الرياضة جزء أساسي ومهم جداً في حياة الإنسان لما لها من فائدة تعود على صحته وإطالة عمره، وهي أيضاً جزء من تراثنا العربي والإسلامي وحث عليها الرسول صلى الله عليه وسلم إذ قال (علموا أولادكم الرماية، والسباحة، وركوب الخيل ).
وكانت هذه رياضات ذلك الوقت، أما الآن فيوجد أنواع عديدة و متنوعة منها، لكن لكل فرد منا طاقته وقابليته على تحمل الجهد المبذول خلال ممارستها، وأيضاً قدرته على تحمل الحرارة التي تميز أجواءنا الخليجية خلال هذا الفصل.
فصل الصيف التقت (الصحة أولاً) الدكتور ناصر الصلاح اختصاصي الأمراض الصدرية والباطنية، والدكتور إبراهيم كلداري لأخذ النصيحة والإرشاد لتجنب أضرار الحرارة التي قد تصيب الرياضيين خلال هذا الفصل، وبعض الأشخاص الذين يعانون أمراضاً مزمنة، ويمارسون الرياضة.
بداية الحديث كانت مع الدكتور ناصر الصلاح الذي قال إن الرياضة جزء مهم من حياة الشعوب الراقية والمتطورة التي تعمل، وتتناول غذاء صحياً. وممارسة الرياضة هواية يختارها الفرد حسب ميوله وقدرته، لذا لا يجب فرض أي نوع منها على الإنسان، فهي مثلها مثل الطعام قد يرغب في بعضه، ويتجنب بعضه الآخر.
وهي أساسية لأنها مفيدة للصحة النفسية والجسدية، ومن فوائدها الأساسية أنها تقوي القلب و تلين الشرايين وتدعم الجهاز التنفسي، والرئة و تنشط الدورة الدموية، وأيضاً جيدة للهضم، والأمعاء الدقيقة، وتساعد على إعادة ترسب الكالسيوم في العظام خصوصاً عند الأشخاص المصابين بالهشاشة.
وأضاف قائلاً: إنها تخفف من التشنجات التي تصيب العضلات، و تزيد من قوة التفكير، وتنشط الذاكرة، وفي النهاية تعمل الرياضة على خلق أجسام صحية تقاوم كثيراً من الأمراض.
أما عن الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة قال الدكتور ناصر : إن الرياضة تناسب جميع الأجسام والفائدة تشمل الجسم السليم و المريض، أما أفضل أنواع الرياضات للأشخاص المصابين بأمراض صدرية أو يعانون من الربو هي المشي، والدراجة الهوائية، والسباحة، وهذه الأنواع من الرياضة تلين وتقوي القلب والرئة.
وتزيد من نسبة الأوكسجين في الدم، وتنشط عملية التنفس، أما الأشخاص الذين يعانون من السكر فإن الرياضة تساعدهم على حرق الطعام، أو تخفيف جرعات الأنسولين، ونحن عندما نكتشف السكر في مراحله الأولى نبدأ بالعلاج من خلال عمل نظام غذائي، ورياضي جيد، وإذ لم يتم السيطرة على السكر نقوم بإعطائه الدواء.
وأفضل رياضة لهم ولمرضى الضغط المشي السريع لأنه يساعد على تقليل فرصة الإصابة بتجلط الرجلين، أما الأشخاص الذين لديهم نقص في التروية الدموية بعضلة القلب ننصح بركوب الدراجات الهوائية، وللمصابين بضعف عضلة القلب ينصح بالمشي لأنه يسهل الدورة الدموية ويحركها بشكل متواصل على المستوى نفسه.
والرياضة تساعد على حرق الكميات الإضافية من الكوليسترول والدهون في الجسم، وتقلل من ارتفاع الشحوم الثلاثية في الجسم خاصة إذا كان مرضاً عائلياً متوارثاً، وتعطي الرياضة نتائج أكبر خاصةً إذا اتبع الشخص برنامجاً غذائياً لأنها تندمج مع بعضها وتعمل على إطالة عمر الشرايين، وتزيد صلابتها.
