فراشة العنق تصيب النساء أكثر من الرجال

فراشة العنق تصيب النساء أكثر من الرجال

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

الغدة الدرقية من أهم الغدد الموجودة في الجسم ويمكن تشبيهها بمحطة لتوليد الطاقة في الجسم البشري، وهي تقع في الجهة الأمامية من العنق، وتعرف باسم فراشة العنق، وتعمل أساسا على إفراز الهرمونات التي تتحكم في العمليات الاستقلابية داخل الخلايا، ولهذا إذا ما حدث أي اضطراب في الغدة الدرقية ينجم عنه اضطرابات في الجسم، فما هي الاضطرابات؟

التي تصيب هذه الغدة؟ وما هي تأثيراتها على جسم الإنسان وكيف يتم علاج هذا الاضطراب و ما هي المعاناة التي يشعر بها المصاب باختلال في الغدة الدرقية؟ للإجابة عن كل هذه التساؤلات كان للصحة أولا هذا التحقيق:

التشخيص والعلاج..البداية كانت مع د. محمد العاني اختصاصي الجراحة العامة وجراحة الصدر والأوعية الدموية في مجمع سماء الطبي والذي حدثنا عن الغدة الدرقية ومشاكلها قائلا: إن تضخم الغدة الدرقية من الأمراض الشائعة في الكثير من دول العالم والموجودة منذ قديم الزمان، والنساء هن الأكثر عرضة للإصابة بها من الرجال، ولتضخم الغدة الدرقية عدة أسباب سواء العائلية والتي تتعلق بالأنزيمات أو جغرافية تتعلق بمستوى اليود في مياه الشرب، ونقص اليود أحد الأسباب المهمة في تضخم الغدة الدرقية،

وهناك أسباب أخرى مثل التعرض لإشعاع معين أو غيره، وأنواع تضخم الغدة الدرقية متعددة حيث هناك أنواع حميدة مجرد أن حجم الغدة يكبر أكثر من الطبيعي وهذا لا يحتاج لتدخل جراحي خاصة إذا كان بسيطا ومتجانسا، أما التدخل الجراحي فيتم إذا كان التضخم كبيرا جدا أو إذا كان متزايدا، وفي هذه الحالة يعطى المريض العلاج الهرموني

وفي بعض الأحيان يعطى آيودين إذا كان هناك نقص في اليود، وذلك للمساعدة على تصغير حجم التضخم في الغدة، أما بالنسبة للعلاج الجراحي للتضخم البسيط وغير السام يعتمد عادة على حالات يكون الحجم بها كبيرا جدا والمنظر مشوه للرقبة، أو إذا كان المريض يعاني من حالات اختناق خاصة أثناء النوم وأثناء البلع، وإذا كان هناك امتداد للغدة الدرقية، وهناك أيضا التضخم السام والذي إما يكون كاملا أو يظهر على شكل عقدة معينة سامة،

وهذه الحالة تكون أسبابها عادة زيادة في الإفرازات وشكوى المريض منها يكون بسبب زيادة الهرمون والذي يؤدي إلى رعشة اليدين، وزيادة في التعرق، وزيادة في نبضات القلب ورطوبة البشرة والجلد و احمرار الجلد، اضطراب الشهية، مما يؤدي لنقص الوزن وقلة النوم، كل ذلك نتيجة زيادة الهرمون، والعلاج في هذه الحالة ممكن أن يكون على الشكل التالي:

العلاج الطبي أي إعطاء مواد تقلل أو تعادل أو تحد من تكون الهرمونات وهي مواد معروفة يستمر عليها المريض لأشهر أو لسنة، ويحتاج خلال ذلك لمتابعة مستمرة لكي تبقى الحالة تحت السيطرة.

العلاج الإشعاعي باستخدام المواد المشعة نقوم بقتل الخلايا الدرقية

فبإعطاء جرعة مشعة من اليود تقتل الغدة الدرقية وتعطي مفعولا أسرع لكن لها محاذير، فتأثيره يبقى لسنوات طويلة وخاصة عند النساء حيث لا نستطيع إعطاؤها هذا النوع وذلك لأنها لو أنجبت بعد عدة سنين فهذا الإشعاع قد يؤثر على الجنين مؤديا لحدوث تشوهات خلقية عنده، لذلك تعطى عادة هذه المواد في حال تكرار وفشل العلاج الجراحي والطبي.

العلاج الجراحي يجرى إذا كانت الغدة كاملة سامة، حيث يتم رفع جزء كبير من الغدة مع الإبقاء على جزء بسيط يفي بالحاجة اليومية للجسم، أو إذا كانت السمية في موقع أو عقدة معينة يتم رفع تلك العقدة.

رعشة فتسرع فجحوظ

ولمعرفة كيفية التعامل مع تضخم الغدة الدرقية التقت الصحة أولا بـ محمد سلامة وهو يعاني من مرض تضخم الغدة الدرقية وقد حدثنا عن رحلته مع هذا المرض قائلا: لقد اكتشفت أني مصاب بتضخم الغدة الدرقية منذ أربع سنوات، ومن الظواهر الأولى التي بدأت تظهر علي هي شعوري برجفة شديدة باليدين والأقدام، وقد اعتقدت حينها أني أعاني من مرض بالأعصاب،

لكن الذي زاد من خوفي هو ظهور جحوظ في عيني، عندما حدث معي ذلك لجأت لأحد الأطباء وكان متخصصا بالأعصاب، وقد سألني عن كل الأعراض التي تحدث معي والتي لم أكن أعلم بأنها خاصة بهذا المرض وهو الغدة الدرقية، والتي علمت بعد ذلك أن ما أعاني منه من أعراضها الظاهرة،

