ألم أسفل الظهر من أعراض عِرق النِسا

ألم أسفل الظهر من أعراض عِرق النِسا

ت + ت - الحجم الطبيعي

هل حدث لك وعانيت من ألم في أسفل الظهر؟ إحساس بالحرق والوخز يمتد إلى ساقك؟ إحساس كأنه الوخز بالإبر والدبابيس. وميلك الطبيعي جعلك تجلس لتريح آلامك، ولكن ذلك لم يجد نفعاً، بل جعل الأمر أسوأ. من أين جاء هذا الألم؟ من المحتمل جداً أنه ناجم عن ضغط على أحد الجذور العصبية التي تشكل العصب الوركي،

وهذا العصب يمتد من أسفل ظهرك عبر الإليتين، ثم عبر المنطقة الخلفية للساق، والاسم الطبي لما تعاني منه هو اعتلال الجذر العصبي القطني العجزي، ولكن اسمه الشائع هو «عِرق النِسا».

ورغم أن هنالك أسباباً عدة لعرق النساء، إلا أن الحالة الناجمة عنه تتحسن عادة خلال عشرة أيام إلى أشهر عدة أحياناً. وذلك بمساعدة العلاج غير الجراحي، وغالباً ما يشمل العلاج مسكنات الألم، والأدوية المضادة للالتهاب والعلاج الفيزيائي، والتمارين العضلية الخاصة.

الأسباب

يُعتبر العصب الوركي أضخم عصب في جسم الإنسان، ويتشكل من أعصاب شوكية عدة تغادر الحبل الشوكي من فتحات خاصة بين الفقرات القطنية والعجزية. ومن المعروف أن هنالك أقراصاً خاصة بين تلك الفقرات تُدعى دسك «DISK» تحوي مادة جيلاتينية لها القدرة على امتصاص الصدمات.

ويحدث عِرق النسا حينما يُصاب أحد الجذور العصبية التي تشكل العصب الوركي بالانضغاط أو الالتهاب، وهنالك عدد من الأسباب المؤدية إلى ذلك:

1ـ انفتاق النواة اللبية القطنية:

يُعتبر انفتاق النواة اللبية أكثر أسباب عِرق النِسا شيوعاً، ويحدث عندما تنفتق المادة الجيلاتينية التي يحويها الدسك عبر طبقته الخارجية مشكلة انتفاخاً، هذا الانتفاخ أو البروز يمكن أن يحدث ضغطاً على الجذور العصبية المشكلة للعصب الوركي.

2ـ تضيق القناة الشوكية القطنية:

تمتاز هذه الحالة بحدوث تضيق في القناة الشوكية التي يعبرها الجذر العصبي مما يؤدي لانضغاطه، وهي أكثر شيوعاً لدى الأشخاص فوق سن الـ 60 نتيجة حدوث تغيرات تنكسية في العمود الفقري.

3ـ مرض الدسك المتنكس:

مع مرور الوقت وبتقدم العمر، تنكمش النواة (الدسك) الفاصلة بين الفقرات وتصبح أضعف من السابق، وهذه حالة طبيعية ناجمة عن الكبر، وقد تؤدي إلى حدوث انفتاق أو تضيق في الفتحات التي تعبرها الجذور العصبية.

4ـ انزلاق الفقرات:

يمكن لهذه الحالة أن تثار نتيجة تغيرات صغيرة في العمود الفقري تؤدي إلى انزلاق فقرة إلى الأمام مما يحدث تضيقاً في الفتحات التي تمر فيها الجذور العصبية وبالتالي تؤدي إلى عِرق النسا.

ويجب ألا ننسى أن هنالك العديد من الحالات التي قد تشبه في أعراضها عِرق النسا مثل:

أ ـ تناذر العضلة الإجاصية:

لهذه العضلة شكل الإجاصة أو الهرم، تقع على الوجه الخلفي لمفصل الورك أسفل العضلة الإليوية الصغيرة، وتعصبها الجذور Ls. S2. S1. إصابة هذه العضلة تؤدي إلى تخريش للعصب الوركي أثناء مروره في منطقة الإلية، ولكن الألم الناجم عن هذه الحالة لا يمتد إلى ما تحت مفصل الركبة.

ب ـ إصابة المفصل الحرقفي العجزي:

إصابة هذا المفصل يمكن أن تحدث آلاماً في أسفل الظهر مشابهة لألم عِرق النِسا، غير أن الألم يكون موضعاً في أسفل الظهر والإليتين ولا يمتد إلى الساق.

