصة القسم الأيمن من القلب وإذا أصيب المريض بهذه الحالة يعاني من احتباس للسوائل في الأطراف السفلية والبطن.

التشخيص

وبخصوص طرق تشخيص هذا المرض قال د. حلباوي إن أهم شيء عند تشخيص مرض التهاب القصبات المزمن هو معرفة القصة المرضية وهي أن المريض يعاني من سعال مزمن ولتأكيد تشخيص الحالة يجب أن يسعل المريض يوميا لمدة ثلاثة أشهر على الأقل بالسنة ولسنتين متتاليتين فإذا انطبق هذا على المريض يسمى التهاب قصبات مزمنا.

فقد يأتينا مريض يعاني من التهاب قصبات حاد يسعل من مدة أسبوع أو عشرة أيام فيتم إعطاؤه مضادا وتتحسن حالته، أما الالتهاب المزمن فيستمر لفترات طويلة.

ومن طرق التشخيص الأخرى قياس نسبة الأوكسجين بالدم عن طريق جهاز يوضع على إصبع المريض يعطينا نسبة الأوكسجين، ولتأكيد الحالة أكثر نقوم بأخذ عينة من الدم الشرياني للمريض ونحلل الغازات الموجودة به فإذا وجد اضطراب نقص أكسجين يتم تأكيد الإصابة، واهم طريقة للتشخيص هي اختبارات وظائف الرئة .

العلاج

وعن العلاجات المستخدمة قال د. حلباوي من علاجات التهاب القصبات المزمن هناك المضادات الحيوية لمقاومة الالتهابات وطبعا يكون المريض بحاجة لمقشعات البلغم، ومن العلاجات الأخرى هناك البخاخات والتي قد تحتوي على أدوية موسعة للقصبات والكورتيزون عن طريق البخاخ، وقد تعطى هذه الأدوية عن طريق أجهزة التبخير الخاصة.

وفي الحالات الشديدة قد نلجأ لإعطاء المريض الكورتيزون على شكل أقراص لفترة قصيرة لأن له مضاعفات، ومن أهم العلاجات إعطاء المريض الأوكسجين، وطبعا يجب أن يتبع مريض الالتهاب المزمن للقصبات برنامجا رياضيا تحت إشراف طبيب وذلك ضروري لتمرين جهاز التنفس على تحمل الضغط والجهد العضلي .

نصائح

وللوقاية من هذا المرض الخطير قال د. حلباوي لتجنب هذا المرض يجب التوقف عن التدخين قبل أن تبدأ تأثيراته بالظهور، بحيث يقوم المدخن بعمل فحص دوري لوظائف الرئة لتحديد مدى قوتها وفعاليتها، وللعلم لو ظهرت أي أعراض إصابة بالرئة وتم التوقف عن التدخين لن يعود عملها لسابق عهده لذلك حاول إيقاف التدخين وأنت برئة سليمة، وفي حال الإصابة يجب أخذ الأدوية واستشارة الطبيب في حال حدوث أي مضاعفات.

إحصائيات

أمراض الرئة المزمنة تصيب 16 مليون شخص بالولايات المتحدة الأميركية، 90% منها ناتج عن التهاب القصبات المزمن، 10% ناتج عن انتفاخ الرئة، وبصورة عامة نسبة حدوث هذه الأمراض بين 15%-5 من عدد السكان في الولايات المتحدة، والدراسات تشير إلى أن دول العالم الثالث تصل نسبة الإصابة بهذه الأمراض فيها إلى 25%-15 والسبب يعود إلى ارتفاع نسبة المدخنين بها وقلة الوعي الصحي لذلك فالنسبة اعلى بهذه الدول.

وهذا المرض هو السبب الرابع للوفيات في الولايات المتحدة بعد أمراض القلب والسرطان والفالج، وحوالي 50% من المدخنين المزمنين يتعرضون للإصابة بالتهاب القصبات المزمن على المدى البعيد.

كرم أحمد

Email