وكان الطبيب الذي لجأت إليه قد شك بالغدة ولكنه فضل أن يشخص قبل أخذ القرار وطلب مني إجراء فحص للدم وبعض التحاليل المخبرية الأخرى، وكانت نتائج التحاليل هي زيادة الهرمون في الغدة الدرقية، والذي كان مرتفعا جدا، حتى أنني بدأت بالعلاج بجرعة عالية حيث كنت أتناول من 5 إلى 6 حبات من أحد الأدوية،

وقد تدرجت بالعلاج حتى وصل العدد الآن لحبة واحدة يوميا، ومعظم أعراض المرض بدأت تتلاشى فالرجفة خفت وكذلك خفقان القلب الزائد وغيره ولكن الجحوظ في العينين هو الذي لم يخف لغاية الآن، ولم يحدد الطبيب أي سبب للمرض، ولكنه عزاها لزيادة الضغط النفسي والإرهاق في العمل،

وقد كان للأدوية التي استخدمتها بعض المضاعفات الخفيفة مثل الحساسية في أجزاء مختلفة من جسمي على شكل حبوب، وتم تغيير الدواء، وفي إحدى مراحل العلاج قام الأطباء بإيقاف العلاج ولم يحدث أي تحسن بل تراجع وضعي وقاموا بوصف دواء هرموني حيث أصبحت أعاني من انخفاض في نسبتها،

وبعد تعدل الوضع عدت مرة أخرى للدواء السابق، والآن أقوم بشكل شهري بإجراء تحليل للدم، مازلت أتناول حبة دواء كل يوم، وقد سألت طبيبي المعالج إذا كان هنالك طريقة لحل هذه المشكلة المرضية، فأخبرني أن هناك معالجة كيميائية، وفي الوقت الحالي أوقفت الدواء بناء على طلبه وذلك لمعرفة مضاعفات وقف الدواء على حالتي لتقييم الحالة،

وأنا الآن خلال فترة إيقاف العلاج وسيتم تشخيص الحالة بعد أشهر، وقد أخبرني الطبيب أنه لا حل نهائيا لمثل حالتي ولكن العلاج الكيميائي سيساعد على ثبات نمو الغدة وإبقائها على حجمها الحالي، ولكن سأبقى أتناول الدواء حيث سيرافقني مدى الحياة.

الفحوصات الهرمونية

تعد فحوصات هرمون الغدة الدرقية فحوصات للدم الذي يقوم وظيفة الغدة الدرقية. وتلعب هرمونات الغدة الدرقية دوراً رئيسياً في التطور الطبيعي للدماغ وبخاصة خلال الأعوام الثلاثة الأولى من حياة الإنسان، فالطفل الذي لا تنتج غدده الدرقية ما يكفي من الهرمونات الدرقية قد يصبح، في الحالات القاسية، متخلفا عقلياً. كما أن الأطفال الأكبر سناً بحاجة للهرمونات الدرقية للنمو والتطور بالصورة الطبيعية كما يحتاج البالغون إلى الهرمونات لتنظيم الحركة الأيضية.

الموجات فوق صوتية

يمثل التصوير بالموجات فوق الصوتية للغدة الدرقية والغدة الدرقية الجانبية فحصاً عن طريق التصوير المقطعي لتقويم الغدة الدرقية. ويمكن أن يساعد التصوير بالغدة الدرقية في تحديد حجم وشكل الغدة الدرقية ولكنها لا تستطيع قط أن تبين أداء وظيفة الغدة الدرقية. ويمكن استخدام التصوير بالموجات فوق الصوتية لتقويم الغدد الدرقية الجانبية الأربع التي تقع حول أو بجوار الغدة الدرقية الأم.

وتفرز الغدة الدرقية هرموناً يعرف باسم ثيروكسين وهو يتحكم بسرعة تحويل الجسم للأغذية إلى طاقة (الحركة الأيضية) وينتج هرمون الغدة الدرقية الجانبية أو PTH عن طريق الغدة الدرقية الجانبية ويقوم بتنظيم مستويات الكالسيوم والفوسفور في الدم. خلال التصوير الطبقي بالموجات فوق الصوتية للغدة الدرقية والغدد الدرقية الجانبية، يتم تمرير جهاز استشعار محمول باليد، محول من نوع طاقة إلى أخرى، جيئة وذهاباً على الرقبة لإنتاج صورة للغدة الدرقية والغدد الدرقية الجانبية.

التتبع الإشعاعي

يستخدم ماسح الغدة الدرقية التتبع الإشعاعي، وكاميرا خاصة لقياس الكمية التي يمتصها التتبع الإشعاعي من مجرى الدم عن طريق الغدة الدرقية. وخلال المسح الدرقي تلتقط الكاميرا صورة الغدة الدرقية من ثلاث زوايا مختلفة. وعادة ما يستخدم المتتبع الإشعاعي في هذا الفحص الأيودين أو التكنيتيوم.

وعادة ما يستخدم المسح الدرقي لتشخيص المشكلات التي تعاني منها الغدة الدرقية. ويمكن إتمام عملية المسح الدرقي لتقويم العقد الليمفاوية الدرقية أو يمكن أن تتم عملية الفحص بالمشاركة مع عملية فحص أخرى هي الفحص الإشعاعي اليودي لتقويم الوظيفة الدرقية.

ويمكن أن يبين المسح الدرقي حجم وشكل ووضعية الغدة الدرقية. ويمكن أن تقتفي المناطق الخاصة بالغدة الدرقية التي تبالغ في نشاطها أو يصبح نشاطها دون المستوى الصحي.

أم النوع الآخر من المسح الدرقي فهو المسح الكامل للجسم ويمكن القيام به للأشخاص الذين أصيبوا بسرطان الغدة الدرقية بعد أن كان عولج في وقت سابق.

كرم أحمد

Email