آلام الظهر تصيب 80% من الأشخاص

آلام الظهر تصيب 80% من الأشخاص

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعتبر آلام أسفل الظهر من أكثر المشكلات الصحية شيوعاً بين الناس وتأتي في المرتبة الثانية بعد نزلات البرد كسبب للتردد على الأطباء. وقد وجد في آخر الإحصائيات أن أكثر من 80% من سكان العالم عانوا أو يعانون أو سوف يعانون من نوبة حادة من آلام أسفل الظهر في فترة ما من حياتهم. وهناك أكثر من ثمانية ملايين فرد يصابون بآلام أسفل الظهر سنوياً.

ومن الناحية الاقتصادية تشكل آلام أسفل الظهر عبئاً كبيراً على المريض وأسرته بل وعلى المجتمع كله حيث ينقطع المريض عن عمله ما يؤدي إلى قلة الإنتاج وقد يؤدي في بعض الأحيان إلى مشكلات نفسية.

وتتكون منطقة الظهر من (33) فقرة على النحو التالي: (7) عنقية، (12) صدرية، (5) قطنية، (5) عجزية ملتحمين ( جزء واحد)، (4) عصعصية ملتحمين (جزء واحد) وتحتوي على 139 مفصل وعدد من الأربطة التي تربط الفقرات ببعضها.

ويلاحظ إذا نظرنا للصورة عن قرب نرى قدرة وإعجاز الخالق في تمتع العمود الفقري بخاصية هندسية فريدة ودقيقة ألا وهي الانحناءات الطبيعية التي تمكن الفقرات من توزيع وزن الجسم الأعلى (من الرأس حتى الخصر) والذي يتراوح ما بين 30 ـ 50 كيلوغراماً وتحمل هذا الوزن الهائل على مدار العمر.

من أهم الأسباب التي تؤدي لآلام الظهر، نذكر:

أسباب ميكانيكية: وتمثل أكثر من 90% من أسباب آلام أسفل الظهر والمقصود بها استعمال الظهر بطريقة خاطئة وغير صحيحة في الأنشطة اليومية مما يعرض منطقة أسفل الظهر لإجهاد شديد ينتج عنه تغير في الانحناءات الطبيعية للعمود الفقري وسوء توزيع وتركيز وزن الجسم على الفقرات القطنية السفلى. هذا يؤدي إلى تقليص مزمن أو حاد بالعضلات المحيطة بالعمود الفقري أو انزلاق نواة القرص الغضروفي مما يؤدي إلى اختناق بأحد الجذور العصبية المغذية للطرف السفلي. ويظهر ذلك في صورة ألم شديد جداً لا يطاق مع تنميل وخدلان بأحد الطرفين السفليين أو هما معاً.

وكما قلنا سابقاً إن نسبه الانزلاق الغضروفي لا تتعدى 5% من أسباب آلام أسفل الظهر وأن أقل من 4% فقط يحتاج لتدخل جراحي وأن أكثر من 90% منهم يمكن علاجه بالعلاج التخصصي من دون تدخل جراحي ويدخل تحت الأسباب الميكانيكية أيضاً ضيق القناة النخاعية أو قناة الجذور العصبية وأيضاً خشونة المفاصل الزلالية بين كل فقرتين أو خشونة القرص الغضروفي عند تقدم السن مما يؤدي إلى عدم قدرة القرص الغضروفي على تحمل الإجهاد الذي يقع على منطقة أسفل الظهر.

أسباب روماتزمية: مثل تيبس العمود الفقري الذي يصيب الذكور أكثر من الإناث في سن تتراوح من 25 ـ 40 سنة وينتج عن آلام مزمنة (تستمر لأكثر من ثلاثة أشهر) بأسفل الظهر تزداد في الصباح عند الاستيقاظ من النوم ويرافقها تيبس في الحركة، وتتحسن هذه الأعراض مع الحركة أو ممارسة أي تمرين علاجي وتكون مصحوبة بأعراض وعلامات أخرى كثيرة.