وتخفف من كمية الشحوم والدهون في الدم، ويجب على الأهالي تعويد أبنائهم على الرياضة منذ الصغر وجعلها عادة من عاداتهم الأساسية، لأن ذلك يساعد على تقليل نسبة الأمراض المزمنة مستقبلاً.
أما عن أفضل الأماكن لممارسة الرياضة قال الدكتور إن الأماكن المفتوحة مثل البحر، والمناطق الحرجية، والحدائق العامة أفضل، لأن نسبة الأوكسجين أكبر، والهواء أنقى، بالإضافة إلى أن الطبيعة تصفي الذهن، وتشجع أكثر على المشي، والسباحة، والدراجات الهوائية لأن الإنسان يستطيع ممارستها في أي مكان وأي وقت، وهي ليست بحاجة لأجواء خاصة أو ملابس معينة.
وبالنسبة لاختيار الوقت قال الدكتور ناصر على الشخص أن يتجنب المشي وقت الظهيرة، لكي يحمي نفسه من ضربات الشمس لأن البعض يعتقد أن حرارة الشمس تساعد أكثر على زيادة التعرق، وبالتالي يحرق كمية أكبر من الدهون، وهذا اعتقاد خاطئ لأن كمية الحرق تعتمد على الحركة.
وليس على الحرارة التي يتعرض لها، لذلك يمكن أن تؤذيهم هذه الحرارة و يصابوا بجفاف، لذلك يجب تناول كميات كبيرة من السوائل خاصة الماء، وأخذ كمية أكبر من الأملاح، وإذا لعبوا في أماكن مغلقة عليهم أن يتحاشوا الوقوف أمام المكيف مباشرة، حتى لا يصابوا بذبحات صدرية خاصة الأشخاص المصابين بالحساسية.
أما الدكتور إبراهيم كلداري أستاذ الأمراض الجلدية في جامعة الإمارات العربية المتحدة وجامعة بوسطن فقال إن تغيرات الجو في فترة الصيف كثيرة ففيه تزيد حرارة الشمس وتتغير موجاتها الطولية ويوجد ثلاثة أنواع من الموجات وهي موجة ( أ ).
وتكون طويلة وتتسبب في تغير لون البشرة و الاسمرار وخاصة ذوي البشرة البيضاء، لذا على الأشخاص الذين يرغبون باللون البرونزي أن يقوموا باستخدام الواقي الذي يفلتر الموجة (أ) وأخذه لعمل اللون المرغوب به، أما الموجة (ب) فتكون متوسطة فتحرق و تحمر الجلد .
وقد تتسبب بضربة شمس خاصة للأشخاص الذين يقومون بتمارين رياضية في الصباح من الساعة 10 صباحاً لغاية الثالثة ظهراً، ومن أضرارها أنها تسبب احمراراً وحكة وظهور حساسية، وبعض الأشخاص يمكن أن يصابوا بالتحسس الضوئي متغير الأشكال الذي يضرب الوجه والأماكن الأكثر عرضة للحرارة، أما الموجة (سي) .
وهي صغيرة جداً وتمتصها طبقة الأوزون ولا تصل للأرض، ومع تغيرات الجو يمكن أن تؤدي إلى زيادة الكتل الدهنية وخاصة في الجبين، وخلف الرقبة، والشمس يمكن أن تضر الأشخاص الذين يعانون أصلاً من وجود أمراض جلدية مثل حب الشباب، والذئبة الحمراء.
وهو مرض يصيب ألياف الجلد، و الحزاز المسطح فالشمس تزيد من حدة الكلف والنمش وخاصة إذ لم يكن النمش وراثياً بل مكتسب نتيجة التعرض لأشعة الشمس، ولكن في أمراض أخرى تكون أشعة الشمس علاجاً مثل البهاق، والصدفية.
