البوتوكس علاج للحول

تشير العيوب البصرية في وضع العينين الى وجود «الحول» حيث تشير كل من العينين الى اتجاه مختلف. وهذا الاختلال في وضع العين يمكننا أن نلاحظه بشكل مستمر أو على فترات حيث يظهر تارة ويختفي أخرى وقد ينتقل هذا الاختلال بين العينين.

وعن أسباب «الحول» وأعراضه وأيضا علاجاته الجديدة يقول الدكتور عرفان الجزايرلي الأستاذ بمعهد أبحاث طب العيون بالقاهرة وإختصاصي جراحة العيون التجميلية تظهر «حالات «الحول» عادة في الأطفال وتصل نسبة الإصابة في الأطفال بالولايات المتحدة 4% ويظهر المرض بنسب متساوية بين الذكور والإناث،

وأشار الى أن الدراسات لم تعط سبباً أكيداً للإصابة بالمرض ولكن كثيراً منها أرجعته لأسباب وراثية. وفي حالة الشخص السليم تشير العينان إلى نفس النقطة ويقوم المخ بدمج الصورتين في شكل صورة واحدة ثلاثية الأبعاد ليشعر الشخص بإحساس العمق في الصورة التي يراها.

والمعروف أن هناك عدد ست عضلات تتحكم في حركة العين الواحدة.. وتتصل بها من الخارج ويكون المخ هو المسؤول عن عمل هذه العضلات، عضلتان من الست تحركان العين لليمين واليسار بينما الأربع الأخرى تحرك العينين لأعلى ولأسفل ولأي زاوية مائلة.

فالطبيعي أن تعمل هذه العضلات الست معا في شكل متوازن في كلا العينين لتحديد النظر في نقطة واحدة لتتحرك العينان في شكل متناسق وفي حالة وجود خلل في عمل هذه العضلات يظهر «الحول» وهذا يفسر ظهور الحول في بعض الأطفال الذين يعانون من حالات شلل المخ والطفل المنغولي واستسقاء الرأس وأورام المخ.

ويشير الدكتور عرفان الجزايرلي إلى أن العرض الرئيسي «للحول» وجود عين غير مستقيمة وفي بعض الحالات نجد أن الأطفال المصابين بالحول تنحرف إحدى عينيهم في ضوء الشمس الساطعة أو يميلون برؤوسهم بغية استعمال كلا العينين معا. ويتم التشخيص من خلال فحص العين للأطفال بوساطة طبيب متخصص في العيون قبل سن الرابعة أو عند الرابعة على الأكثر حتى يتم اكتشاف الحالة وعلاجها مبكرا. وينصح بفحص الطفل قبل سن الثالثة إذا كان أحد أفراد أسرته يعاني من «الحول« أو «كسل العين».

ويسبب «الحول» كسلاً في العين المصابة به ويتعرف المخ على الصورة السليمة التي تصدر من العين السليمة ويتجاهل الصورة الصادرة من العين الضعيفة «الكسولة» وهذا المرض يظهر في 50% من حالات الإصابة بالحول، ويتم علاج هذه الحالات بتغطية العين السليمة لتقوية وتحسين الرؤية في العين التي أصيبت بالكسل.. وينجح هذا العلاج البسيط عند الاكتشاف المبكر للإصابة.

وعن الفرق بين الحول الكاذب والحول الحقيقي يقول: «الأطفال حديثو الولادة تظهر عيونهم بشكل يشبه الحول... ومن الطبيعي أن تظهر أنوف كثير من الصغار عريضة ومسطحة مع وجود ثنية من الجلد عند الجزء الداخلي من جفن العين مما يعطي شكل الحول. وهذا الشكل الكاذب يختفي مع تقدم الطفل في السن.. ولكن ينصح بعرض الأطفال ذوي الأنوف العريضة والمسطحة بشكل واضح للكشف الدوري على العينين منذ ولادته وحتى سن الرابعة».

أما عن أنواع الحول فيقول الدكتور عرفان الجزايرلي «الحول الداخلي والناتج من إنحراف العين للداخل هو النوع الشائع لدى الأطفال وهؤلاء الأطفال لا يستعملون عينيهم معا وتكون الجراحة المبكرة هي أفضل علاج لتعديل وضع العين وفيها يقوم جراح العيون بتعديل الشد الموجود على عضلات العين المصابة ويحرك نقطة التقاء العضلة الداخلية مع جدار العين الخارجي الى الجزء الخلفي من العين وهذا التعديل يقلل من جذب العين للداخل ويسمح لها بحرية الحركة إلى الخارج.

أما «الحول التكيفي» فينتشر ما بين الأطفال المصابين بطول النظر عند سن سنتين أو أكثر. ولهذا فإن محاولته لتركيز نظره على الأجسام القريبة تؤدي الى الحول الداخلي والعلاج هنا يبدأ بالنظارة الطبية التي تعمل على إزالة عبء التركيز على الأجسام القريبة من العين مما يؤدي لعودة العينين الى وضعهما الطبيعي.

أما عن الجراحة الأساسية لعلاج «الحول» فيقوم الجراح في بدايتها بعمل فتحة صغيرة في النسيج المحيط بالعين كي يصل الى العضلات ويتم تصحيح وضع هذه العضلات حسب اتجاه انحراف العين وذلك تحت تأثير مخدر عام ويستطيع الطفل أن يمارس نشاطه الطبيعي بعد أيام من الجراحة ويمكن أن يستتبع الجراحة نظارة طبية

وفي أحيان قليلة قد يحتاج الطفل أو الشخص البالغ الى جراحة أخرى كي تصبح العين في وضعها الطبيعي، وهناك طريقة حديثة لعلاج الحول وافقت على اجرائها منظمة الأدوية والأغذية الأميركية وفيها يتم استخدام عقار «البوتوكس» الذي يستخدم منذ فترة في عمليات تجميل الوجه والجفون ويتم حقن هذه المادة في عضلات العين المنحرفة مما يؤدي الى ارتخائها وشد العضلات المعاكسة فتعود العين الى وضعها الطبيعي.

ولكن يعيب هذه الجراحة أن المادة يبقى تأثيرها على هذه العضلات مدة قصيرة ولكنها في بعض الحالات القليلة أدت الى تصحيح دائم لوضع العينين

القاهرة ـ مكتب البيان