ومن ضمن الأسباب الروماتيزمية مرض الالتهاب المفصلي الصدفي ومرض الروماتويد. أيضاً هناك أسباب كثيرة مثل التهاب المفاصل المعوي (مصاحب بأمراض معوية) والالتهاب الليفي العضلي الذي يترافق بقلة في النوم أو عدم الراحة في النوم وبعبارة أدق عدم الإشباع من النوم (فالمريض إما انه يقلق كثيراً أو ينام كثيراً ويستيقظ كأنه لم ينم شيئاً).

أسباب لها علاقة بالغدد الصماء: من أهمها على الإطلاق هشاشة ولين العظام وأمراض الغدة الدرقية والجار الدرقية ومرض سواد البول أو (الكابتنيوريا) وبعض الأمراض الوراثية.

أسباب بكتيرية: مثل خراج العظام أو الالتهاب السحائي أو الالتهاب البكتيري للقرص الغضروفي أو الالتهاب البكتيري للفصل الحقوى.

بعض أمراض الجهاز البولي التناسلي: مثل المغص الكلوي والحالب والمثانة البولية وتقلصات الرحم والتهاب المبايض والبروستاتا.

بعض أمراض الجهاز الهضمي: مثل قرحة الاثنى عشر والتهاب الحوصلة المرارية والبنكرياس والقولون العصبي.

بعض الأورام الحميدة والخبيثة: وبعض أمراض الدم وقصور الدورة الدموية.

الضغط النفسي: مثل الاكتئاب والروماتيزم النفسي الذي يؤدي إلى إجهاد عضلات الظهر وتقلصات شديدة تؤدي إلى حدوث الألم الذي لا يستجيب للعلاج التقليدي الذي يستعمل في علاج آلام أسفل الظهر.

التشخيص

يعتبر أهم مرحلة في علاج حالات أسفل الظهر حيث يتم معرفة وتحديد الأسباب التي تؤدي للآلام وتخصيص الطرق العلاجية المناسبة لكل حالة.

الأشعة العادية: وهي تكفي لتشخيص أكثر من 90% من الحالات.

الأشعة المقطعية: وذلك إذا لم تتمكن من التشخيص باستعمال الأشعة العادية.

الرنين المغناطيسي: وهو أفضل الأنواع على الإطلاق.

المسح الذري: إذا كان الألم لا يتحسن مع العلاج مع وجود أعراض أخرى مثل ارتفاع درجة الحرارة ونقص مستمر في وزن المريض.

بعض التحاليل المعملية: مثل سرعة الترسيب وبعض الإنزيمات مثل إنزيم البروستاتا وإنزيمات العظام وغيرها التي يحددها الطبيب المعالج.

العلاج

يتم علاج آلام أسفل الظهر بالطرق التالية حسب حالة المريض:

؟ الحقن الموضعي للجذر العصبي أو المفصل الزلالي المصاب وهذه الطريقة لها مفعول قوي جداً وفعال في علاج كثير من الحالات خاصة إذا تم إعطاؤه عن طريق الطبيب المختص بجرعة تتراوح من 3 ـ 5 حقن في السنة بواقع حقنة موضعية أسبوعيا ولا يوجد أي مضاعفات لهذه الطريقة لأن الجرعة التي تحقن من الكورتيزون أسبوعياً لا تزيد عن الجرعة الفسيولوجية.

؟ العلاج الدوائي: ويتمثل في المسكنات ومضادات الالتهاب. ويضاف إلى ذلك أيضاً المغذيات الطبيعية للغضاريف حيث تساعد على إعادة بناء الغضاريف والتقليل من الآثار الجانبية للخشونة.

؟ العلاج الطبيعي: ويتمثل بالأخص على التمرينات العلاجية بالإضافة إلى موجهات قصيرة وأشعة تحت الحمراء أو الموجات فوق الصوتية أو العلاج الكهربائى ويتمثل في التيارات المتداخلة أو تيارات أخرى يراها الطبيب المعالج أو العلاج المائي.

؟ الكايروبراكتك: وهو تخصص جديد في الشرق الأوسط حيث يتم تقويم العمود الفقري عن طريق اليد.

؟ التدخل الجراحي: وذلك في حالات ضئيلة جداً كما ذكرت سابقاً.

الدكتور طارق طويل

دكتور/ كايروبرواكتك

جامعة كليفلاند ـ أميركا

Email