أما عن تعرض الجلد للتعرق فقال الدكتور كلداري: ينتج عن ذلك حساسية في الكفين وتظهر على شكل حبيبات مائية ممتلئة بالعرق، وتبدأ تنتشر بشكل مسطح على الجوانب وتسبب حكة، أو ظهور بقع وفطريات تسمى بالنخالة المبرقشة وتصيب الصدر، و الأكتاف، والرقبة، وإذ زاد العرق فتصدر روائح غير مرغوبة لتفاعله مع البكتيريا، وأكثر الأماكن التي تكثر فيها الرائحة تحت الإبط وبين أصابع القدم.
وأضاف قائلاً إنه يوجد أنواع من الفطريات والميكروبات تنتقل عن طريق حمامات السباحة واستعمال فوط الآخرين ما يسبب أمراضاً جلدية أو تناسلية، وقال إن من إيجابيات العرق أنه يحافظ على درجة حرارة الجسم الطبيعية وقدرها 37 درجة.
وهذا هو النوع الأول، أما النوع الثاني الذي يخرج من تحت الإبطف يبدأ بالظهور في سن البلوغ وله خصائص معينة و لا توجد له فوائد لجسم الإنسان، بل هو مفيد للحيوان الذكر الذي يجذب الأنثى خلال فترة التزاوج.
ويفرزه نوع معين من الغدد، أم عن فرط التعرق خصوصاً عند الأطفال قال إنه يسبب له طفحا حراريا على الجسم كله بشكل حبيبات صغيرة جداً، ويؤدي إلى انسدادات في مسام الجلد، ويكون لونها أحمر، ويوجد فيها نوع من الصديد وتتحكم مكوناتها بنوعها، وإذا لم تعالج ينتج عنها تجمع كتل حميدة، كما يتعرق الأشخاص الذين يعانون من حموضة أو عدم انتظام في الجهاز الهضمي.
أما عن الوقت المناسب لممارسة الرياضة ذكر الدكتور أن جميع الأوقات مناسبة بشرط عدم وجود أمراض جلدية، وأضاف أن البشرة تنقسم من 1-6 وذلك تبعاً للتدرج اللوني من شدة البياض إلى شدة السواد، فبناء على لون الجلد وقدرته على تحمل أشعة الشمس ومقاومته لها يحدد الشخص الوقت المناسب.
فالشخص الذي يميل للاسمرار يكون أكثر تحملاً من غيره، فبعض الأشخاص من شديدي البياض يكون لونهم مائلاً للاحمرار ويكونون مصابين بالبهاق وهو مرض يطلق على الأشخاص الذين يفقد جلدهم الصبغات اللونية.
ويسمون بأعداء الشمس، لكن بشكل عام أثناء الصيف خاصة في منطقة الخليج يفضل اللعب في الأماكن المغلقة أو ليلاً لأن طبيعة الجو حارة ورطبة وخاصية هذا الجو تساعد على زيادة الجفاف وانسلاخ الجلد، وخاصة عند الجري لأنه يحدث احتكاك بين الفخذين ويكون نتيجة البكتيريا أو الفطريات .
ويمكن أيضاً أن ينتج عنه بقع داكنة اللون مائلة للسواد، وهنا يقوم بعض الناس بفركه بشدة أثناء الاستحمام وهذا خطأ، والحل هو الغسيل ووضع بودرة الأطفال لإضفاء البرودة على المنطقة المصابة.
ومن المهم بعد ممارسة الرياضة أخذ حمام بماء حلو، واستخدام نوع معين من الصابون بحيث يكون رطباً وخالياً من الكبريت، ووضع كريم ذي طبقة رقيقة لترطيب الجلد، والجلوس في مكان جاف وبارد.
ونصح الدكتور كلداري من أجل الابتعاد عن مشكلات الجفاف استخدام كريمات، أو البودرة التي توضع في الماء وتنثر على الجسم وتعطي رطوبة له، وخاصة بعد السباحة للتخلص من الكلور، والرطوبة، والملح، وحرارة الشمس.
سمانا النصيرات

