ضربة لجهود حماية تراث مصارعة الثيران

ضربة لجهود حماية تراث مصارعة الثيران

ت + ت - الحجم الطبيعي

في ضربة قاصمة لحملة حماية تراث مصارعة الثيران في إسبانيا، نُقل جوز توماس، وهو أشهر مصارع ثيران إسباني، إلى وحدة العناية المركزة في أحد مستشفيات المكسيك،أخيرا، بعد أن أصيب بجروح بالغة، إثر نطحه بقرني أحد ثيران المصارعة في مدينة أوغسكالينينتس المكسيكية.

وحاصر الثور، الذي يزيد وزنه على نصف طن، المصارع الشهير، المتحدي للمخاطر، وغرس قرنه عميقا في ركبته، ورفعه عاليا في الفضاء.

وذكر الأطباء أن قرن الثور اخترق ركبة المصارع، البالغ من العمر 34 عاما، لمسافة 15 سم، ومزق شرايينه وأوردته، فتسبب في فقدانه كمية كبيرة من الدم.

وأعلن مدير أعمال المصارع أن الجرح كان عميقا، وأنه تم إجراء جراحة عاجلة له، استغرقت أكثر من ثلاث ساعات ونصف الساعة، واحتاج إلى نقل 8 لترات من الدم إليه، على الرغم من أن الجسم البشري لا يحتوي، في العادة، سوى على 5 لترات من الدم، مشيرا إلى أن حالة توماس خطيرة جدا. وعلى الرغم من استجابة المصارع بصورة جيدة لعلاج الجرح، الذي يهدد حياته، فإنه يحتاج للبقاء في العناية المركزة لبضعة أيام، حتى تتحسن حالته. ولا يملك الأطباء حاليا سوى الانتظار والترقب.

وأظهرت الصور التلفزيونية أن مصارع ثيران آخر حاول وقف اندفاع الدم بيديه، فيما كان المصارع ينقل بعيدا عن حلبة المصارعة. وكان فقدان الدم مفاجئا وغزيرا، لدرجة أنه تم توجيه نداء عاجل لمن يملك فصيلة دم المصارع من الجمهور، للتبرع بدمه. وبدا خيط الدم واضحا بين الحلبة وسيارة الإسعاف، فيما وقف والد توماس ينتحب، مبديا قلقه الشديد على حياة ابنه.

وذكرت الصحف أن إصابة المصارع في غاية الخطورة، حتى أن الأطباء الذين عالجوه في البداية لم يكن لديهم وقت لتخديره. وذكر أحد الأطباء أن جرحه مشابه لجرح مصارع إسباني سابق شهير يدعى «باكويري» لقي حتفه على حلبة مصارعة الثيران. مشيرا إلى أنه ستكون هناك معاناة شديدة، وتستغرق وقتا طويلا.

يشار إلى أن فرانسيسكو ريفيرو، الملقب بـ «باكويري»، تعرض للنطح حتى الموت على يد أحد الثيران في عام 1984، وقد خلف وراءه طفلين، يعتبران اليوم من أشهر مصارعي الثيران، إلى جانب توماس.ويبدو أن الإصابة التي لحقت بتوماس لن تساهم في الحملة الجارية للحفاظ على تراث مصارعة الثيران حيا في منطقة كتالونيا بشرق إسبانيا.

وكان من المقرر أن يصارع توماس على حلبة برشلونة، حيث يضمن أن تباع كل التذاكر، قبل تطبيق حظر متوقع على مصارعة الثيران من قبل البرلمان المحلي في كاتالونيا.

ويدور جدل في البرلمان بشأن الحظر عقب تلقيه التماسا من قبل 127 ألف إسباني طالبوا فيه بحظر مصارعة الثيران ومنع إقامتها في مناطقهم. ونتيجة لذلك دار جدل كبير في طول البلاد وعرضها، حيث أعلنت مناطق أخرى في إسبانيا أن مصارعة الثيران تعتبر كنزا تراثيا محميا، وعرض المسؤولون تقديم منح مالية، وخفض الضرائب المفروضة على مروجيه.

عمر حرزالله

Email