عِرق النسا يمكن أن يحدث في أي عمر، وأهم سبب له لدى الشباب هو انفتاق النواة اللبية، أما لدى كبار السن فالحالة ناجمة عادة عن تضيق القناة الشوكية المترافقة مع التهاب رئوي متطور أو تنكس النواة اللبية.

أهم الأعراض

قد يشكو المصاب بعرق النسا من واحد أو أكثر مما يلي:

1ـ ألم في أسفل الظهر يمتد إلى الإلية والساق، يزداد بالجلوس والانحناء إلى الأمام أو الخلف.

2ـ الإحساس بالحرق أو الحذر يمتد إلى الساق.

3ـ ألم موضع في الإلية وفي جهة واحدة.

4ـ ألم رامح شديد يجعل المصاب عاجزاً عن الوقوف.

5ـ ضعف في العضلات، تنميل أو صعوبة تحريك الساق أو القدم.

؟ بعض الأعراض والعلامات منذرة بالخطر وتستدعي استشارة الطبيب من دون تأخير:

1ـ الإحساس بضعف في الساق.

2ـ فقد السيطرة على المثانة البولية أو عملية التغوّط.

3ـ إذا كانت الأعراض في كلا الساقين.

4ـ إذا كان الألم يزداد ليلاً ولا يتحسّن بالراحة والاستلقاء على الفراش.

التشخيص

يعتمد التشخيص الصحيح على ما يلي:

1ـ قصة سريرية مفصلة وواضحة.

2ـ الفحص السريري: ويشمل فحص العضلات وقوتها، المنعكسات الوترية، الإحساس في الطرفين السفليين ومنطقة العجان، فحص أسفل الظهر وحركة الساق.

3ـ صورة شعاعية لأسفل الظهر.

4ـ التصوير بالرنين المغناطيسي يمثل أداة تشخيصية مهمة، وقد نلجأ له عند الضرورة.

5ـ أحياناً قد نجري تخطيط العضلات الكهربائي.

العلاج

1ـ الراحة في الفراش لمدة يوم أو يومين، ولا داعي للراحة لمدة أطول من ذلك فقد وجد أن إطالة الراحة تؤخر الشفاء.

2ـ التمارين الخاصة لعضلات الظهر.

3ـ يمكن استخدام الثلج أو الحرارة موضعياً فوق المنطقة المصابة 12 دقيقة تكرر عدة مرات في اليوم، أن تخفف الألم خاصة إذا استخدم مبكراً.

4ـ يأخذ المريض الوضعية التي تريحه مع تجنب ثني الظهر.

5ـ مسكنات الألم: كالباريستامول أو الاسبرين، مضادات الالتهاب غير الستيرودية.

6ـ أحياناً قد نعطي المرخيات العضلية أيضاً ولكن يفضل تجنبها لدى كبار السن.

7ـ إذا لم يكن أي من الإجراءات السابقة ناجعاً يمكن استخدام الحقن بالستيرويدات لمنطقة ما فوق الجافية في منطقة العصب المصاب فذلك يخفف الألم والالتهاب المحيط بالعصب.

8ـ العلاج الفيزيائي

حينما يصبح الألم تحت السيطرة أو ممكناً تحمله لابد من البدء بالتمارين والعلاج الفيزيائي للوصول إلى حركة طبيعية في العمود الفقري. وبعدها يمكن للمريض إجراء التمارين الخاصة بعرق النساء في منزله ودون مساعدة، أما ماهية تلك التمارين وكيفية القيام بها فيمكن للطبيب المعالج أن يشرحها للمريض.

العلاج الجراحي

قد تكون الجراحة الحل الأنسب في الحالات التالية:

1ـ إذا كان الألم شديداً، أو لم يستجب للعلاج المحافظ لمدة 4 ـ 6 أسابيع.

2ـ إذا كان هنالك ضعف شديد في عضلات الساق.

3ـ إذا كان هنالك اضطراب في عمل المثانة البولية أو عملية التغوط.

أما طريقة الجراحة المناسبة فيحددها الطبيب تبعاً لحالة المريض.

صيرورة المرض

إذا كانت الجراحة غير ضرورية فإن 90% من حالات عرق النساء الناجمة عن انفتاق النواة اللبية ستشفى خلال شهرين، ولكن النكس وارد، ولذا فإن التمارين لتقوية عضلات الظهر والعلاج الفيزيائي يعتبر مهماً لمنع النكس.

أما إذا كان سبب عرق النساء تضيق القناة الشوكية فإن مسيرة المرض وصيرورته تختلف من حالة إلى أخرى، وغالباً ما تكون النتيجة غير مُرضية. و لكن العلاج المحافظ ممكن في العديد من الحالات.

الدكتور قدري بري

طبيب الأمراض الباطنية في المستشفى الدولي

Email